أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - بني كرزاز في قلبي















المزيد.....

بني كرزاز في قلبي


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 3710 - 2012 / 4 / 27 - 00:40
المحور: الادب والفن
    


آه يا بني كرزاز

إنني مزهو

وأنت تلبسين ثوبا جديدا

جديدا

أنيقا

أفرحني

بث الغبطة في دواخلي

آه لو تعلمين كم أحبك

آه لو تعلمين كم أحيا

وأنا أسير في منعرجاتك

آه

آه

يا بني كرزاز

أحلامي

يا رفيقة أحلامي

يا ملهمتي

كم أكون سعيدا بلقياك

كم أكون مستبشرا بمحياك

...

آه لو تعلمين

آه لو تعلمين

كم تسكنينني

كم تستوطنيني

آه يا ملهمتي

آه يا حبيبتي

آه يا سمائي

آه يا شوقي

آه

لقد رأيتك تلبسين

ثوبا أنيقا

وعاينت على محياك زقزقة العصافير

وعاينت في سمائك طائر الخطاف

الذي ظننته أنه غاب

لكنه عاد

لقد أدخل البشرى في سريرتي

جعلني أحس بالحياة

آه لو تعلمين

كم أنا سعيد

بعودة الحياة

بذهاب الضيم والممات

رأيت في سريرتك الحمار والأثان

ينهقان

يتعاشقان

لقد رأيت هذا بأمي عيني

وفمي

وأذني

.....

عندئد تأكدت أن الحياة مازالت في هذه الربوع

آه لو تعلمين

آه لو تعلمين

يا من تسكن قلبي

لقد رأيت الغيلم والسلحفاة

يتطاردان

عندئد إكتشفت عنف أيروس

التي تسكن هذه الربوع

التي أخذت عهدا بالتصدي للتناتوس

آه لو تعلمين

كم إكتشفت إنسانيتي وأنا أذوب في أحضانك

في إنشغالاتك

وعواطفك

آه لو تعلمين

كم تشربت الإنسانية

وأنا أقف منحنيا

متضرعا

معتذرا

لسحلية

إرتكبت

هفوة في حقها

يوم قتلت واحدا من عشيرتها

آه لو تعلمين

آه لو تعلمين

كم أتأسف

على يوم ذاك الذي تعجرفت فيه

يوم أسقطت موتي على الآخرين

لكنني اليوم أيتها السحلية

أقف معتذرا

أطلب العفو والصفح

من الجميع

من كل هؤلاء الذين إرتكبت في

حقهم إثما أو هفوة

أعتذر

أه لو تعلمين

يا ملهمتي

وأنا أجلس فوق الصخرة المتكتلة

تأخذني

إلى كل مكان

إلى كل زمان

إنها تبلور نوستالجيا

ماضي الأثير

إنها تحيلني إلى هذه الأرض

وهي تقطع سبل الحياة

على إيقاع خلايا الزنابير

وحفيف الرياح

وشطحات الدوم

وأصوات السيارات

أه لو تعلمين

وأنا أدون بهذا القلم الأسود

الذي فقد مداده

إنني أنظر الآن

من فوق هذه الصخرة المترامية

إنها تأخذني

إلى يوم كنت أرضع ضروع

قطعان الماعز

التي تأوي بهذا المكان

آه كم تصارعت

مع القطعان

مع رفاقي

آه يا ملهمتي

إن بني كرزاز

في قلبي

إنك تأخذنيني

بعيدا

لتذكرينني بعنفوان أيروس

تذكرينني بالسحلية

يوم كنت أهاجم الزنابير

وأدمر خلياتها

يوم كنت أهجم على العقبان

يوم قتلت الثعابين

يوم فقصت بيض القبارات

يوم قصلت رأس الجعل

وقتلت الرتيلاء

آه لو تعلمين

كم أحنق غضبا على هؤلاء الذين حرضوني

آه كم أعلن ثورتي عليهم

إيذانا بإنسانيتي

برغبتي في الوصول إلى الإنسانية

آه لو تعلمين

وأنا أتذكر الآن

ويتراءى أمامي العالم

وتدور من حولي هذه الحيوانات

كم أطير فرحا بهذا التعدد

الزاخر

هذه الأرض الجميلة

هذه الأرض الوسيمة

المجبولة بعنفوان أيروس

الضارب جذوره في أعماقي

والذي كان مطمورا

وملغيا

ومنبوذا

آه كم أنا سعيد

بدخولي إلى مملكة الإحساس

بعفوية

ودون إستئدان

آه

لو تعلمين

يا من تسكن دماغي

لم أعلم أن السحلية

إبنة عمي

أن دماغي

يتجزؤ إلى جزء يسمى سيرفو ريبيتيليان

أنئد إكتشفت

ماضي السحيق

ماضي الوحدة

الذي إنبثق منه أيروس

مقتحما كل العالم

آه لو تعلمين

كم أنا مزهو

يا بني كرزاز

وأنا أجوب دروب ثقافتك الغزيرة

أجلس فوق صخورك

وأعوم في واديك

وألعب الكرة مع أطفالك

وأرعى نعاجك

وأقطف حمصك

وأركب حميرك

وأقبل فتياتك

آه لو تعلمين

إنك نور يدلني

في يوم ساده الغبش المغبوش

آه لو تعلمين

إنك محاربة الضنك والعبس المعبوس

إن أشجارك ترقص رقصة الشيخات

رقصة العونيات

في صباح صبوح

رفقة بناديرهن

آه لو تعلمين

كم الأمطار تفرح بلقياك

آه لو تعلمين

فهذه الكلمات المدرارة

تنزل من صدرك الضاوي

من إبتسامتك الفيحاء

آه لو تعلمين

في أرضك لعبت حابة

تعلمت فن اللمسات

فن المداعبات

فن الرجولة

تعلمت الجنس

لا بل سكنني

يوم تبلور دماغي السحلي

بفضلك سأعتذر للدوم

يوم أشعلت في وجهه النيران

وصرت أفقز وأضحك

على مأساته

آه لو تعلمين

إنني أتذكر كل هذه الأشياء حبا فيك

يا أرض بني كرزاز

أرض أمي الحنونة

إنها أمي وأنجبت أمي

يوم ذاك تبلور فينوس

آه لو تعلمين

إنني أريد أن أذوب في كينونتك

في حضنك

لأكتشف ذاتي

ومرادي

آه لو تعلمين

تلك الجذور الغائرة

في التاريخ

وذاك السدر

وتلك المقبرة

وتلك القبور الحجرية المتآكلة

وتلك المناديل البيضاء للزوار

في الغبير من السنين

آه أنقذيني

أيتها السيدة

يا فاطنة بنت عبو

دليني على أثر من آثارك

إنني أركيولوجي

أنحدر من هذه الأرض

بحث في الكتب

ولم أعثر على تاريخي

ولم أعثر تاريخ حياة هذه الأرض

أنقذيني

فأنت العارفة

فأنت من كان يحج إليك الحجيج

أنقذيني

لأخرجك من وحدتك

ماضيك الغابر

ساعديني لأسد الأفواه

أفواه الموت

التي ترفض الكلام فيك

أنقذيني

إنني أريد العلم

إنني أبحث عن الحياة وسط الموت

عن الحياة المطمورة

الغائرة في هذه الأرض

أرض كرزاز

آه

آه

آه

...

لو تنقذينني

آه

13-04-2012

بني كرزاز



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل إنسانيتي
- عنفوان أيروس
- كيف أقضي يومي النموذجي؟
- ملاحظات حول ظروف بحث صديق
- نعم للتحدي
- تعهرات
- متيم أنا
- آه أيها الرحيل
- لحظات لا تنس
- حبيبتي فينوس
- تقلونات
- الموت في بني كرزاز
- مدرستي السادية
- من الطريق وإلى الطريق(ملاحظات)
- شمس الثورة
- رغما عن أنفكم إنني موجود
- ملاحظات من الواقع السليماني
- طقس صلاة العيد الأضحى وجدلية الحضور والغياب بين المعنى واللا ...
- تأملات كرزازية
- البرتوش(عمل وصفي)


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - بني كرزاز في قلبي