أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الهروب إلى الخالق














المزيد.....

الهروب إلى الخالق


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3710 - 2012 / 4 / 27 - 00:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كل الأديان يهرب المخلوق إلى الإله الخالق ما عدى الإسلام إذ يهرب المخلوق الضعيف إلى مخلوق آخر أكثر منه ضعفا,أي أنه يتبع الأحاديث النبوية ويسهب فيها أكثر من إسهابه في القرآن,علما أن الذي يتبع سواء أكان النبي أو الخليفة كل ذلك على الإطلاق محاولة ذكية للضحك على أللحى والشوارب حيث يتصور المسلم نفسه في البداية أنه في أمان مع ألله ولكن سرعان ما يدرك أنه أصبح تابعا لبشر يخطأ أكثر مما يصيب.

من المفترض جدا وبدون أي مقدمات أن يكون هرب الإنسان إلى عبادة الله أو أي إله كان ما كان أسمه أن يكون هذا الهروب هربا من تبعيته لإنسان آخر مثله يستقوي عليه وينهب منه قوت يومه وعرق جبينه,وهذا هو من المفترض في الحقيقة أولا وأخرا أن يكون,فضعف الإنسان يؤدي به إلى البحث والتقصي عن إله يحكم بالعدل بدل أن يكون تابعا لمخلوق هو مثله ولا يفوقه إلا بقوة العضلات أو المال والجاه والسلطان,وهنا موقف الإسلام موقف متناقض جدا من هذه الرؤية وهذه الزاوية حيث الإنسان يتبع سنة الله أي أنه يتبع تصرفات وسلوكيات نبي الإسلام وبالتالي نحن لم نفعل أي شيء إزاء تحرير الإنسان حيث من الواجب على الضعفاء وغير الضعفاء أن يتمسكوا بالخالق وليس بالمخلوق وأن تكون علاقة كل فرد مع الله مباشرة وبدون أي وسيط ولكن هنا الرسول هو الوسيط ونحفظ عنه آلاف الأحاديث المكررة علما أن الذين دخلوا في الإسلام في بداية الأمر دخلوا وهم بنيتهم أن يتخلصوا من سلطة المخلوق ليذعنوا فقط إلى سلطة الخالق وهنا خيبة الأمل واضحة وكبيرة حيث عدنا إلى بداية الطريق ورجعنا جميعنا لنقع مرة أخرى بيد المخلوق يرسم ويحكم فينا ويتسلط على الضعيف فينا.

كان من المفترض بالإسلام في بداية الدعوة له في مكة أنه جاء ليخلص الإنسان من تبعيته لمخلوق مثله لعبادة رب العباد وليس لعبادة العباد أنفسهم ولكن بعد ذلك حصلت مشكلة كبيرة جدا وهي أن الخلفاء الذين خلفوا الرسول قد عملوا ليلا ونهارا على اعادة الإنسان إلى ما كان عليه قبل الدخول في الإسلام أي أنه أعادهم إلى عبادة العباد واتباع سنة الرسول محمد.

وحتى الآن نتحدث فلسفيا ومنطقيا ولكن بعد قليل سندخل على السُنة وعلى الفرض حيث الفرض أولى بالإتباع من السنة,وهذا أولاً,ولكن ثانيا,نحن أمام مسألة رواية الحديث والقرآن نفسه حيث من الواجب أن نتبع القرآن ولا نتبع السنة على الإطلاق,والدليل على ذلك هو أن الرسول محمد كان قد نهى عن تدوين كل ما يقوله وكل ما يفعله وكان شديد الحرص على اتباع القرآن ولو أراد محمد لغيره من المسلمين أن يتبعوا سنته بالكامل لدمجها دمجا مع آيات القرآن الكريم,ولكن دعونا نلاحظ هنا هذه المشكلة وهي مشكلة القرآن والسنة فلماذا لم يدمجها محمد بالقرآن بشكل مباشر وخصوصا عدد الصلوات وعدد الركعات؟علما أن ذلك لم يرد في القرآن نهائيا؟ وما المانع أن يذكرها الله في القرآن؟والجواب واضح وهو أن الله أصلا والدين في الأساس هو هروب سريع من عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق.

وهنالك أغلبية كبيرة من علماء السنة يقولون:بأن الرسول كان قد نهى عن تدوين آثاره وسلوكياته وتصرفاته خوفا عليها من أن تختلط تلك السلوكيات بالقرآن نفسه,وهذا كلام صحيح,وبمعنى آخر أن محمدا نفسه كان ينهى عن إتباع سنته وكان ضد هذه الحركة التي لم تظهر إلا على يد خلفائه وخصوصا خلفاء بني أمية,والأصح على المسلمين اليوم أن لا يتبعوا السنة بل يتبعوا القرآن لأن القرآن هو الشكل الصحيح للعبادة وهو تأطير لا بد منه بين العبد وربه.

وأنا هنا لست من جماعة القرآنيين ولكنني أعرف من خلال قراءاتي للديانات أن أي دين أرضي أو سماوي جاء ليخرج الإنسان من تبعيته للمخلوق إلى تبعيته للخالق,وبعد ذلك يصيب هذا الفكر العطب ويدخل عليه مستفيدون جدد يريدون تحقيق الفائدة لأنفسهم ويريدون أن يعود الناس لإتباع المخلوق بدل إتباع الخالق.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سيتبقى مني
- صورة المرأة المسلمة في الدنيا والآخرة
- لو يصبح العرب مثل داروين
- المرأة الطاهرة
- في الأرض التي مشى عليها المسيح
- الاغتسال والذبح على الطريقة الإسلامية
- يد فكتور هيغو
- رجم الشيطان لا يكفي
- الأحزان والهموم شيمة المفكرين
- مستقبلنا على الأرصفة
- التوكل على الله
- جلدي يحكني
- ضعف الوحدة العضوية والموضوعية في سور القرآن الكريم.
- كلمة بسيطه
- هل الإنسان مخلوق من تراب؟
- الدور الذي لعبته جدتي
- المرأة تجمع بين عدة وظائف
- جدتي رحمها الله
- الذين نحلم بهم لا يحلمون بنا
- كيف انتشر الإسلام حديثا؟


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الهروب إلى الخالق