قائمة بأهم الأعمال التي كانت تقوم بها المرأة الريفية في بلدة صيدنايا - محافظة دمشق - القسم الرابع

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1090 - 2005 / 1 / 26 - 12:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

فصل الخريف :
يوم قطاف العنب ( المسطاح ) :
الدوالي وكروم العنب تحتاج .. إلى كثير من العمل , والإعتناء , والخبرة , والملاحظة , وحب للزراعة في كافة الفصول .
فمن حراثة الكروم , إلى تقليم الأغصان في الربيع - وقد لاحظت في لبنان أن هذه العملية تتم في نهاية الخريف - وهذا أفضل على ما ييدو لي زراعيا - .
إلى التطعيم , والتوريق , والتسميك ,, أي رفع أغصان الجفنة عن الأرض على قطعة من أغصان التين تسمى ( مسموك ) على شكل حرف واي حتى لا يتلف العنقود على التربة . , ثم الجني والتذبيل والتجفيف .
فبعد أن تكلمت عن هذه المراحل في الأقسام السابقة نأتي إلى مرحلة جديدة وهي القطاف -
فبعد نضج العنب وبعد أن تكون العائلة قد قطفت من الكروم للطعام اليومي طوال شهري اّب وأيلول , يأتي عيد الصليب 28 أيلول شرقي - وهذا اليوم متعارف عليه محليا بأنه حان سطح العنب - أي قد أصبح ناضجا تماما وحلوا وصالحا للتجفيف .
يبدأ هذا اليوم بقطاف العنب في سلال وغيرها من الأدوات منذ الصباح , ويجمع في وسط الحقل على شكل عرمة ( كومة ) , ثم يغسل ويغطس كمية وراء كمية بالماء والرماد والزيت .. الموضوع في وعاء كبير ,, لكن نحاس ,, في الشمس منذ الصباح لهذا الغرض . من ثم يصفى في مصفاة وينشر ويفرد على أكياس الورق السميك أو الكرتون في المسطاح المخصص لذلك ( أي أرض ممهدة تأخذ شكل مستطيل أو مربع ) ويترك هكذا مدة أسبوعين تقريبا لكي يجف تماما ويصبح زبيبا , مع صنع ,, عرائس الزبيب ,, على الأطراف حتى لا تأتي الطيور عليهم .
وهذه العملية تحتاج إلى فعلة وعمال وأدوات كثيرة .. ووقت طويل أيضا , ولذلك يساهم كل أفراد العائلة ويساعد الأقارب أو الأصدقاء فيها , ويوزع هدايا من العنب لكل من ساعد في هذه الحفلة الجماعية الجميلة , مع الناطور طبعا ,, ناطور المنطقة ,, كذلك , مع غداء وغناء جماعي تحت شجر الحقل .
وأحيانا كان يباع قسم من إنتاج العنب الطازج هذا أثناء هذه العملية لبعض ,, معامل صناعة العرق والنبيذ ,, المحلية أو للبلدات المجاورة , أو لمعامل دمشق .

قطف ثمار التين للطعام , والفائض للتجفيف كمؤونة لفصل الشتاء :
تتم هذه العملية , بقطاف الثمر , وتجفيفه في الحقول على أرض ممهدة لذلك فوق نوع من الورق السميك وتركه مدة عشرة أيام تقريبا ليجف تحت أشعة الشمس جيدا , أو كان ينقل إلى البيت طازجا أخضرا ليجفف على سطح المنزل .
وهذه العملية كانت تتم كل ‘ مرة طوال فترة نضوج الثملر , وبحسب ما تملك العائلة من أراض مزروعة من هذه الشجرة , في جهات اشرق والغرب والجنوب البعيدة منها أو القريبة , وما يلزم من متابعة وقطف يومي .
ولأن الحقول بعيدة عن المنازل , كان العمل يستغرق أحيانا وقتا طويلا , منذ الفجر حتى العصر , وخاصة إذا كانت الكروم غزيرة الأشجار وعالية الأغصان , وتعمل المرأة أو الصبيّة بمفردها .
بعد تجفيف ثمار التين جيدا , تنقل إلى البيت في سلال أو صفائح تنكية على الأكتاف أو الرؤوس , وإذا كانت العائلة فلاحية زراعية فكانت تنقل كل هذه الأثقال على الدواب . - ولا ننسى بأن وزن سلة التين المجفف أثقل بكثير من الأخضر الطازج .!
وبعد انتهاء موسم القطاف نهائيا في شهر تشرين الأول , يبدأ فصل التين ذي النوعية الجيدة على حدة والباقي صنف ثاني , ثم يحفظ في صنلديق خشبية , أو صفائح معدنية أو جرار فخارية , ويكبس جيدا مع بعضه حتى لا يدخل الهواء إليه , حيث يؤكل في الشتاء مع الجوز واللوز أو القضامة والزبيب .. في ليالي الشتاء الطويلة .. وسهراته الممتعة حول مواقد النار .. فهي فاكهة الريفيين الشتائية المفضلة , عدا منافعها الطبيعية المتعددة .

صنع التين المشرح - 2 -
يقطف ثمر التين الناضج وتشرح كل ثمرة إلى قسمين ويصفف على أطباق القش أو أي وسائل أخرى ويجفف في الشمس . وكانت تتم إما بالحقل أو المنزل , لإستعماله فيما بعد مربى كحلويات للطعام .
صناعة مربى التين : تتم على ثلاث طرق . 1 - مربّى التين المشرّح المجفف - يطبخ على النار , بإضافة له السكر والسمسم والجوز واليانسون وقليل من الحمض .
وبهذه الطريقة أيضا يصنع مربى التين المشرّح الأخضر الطازج تماما - وهي الطريقة الثانية .
والطريقة الثالثة في صنع مربّى التين الأخضر :
يوضع ثمر التين أخضرا صحيحا , أي الثمرة الكبيرة الجيدة كما هي , في ماعون نحاسي كبير على النار بإضافة له السكر وقليل من الماء وبعض وبعض حبات كبش القرنفل والمسك ويطبخ حتى يعقد , وبعد أن يبرد يعبأ في أواني ليحفظ مؤونة للبيت كحلويات أو للضيافة للفصول المقبلة .
وكانت ربة البيت أحيانا تختصر طبخه على النار , فتضعه في صوان تحت أشعة الشمس على الشرفات أو السطح وتقوم بتقليبه يوميا , وبهذه الطريقة يحافظ ثمر التين على لونه العسلي وذو نكهة مميزة .
في الحقيقة .. لقد ابتدعت المرأة الريفية عدة طرق وأساليب وأنواع لحفظ الفاكهة وتجفيفها أو لصنعها مربّى وحلويات وغيرها , لإستعمالها وتناولها في غير موسمها , وهذا لا شك فيه إنه نوع من تطور الصناعة الغذائية البيتية اليدوية .. نتيجة , أو هو بالأحرى وليد الملاحظة والخبرة والذكاء معا ...وهي جزء هام من الأمن الغذائي الذي كان متوفرا لشعبنا في كل مكان .

صناعة الخل من بقايا العنب , والنبيذ :
تقوم المرأة في نهاية هذا الفصل بتصفية مادة الخل من الأواني التي جمعت فيها جماش عنب النبيذ , وبقايا التفاح والعنب وتضع هذا الإنتاج في زجاجات محكمة لتحميض الأطعمة والإستعمالات الأخرى .
يتبع

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات