|
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيديولوجية، والسياسية...!!!.....9
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 19:49
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إلى:
ـ الرفيق الكبناني، المناضل الطليعي.
ـ كل طليعي، يحرص على أن تصير الاشتراكية العلمية، اشتراكية علمية، وليست شيئا آخر.
ـ كل من اقتنع بالاشتراكية العلمية، ووظف منهجها العلمي، في التعاطي مع الواقع، بعيدا عن كل ما لا علاقة له بالعلم، بمعناه الاشتراكي العلمي.
ـ كل من تعامل مع الدين، أي دين، على أنه شأن فردي، ولا يمكن أن يصير غير ذلك.
ـ كل من يحرص على أن يصير الدين الإسلامي، كمعتقد فردي، متحررا من الأدلجة.
ـ من أجل مجتمع بعقل علمي.
ـ من أجل دين بلا أدلجة.
ـ من أجل إنسان متحرر، وبعقل علمي، يمكنه من الاختيار الحر، والنزيه.
ـ من أجل مغرب متحرر، وديمقراطي، واشتراكي.
محمد الحنفي.
المنطلقات العلمية واقعية:
وبعد مناقشتنا للا علمية المنطلقات الدينية، والخرافية / الدينية، والعقلية المثالية، وما يترتب عن اعتمادها من مناهج مثالية، تقود إلى نتائج مثالية / لا علمية، وانعكاس كل ذلك على إعادة إنتاج تخلف الواقع، على جميع المستويات، ننتقل إلى مناقشة المنطلقات العلمية / الواقعية.
فنحن عندما نقبل على دراسة موضوع فزيائي، أو طبيعي، أو حتى اجتماعي، لا بد لنا من منطلقات ننطلق منها في تلك الدراسة. وهذه المنطلقات، لا بد أن تكون مادية أولا، وملموسة ثانيا، ومناسبة، أو متناسبة مع موضوع الدراسة، حتى نستطيع أن نؤسس عليها منهجا فيزيائيا، أو طبيعيا، أو اجتماعيا؛ لأن مواضيع، من هذا النوع، لا تكون منطلقاتها إلا مادية ملموسة، وإلا، فلن يكون هناك علم بالمعنى الفيزيائي، أو الطبيعي، أو الاجتماعي.
ولذلك، قلنا في الفقرات السابقة: أن الاشتراكية العلمية، لا يمكن أن تكون إلا علمية.
ومنطلق الاشتراكية العلمية الأساسي، هو الواقع المادي / الاجتماعي، الذي يعتبر، في نظر الاشتراكية العلمية، هو الأصل في الوجود، وليس نتيجة لوجود آخر.
وهذا المنطلق المادي / الاجتماعي، هو الذي أنزل قوانين الجدل الهيجلي، من السماء، إلى الأرض، على يدي ماركس، وأنجلز، مما أحدث ثورة عظمى في التاريخ العلمي / البشري، وحول العلم الاجتماعي / المثالي، إلى علم، بمنطلقات اجتماعية، وبمنهج علمي قائم على إعمال قوانين الديالكتيك الماركسي، يؤدي تفعيلها إلى نتائج علمية / اجتماعية، يتم اعتمادها لبناء نظرية علمية عن الواقع، يمكن تفعيلها لتغيير الواقع في تجلياته المختلفة، من أجل وضع حد لعلاقات الإنتاج الرأسمالية، والرأسمالية التبعية، وإقامة علاقات إنتاج اشتراكية، بعد تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، وبعد تغيير ملكية وسائل الإنتاج، من الملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج، التي تؤول إلى الأفراد العينيين، أو المعنويين، إلى الملكية الاشتراكية، التي تؤول إلى المجتمع، الذي يصير، بذلك، شعبا عاملا، ومنتجا للخيرات المادية، والمعنوية، ومتمتعا بتلك الخيرات، التي توزع توزيع عادلا على جميع أفراد المجتمع، وصولا إلى تحقيق مبدأ: "لكل حسب حاجته، وعلى كل حسب قدرته"، حتى لا تصير المؤهلات وسيلة لإحداث تفاوت طبقي، بين جميع أفراد المجتمع الاشتراكي، المرشح للانتقال إلى التشكيلة الأعلى، عندما تتحقق الاشتراكية في جميع البلدان المعروفة، بكونها أنظمة رأسمالية، أو أنظمة رأسمالية تابعة.
والمنطلقات العلمية، هي منطلقات واقعية ملموسة، وهي جزء من الواقع القائم، في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ولا يمكن فصلها عنه، وإلا، فإنها لن تصلح لأن تصير منطلقات علمية.
والمنطلقات العلمية / الواقعية، تتناقض تناقضا مطلقا، مع المنطلقات الدينية، والخرافية / الدينية، والعقلية / المثالية، على مستوى التأسيس المنهجي، وعلى مستوى النتائج، وعلى مستوى النظرية، وعلى مستوى الممارسة، وعلى مستوى الرؤيا السياسية، للمجتمع، مما يجعل العلاقة بين المنطلقات العلمية / الواقعية، والمنطلقات المثالية المتعددة الأوجه، علاقة صراعية، تعمل على نفي كل منهما للأخرى، على جميع المستويات.
إلا أن هذه العلاقة الصراعية، لا تنفي قيام المنطلقات العلمية / الواقعية، باعتبار الدين، والخرافة، والعقل، جزءا لا يتجزأ من الواقع، ومن المكونات المادية / الثقافية، في ذلك الواقع الاجتماعي، حتى يمكن أن تصير، هي بدورها، مستهدفة بالدراسة العلمية، من أجل معرفة خصوصية المجتمع. فوجود الدين، أو الخرافة، أو العقل المثالي، في مجتمع معين، لا يتناقض مع المنطلقات العلمية / الواقعية، باعتبارها منطلقات مادية. ومعرفة خصوصية مجتمع معين، معرفة علمية دقيقة، يمهد الطريق أمام تفعيل النظرية العلمية، التي تستهدف المجتمع بالتغيير.
ولكن عندما يتحول الدين إلى مصدر للمنطلقات، التي يعتمدها مؤدلجو الدين الإسلامي، مثلا، فإن تلك المنطلقات، تدخل في تناقض مع المنطلقات العلمية / الواقعية؛ لأن الدين، هنا، كمنطلقات يصير موظفا أيديولوجيا، وسياسيا، وهو ما يرفضه الموقف العلمي من الدين، أيا كان هذا الدين. ومن الدين الإسلامي، إن صار هذا الدين الإسلامي مجرد منطلقات، يعتمدها مؤدلجو الدين الإسلامي، ليؤسسوا عليها مناهجهم، التي يسمونها مناهج إسلامية، للتعامل مع الواقع، الذي يسمونه تعاملا إسلاميا، للوصول إلى نتائج يسمونها نتائج إسلامية، لبناء نظرية يسمونها نظرية إسلامية، يعتمدونه في القيام بممارسة تهدف إلى الوصول إلى العمل على تأبيد الاستبداد القائم، أو لفرض استبداد بديل، يسمونها ممارسة إسلامية.
وعندما يتحول الفكر الخرافي / الديني، إلى منطلقات إقطاعية، فإنها تصير متناقضة مع المنطلقات العلمية / الواقعية، لكونها تفقد اعتبارها جزءا من الواقع المادي، ومكونا من مكوناته الثقافية، وتتحول إلى منطلقات نقيضة للمنطلقات العلمية / الواقعية، يعتمدها الإقطاع لبناء مناهجه، التي يعتمدها في التعامل مع الواقع، للوصول إلى نتائج، يعتمدها لبناء نظرياته عن واقع معين، لتصير تلك النظرية / الإقطاعية، مصدرا للممارسات الساعية، إلى تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل، لا يمكن وصفه إلا بالاستبداد الإقطاعي، الذي يتناقض تناقضا مطلقا مع ما يتم السعي إلى تحقيقه في الواقع، باعتماد المنطلقات العلمية / الواقعية.
أما عندما يتحول العقل المثالي، باعتباره جزءا من الواقع المادي، ومكونا من مكوناته الثقافية، إلى منطلقات عقلية / مثالية، تعتمدها البورجوازية في إيجاد مناهج مثالية، تعتمد في التعامل مع الواقع المادي، للوصول إلى نتائج مثالية، تعتمد لبناء نظرية مثالية عن الواقع المادي، يتم نقلها إلى ممارسة بورجوازية، تسعى إلى تأبيد الاستبداد القائم، أو تعمل على فرض استبداد بديل، لتدخل في تناقض مطلق مع المنطلقات العلمية / الواقعية؟
وهكذا، يتبين أن المنطلقات الدينية، لا يمكن أن تكون إلا مثالية، والمنطلقات الخرافية / الدينية، هي منطلقات مثالية. والمنطلقات العقلية / المثالية، هي بطبيعتها مثالية، بخلاف المنطلقات العلمية، التي لا تكون إلا واقعية.
ومعتمدو المنطلقات المثالية المختلفة، يستهدفون تأبيد الاستبداد القائم، المكرس للاستعباد، والاستغلال، أو يسعون إلى فرض استبداد بديل، يكرس الاستعباد، والاستغلال.
أما معتمدو المنطلقات العلمية، / الواقعية، فإنهم يسعون إلى تحرير الإنسان، وتحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وتحقيق الاشتراكية، التي تضمن التوزيع العادل للثروة، بين جميع أفراد المجتمع.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....7
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....6
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....5
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....4
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....3
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....2
-
النخبة المغربية، التي لا تبحث إلا عن مصالحها.....!!!.....1
-
ما ذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....
...
المزيد.....
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
-
استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
-
جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل
...
-
إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
-
إضراب عمال “النساجون الشرقيون”
-
تسعة شهور من الحبس الاحتياطي.. والتهمة “بانر فلسطين”
-
العدد 590 من جريدة النهج الديمقراطي
-
اليمين المتطرف يحتفل برحيل أونروا من إسرائيل
-
الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل
...
-
تسع خطوات عاجلة لـ 10 نقابات مهنية مصرية ضد تهجير ترامب للفل
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|