مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1089 - 2005 / 1 / 25 - 12:21
المحور:
الادب والفن
بقدر ما يتأمل الإنسان داخل ذاته , ويسبر أغوار ماضيه , ولحظة ولادته .. ومكانها المقدس , بين حبل السرة ونور الحياة ,
بقدر ما ينمو في عمق أرضه .. وإنسانيته .. وجغرافية مكانه .. وزمانه , بقدر ما ينتشر .. ويتجذر , في تربة الوطن .. ومساحته المترامية ,
والأرض واتساعها , وجهاتها , .. والكون ومجراته .
أي ما تعني
من مفردات واقعه .. وتاريخه.. وتراثه .. وثقافته , لتكون له هوية .. وانتماء .
فهو لم يأت من فراغ , بل .. هو إمتداد .
الحياة .. إستمرارية .. تواصل .. إضافة , لكل ما هو أصيل .. وتجديد وإبداع .
تواصل الحياة , خلق .. وحب .. وفن .
الحياة .. تذوق .. واحترام .. وعمل , عمل ثم عمل ثم عمل .
لبنان - 1994 -
من مقدمة لمؤلف : لصيدنايا الصباح
2 - الحياة وفاء ...
الحياة .. ليست للنيام
والخائفين
الحياة للمستيقظين
والمجتهدين .
الحياة .. ليست للمرتزقة
والراكعين
ليست للضعفاء أبدا .. أو للأنانيين
والخائفين .. أو الجاحدين .
هي الحياة كفاح .. وعطاء
وحب .. وغناء .
الحياة نعمة .. وحكمة
وفلسفة .. ودمعة
ورؤية .
,, فمن يأخذ عليه أن يعطي ,,
هكذا يقال ..وهكذا .. تعلمنا الطبيعة .
لكن البعض يحب العطاء
العطاء .. ثم العطاء .
وحده العطاء .. دون مقابل
سعادتهم بالعطاء -
أما الأخذ, فليس من قاموسهم
أو شعاراتهم .
نرجع إلى الطبيعة فنرى
النهار وليد الشمس
يعطينا ويمنحنا الصحة والقوة .. والنمو
والشجرة تأخذ من الأرض النماء
لتعطينا الغذاء .. والثمر , وو...
وهكذا كل شئ في الطبيعة
يأخذ .. ويعطي .
وأنا .. كم أخذت .. وتزودت
من بلدتي صيدنايا
عروسة وطني الكبير ..؟
كم أعطتني .. هذه البقعة السخية
بمادتها .. وروحيتها .. وتاريخها
بثقافتها وأرضيتها ...؟
كم حملتني من مخازنها .. وصوامعها
وضفافها .. ودلتاتها ..؟
وقد نهلت .. ونهلت
وخبأت .. وخبأت
كل ما امتص جسمي .. وعقلي
وروحي -
وكنت أغنى الغنيات في العالم ..!
وأوفى .. وأكثر المحظوظات بهذا الإرث
الأثمن من الفيروز
والذهب .. واللاّلئ
وكانت النعمة الكبرى .
ووفاء مني
وفاء مني أن أعطي جزءا صغيرا .. صغيرا
ونقطة .. من بحر ما أخذت
وما اكتسبت . ..,
أن أعطي لبلدتي
حبا .. وكلمة .. وصورة
تعرض .. وتحفظ .. وتقرأ -
في كل لغات العالم
وترقص على كل مسارح العالم
على أنغام الفن الشرقي
وعصر المعلومات .. والثقافة الجديدة ...!
لبنان - كسروان - 1996 -
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟