|
تأملات مشروعة 2
هشام آدم
الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 11:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة في تأملي السابق تطرقت إلى موضوع زواج خديجة بنت خويلد من محمد (نبي الإسلام)، وتعرضتُ بشيء من الإيجاز لعدة نقاط، وهي: موضوع وفاة جميع أبنائه الذكور (من خديجة وماريا القبطية) قبل الهجرة إلى يثرب، وموضوع معجزة ولادة خديجة من محمد عدة مرات وهي في سن اليأس، وأخيرًا، موضوع عدم إنجاب محمد من بقية زوجاته حتى وفاته. وقد أضاءت بعض التعليقات على ذلك الموضوع جوانب معتمة، وساهمت في إثراء الموضوع، وأظن أنها حركت راكدًا فيما يخص هذا الأمر، وهو المطلوب على أي حال من مثل هذه الموضوعات التي تحاول، في المقام الأول، إعمال العقل في المقدس المسكوت عنه، بإزاحة ركام الخرافة والتسليم الأعمى.
في هذا المقال أنشر تأملي الثاني حول نقطة أخرى من السيرة النبوية، وهو متعلق بموضوع القبلة (بكسر القاف). وأقصد هنا قبلة المسلمين المعروفة في أيامنا هذه، وهي الكعبة الكائنة جغرافيًا في مدينة مكة، بالمملكة العربية السعودية. والحقيقة أن كتب السيرة والتراث الإسلامي أسرفت كثيرًا في شأن الكعبة، وتعددت حتى بدت جميعها متضاربة ومتناقضة، ولكن جميعها تتفق على شيء واحد، وهو تقديس هذه البقعة من الأرض. فنقرأ على سبيل المثال: "فلم يزل البيت منذ اهبط آدم إلى الأرض معظمًا محرمًا تتناسخه الأمم والملل أمة بعد أمة، وملة بعد ملة، وكانت الملائكة تحجه قبل آدم ..."[1] فقداسة المكان قديمة، تعود إلى بدايات الوجود البشري على الأرض (بحسب الروايات الدينية لبداية الوجود البشري)، ومن إسراف المؤرخين والمحدثين حول الكعبة، ومكانتها نجد أن بعضهم خرج عن المعقول، واتجه إلى الخرافة، وما لا يصدقه العقل، فنقرأ مثلًا: "فلما أراد إبراهيم بناءه (أي البيت) عُرج به إلى السماء، فنظر إلى مشارق الأرض ومغاربها، وقيل له: اختر، فاختار موضع مكة. فقالت الملائكة: يا خليل الله، اخترت موضع مكة وحرم الله في الأرض"[2]
ونقرأ كذلك: "حدثني المثنى بن إبراهيم قال أخبرنا إسحاق بن الحجاج قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبا يقول إن آدم لما أهبط إلى الأرض فرأى سعتها ولم ير فيها أحدا غيره قال: يا رب أما لأرضك هذه عامر يسبح بحمدك، ويقدس لك غيري؟ قال الله: إني سأجعل فيها من ولدك من يسبح بحمدي ويقدسني، وسأجعل فيها بيوتا ترفع لذكري ،ويسبح فيها خلقي، ويذكر فيها اسمي، وسأجعل من تلك البيوت بيتا أخصه بكرامتي وأوثره باسمي ،وأسميه بيتي، أنطقه بعظمتي، وعليه وضعت جلالي، ثم أنا مع ذلك في كل شيء ومع كل شيء أجعل ذلك البيت حرما آمنا يحرم بحرمته من حوله ومن تحته ومن فوقه فمن حرمه بحرمتي استوجب بذلك كرامتي ومن أخاف أهله فيه فقد أخفر ذمتي وأباح حرمتي أجعله أول بيت وضع للناس ببطن مكة مباركا يأتونه شعثا غبرا على كل ضامر من كل فج عميق يرجون بالتلبية رجيجا ويثجون بالبكاء ثجيجا ويعجون بالتكبير عجيجا فمن اعتمده ولا يريد غيره فقد وفد إلي وزارني وضافني وحق على الكريم أن يكرم وفده وأضيافه وأن يسعف كلا بحاجته تعمره يا آدم ما كنت حيا ثم تعمره الأمم والقرون والأنبياء من ولدك أمة بعد أمة وقرنا بعد قرن"[3]
مما تقدم يتضح لنا المبالغة والتهويل، في تناول موضوع (مكة،الكعبة) ولكننا، بقليل من التجريد والتخلص من الجوانب اللامعقولة والخرافية في مثل هذه القصص، يمكن أن نصل للفكرة العامة التي أراد هؤلاء المؤرخون إيصالها لنا، وهي أن قداسة الكعبة قديمة (وربما أزلية) لا أحد يعلم!
اليهود والمسلمون (أبناء العمومة وصراع الضرائر) إذا حاولنا استدعاء شخصية إبراهيم النبي، التي لا يوجد دليل أركيولوجي أو تاريخي عليها، فيما عدا ذكره في الكتب المقدسة، فإننا نجده يوصم في كثير من الآيات القرآنية بأنه كان "مسلمًا" بل إنه "أول المسلمين" {{وأنا أول المسلمين}}[4]، وهو الذي أطلق هذه التسمية (مسلم) على كل من اتخذ دين التوحيد ديانة له في ذلك الوقت، وفي هذا نقرأ: {{هو الذي سماكم المسلمين}}[5]، وإننا لا نعلم ماذا كان آدم ونوح والقلة الذين آمنوا معه، وأنبياء عهد ما قبل إبراهيم إن كان إبراهيم هو أول المسلمين؟! ولكن على كل حال، فهذا هو الوصف القرآني لإبراهيم النبي، وهو شخصية ملهمة للغاية في التراث الديني سواء اليهودي أو الإسلامي على حد سواء، فلولاه لما كانت اليهودية، ولولاه لما كان الإسلام، فهي شخصية لها أهميتها المرجعية لهاتين الديانتين على وجه الخصوص.
وفي حين أن الكعبة (في جزيرة العرب) هي قبلة المسلمين الرسمية، فإن قبلة اليهود هي المسجد الأقصى (فلسطين). ولسخرية الأقدار فإن المدينة الأولى هي المدينة التي كانت تقيم به (أو نفيت إليه بالأحرى) هاجر زوجة إبراهيم أو أمته في بعض الروايات[6] والتي ولدت له إسماعيل، والمدينة الثانية هي مدينة سارة زوجة إبراهيم الأولى. ونقرأ في كتب السيرة أن سارة غضبت من هاجر بسبب خلاف شب بين ولدها "إسحاق" وولد أمتها "إسماعيل"[7] ، فأمرت إبراهيم بأن يطردها، فأخذها وذهب بها إلى مكة (!!) والحقيقة أن منشأ السخرية في ذلك أن غيرة امرأة كانت سببًا في نشوء أكبر ديانتين في التاريخ البشري: اليهودية والإسلام. وكأن الأمر في رمته لا يعدو كونه منافسة غيرية بين ابن السيّدة، وابن الجارية، وما تزال (للسخرية) مستمرة حتى الآن. وإن كنا قد نتفهم غيرة سارة من هاجر ربما لأنها كانت أصغر منها سنًا، وربما لأنها كانت أجمل[8] إلا أن ما ليس بمفهوم هو ردة فعل إبراهيم تجاه هذه الغيرة، فنحن نعرف أن بعض الرجال المتعددين قد يلجأ إلى إسكان زوجتيه في طابقين منفصلين في بيت واحد، أو بيتين منفصلين في حي واحد، أما أن يكون الفاصل بينهما كالفاصل الجغرافي بين فلسطين والحجاز، فهو أمر مستغرب للغاية، لاسيما مع معرفتنا بوسائل المواصلات المتوفرة في ذلك الوقت.
التفسير الجاهز لدى أصحاب السيرة والمؤرخين الإسلاميين معروف، فهم يقولون بأن اختيار إبراهيم لمكة بالتحديد كان بوحي من الله، وأنا هنا أستغرب من هذا الوحي المتطرف الذي يوعز لإبراهيم دائمًا بفعل أشياء غير إنسانية: فقد أوحى إليه بعد ذلك أن يذبح ابنه، كما أوحى إليه من قبل بترك زوجته وطفلها منفردين في بقعة صحراوية لا ماء فيها ولا نبت، ولا ناس. وردهم على ذلك قد يكون على شاكلة (إنه امتحان من الله) وأنا لا أكاد أفهم الحكمة من مثل هذه الامتحانات الغريبة، ولا النتائج التي قد تترتب على مثل هذه الامتحانات. فما هي النتيجة التي ترتبت على امتحان ذبح إبراهيم لولده؟ هل هو اختبار لقوة إيمان إبراهيم مثلًا؟ أم هو امتحان لصبر وبر إسماعيل الصبي؟ وعلى كل حال فإن تضارب الأقوال والآراء لدى المؤرخين هو ما أدخلنا في مثل هذه الإشكاليات، فحديث الثعلبي أعلاه عن اقتتال إسماعيل وإسحاق في الصبا يتنافى مع ما ذكره آخرون من أن إسماعيل عندما انفجرت بئر زمزم من تحت قدميه كان طفلًا رضيعًا.
وقبل أن انتقل إلى نقطة أخرى في هذا المقال، أجد أنه يجدر بي الإشارة إلى حادثة عجيبة ذكرها محمد بن إسحاق (صاحب السيرة) عن بعض خلاف سارة وهاجر، فيقول: "قال ابن إسحاق: فحملت سارة بإسحاق، وقد حملت هاجر بإسماعيل، فوضعتا معًا، فشب الغلامان. فبينا هما يتناضلان ذات يوم، وقد كان إبراهيم سَابَق بينهما، فسبق إسماعيل، فأخذه وأجلسه في حجره، وأجلس إسحاق إلى جانبه، وسارة تنظر إليه، فغضبت، وقالت: عمدت إلى ابنة الأمة فأجلسته في حجرك، وعمدت إلى ابني فأجلسته إلى جانبك وقد جعلت ألا تضرني ولا تسوءني؟ وأخذها ما يأخذ النساء من الغيرة، فحلفت لتقطعن بضعة منها (أي من هاجر) ولتغيّرن خلقها. فبقيت متحيرة في ذلك. فقال لها إبراهيم: أخفضيها واثقبي أذنيها. ففعلت ذلك، فصارت سنة في النساء."[9] الفكرة الرئيسة من هذه القصة أن سارة غضبت من تصرف إبراهيم لأنه أخذ ابن الجارية في حجره، بينما أجلس ابنها إلى جواره، ولكنها بدل أن تغضب من إبراهيم صبت جام غضبتها على هاجر، وحلفت أن تقطع لها جسدها وأن تغير في خَلقها. ثم إنها بدأت تفكر كيف يمكن لها أن تبر بقسمها الغليظ ذلك، فاستشارت إبراهيم "النبي" فلم يشر عليها أن تستعيذ بالله من وساوس الشيطان الرجيم، بل قال أشار عليها أن تقطع حشفة فرج الجارية هاجر، وأن تثقب لها أذنيها. ومن هذا نعلم من أين جاءت فكرة ختان الإناث، وفكرة ثقب الآذان للنساء، وإنه مما يدعو للسخرية بحق.
الإسلام: ملة إبراهيم أم ملة يعقوب؟ نأت الآن للمفارقة الغريبة، فمن المعلوم أن المسلمين قبل تحويل القبلة إلى الكعبة[10] كانوا يستقبلون بيت المقدس. والحقيقة أنني لا أدري إن كان محمد نبيًا جاء، كما قيل، لتجديد الديانة الإبراهيمية، فلم تحول في البداية عن بيت الله الذي بناه إبراهيم خصيصًا لهذا الغرض بأمر شخصي من الله؟ وإننا إن استمعنا إلى قصة البراء بن معرور لعرفنا أن هذا الرجل كان أكثر تفهمًا لدين الله الإبراهيمي العربي من محمد نفسه، فهو في إسلامه كان يرفض أن يستقبل بيت المقدس، وكان يُصر على استقبال الكعبة في كل صلواته، وكان يقول: "لا أدع هذه البَنِيَّة مني بظهر" أي لا أحيل عن استقبالها بوجههي بأن أجعلها قبلة، حتى سأل محمدًا في هذا الأمر فقال له محمد: "قد كنتَ على قبلة لو صبرت عليها"[11] أي إنه أمره باستقبال بيت المقدس، لأنها القبلة، وإن دواعي تعجبنا من هذا حقيقية هي أن بناء إبراهيم للكعبة (كما جاء في كل كتب السيرة والتراث الإسلامي وحتى القرآن) كان بدافع دعوة الناس للحج والصلاة إليها، ولكننا عوضًا عن هذا نجد أن اليهود بادئ الأمر استقبلوا بيت المقدس في صلاتهم، وهم من ولد إبراهيم، وهم الأقرب إليه تاريخيًا من محمد، فلماذا فضلوا ترك قبلتهم الأولى، وما الذي دعاهم إلى التوجه إلى بيت المقدس؟ ثم ما الذي جعل محمدًا (المصلح الديني) أن يتبع سنة اليهود في استقبال القبلة الخاطئة في بداية الإسلام؟ ما الذي جعله يرغب عن سنة إبراهيم، وهو يقول: {{ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه}}[12]
الحقيقة أنني بحثت في هذا الأمر عندما علمت بما كان من أمر البراء بن معرور، وتتبعت الأمر فوجدت أن سؤال ابن معرور لمحمد بشأن القبلة كان قبل الهجرة بنحو 3 أشهر أو تزيد قليلًا، بحسب اختلاف الروايات عن تاريخ الهجرة نفسها، ونفهم من ذلك أن محمدًا كان بمكة عندما سأله ابن معرور هذا السؤال، ومعلوم لدى الجميع أن محمدًا في ذلك الوقت كان يستقبل بيت المقدس. إن سؤالي هنا ليس (لماذا تحوّل محمد في القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة؟) كما تساءل بعض أتباع محمد قبل أن يرتدوا عن الإسلام على إثر تحويل القبلة، ولكن سؤالي هو (لماذا استقبل محمد بيت المقدس من البداية؟) روايات كثيرة تحاول القول إن محمدًا حاول بذلك استمالة قلوب اليهود، ولكن هل فعلًا كان ذلك؟ نحن نعلم أن محمدًا وافق اليهود في أشياء كثيرة (في بداية الدعوة) ليستميل قلوبهم، أو لسبب خفي آخر، ولكنه رجع وانقلب عليهم في المدينة، ويرى الكثيرون أن تحويل القبلة كانت واحدة من هذه الأشياء التي قرر محمد أن يتوقف عن اتباع اليهود فيها. وإذا تتبعنا هذا الأمر، وجدنا أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، لم يكن إلا لشأن نفسي لا أكثر ولا أقل، فقد كانت اليهود تسخر من محمد ومن المسلمين ويقولون لهم: "تخالفوننا وتتبعون قبلتنا؟" وكذلك: "لو كنا على ضلال لما اتبعتم قبلتنا"، ولاشك أن مثل هذا الكلام كان يقع في نفس محمد وأتباعه كثيرًا، وكان له بالغ الأثر في شأن تحويل القبلة.
لا أدعي أنني أول من تساءل حول هذا الأمر، ولكن سبقني إلى ذلك كثيرون، وأولهم مشركوا قريش الذين كانوا يقولون لمحمد ولأتباعه: "لم تقولون أنكم على ملة إبراهيم وأنتم تتركون قبلته وتتبعون قبلة اليهود؟"[13] وهو سؤال في غاية الوجاهة، وبإمكانه، فعلًا، أن يثير تساؤلات حقيقية في نفوس أتباع محمد ذلك الوقت، لاسيما وأن العرب كانت تقدس الكعبة حتى قبل مجيء الدعوة الإسلامية. والحقيقة أن عددًا كبيرًا من أتباع محمد ارتدوا عن الإسلام بعد حادثة تحويل القبلة، وبرروا ارتدادهم ذلك بقولهم: "مرة ههنا، ومرة ههنا؟ ما يدري محمد أين يتوجه" وزاد بعضهم على ذلك فقال: "إن كانت (أي القبلة) الأولى حقًا، فقد تركها، وإن كانت الثانية حقًا، فقد كان على باطل"[14] وعندنا (أهل السودان) نقول في مثل هذا: "سيك سيك، معلّق فيك." فأيًا تكن تبريرات المبررين بشأن تحويل القبلة، فهي ليست في صالح محمد والإسلام بأي حال من الأحوال.
واسمحوا لي هنا أن أجلب ما قاله بن القيم بشأن هذا الأمر، إذ أرى له أهمية في هذا المقام، وأعتذر، مقدمًا، عن طول المقتبس: "ولما كان كان أمر القبلة وشأنها عظيمًا، وطأ سبحانه قبلها أمر النسخ وقدرته عليه، وأنه يأتي بخير من المنسوخ أو مثله. ثم عقب ذلك بالتوبيخ لمن تعنت رسول الله ولم ينقد له. ثم أخبر أن له المشرق والمغرب وأينما يولي عباده وجوههم فثم وجه الله وهو الواسع العليم، فلعظمته ووسعته وإحاطته أينما توجه العبد فثم وجه الله. ثم أخبر أنه لا يسأل رسوله عن أصحاب الجحيم الذين لا يتابعونه ولا يصدقوه، ثم أعلمه أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم، وقد أعاذه الله من ذلك فما له من الله من ولي ولا نصير. ثم ذكر خليله باني بيته الحرام، وأثنى عليه ومدحه، وأخبره أنه جعله إمامًا للناس يأتم به أهل الأرض. ثم ذكر بيته الحرام وبناء خليله له، وفي ضمن هذا أن باني البيت كما هو إمام للناس، فكذا البيت الذي بناه إمام لهم، ثم أخبر أنه لا يرغب عن ملة هذا الإمام إلا أسقفع الناس. ثم أمر عباده أن يأتموا به ويؤمنوا بما أنزل إليه وإلى إبراهيم وإلى سائر النبيين، ثم رد على من قال إن إبراهيم وأهل بيته كانوا هودًا أو نصارى وجعل هذا كله توطئة ومقدمة بين يدي تحويل القبلة."[15]
مما سبق نعرف أن محمدًا عندما أراد التحويل إلى الكعبة عوضًا عن بيت المقدس، وضع خطة محكمة، بدأها بتكرار النظر إلى السماء وهو يصلي ليوحي للناس بأنه في انتظار أمر إلهي، ومن ثم بدأ يمهد للأمر في القرآن عبر آيات تذكر إبراهيم وفضله، وفضل البيت الذي بناه، وبعض التهديدات للمخالفين المتوقعين، وكالعادة فلم ينس الإشارة إلى اليهود وأنهم لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم، وأن الله قادر على نسخ آيات القرآن وجلب خير منها (!!) ولنا هنا أن نتذكر الآية التي تقول: {{فلنولينك قبلة ترضاها}}[16] ونحاول معرفة دلالة كلمة (ترضاها) مع ما توفر لنا من معرفة تاريخية أحاطت بحيثيات حادثة تحويل القبلة. وأنا هنا أوجه أسئلتي التالية للمسلمين: [1] هل الله بحاجة إلى مثل هذه التمهيدات ليقرر للمسلمين أمرًا يريده؟ [2] هل معنى قدرة الله على نسخ بعض آيات القرآن واستبدالها بخير منها، أن هذه الآيات المنسوخة سيئة أو ضعيفة أو بها عيب أو أنها ليست خير؟ أعني هل من الممكن القول (حسب آية النسخ هذه) أن الله لا يفعل دائمًا ما هو خير (Perfect)، وإنه فقط إن أراد بإمكانه ذلك؟
يهودية محمد المسلم: نعلم إذًا أن أمر تحويل الكعبة، في ظاهره، كان لدواع نفسية، ويذهب معروف الرصافي في كتابه (الشخصية المحمدية) إلى أن البراء بن معرور بسؤاله لمحمد عن أمر القبلة ترك أثرًا نفسيًا بالغًا لديه، وربما كان هو من ضمن الأسباب التي جعلته يقرر تحويل القبلة، ومن المفارقات الغريبة أيضًا أن تحويل القبلة تم أثناء صلاة الظهر في مسجد صغير في حي لقبيلة بني سلمة، ولنقرأ ما تقوله إحدى كتب السيرة حول ذلك: "وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرًا أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة صنعت له طعامًا وكانت صلاة الظهر فصلى رسول الله بأصحابه في مسجد هناك، فلما صلى ركعتين، نزل جبريل فأشار إليه أن صل إلى الكعبة واستقبل الميزاب، فاستدار رسول الله إلى الكعبة، واستدار النساء مكان الرجال، والرجال مكان النساء، قيل: وكان ذلك وهم راكعون. قال: فقد تحول من مقدم المسجد إلى مؤخره ...."[17]
ولا نريد أن نركز على الطريقة الدراماتيكية التي تم بها تحويل القبلة على النحو الذي ذكره برهان الدين الحلبي (صاحب السيرة الحلبية) ولكن فقط دعونا نتأمل قليلًا دلالات زيارة محمد لقبر البراء بن معرور، وهو ما انتبه إليه معروف الرصافي في كتابه، فيقول: "ثم إن ذهابه في ذلك اليوم إلى بيت البراء بن معرور لزيارة أرملته أم بشر له علاقة أيضًا بتحويل القبلة لأن البراء كان قد حولها قبل ذلك (...) فكأنه أراد أن يقول بلسان الحال: أيها البراء نم في قبرك مستريحًا، فإن الأمر الذي أردته من قبل قد تم اليوم"[18]
غير أني أرى غير ما رآه معروف الرصافي، وأعتقد، غير جازم، بأن محمدًا ربما قبل بتحويل القبلة لهذه الأسباب أو لغيرها مما لم تذكر، ولكنه ما فعل ذلك إلا مُكرهًا، وإلا لما اتخذ بيت المقدس قبلة منذ البداية، ولقد عرفنا عن محمد أنه شخص متعمق الذكاء، واسع الخيال، سريع التلقي، ولا يخطو خطوة إلا وهو واثق مما يفعله. وأغلب الظن عندي أنه لم يشأ اتخاذ الكعبة قبلة، ولم يفكر في ذلك، بل وربما أراد تحويل العرب عن قبلتهم "الكعبة" وتوجيهها إلى بيت المقدس، أي إلى حيث ينتمي. وأنا هنا لم أخطئ الكتابة، فقد قصدت تمامًا ما قرأته عزيزي القارئ (إلى حيث ينتمي) ولابد أن محمدًا كان يهوديًا منسلخًا، تمامًا كما كان يسوع من قبله، وأنه كان راغبًا في بقاء بيت المقدس قبلة له، وتبدو دلالات اشتياقه لمنابعه الأولى في حلم اليقظة الذي رأى فيه أنه يزور بيت المقدس، ويصلي فيها بالأنبياء (حادثة الإسراء)، وعلى الأرجح أنه في صباه زار بيت المقدس في إحدى رحلاته لبلاد الشام. كما أننا نرى كيف أنه كان يستشعر هذا الانتماء حين ضمن ذكر "آل إبراهيم" في الصلاة: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم" ولم يذكر آدم أو نوح أو أي نبي آخر، وقد عرفنا من قبل أنهم كانوا على دين التوحيد، فلا يصح القول بأن إبراهيم هو أول من نادى بالتوحيد من الأنبياء.
ولكن من هم (آل إبراهيم) المقصودين في هذه الدعوة إن لم يكن اليهود من أبناء ولد يعقوب بن إسحاق. فإن قلت لي: "وما بال إسماعيل؟" فإني أقول: إن محمدًا ربما لم يحب أن ينتهي نسبه إلى ابن جارية، ولو أن الأنساب لا تؤخذ بالنساء عند العرب، ولكن يظل هذا الأمر وصمة في نسب نبي ادعى أنه خير ولدي آدم حسبًا ونسبًا. كما أننا نلاحظ أن من نسل إسماعيل، وكانوا 12 ابنًا[19] كما ذكر المسعودي في تاريخه والثعلبي في (قصص الأنبياء) لم يكن ثمة نبي حتى جاء محمد، بينما نجد النبوة في نسل إسحاق[20]، وهو أمر يجدر التوقف عنده؛ لاسيما عنما نقرأ قول ابن إسحاق: "وقال الله (أي لإبراهيم) إني مكثر ولدك، وجاعل فيهم الملك الباقي مدى الدهر"[21] إن عدم وجود أنبياء في ذرية إسماعيل ليس له تفسير إلا أن "الله" راعى مشاعر سارة زوج إبراهيم، وحاول إرضاءها بجعل النبوة في نسلها، وليس في نسل ضرتها هاجر أو ربما إنه حاول تعويضها عن عقمها الطويل؛ إذ يذكر ابن عباس أنها عندما بشرت بالغلام كان عمرها تسعين عامًا[22] وربما لو وجدنا ذكرًا موسعًا لما كان من محمد في أسفاره إلى الشام، ولنشأته في صغره ومراهقته، لاستطعنا أن نجزم في الأمر؛ لاسيما مع وجود آراء كثيرة تذهب إلى تأكيد نسبته البيولوجية إلى الراهب بحيرة، وعلاقته المريبة بورقة بن نوفل وكذلك بسلمان الفارسي الذي يقال إنه كان يختلي به لساعات طويلة لا أحد يعلم ما يتحدثون به.
محمد تحت مجهر الDNA: أعتقد أنه حان الوقت الآن أن تسمح السلطات السعودية للعلماء والباحثين، بنبش المقبرة الكائنة في المسجد النبوي في المدينة المنورة، حتى يتسنى لنا التأكد من وجود جثث بشرية فيها أم لا، وفي حال وجود جثث بشرية فعلًا فإنه سوف يتمكن العلماء من إجراء أبحاثهم حول الحمض النووي [DNA] لرفاة صاحب القبر، ومقارنته بالحمض النووي برفاة الراهب بحيرة، وكذلك لإعطائنا تصورًا كاملًا عن حياته الصحية بشكل عام، واللحظات الأخيرة لوفاته، والتأكد من سبب وفاته. وحسب الفقه القانوني المتعارف فإن مسوغات البحث العلمي هي مما تجيز نبش القبور، ولا يجعلها تعديًا على حرمة الموت، وبالتالي فإنه لا بأس في المطالبة بنبش القبر الكائن في المسجد النبوي، بغرض البحث العلمي، وليس بغرض التعدي على حرمة الموتى، لأنه بإمكان العلم الحديث الآن أن يقدم لنا معلومات متكاملة ودقيقة بنسبة كبيرة جدًا عن حياة محمد؛ لاسيما اللحظات الأخيرة منها عبر الكشف عن بقايا رفاته، بعيدًا عن خرافات كتب السيرة وقصص الأنبياء التي لا يوجد لها سند تاريخي أو علمي يمكن الاستناد عليه.
من حق الجميع معرفة الحقيقة، لاسيما في حال وجود أقوال متضاربة حول حقيقة دفن جثة محمد في ذلك المكان فعلًا، لأن ثمة أنباء عن تهريب جثته في الوقت الذي انشغل فيه الصحابة بالنزاع حول موضوع الخلافة في ثقيفة بني ساعدة، وأن عليًا استبدل جثة محمد بجثة أخرى على الأرجح، إما بمعرفة عائشة أو بدون معرفتها. بإمكان العلم الحديث أن يضع النقاط على الحروف حول مسائل كثيرة جدًا عن حقيقة وجود شخصية محمد، وعن ظروف وفاته، وعن حالته الصحية حال وفاته، لاسيما مع وجود أنباء عن استبدال محمد الحقيقي بمحمد آخر، وذلك قبل الهجرة إلى يثرب، حيث تم قتل محمد الحقيقي، واستبداله بمحمد آخر في المدينة، وهو ما فسروه بالاختلافات الكثيرة التي طرأت على شخصية في المدينة عمّا كان في مكة، سواء من ناحية ميله للنساء أو موقفه من اليهود، أو حتى تبدل موقفه المتسامح بمواقف أكثر تطرفًا، وأمور أكثر من ذلك، وقد تكون أغلبها في صالح الديانة الإسلامية.
محمد وتعريب أو أسلمة اليهودية إضافة إلى ذلك، فمن الواضح عندي أن محمدًا كان على دين اليهود، مثله في ذلك مثل يسوع، ولم يُجدد في اليهودية، كما لم يُجدد فيها يسوع، إلا بقدر ما يسمح بوضع بصمات عربية، وبعض التعديلات الطفيفة، وأما فيما يتعلق بالعقيدة نفسها والتعاليم فقد علمنا كيف أنه اتبع فيها اليهود حرفًا بحرف. وكما حاول يسوع سحب البساط من تحت أقدام كهان اليهود بإدعاء أن الحصول على ملكوت الله يكمن (فقط) في قبوله في حياة الأتباع، وأنه لا ملكوت متحصل إلى عبره، فكذلك فعل محمد، وادعى أنه خاتم الأنبياء وأن دينه الجديد جاء ناسخًا لجميع الأديان التي قبله، وأن (الدين عند الله الإسلام)، وهذا قد يقودنا إلى عمق صراعه مع اليهود، أو بالأصح صراع اليهود معه، فإذا كانت اليهود، كما ظنهم العرب قبل الإسلام، واعتقدوا بهم من حيث أنهم أهل كتاب، ولهم أخبار الأولين والآخرين، وكان يُعتد بما يقولون، فلاشك أن في كتبهم شيء يدل على أنه لا يكون نبي في نسل إسماعيل، وإنما تكون النبوة كلها في نسل إسحاق، ولهذا كانوا في انتظار نبي (منهم). والراجح عندي أن محمدًا دان باليهودية منذ صغره، وأنه تلقى تعاليمه اليهودية من أحد الرهبان، وكان ذلك هو مصدره الذي يستقي منه محمد معلوماته الأولية، وعلى هذا فإن ما تذكره كتب السيرة عن محاججة اليهود له، ليست سوى من تخاريفهم، ولا أصل لها. ويبدو أن ثمة خلافًا نشب بين محمد وبينهم جعل كلاهما ينقلب على الآخر. فهل يكون للأمر علاقة بتقسيم الثروة أو السلطة مثلًا، أم قد يكون اختلافًا عرقيًا أو ما شابه (؟؟)
إن الانتقام الشرس الذي أوقعه محمد بيهود المدينة يوضح لنا ضغينة حملها محمد في صدره ضد اليهود، وهو النبي المعروف بالتسامح والتعالي، وإذ يذهب البعض في إيجاد مبررات لما فعله محمد تجاه مجزرة يهود بني قريظة إلى خيانة اليهود لمواثيقه معهم، فإنني لا أرى ردة فعله موافقة تمامًا مع هذا الفعل، فنحن نعلم أن قريشًا فعلت بمحمد وأصحابه أكثر من ذلك بكثير، غير أنه سامحهم عند فتح مكة، وقال لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" فأين ذهبت قيمة التسامح تلك مع اليهود؟ إن ما حدث من محمد تجاه يهود المدينة إنما هو تصفية عرقية، حاول بها قمع اليهود الممتلكين لحقيقته، وحقيقة دعوته اليهودية الغنوصية، ومحاولته لتعريب أو أسلمة اليهودية بشكل ربما رفضه رهبان اليهود.
---------------------------------- الحواشي والمصادر: [1] انظر (معجم البلدان) ج4- ص464-465 [2] المصدر السابق [3] انظر (تاريخ الطبري) لابن جرير، ص75 [4] [5] [6] راجع قول ابن إسحاق حول ذلك في (تاريخ اليعقوبي)، ج1 – ص25 [7] اقرأ في (قصص الأنبياء للثعلبي): "ثم إن إسماعيل وإسحاق اقتتلا ذات يوم، كما تفعل الصبيان، فغضبت سارة على هاجر، ثم قالت: لا تساكني في بلد. وأوحى الله إلى إبراهيم أن يأتي مكة، وليس يومئذ بمكة بيت، فذهب بها إلى مكة وابنها فوضعهما، وقالت هاجر: إلى من تركتنا ها هنا؟" – ص71 [8] انظر كتاب (المبتدأ في قصص الأنبياء) لمحمد ابن إسحاق. جمعه ووثق نصوصه: محمد كريم الكواز. مؤسسة الانتشار العربي، ط1، 2006 "وكانت سارة من أحسن النساء وأجملهن"ص116 وقارنه بهذه الفقرة "وكانت هاجر جارية ذات هيئة، فوهبتها سارة لإبراهيم وقالت: إني أرها امرأة وضيئة"ص119 [9] المصدر السابق، ص119 [10] ذكر ابن هشام أن تحويل القبلة كانت بعد 18 شهرًا من مقدم محمد إلى يثرب، راجع سيرة ابن هشام، ج2، ص9 وذكر صاحب السيرة الحلبية أن تحويل القبلة كان بعد 16 أو 17 شهرًا من مقدم محمد إلى يثرب، راج السيرة الحلبية، ج2، ص128 [11] اقرأ قصة البراء بن معرور في (السيرة الحلبية) ج2، ص14-15 [12] [13] انظر كتاب (الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس)، معروف الرصافي، منشورات الجمل، 2002، ص281 [14] انظر السيرة الحلبية، ج2، ص130 [15] انظر (زاد المعاد في هدي خير العباد) لابن القيم، ج1، باب: تحويل القبلة. [16] البقرة، 144 [17] السيرة الحلبية، ج2، ص128-129 [18] انظر كتاب (الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس)، معروف الرصافي، منشورات الجمل، 2002، ص283 [19] أبناء إسماعيل بن إبراهيم كما في (المبتدأ في قصص الأنبياء) ص135 يناوذ – قيذر – أذبل – منسى – مسمع – دما – ماشي – أذر – طيما – يطور – ينش - قيذما [20] الأنبياء من نسل إسحاق، كما جاء في (قصص الأنبياء) لليعقوبي، وكذلك في (المبتدأ في قصص الأنبياء) لمحمد بن إسحاق: - يعقوب بن إسحاق - يوسف بن يعقوب بن إسحاق - موسى بن ميشا بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق (تقول الروايات إنه الخضر صاحب موسى بن عمران) - أيوب بن موص بن رازح بن عيص بن إسحاق - شعيب بن ميكائيل بن يشجر بن مدين بن إبراهيم (وهو إن لم يكن من نسل إسحاق إلا أننا ذكرناه لأنه ليس من نسل إسماعيل) - موسى بن عمران (أو عمرام) بن قهات بن لاوي بن إسحاق - إلياس بن يس بن فنحاص بن عيزار بن هارون بن عمران (أو عمرام) بن قهات بن لاوي بن إسحاق - شمويل (أو صموئيل) بن بالي بن علقمة بن ترخام بن اليهد بن بهرض بن علقمة بن ماجب بن عمرصا بن عزريا بن صفية بن علقمة بن أبي ياشف بن قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق - داود بن إيشا بن عوبد بن باعر بن سلمون بن يحسون بن يارب ابن رام بن حضرون بن فارص بن يهودا بن يعقوب بن إسحاق - سليمان بن داود بن إيشا بن عوبد بن باعر بن سلمون بن يحسون بن يارب ابن رام بن حضرون بن فارص بن يهودا بن يعقوب بن إسحاق - زكريا ويحيى وعيسى بن مريم (كلهم من بيت آل داود من سبط يهوذا وقد تقدم ذكر نسب داود) - هذا بالإضافة إلى ملوك بني إسرائيل بعد سليمان وكلهم من ذات انسب (بني إسحاق) [21] راجع تاريخ اليعقوبي، ج1، ص25 – سفر التكوين 16 : 16 [22] راجع مستدرك الحاكم، حديث رقم 4042
#هشام_آدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأملات مشروعة
-
آلهة اسمها الصدفة
-
الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء - 2
-
الرسم القرآني وإشكاليات الإملاء - 1
-
إضاءات على الإسلام
-
سقطات الأنبياء 2
-
جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي
-
القرآن والإنجيل
-
جدلية النص الديني والتأويل - 3
-
جدلية النص الديني والتأويل - 2
-
جدلية النص الديني والتأويل
-
أرض الميّت - 6
-
أرض الميّت - 5
-
أرض الميّت - 4
-
أرض الميّت - 3
-
أرض الميّت - 2
-
أرض الميّت
-
بتروفوبيا - 7
-
بتروفوبيا - 6
-
بتروفوبيا - 5
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|