أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - مع الشاعر الشعبي الفلسطيني توفيق الريناوي في ذكراه














المزيد.....

مع الشاعر الشعبي الفلسطيني توفيق الريناوي في ذكراه


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 10:38
المحور: الادب والفن
    



لا خير في شعب لا يكرم عظماءه ومبدعيه ، ونحن شعب نعترف بالجميل لكل المبدعين والمنتجين الذين ساهموا في نهضة شعبنا الحضارية، ورحلوا عن عالمنا بعد ان تركوا بصمات واضحة على صيرورة مجتمعنا وفي سفر نضالنا وكفاحنا من اجل المستقبل السعيد والجميل ، فنستحضر ذكراهم، ونعدد مناقبهم، ونذكر ادق التفاصيل من حسناتهم، ونتعلم من تجاربهم، ونذوت افكارهم وابداعاتهم بين اجيالنا الناشئة والقادمة.
وفي هذه الايام تحل ذكرى وفاة الشاعر الشعبي الفلسطيني توفيق الريناوي (ابو الامين) الذي قال الشعر قبل النكبة وبعدها، وانشد في الاعراس والمناسبات الوطنية ، وملأ سماء بيادرنا بالزغاريد والهتافات والاهازيج ، وبالنشوة والفرح، ورفع الشعر الشعبي المحكي الى مستوى رفيع وراق، وترك وراءه تراثاً غنياً جمعه ابنه محمد ريناوي في كتاب قبل سنوات خلت.
ولد ابو الامين سنة 1910 في قرية الرينة الجليلية لعائلة كادحة وفقيرة، ارتبط بالحركة الوطنية القومية وذاق ظلم وقهر ومرارة العهد العثماني، وعندما اندلعت ثورة 1936 وجد نفسه مقاتلاً ومحارباً في صفوف الثوار ، ومغنياً وحادياً للثورة مع ابي سعيد الحطيني وفرحان سلام، وبعد هجرتهما بقي ينشد العتابا والميجنا مع صديقيه الراحلين "ابو السعود الاسدي" وابو غازي الاسدي" واخيه المرحوم "ابو عاطف".
احس ابو الامين بالمعاناة العامة لشعبنا فراح في قصائده وازجاله الشعبية واهازيجه الرقيقة يعبر عن النقمة والغضب الساطع والرفض الجماهيري لمشاريع الاقتلاع والتشريد من الوطن ، وبسبب ذلك تعرض للملاحقة والمطاردة السلطوية ودفع ثمن مواقفه الوطنية والجذرية غرامات باهظة.
هتف ابو الامين للوطن ، للارض، للسهل، للجبل، للمهجرين، للمشردين، للعمال، للفلاحين، ولكل شيء جميل في الحياة ، مشدوهاً بجمال الطبيعة والوطن. وقد اخذته روابي الجليل والكرمل بجمالها الخلاب ، فغمرت وجدانه وخياله اشعاراً وجدانية توقظ الاحساس ، وهاج الشعب وماج حين كان يردد وراءه في صف السحجة "يا جليل اللـه اكبر يا جليل" و"عاش العامل والفلاح" و"بدنا حرية وسلام" و"ع الكعبة اذن بلال" و"مد جيوشك يا جمال من سوريا للصومال" وغيرها الكثير.
ودعا ابو الامين في زجلياته وقصائده الشعبية الى الانزراع في تراب الارض والتعلق بالقيم الاجتماعية والقومية والروحية والمادية والتمسك بالتراث والجذور الكنعانية ، ونجح في تفجير الطاقات الكامنة في الوجدان القومي.
والواقع ان اشعار توفيق الريناوي مهيلة كالقهوة ، ومعتقة كعنب الخليل ، وهي اشعار بسيطة، عميقة، دافئة، شفافة ، واضحة ، تتغلغل في الروح والقلب، فلا تكلف فيها او تعقيد ، انها من "السهل الممتنع" وتعكس احلام الناس البسطاء وهمومهم بصدق اخاذ .. ومن جميل قوله:
نحنا شعب كنا اليوم والعام
يسمع شعرنا الخاص والعام
ويوم الفدا نجمع الخال والعم
وجليلنا يفتدى بدم الشباب
...
لابطال الوطن تحياتي نرددها
ومناهل جود همتكم نردها
وشباب بلادنا نحمي التراب.
توفيق الريناوي كوكب من كواكب الكلمة الفلسطينية المحكية ، غنى للوجدان الفلسطيني بحب روحاني، واستحضر روح الوطن وقضيته المقدسة . كان دائماً في صلب الاحداث وتفاعل معها، وجاء شعره صدى لمواقف شعبنا وقواه المناضلة ، ولاحداث بلاده الخالدة.
وصفوة القول، توفيق الريناوي (ابو الامين) شاعر مرهف صادق ، لغته ذات نكهة جليلية مميزة، ايقاعاته الموسيقية قوية وتغني القصيدة العامية المحكية وتمنحها رونقها وجمالها ، وهو بلا شك ظاهرة فنية رائعة ، في صدقها واصالتها وتغلغلها في تراثنا الشعبي الفلسطيني وفي ثقافتنا الشعبية الوطنية ، فعاشت ذكراه خالدة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الطريق- مجلة الفكر النقدي العصري
- قضية وموقف..!
- 26 عاماً على رحيل المفكر ورجل التربية الفلسطيني الدكتور سامي ...
- العدد الاول من المجلد الحادي عشر من الاصلاح الثقافية
- الاصلاح في عيدها العاشر
- اصدار العدد (12) من الاصلاح الثقافية
- مجلة (الاصلاح) تنعى المربي الوطني منذر فرح غريب
- المرأة العربية والشعر..!
- صدور العدد (11) من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- في ذكراه ال(35) راشد حسين الشاعر المقاتل ..!
- استحضار ذكرى الشاعر الراحل سالم جبران في العدد الجديد من -ال ...
- سالم جبران الراحل عنا
- صدور العدد التاسع من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- حول الدبكات الشعبية الفلسطينية
- اضاءة على جمعية -الصوت- لتعميق الوعي الفلسطيني
- حين اغلقت السلطة صحيفة -الاتحاد-..!
- ارفعوا ايديكم عن الصحفي زياد عوض ..!
- صورة قلمية
- شيء عن أدب الحرية..!
- شيء من التاريخ/ مهرجانات الشعر الفلسطيني


المزيد.....




- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - مع الشاعر الشعبي الفلسطيني توفيق الريناوي في ذكراه