أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - يد فكتور هيغو














المزيد.....


يد فكتور هيغو


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 08:54
المحور: كتابات ساخرة
    


هل هنالك من يصدق بأن فكتور هيغو كان مجرما محترفاً؟ ,وهل نصدق المختبرات العلمية ونكذب الحقيقة أو ما نعرفه عن فكتور هيغو؟ أنا لا أصدق بأن فكتور هيغو مجرما ولكن قد أُصدق بأنه انحدر من إحدى السلالات الإجرامية في باريس عن طريق الخطأ الفني غير المقصود .

في عام 1910 اعتدى مجرمٌ على فتاة في مدينة باريس جنسيا ومن ثم ارتكب جريمة أخرى فارتكب ثلاث جرائمٍ متتالية ليخفي الجريمة الأولى والثانية ومن بعد ذلك ارتكب جريمة أخرى وهي تشويه الجثة ليخفي عن طريقها جريمته الثالثة,وما هي إلا أيام وتم القبض على المجرم وقامت الدنيا في تلك السنة في كافة أنحاء باريس ولم يعد للناس حديث إلا عن تلك الجريمة,ومن المضحك جدا أنه كان في ذلك العصر عالم بالوراثة يدعى(لومبورزو) يقول بأن للاجرام علاقة وراثية ومعظم المجرمين لهم قسمات وجه تختلف عن قسمات وجوه الناس العاديين وكذلك يد المجرم تختلف عن يد غير المجرم وقال لومبورزو أستطيع أن أستدل على المجرم من خلال يده, وأرسل للصحافة بعدة رسائل يطلب فيها أن يرسلوا له صورة عن يد المجرم الذي ارتكب الجريمة ليثبت لهم صحة نظريته وتوقعاته وتخميناته,وكان هنالك صحفي خبيث أراد أن يمازح عالم الوراثة والتحليل وأن يستمتع بوقته بعض الشيء فأرسل للعالم (لومبورزو) بصورة ٍ عن يد المجرم وقام(لومبورزو) على الفور بتشغيل خبراته ومعارفه ومعلوماته وحشد أكبر كمية معلومات لديه ليقرأ صورة هذه اليد إن كانت فعلا يد مجرم بالوراثة أم أنها ليست كذلك ,فقام بتشريح صورة اليد وبيان أن صاحب هذه اليد مجرمٌ كبير بالوراثة ومن المضحك حقا أن صورة اليد التي أرسلها الصحفي اللئيم إلى (لومبورزو) لم تكن على الإطلاق للمجرم الذي ارتكب جريمته بل كانت صورة ليد الكاتب والأديب العالمي الشهير(فكتور هيجو-1802-1885م) الذي ألبس الأدب الفرنسي القبعة الحمراء,وكان أبوه جنرالا في الجيش الفرنسي,وعاش تلك الفترة الكتاب الفرنسيين في رعب وفي سخرية وبدأ كل واحدٍ منهم ينظر في يده وفي وجهه هل مثلا من المعقول أن يكون مجرما بالوراثة؟....,وإذا كان تحليل العالم (لومبورزو) صحيحا فهل مثلا من الممكن أن يكون فكتور هيغو قد انحدر من أصول إجرامية وهل من الممكن أن تكون أصابع يده أصابع يد مجرم وليست أصابع يد أديب عالمي وكبير؟, لقد ضحكت في تلك الفترة الصحافة الساخرة والكتابات الساخرة على عالم الوراثة الذي شرح يد فكتور هيغو على أساس أنها يد مجرم كبير,ولكن هل حقيقة كان فكتور هيغو مجرما,أو كان من الممكن أن يصبح مجرما كبيرا بدل أن يكون أديبا كبيرا!!!,وأن تكون له جرائم بدل أن تكون له رواية(أحدب نوتردام)؟ حيث من أشهر ما قاله في الرواية حبا للحرية: "إذا حدث وأعقت مجري الدم في الشريان فستكون النتيجة أن يصاب الإنسان بالمرض. وإذا أعقت مجري الماء في النهر فالنتيجة هي الفيضان، وإذا أعقت الطريق أمام المستقبل فالنتيجة هي الثورة".

فكتور هيغو صاحب رواية (البؤساء) كُتبَ له أن يكون عاشقا للحرية ولكن هو نفسه لم يكن يتوقع أن تصبح يده دليلا على ارتكاب الشر فهل مثلا ما كتبته يد هذا الإنسان العظيم يد شريرة وهل أن لفكتور هيغو جرائم وحشية ارتكبها بقلمه؟ إن الأمر لمضحك جدا ولم يكن يتوقع فكتور هيغو بعد مماته أن تكون يده يد مجرم متمرس على ارتكاب جرائم القتل,وصحيح أن أباه كان جنرالا ومن الممكن أن يكون مجرم حرب ويد فكتور هي يد أبيه الذي ارتكب كثيرا من الشرور,أنا لا أصدق طبعا ولا أنتم تصدقون عالم التحليل الجنائي حين شرح شرحا مطولا جدا عن تقاسيم يد فكتور هيغو.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو:ماذا لو كان عالم الوراثة(لومبورزو) يعلم مسبقا بأن صورة اليد التي أرسلها له الصحفي هي يد فكتور هيغو وليست يد المجرم؟ الغريب في الموضوع أيضا هو أن ذلك العالم بالتحليل الوراثي لم يقتنع بأنه مخطئ بل أصر وألحّ على مقولته وقال:صورة اليد التي أرسلتها الصحافة لي هي صورة يد تدل على مجرم كبير ومحترف.

ربما من الممكن أن يلد للمجرمين شعراء وأناس مرهفي الحس والوجدان ومن الممكن بل من الأكيد أن تخلف النار خلفها رمادا,ومن الممكن أن يولد في بيت عربيد وسكير وماجن رجلا أو امرأة زاهدة عابدة مسالمة متبتلة,ومن الممكن أن يكون أحد أسلاف فيكتور هيغو مجرما محترفاً.

وماذا يحدث لو نرسل لأحد هؤلاء العلماء صورة ليد أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ونزار قباني ونجيب محفوظ وأبي القاسم الشابي,ماذا لو فعلنا ذلك وقلنا للمحلل الجنائي هذه صورة يد لمجرم ارتكب لتوه جريمته...ماذا ستكون النتيجة؟وأنا بالذات أود أن أعرف بالضبط ما هو تحليل قسمات وثنايا يدي هل هي يد شاعر وكاتب حنون أم أن يدي يد مجرم محترف؟.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجم الشيطان لا يكفي
- الأحزان والهموم شيمة المفكرين
- مستقبلنا على الأرصفة
- التوكل على الله
- جلدي يحكني
- ضعف الوحدة العضوية والموضوعية في سور القرآن الكريم.
- كلمة بسيطه
- هل الإنسان مخلوق من تراب؟
- الدور الذي لعبته جدتي
- المرأة تجمع بين عدة وظائف
- جدتي رحمها الله
- الذين نحلم بهم لا يحلمون بنا
- كيف انتشر الإسلام حديثا؟
- 50تقسيم24
- مائدة الكتابة
- الحيوانات في السينما
- عذاب النار
- رائحة الطعام
- غوايتي
- الحديث النبوي مرفوض نحويا


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - يد فكتور هيغو