أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - امرأةُ اللاشيء، امرأةُ كلِّ شيء














المزيد.....

امرأةُ اللاشيء، امرأةُ كلِّ شيء


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 00:19
المحور: الادب والفن
    


بجسارةِ مُبتدئٍ، وحظِّ كائنٍ عفويٍّ، تسلّلتُ من جسدي كمُدَوْزِنِ آلاتٍ هاوٍ، أثقَلَ هواءَهُ حضورُكِ، كنتُ خارجاً توّاً من حيرةِ الطفولةِ، وبين النَّومِ والأمنيةْ، عذَّبَتني الطموحاتِ التي لا تأتي، فكانَ انتحاري تجربةً لا أكثرْ، قصدتُ البابَ الخلفيَّ لكلِّ شيءٍ كي لا أصنعَ ما يريدُهُ الآخرون الجاهزونَ للحياةِ كما هم جاهزون للموتِ، لم يكُنْ حُبّاً ما عَلَّقتُهُ على البابِ بزهوِ عُشاقٍ أقرأُ عنهم لأكونَهم، ولم يكنْ انتباهةً قصوى إلى وردكِ الصاعِدِ من بُخارِ غرورِ الغاباتِ فيكِ، لم يكُن أيَّ شيءْ، وكان كلَّ شيءٍ.

[][]ملائكةٌ صغيرةٌ تَرَبَّتْ معي، لعِبَتْ معي، تركَتْني ألمسُ أجنحتَها النابتة حديثاً، لكنَّ مساءً حزيناً جاءَ مبكِّراً، نادَتْها أمّهاتُها، وقد خافت من خشونةِ صوتي الفجائيّة، ولم أرَها بعدها أبداً[][]

لم أفهم، حتى حينَ قلتِ لي بوضوحِ شمعةٍ في ظلمةٍ: لا تَقُلْ لي مزيداً من الكلامِ الجميلِ، لئلا أغفو فيفوتُني إطعامُ الحَمَاماتِ التي تهاجرُ إلى يديَّ في الفجرِ، لم أفهم، ولم أفهم لماذا كلُّ هذه الخيولُ حولَكِ، ولماذا تتوقّفُ المعاركُ في مكانٍ تمرّينَ منهُ، ولماذا يعيدُ التاريخُ صياغةَ الحِكَاياتِ ليعطيها نهاياتٍ جميلةً، وكيفَ تقتربُ النجومُ من بعضِها فيما يشبهُ رقصةً مُرتجلةً، وكيفَ تخلّى العصفورُ عن حذَرِهِ ووضعَ زغاليلَهُ على زهورِ ثوبِكِ اليدَويّْ، لم أفهم أينَ ذهبت الضوضاءُ والغبارُ والألوانُ القاتمةُ، لم أفهم أيضاً لماذا صرتُ تمثالَ دهشةٍ على عتبةِ الحضور.

[][]مَريَمُ، هذا الاسمُ الذي يصلحُ لكلِّ اللُغاتِ، كنتُ أكبُرُ وهي ما زالتْ تلعبُ على الثلجِ تماماً مثلَ شادي في أغنية فيروز الخالدة[][]

ولَمّا سأَلَتْني الغزالةُ إذا كنتِ امرأةً، ارتبكتُ، وحللتِ في ذاكِرَتي كتوليفةٍ إغريقيّةٍ غريبةٍ، فلم أعرف هل أقولُ شفتين أم ناي، عينينِ أم حقلَ لوز، يدينِ أم غيمتين، أما الغزالةُ، فقد أضحَكَتها التشابيهُ، وصارتْ سهلاً لا نهائياً، واقتَبَسَتْكِ تعويذةً لا تُرَدُّ، خبأَتْ في قرنيها الرقيقين المساءَ ووَحْدَتَهُ الحزينةَ، وأخذت تعطيني أسماءً من برتقالٍ ونحلٍ وزهرِ لوزْ، ومررتِ بيننا، فصار للأسماءِ معنىً ورائحةً وشكلاً وصوتاً، ورحتُ أنامُ في الأسماءِ واغيِّرُ عينيَّ بين حلمين.

[][]أسقطُ في الحلمِ، والكائنُ الغريبُ في آخرِ الحلمِ عاشقٌ خيَّبَ العمرُ ظنَّهُ[][]

جَرَّبتُ أن أُفَكِّكَ حضورَكِ بأناةِ صانعِ ساعاتٍ قديم، سحبتُ خيوطَ الفِضَّةِ من جِلدِكِ ولففتُها ككرةِ صوفْ، وضعتُ العقيقَ في حلقاتٍ على الطّاوِلة، يتوسّطُ كلَّ حلقةٍ زُمُرُّدةٌ بمئةِ لونْ، أخرجتُ الأشجارَ بأنواعِها، والطيورَ بأشكالِها، أفرغتُ البحارَ والأنهارَ في آنيةٍ منفصلةْ، أما غاباتُ الثلجِ فقد كانت صعبةً على التفكيكِ لكني فككتُها مع ذلك، النجماتُ وضعتُها بسهولةٍ على الرفوفِ، والأقمارُ الباردةُ والشموسُ الساخنةُ لم توقفني، وحين انتهيتُ من عملي غير المجدي، كنتِ ما زلتِ أمامي، امرأةً معبّأةً بالأغنيات، لم تنقصكِ رملةٌ واحدة.

[] []وجَدْتُني في نهايةِ الكلامْ نقطةً، لا توقفُ العِبَارَةَ[][]

الثاني والعشرون من نيسان 2012



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوماً، ستعودُ المدينةُ إلى وردِها
- ما قالَهُ ابنُ عمروٍ* لحِصانِهِ جوارَ النَّهرِ
- وبي حزنٌ قديمْ
- وَرَأَيْتُهَا
- مقام سيدي يوسف البتّيري قصة قصيرة
- ما لا يعرفه أطفال غزة
- توقفوا عن إلصاق تهمة البطولة بهذه المدينة
- يوقظُني حلمُكِ من نومي
- إعتذار شخصي لهناء شلبي
- كانت المرأة سيدة العالم، لذا وجبت إزاحتها
- من ذا يمكنه أن يعدَّ الحنين؟
- خضر عدنان، رجل مقابل دولة
- ما زلتُ على عتبةِ البيتِ
- رؤيا مجدليّة أو خيالاتها آخر الفجرِ قبل الصليب
- كان ياما كان، بلد جوات دكان
- [ريتّا] وزجاجةُ الفَرَحْ قصة للأطفال
- قال لي
- قطعةُ حلوى في آخرِ الحكايةِ
- خائفة من الحرب
- رَغَد في الغابة المجنونة قصة للأطفال


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - امرأةُ اللاشيء، امرأةُ كلِّ شيء