أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسامة الماغوط - حول الأنساب وبيت من الزجاج















المزيد.....


حول الأنساب وبيت من الزجاج


اسامة الماغوط

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول الأنساب وبيت من الزجاج
منذ فترة تتحفنا قناة شام FM بالمقابلات الدورية مع المعارض المُصنّع حديثاً (لضرورات متطلبات المرحلة) د. قدري جميل. ولن نتعمق هنا في البحث لماذا هذا الولع من قبل المحطة المذكورة بهذه اللقاءات. ربما بسبب الأرضية المشتركة لأصحاب المحطة مع الدكتور المغوار من حيث الواقع الطبقي (البرجوازية الكومبرادورية) ومن حيث المصدر الأساسي للتراكم الأولي للأموال (على حساب نكبة شعوب الاتحاد السوفييتي إن كان في روسيا أو أوكرانيا أو غيرهما) ومن حيث الصلات الوطيدة مع بعض أبرز ممثلي البرجوازية البيروقراطية. هذا شأنهم والطيور على أشكالها تقع.
على كل الأحوال، ما يميز هذه اللقاءات الدورية للدكتور قدري، كما هو حال لقاءاته الأخرى، الشجاعة، والتي قد تبدو متهورة، في بحثه للمسائل الثانوية، والحذر الذي يمكن أن يُوصف بالجبن بما يخص المسائل الأساسية. ولاشك أنه لمثل هذا الطرح الشعبوي جمهور ما، والذي يُعجب عموماً في المرحلة الأولى، بمقولات الزعيم الإرادوي، خاصة إذا لم يكن يعرف خلفيته. ولكن الحق يُقال بعد فترة، وعدة مقابلات، يمل الجمهور هذا الطراز الذي يمكن تشبيهه بأبي عنتر يتكلم بالسياسة، وخاصة أن ثوب المعارض شفاف، شفاف، عند عنتر أو أبو عنتر هذا.
ولكن في المقابلة التي أجراها عنتر المعارضة هذا، يوم /12/ نيسان، والتي أُعيد بثها في /13/ نيسان، تفوّه ببعض المسائل تخالف حتى الأعراف السائدة بين أصحاب الشنتيانات والغامات والشبريات. فعندما ذكّرته المذيعة بأن حزبه هو حزب حديث العهد، أي حزب «الإرادة الشعبية»، أجابها: نعم عمره /85/ عاماً، غامزاً إلى عمر الحزب الشيوعي السوري، والذي لم يعد له أي علاقة به منذ أكثر من /12/ عاماً، عندما رفضت كوادر وقواعد الحزب أن يتحكم بهم ويكون في قيادة حزبهم ممثل نموذجي للبرجوازية الطفيلية، والتي لا هوادة للحزب الشيوعي السوري معها. وكان يمكن أن يقول بكل جرأة أيضاً (أو وقاحة كما شئتم) أن عمر حزبه /140/ عاماً إذا ما أراد أن يمد تاريخه من حزب «الإرادة الشعبية» (نارودنايا فوليا) الذي تأسس في روسيا القيصرية عام /1876/. وربما أن الدكتور لا يعرف ذلك بسبب انشغاله بالبزنس المتنوع، كما لا تعرف ذلك كوادره من «المفكرين» وغيرهم. ولكن الجهة التي أوحت له بهذه التسمية من الواضح أنها تعرف تاريخ روسيا بشكل جيد.
وعندما سألته المذيعة عن علاقته مع الأحزاب الأخرى الموجودة في سورية (حسب تعبيرها) أجاب: أن هناك فصيلاً يجله ويحترمه وعلاقته معه جيدة وهو الفصيل الذي أمينه الأول الأستاذ حنين نمر والمعروف أيضاً بفصيل يوسف فيصل، الذي ما زال حياً وعضواً فيه (ألف مبروك).
وأضاف أن هناك فصيلاً «ما كان شايفنا» قبل الأحداث والذي يحتكر لنفسه كل الثورية والمبدئية.
فسألته المذيعة: تقصد فصيل خالد بكداش؟ فأجابها عنتر المعارضة: لا أبداً، فصيل وصال فرحة وابنها عمار فرحة، اللذين يريدان خصخصة خالد بكداش. فقالت له المذيعة: ولكن الأمين العام هناك اسمه عمار بكداش. فأجابها د. قدري بأخلاقياته الرائعة وحس النكتة لقبضايات المرجة: «نعم عمار فرحة بكداش».
وهنا فتح، الدكتور قدري مجالاً للبحث في الأنساب. ولكن قبل ذلك يتكون انطباع أن أغلب زعله من كون الشيوعيين «ما شايفينو» أي لا يرونه. نعم نحن لا نراه، فأمثاله عديدون من حيث الواقع المالي وحجم العلاقات ومحاولات تكريس مفهوم المال السياسي يميناً أو يساراً. نحن نرى من يقف وراءه، رأينا ذلك بوضوح قبل أكثر من عشر سنوات، ونرى ذلك اليوم. ونرى بشكل واضح أسباب انتفاخه كالفقاعة، ابتداءً من مؤتمر الحوار التمهيدي الذي جرى في صيف عام /2011/. علماً أن البعض من المحللين فسروا ذلك في حينه بغياب المعارضة الفعلية في الحوار ومن «قلة الخيل ....». ولكن تطور الأحداث يبين أنه إلى جانب ذلك العامل المهم هناك عوامل أخرى غير محصورة دائماً في الإرادة الوطنية وربما مرتبطة أيضاً بمن ما من صداقتهم بدّ، في المرحلة الحرجة التي تمر بها بلادنا.
ولكن فلنرجع إلى الأنساب، ومقولة د. قدري أن عمار بكداش يريد خصخصة والده، مضحكة وسمجة وغير مفهومة في مجتمعنا، كما في المجتمعات الأخرى.
على كل الأحوال الاعتزاز بالنسب الوطني والثوري ليس عيباً! وهنا لن نتوقف عن التساؤل لماذا كان د. قدري يتبع د. عمار بكداش في أشياء كثيرة، تبعه إلى جامعة بليخانوف للاقتصاد الوطني، تاركاً دراسته في هندسة الطاقة. ثم بعد التخرج تبعه إلى دراسة الدكتوراه في جامعة موسكو ودافع عن أطروحته بشهر ونصف بعد د. عمار. وكما أظن أنه في تلك الفترة وبعدها لم يلتبس السيد قدري بكنية عمار بكداش؟!
نعم، عمار بكداش لا يوجد عنده شيء يخجل به في أنسابه، لن نتكلم عن والده المعروف للجميع، بل عن جده بكداش قوطرش الذي حارب في ميسلون ضد جحافل المستعمرين إلى جانب البطل يوسف العظمة قبل انتقال أسلاف السيد قدري إلى الأرض السورية. كما أن جد د. عمار من طرف والدته محمد علي فرحة نفي إلى الأناضول من قبل السلطات العثمانية ومن ثم اعتقل من قبل سلطات الاحتلال الفرنسي أيضاً قبل أن تطأ عائلة جميل باشا الأراضي السورية. وعندما أتت هذه العائلة إلى سورية، ماذا كان نشاطها؟! شكّل آل جميل باشا مع عدد يسير من العوائل الإقطاعية الحفنة المتحكمة بوحشية بحياة فلاحي الجزيرة. ودور آل جميل باشا أثناء أحداث التمرد في الجزيرة عام /1937/ والذي نظمته الدوائر الفرنسية الاستعمارية، ضد الحكومة الوطنية السورية، يستحق مزيداً من الدراسة، يمكن مراجعة كراس خالد بكداش «ماذا يحدث في الجزيرة».
ونقول للدكتور قدري أنه عندما دخلت وصال فرحة إلى سجون الديكتاتوريات، كان آباء البعض يربطون الفلاحين بالسيارات والتراكتورات ويسحلونهم، ويمكن السؤال عن ذلك أولاد فلاحي الدرباسية وغيرها.
في عام /1954/ دخل المدعو فؤاد قدري جميل باشا إلى مجلس النواب السوري ممثلاً عن كتلة العشائر وفي عام /1957/ أصبح عضواً في التجمع القومي البرلماني، إما عن حسّ وطني ناتج عن ثقافة عميقة أو الحسّ العضوي بتطور مجريات الأمور والسعي للتكيف معها. لا ندري.
ولكن مع تطور الأمور بدأ أيضاً تطور الوضع الذاتي. فمع تصاعد الموجة الثورية التحررية اختفت من الكنية كلمة باشا. والطريف أن هذا بقي مستمراً في سوريا، ولكن عندما أنشئ صندوق بعد موت الأب سمي صندوق فؤاد قدري جميل باشا، هذا للتصدير، أي إلى روسيا وتركيا والجمهوريات المستقلة.
وأيضاً بدأت تحدث تغيرات في الأسماء الأخرى، فالأب الذي كان يجاهر بتمايزه القومي الكردي فجأة بدأ يغير أسماء أولاده، فأصبح فلمز ــ قدري، الباقي خارج اهتمامنا في هذه المقالة (كتحول بلند إلى أمين .... الخ). كل ذلك حسب متطلبات المرحلة.
فعلاً بالنسبة للبعض لا ثوابت إلا المصالح.
ولن نتعب القارئ هنا في كيفية تحول الإقطاعي المصادرة أراضيه كلياً بموجب الإصلاح الزراعي وديونه للمصارف المختصة إلى أحد وجوه البرجوازية الكومبرادورية وتكوين مصالح جدية ومواقع مهمة في روسيا ما بعد الاشتراكية. فاسألوا أي مغترب سوري في موسكو من هم أغنى رجال الأعمال السوريين في روسيا، يجيبونكم بدون تردد «جميل باشا». ويعيش اليسار المستجد بعد ذلك!.
طبعاً لن نقف هنا عند نسبه من طرف والدته، فنحن نحترم الأعراف والتقاليد الحميدة في بلدنا. على عكس بعضهم يا سيد: فلمز قدري جميل قرشاي ميرزا، إذا أردنا إتباع تسلسل الأنساب على الطريقة الأمريكية اللاتينية.
يقول د. قدري جميل (عنتر المعارضة) أنه لا يطمح للمناصب. لا ندري. نذكر فقط أن الدستور السوري يحدد الموانع في تبوء بعض المناصب والمتعلقة بالجنسية الثانية.
هل د. قدري يستطيع أن يجتاز هذه العقبات الدستورية بما يخص وضعه ووضع زوجته الحالية؟ والله أعلم! وقد طرح د. قدري شروطاً لمشاركته في الانتخابات لمجلس الشعب (في المقابلة الإذاعية نفسها) تسمح له الانسحاب منها بضجة «ديمقراطية».
ونقول في نهاية مقالنا هذا: «مع كل ذلك موشايفينك»، فقافلتنا تسير والشعب السوري حكيم.
أسامة الماغوط



#اسامة_الماغوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسامة الماغوط - حول الأنساب وبيت من الزجاج