مى مختار
الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 13:33
المحور:
الادب والفن
لا انتظر منك شيئا و انت على حالك
أملى فى أن تتغيرى و تتغير نظرتك لى
روحى معلقة بقرار اعادة النظر فى قضيتى
قلبى يخفق لرؤيتك مقبلة بابتسامتك الواثقة
و قد شرعت فى الاعتراف بحقى فيكى و عليكى
لأننى أكثر من أحبك .. أعرف تلك الحقيقة
ربما يشوشك عنها ضوضاء الميكروفونات العالية
و مواقف الميكروباصات و محطات الاتوبيسات و الزحام
شاشات و ابواق تعلن جميعها علي الحرب
تتهمنى بالشذوذ و الكفر و الالحاد و تصدر حكما على بالقتل
خذينى بين احضانك واحتوينى
اهربى معى من هذا السجن الكبير
فلن أرضى بالتحرك بداخله و لو كان من ذهب
كما يختال الأسد الذى بات يظن أن حدود قفصه هى أكثر ما يستطيع نيله من براح
او كالجواد الذى يظن أن اللجام جزء من أجزاء جسمه ذو وظيفة بيولوجية تضمن له البقاء
هكذا الحال عندما يرتبط البقاء بالغذاء
هكذا الحال عندما لا يسمح لنا بالعبور خارج الحدود
و يحظر علينا رؤية و معرفة كيف نكون بلا قيود
كما يحرم التطلع الى البراح و النظر بعيدا ابعد من المدى المرئى
او القفز على رؤوس كل الراكعين و الساجدين و المنكسة رؤوسهم
و الصياح و الاشارة لتلك الدنيا الكبيرة و العالم البعيد
شاركينى اذا اردتى تحررا
شاركينى اذا شرعت تمردا
اخلعى حذائك ذو الكعب الرفيع المدبب
و اصنعى معى شرخا فى حوائط الزجاج التى تحيط بنا
اعرف انك مختنقة مثلى
اعرف انك تتظاهرين بأنك راضية بالبقاء صامتة خلف الجدران الزجاجية
تتظاهرين بالسخرية بينما تتألمين و تطلقين صرخات داخلية
لن اصرخ بعد اليوم من خلف جدران الزجاج
سأصنع بها شرخا كبيرا ثم أحطمها تماما
لن أسجن و أشكر السجان لأنه كان رحيما
فلم أذنب فى حق الانسانية
فقط اردت ان اكون كما اريد
بينما ارادوا ان يجبرونا جميعا على ان نكون كما ارادوا ان يكونوا
اهرب منكى او اليكى الى الابد
فلم يعد امامى بعد رفضك منحى الامل بان تتغيرى معى و بى و لاجلى
الا الهروب
حتى ذكرياتى الجميلة و اشيائى الثمينة بجهالة استولوا عليها
عرضوها للبيع دون ان يعرفوا قيمتها
قدروها بعملتهم و فهمهم المحدود لقيم الاشياء
كيف لا تحاولين الابقاء علي
و انت تعلمين اخلاصى و تجردى
و تثقين اننى لن أؤذيك أبدا
و ان هروبى منك كان اليك
و اننى سأرحل فى لحظة
و ربما بعد رحيلى تعرفين لماذا هربت و فيم رحلت
دون بلوغ الامل
#مى_مختار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟