أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - في سيكولوجيا قمة بغداد














المزيد.....

في سيكولوجيا قمة بغداد


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هي المرّة الأولى التي يحصل فيها تحول سيكولوجي ايجابي لدى الشعوب العربية نحو قادتها.فقبلها ،وعلى مدى نصف قرن،كانت هنالك قطيعة نفسية بين هذه الشعوب وقمم زعمائها.وكان الناس يسخرون منها على طريقة مظفر النواب:

(قمم قمم قمم ،معزى على غنم..وتبدأ الجلسة :لا ولن ولم..وينزل المولود نصف عورة ونصف فم).

كانت قمم سلطة ..معنية بقضايا تدعيم انظمة قمعية متخلفة لا بقضايا شعوبها.ما كانت ترد فيها مفاهيم من قبيل:الديمقراطية،التداول السلمي للسلطة،كرامة الانسان،منظمات المجتمع المدني.مرّة واحدة طرح فيها ،ولمسايرة التحضر!،تشكيل منظمات نسوية تدافع عن حقوق المرأة ..وتشكلت فعلا..وترأسها زوجات القادة!.

هي القمّة الأولى ،بعد 22 قمّة، التي تتغير فيها وجوه بعضها قريب من الناس،يشعر المواطن العربي ان هذا القائد يتحسس همومه ويتحدث بلسانه وأنه صادق فيما يقول..فيبدأ شيء من اليأس الساكن في قلبه من يوم ولد..يتبدد.والفضل في ذلك يعود لشباب الربيع العربي فهو الذي جاء بدماء جديدة ورؤساء وقادة بينهم مثقفون يمثلون نبض الشارع المأزوم بضغوط الفقر والاحباط وامتهان الكرامة والاغتراب عن الوطن.

وهي القمّة الأولى التي تختزل فيها قرارات كانت في قبلها بين (40 الى 50)بندا..الى تسعة بنود كثير منها معني بقضايا الشعوب.وهي المرّة الأولى التي يحضر فيها اعلام عربي شعبي..يمدح ويقدح بحرية..يشيد بقراراتها او يصفها بالهزيلة دون ان تكون هنالك مخابرات وأمن يصفيهم او يخفيهم تحت الأرض.

على أن التحول السيكولوجي الأكبر الذي حققته قمة بغداد هو ان العراق ارتاح نفسيا بعودته الى اشقائه ،وأن اشقاءه ارتاحوا نفسيا ايضا بتخلصهم من التقصير بحقه والشعور بالذنب نحوه.وكان على العراق ان يستثمر وجود رئيس كردي يترأسه ووزير خارجية كردي نشط ومثقف وفاعل، بوصفها تجربة ناجحة للتعايش السلمي والديمقراطي لمجتمعات عربية تتصف بالتنوع.

تلك تحولات سيكولوجية مريحة حققت خفضا للتوتر الانفعالي بين العراق واشقائه العرب من جهة ،وبين القادة العرب وشعوبهم من جهة اخرى ينبغي ان تفضي الى العقلنة في التعامل.

ولأن هذا التحول السيكولوجي يشكّل بداية ،فانه معرض الى ان ينتكس اذا لم تتحول قرارت اعلان بغداد الى تطبيق عملي تتحقق فيها كرامة الانسان العربي. ومع أن الحال لا يبدو كما وصفه المرزوقي التونسي بان ( الفساد والتزييف والقمع انتهى نتيجة الثورات العربية التي انطلقت من تونس)،وان الأنظمة التقليدية العربية ما تزال لها دور فاعل،وأن بعض الأنظمة الديمقراطية خيبت آمال شعوبها فيها واصابتها بالأحباط والخذلان المّر ،وأن شيوخ الاسلام السياسي الذين قطفوا ثمار ربيع الشباب العربي وسيخلقون لأنفسهم وتخلق لهم المشاكل،وأن المستقر في اللاوعي الجمعي ان القمم العربية نفاق وكذب ووعود عرقوبية وقمة بغداد لا تختلف عنها الا في انفاقها الخرافي،وان دور العراق الذي تسلم الآن قيادة العمل العربي مشكوك في نجاحه لأنه غير قادر اصلا على قيادة نفسه ديمقراطيا واصلاح حال مواطنيه، فضلا عن أن الأنظمة العربية بين ما تزال غير متقبلة له نفسيا وأخرى تسير في دروب ضبابية..نقول رغم كل ذلك فان رياح التحول السيكولوجي الحاملة للتفاؤل والطاردة لليأس المزمن ..قد انطلقت من بغداد..وما يجعلنا نطمئن أن بغداد للعرب ..كانت فأل خير نتمنى ان يتحقق بتنفيذ مقررات اعلانها ..والا فان المواطن العربي سيصاب بانتكاسة غسل يديه من الديمقراطية ايضا! التي لن يشفى منها الا بتسونامي من نوع جديد يكتسح هذه المرّة أنظمتها الديمقراطية!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استهلال صغير في موضوع كبير-(علاقة الدين بالطب النفسي)
- قمّة بغداد..واغتراب المواطن عن السلطة
- الأيمو!..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(59):سماع الأصوات..أو الهلوسة السمعية
- ثقافة نفسية(58):عمر الحب بعد الزواج..ثلاث سنوات!
- العراقيون..صنّاع أرمات
- ثقافة نفسية(57): الوسواس المرضي
- دوافع السلوك المنحرف للشخصية غير النزيهة
- ألف ليلة وليلة..في منهاج دراسي!
- الزيارات المليونية..تساؤلات مشروعة عن التهديد والوعيد
- ثقافة نفسية(56): حذار من الحبوب المنوّمة!
- العراقيون والاكتئاب الوطني!
- المخدرات..تداركوها قبل حلول الكارثة
- الزيارات المليونية..في قراءة نفسية - سياسية
- السياسيون..وسيكولوجيا الضحية والجلاّد
- ثقافة نفسية(50): الضمائر غير الصحية نفسيا
- ثقافة نفسية(49): هكذا تفعل خبرات الطفولة
- ثورة الحسين..المشترك بين العلمانيين والاسلام السياسي!
- تأجير محبس!
- التناقض بين الفكر والسلوك في الاسلام السياسي


المزيد.....




- ترحيب فاتر بالملك تشارلز في أستراليا بأول جولة خارجية له منذ ...
- استخبارات كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ ترسل 1500 جندي لمساعدة ...
- جواد العلي يعود إلى مسارح السعودية بعد غياب طويل.. افتتح حفل ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث أكثر من 500 جندي من قوات كييف
- الحوثيون يتوعدون إسرائيل -بتصعيد عسكري مؤلم- ثأرا للسنوار
- صافرات الإنذار تدوي في عكا وخليج حيفا
- مصر ترفع أسعار البنزين للمرة الثالثة.. فهل ستواصل الأسعار ال ...
- ما قصة التوغل الجيش الإسرائيلي في سوريا؟
- يحيى السنوار.. ما قصة المسدس الذي وجده الإسرائيليون بحوزته و ...
- -ماذا بعد مقتل عدوّ إسرائيل اللدود، يحيى السنوار؟- جيروزاليم ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - في سيكولوجيا قمة بغداد