|
إطلالة 3
ريم ابو الفضل
الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 00:44
المحور:
كتابات ساخرة
كثيرا ما تستوقفنى أحداث..أشخاص..مواقف قد أكون فيها بطلة، أو كومبارس ..متفرج، أو قارئ
وليس ما يستوقفنى الحدث نفسه، أو الشخص ذاته.. بل أننى دوما ما أشرد أمام الحدث ، أو أتأمل الموقف ..أو أغوص بداخل الشخص.. فتنجلى لى أمور كثيرة، أو هكذا تبدو لى
من هنا كانت إطلالتى على شخص، أو موقف أو خبر ليس لممارسة دور المتأمل فقط..ولكن لعمق قد أراه بداخل أى منهم
وأثناء وحدتى التى أقتنصها من يومِ مشحون، أمارس تأملاتى من خلال إطلالتى على يوم يطل... أو يطول
(العدل أساس الملك)
يقول أرسطوطاليس... بالعدل يقهر العدو
وقياسا عليه.. فإن الظلم يقهر ويفتت أبناء الوطن الواحد
ومن هنا انطلقت سياسات المجلس العسكرى فى الآونة الأخيرة
فالعدل قد ألح بطيفه على طائفية أعضاء المجلس العسكرى فى كيفية تطبيق العدل للإقصاء بمرشح الرئاسة الذى يحظى بشعبية كاسحة
فقد زّج المجلس العسكرى برمز من رموز النظام القديم ، فاستشاط الشعب غضبا ، واعتبر أن قضية إقصاء هذا المرشح مسألة حياة أو موت
و"على جثتنا يا سليمان"
إنه الشرك الذى دوما ينصب لنا..فنقع فيه ونحن راضون
نفس اللعبة التى كان يمارسها النظام القديم
أن يضعك بين خيارين كلاهما سىء فتختار الأقل سوءا داعيا الله أن يكلل جهد وخيارك بالنجاح
ولعبها المجلس العسكرى
وبرغم تعليقات الصحف العالمية على ترشيح سليمان لم تثن من عزم ومن جزم
فبينما وصفت صحيفة الدايلي ميل البريطانية ترشح رئيس مخابرات نظام مبارك في أول إنتخابات رئاسية بعد الثورة بأنه إهانة لمصر
فقد تم الزج بسليمان ليس لخوض الانتخابات ، ولكن ليقصى حازم أبو إسماعيل الذى كان يحظى بشعبية هائلة، وخيرت الشاطر الذى سيحشد له الإخوان كل إمكاناتهم
وتطبيقا لمبدأ العدل والقانون
تم إقصاء أبو إسماعيل والشاطر ..وحتى لا يعترض المعترضون فقد تم إقصاء سليمان
سجد الجميع شكرا
الحمد لله أن سيمان خرج من السباق لعبة عادلة من وجهة نظر المجلس العسكرى..ولكنها ليست نظيفة
ولذلك فلن نقول لمن لعبها ..
ياحريف..
بل هناك نعت آخر يأبى القلم أن يسطره
(يوم الأسير)
17 إبريل 1974
ذكرى خروج الأسير الفلسطينى محمود بكر حجازى من سجون الاحتلال فى أول عملية تبادل أسرى
حرص الفلسطينيون على إحياء يوم الأسير هذا العام بشكل مختلف
فقد استخدم الفلسطينيون الاضرابات والاعتصامات فى احتجاجهم على ممارسات العدو الإسرائيلى فى السجون ،وتضامنا مع الأسرى الذين بدأوا إضرابهم عن الطعام يوم 17 إبريل
أما ما أفزع العدو الصهيونى هو مشاركة كافة الفصائل فى هذه الفاعلية حيث رفعت كل الأعلام الفلسطينية جنبا إلى جنب من كل الفصائل
فقد تشاركت حماس وفتح والجهاد الإسلامى فى هذا اليوم ..لأن الهدف واحد
حمل يوم الأسير رسالة واضحة مفادها أن لا وقت ولا مكان للخلاف ، ولابديل للجميع سوى نبذ الفرقة، والالتفاف حول المصالحة والمقاومة وهذا هو السلاح ضد الاحتلال الإسرائيلى
أما من يوم للشهيد ؟؟
تتوحد فيه كافة القوى السياسية نلتحم فيه أمام عدو قد يفزعه التحامنا نتناسى فيه اختلافاتنا، ونتذكر فيه من ضحوا بدمائهم من أجل أن يحيا الجميع أن نغض الطرف عن هفوة..وأن نغفر زلة أن نكف عن التلاسن، والتفحش أن نظل على عهد بأن دماءهم لن تذهب سدى ..وأن حقهم سوف يعود عاجلا أو آجلا
شهداؤنا لم يروا الأرض بدمائهم الزكية لكى نتخذها حلبة للمصارعة
بل لنتخذها وطنا نعيش فيه جميعا
(اصرخوا من أجل الحليب)
ذهبت لزيارة إحدى صديقاتى التى قد أنجبت حديثا ثالث أطفالها..
كانت صديقتى مشغولة بأعمال المنزل ..وسرعان ما دخلت المطبخ حتى تعد الطعام لطفليها تاركة رضيعها يمص أصابعه جوعاً ..فقد كان أخواه يطلبان الطعام ؛ فاستجابت لها ولإلحاحهما
ارتفع صوت الرضيع طالبا الحليب..ولكن صديقتى انهمكت فى إعداد الطعام للثائرين الصغيرين..
ارتفع صوت البكاء..حتى صار صراخاً وهنا اضطرت صديقتى أن تقوم بإعداد الحليب لرضيعها الذى لم تهتم لجوعه حين مص أصابعه..ولا لبكائه حين طلبها وطلب طعامه..ولكن اضطرت للاستجابة لصراخه
وهنا تأملت الموقف سريعا بابتسامة ساخرة
فقد استجابت الأم ليس لنداء الأمومة فقط ،ولكن لمن علا صوته وطالب وأصر..رغم أن المنطق يقول أن الضعيف الذى لا يستطيع التعبيرقد تهرع إليه أحق من الآخرين
ولكن الصوت العال يقرع الآذان فيستجب أصحابها..والضعيف الساكت الجائع لن يحصل على طعامه إذا ما انطوى على جوعه يمص أصابعه، أو يربط على بطنه حجرا
أيها الجائعون..
اصرخوا من أجل الحليب..فلن يستمع أحد لمُطالب.. إلا إذا كان لحقه صارخاً
#ريم_ابو_الفضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إطلالة 2
-
إطلالة
-
يومٌ للحب..و أُخر لغيره !
-
ونفس وما سوّاها
-
كلاكيت ثانى مرة
-
فضلاً....ضع نظارتك
-
ولم لا يبكينًّ عليه ؟!
-
بين الأمس ..واليوم ..والغد
-
ثمرة الرّمان
-
بصر الرجل...وبصيرة المرأة
-
عندما يصبح الصمت لغة
-
ماضٍ...ونحن ماضون
-
فى أيام العتق
-
فى ذكرى صاحب القلم الرحيم
-
نقطة تحول
-
السوشى
-
شرفتى...وزائر الفجر
-
لقرحهم أشد من قرحكم
-
رحلة الشتاء والصيف
-
بين معجزة نوح وأسطورة تياتنك ( فى ذكرى شهداء أسطول الحرية)
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|