أشرف عبد القادر
الحوار المتمدن-العدد: 1088 - 2005 / 1 / 24 - 10:36
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
كتب الدكتور خالد شوكات مدير مركز دعم الديمقراطية قي العالم العربي وأحد أتباع الشيخ الغنوشي ردا على بيان الليبراليين العرب الذي وقعته مع الآلاف الذين وقعوه محتجا فيه على إدراج اسم الغنوشي بين فقهاء الإرهاب . وأنا سأكتفي ببعض الإستشهادات التي تثبت بما لا مجال للشك فيه بأن راشد الغنوشي هو فعلا أحد فقهاء الإرهاب . أولا لنتفق على المصطلحات . ماهو الإرهاب ؟ هو العدوان على المدنيين الأبرياء و التحريض على القتل لأسباب سياسية و تكفير المخالفين في الرأي أي إهدار دمائهم و تبرير ذلك بأسباب دينية تجعل الإرهابي يرتكب جريمته بضمير مطمئن. و الشيخ راشد الغنوشي مارس كل ذلك سواء باسمه الصريح أو عشراه الأسماء المستعارة التي يكتب بها محرضا على الإرهاب بالتعريف الذي ذكرته آنفا . كتب الغنوشي مكفرا للمرحوم الشهيد الرئيس ياسر عرفات و مجموع القيادة الفلسطينية و غالبية الشعب الفلسطيني التي وافقت على التفاق أسلو الذي سيكون بإذن الله مقدمة لتحرير فلسطين العربية المحتلة في حرب
" لقد استمر الإحتلال الصليبي للقدس , يقول الغنوشي , أكثر من قرن ولكن لم تنبعث في الأمة جهة تعلن : 1967
استعدادها لهم عن التنازل عن الحق بسبب العجز عن استرداده ... من هنا فقد اجتمعت كلمة علماء الإسلام في فتاوى متعددة عن تحريم و تجريم أي تنازل عن شبر من أرض فلسطين لفائدة الكيان الصهيوني العنصري المغتصب " . .والمعروف أن الشيخ الشهيد ( الأسبوعية " المتوسط " لسان حركة " النهضة " في الخارج , 17 / 08 / 1993 )
أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل صرح أربعة أيام قبل اغتياله , كما قالت الوطن العربي بأن " حماس تقبل بدولة قلسطينية كاملة السيادة على الضفة الغربية و غزة ... " فسارع المتطرفون الإسرائيليون وعلى رأسهم شارون ويعلون ومفاز إلى اغتياله خشية من تأثير موقف الشيخ ياسين على قيادة حماس التي كانت بالفعل تناقش التراجع عن برنامجها القديم الذي كان ينادي بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر . وكانت القيادة الصهيونية ترحب به في سرها لأنه يمكنها من ابتلاع فلسطين من البحر إلى النهر بذريعة كاذبة وهو أن الفلسطينيين يريدون رميها في البحر والقضاء على دولتها التي اعترفت بها معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة . وهكذا لم تجد إسرائيل إلا الإغتيال للشيخ الشهيد أحمد ياسين حتى يبقى صقور حماس هم أسياد الموقف . لكن الإعتدال هو منطق التاريخ , وهاقد ظهر في حماس شيوخ أجلاء منهم الشيخ الدكتور محمود الزهار و الشيخ إسماعيل هنية والشيخ حسن يوسف الذين أعلنوا تبنيهم لموقف الشيخ ياسين وتخليهم عن برنامج حماس القديم الذي لم يكن يخدم إلا التطرف الصهيوني الباحث عن ألف ذريعة وذريعة لابتلاع الأرض الفلسطينية بذريعة كاذبة وهي غياب الشريك القلسطيني الذي يمكن التفاوض معه على السترداد فلسطين المحتلة في حرب الستة أيام . ولكن هذه الذريعة الكاذبة تسقط عندما يقول لهم الشيخ حسن يوسف " حماس توافق على وقف طويل لإطلاق النار مع إسرائيل مقابل إقامة دولة قلسطينية في الضفة الغربية وغزة . وأن وقف إطلاق النار يعني أن يعيش الطرفان ( الدولة الإسرائيلية والدولة الفلسطينية ) جنبا لجنب بأمن و سلام " ( يديعوت أحرنوت 3 / 12 / 2004 ) .
طبعا تكفير الغنوشي و تجريمه للرئيس الشهيد ياسر عرفات و لقيادة منظمة التحرير التي قبلت بإقامة دولة فلسطينية على 22 % من أرض فلسطين و التسليم بوجود إسرائيل على الباقي ينطبق اليوم على الشيخ أحمد ياسين و المعتدلين في حماس الذين قبلوا هم أيضا بعد سنوات طويلة مع الأسف بالدولة الفلسطينية و فرطوا ليس " في شبر واحد " فقط من أرض فلسطين بل في 82% من فلسطين الإنتدابية . فهل ثمة إرهاب أبشع من إرهاب تكفير قيادة منظمة التحرير و المعتدلين في حماس و 80% من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يوافقون هم أيضا على دولة فلسطينية و على" التفريط " في ملايين الأشبار ؟ و إرهابية الغنوشي لا تتجلى فقط في التحريم و التجريم و التكفير بل يضاف إليها التحريض الصريح و بدم بارد على قتل الحكام المسلمين على بكرة أبيهم فهو يقول في كتابه " الحريات العامة في الدولة الإسلامية " : رأي الفقهاء : " عدم استعمال قوة السلاح في مقاومة السلطان الجائر " يرد عليهم مفندا : " أن جملة الأحاديث الكثيرة التي تأمرنا بالإعراض عن رفع السيف في وجه حكام الجور بل تأمرنا أحيانا بكسر السيف جملة ينبغي أن لا تقرأ معزولة عن الروح العامة في الشريعة و العاملة على تنشئة أمة ( .. ) لا تتميز بالخنوع ( .. ) و الإطار الذي تتنزل فيه النصوص المنفرة من استعمال القوة هو إطار إسلامي اعترته بعض الإنحرافات ( .. ) دون مس بهوية الكيان العقائدي و السياسي للأمة ( .. ) فالأمراء المتحدث عنهم في النصوص هم أمراؤنا ( .. ) ولا يمكن اعتبار الحكام الديكتاتوريين المفسيدين [ المعاصرين ] المتمردين على شريعة الرحمان و إرادة الشعب ـ و هم في الحقيقة أولياء الشيطان و أذناب أعداء الإسلام ( .. ) لا يمكن اعتبارهم أمراؤنا و أولياء أمورنا ولا لزمت طاعتهم [..] فالإستنكار [ لرفع السيف على الحكام ] الذي تنص عليه النصوص الآنفة إنما هو لتصحيح انحراف في إطار المشروعية الإسلامية أي طالما ظلت تعاليم الإسلام محترمة ( .. ) والأحاديث المانعة لسل السيوف ضد الحكام المنحرفين الذين لم يبلغوا حد الكفر البواح [ الصريح ] أي التمرد على الشريعة " ( ص183 ) . " و أعطى الغنوشي مثلا تطبيقيا على فتواه بقتل جميع الحكام المسلمين لأنهم لم يعودوا مسلمين بل نقلوا ولاءهم إلى الكفار فأصبحوا " أذناب الإستعمار و أولياء الشيطان " الأكبر , أمركا , و الأصغر , فرنسا و أوربا . بل أفتى أيضا باغتيال الرئيس السادات بمقارنة كاذبة إلى حد الإستفزاز. إذ قارن الرئيس محمد أنور السادات الذي حرر أرض مصر المحتلة من اليهود حتى آخر ذرة تراب ... و حررها سلما لا حربا ... بأحد زعماء اليهود يحي بن أخطب, وقارن ـ ياللفضيحة الدينية ـ مجرما مثل خالد الإسلمبولي قاتل الرئيس السادات برسول الله صلى الله عليه و سلم الذي أمر بقتل الزعيم اليهودي الذي كان يحاربه و يكيد له كيدا و خطط لاغتياله ! يقول الغنوشي : " قد يدعم هؤلاء ( الفقهاء ) وجهة نظرهم ( في وجوب اغتيال الحاكم ) بأحداث من السيرة النبوية مثل إيعاز الرسول ( ص ) باغتيال بعض زعماء اليهود مثل يحي بن أخطب و شواهد من الواقع ( المعاصر ) مثل اغتيال الإسلامبولي السادات " ( ص 184 ) . وهكذا قدم للقتلة تشخيصا دقيقا لمن هم جديرون بالقتل " الحكام العرب الذين خرجوا عن الملة " كما وصفهم أسامة بن لادن و" أولياء الشيطان و أذناب أعداء الإسلام " كما وصفهم راشد الغنوشى! " والمعروف أن الجماعة الإسلامية المصرية التي اغتالت الرئيس السادات تابت توبتا نصوحا فاعتذرت على لسان مفتيها الذي أفتى باغتيال السادات عن جريمتها . " جدير بالغنوشي الذي لم يفكر في الإعتذار لأسرة السادات عن فتواه بشرعية اغتياله , ان يقتدي بمفتي الجماعة الإسلامية و الشريك في قتل السادات . فبعد 20 عاما قضاها في السجن يعلن توبة نصوحا " ردا عن سؤال : هل مازالت تعتقد أن قتل السادات صحيح ؟ أجاب : " أكدنا في الأبحاث التي أصدرناها ( خمسة كتب صدرت 2002 في القاهرة ) و بالأمثلة العديدة التي ضربناها بأن الخروج على الحاكم في كل العصور تسبب في مفاسد جمة عادت على الأمة الإسلامية بالوبال ( ... ) فكل أنواع الخروج على الحاكم بما في ذلك الخروج على السادات أدت إلى مفاسد كثيرة و كبيرة و فتن و تمزيق الأمة و بالتالي فهو محرم شرعا " ( الأسبوعية المصرية " المصور 5/ 7 / 2002 ) .
حمدي عبد الرحمان , مفتي " الجماعة الإسلامية " التي اغتالت العشرات الأبرياء و الإرهابي الذي شارك في قتل السادات , بات يعتبر " الخروج على الحاكم حراما شرعا " . فكيف يظل " الديمقراطى " راشد الغنوشي , رئيس " النهضة " مدى الحياة مصرا على أن الخروج على الحاكم واجب شرعا ؟ . فكيف يكون راشد الغنوشي الذي كفر صراحة قيادة المرحوم ياسر عرفات وكفر ضمنا قيادة المرحوم أحمد ياسين و الشعب الفلسطيني و أصدر فتوى بقتل جميع الحكام المسلمين و اغتيال الرئيس محمد أنور السادات ديمقراطيا !
لقد قال شاعر مسلم يرد على ادعاء المتنبيء للنبوة : " إن كنت أنت نبي / فإن القرد ربي " .
و أنا أقول للسيد شوكات إذا كان الغنوشي ديمقراطيا فإن ستالين وبنوشى و هتلر هم أنبياء الديمقراطية دون منازع !
#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟