أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - منير روكي - لباس العلماء، الأعيان والمتصوفة بمغرب العصر الوسيط -1-














المزيد.....


لباس العلماء، الأعيان والمتصوفة بمغرب العصر الوسيط -1-


منير روكي

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 16:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أ/لباس العلماء:
جدير بالإشارة أن الرفاه الاجتماعي والنمو الاقتصادي الذي كانت تعرفه هده الفئة انعكس بشكل جلي في حياتها الاجتماعية بشتى مظاهرها وكان من أبرزها اللباس الذي يجسد بشكل ملفت للنظر المكانة المتميزة لهؤلاء.
وبالنظر إلى المستوى الذي كان يحظى به العلماء لاسيما في العصر المرابطي فقد توافرت لهم أسباب العيش،كما درجت أغلب المصادر على تسمية هده العناصر من المجتمع بفئة الأعيان.
.كانت ملابس الأعيان تميزت بأحكام صنعتها من الصوف الجيد ،فكانت رقيقة وناعمة وكانت البرانس ذات الشارات من الألبسة التي اعتادت فئة الأعيان ارتدائها،وقد كان لباس الفقهاء يطغى عليه البرنس العمامة والكرزية في حين لبس بعضهم الثياب المطرزة وتزينوا بأجود أنواع المنسوجات لاسيما منهم فقهاء الأندلس الذي زخر بهم البلاط المرابطي والموحدي،غير أنه جدير بالذكر أن بعض العلماء نهى عن اللباس المطرز وحسبنا في دلك جواب أحد الفقهاء في عهد يوسف ابن تاشفين ونهيه عن مثل هده الالبسة مما فيها من التباهي والكبر.
واتخذ العلماء في الجمع والأعياد ملابس خاصة حيت يخرجون في مثل هده الأيام بملابس حسنة من البرنس الأبيض أو الأصفر والعمائم ويحضرون مجالس العلم بالملابس الطويلة الكم والواسعة،كما حدا حدوهم الطلاب.
غير أن دلك لم يكن يشمل كافة العلماء، حيت اقتصر بعضهم على الضروري في لباسه،فهذا الفقيه ابن الحاج خرج للدرس بقميص خام غليظ وعلى رأسه طاقية ومنديل،بينما رفض ابن عمر ألأنفاسي ارتداء ألبسة فاخرة قائلا:"إن هذه الكسوة لا تصلح امثلي، وفيما علي من اللباس كفاية".
ب-لباس الأعيان:
اعتاد أعيان القبائل والمدن على لباس الأكسية المصنوعة من القطن والكتان ،أو من الكتان وحده أو من قماش يسمى السفسارى المجلوب من افريقية وهو خليك من الحرير والصوف والمتميز بتعدد أنواعه.ولعل أبرز دليل على دلك هدية يوسف ابن تاشفين لابن عمه يحيى بن عمر التي تضمنت "سبعمائة كساء مصبوغة" حسب صاحب الحلل الموشية.
وتشير المصادر إلى سيادة نوع أخر من الأثواب اعتاد الأعيان ارتياده وهو الأشكري نسبة إلى مدينو أشكر الأندلسية التابعة لغرناطة،فضلا عن نوع من الجلباب يسمى اشكرلاط الملف ارفيع ويبدو أنه من نوع الثياب الصوفية الرفيعة.
وفي معرض حديثه عن هدايا يوسف ابن تاشفين،ذكر صاحب الحلل الموشيية "مائتي قبطية شال" والغالب على الظن أنها من ألبسة فصل الشتاء كما كانت تنسج من ثياب الكتان الأبيض المصنوعة في مصر[شال كلمة فارسية وهو عبارة عن قطعة من النسيج الصوفي الذي يطوى ويلف عدة لفات حول الطربوش].
من جهة أخرى ظهرت لدى هذه الفئة أقمشة مرصعة بالحرير الشيء الذي يبرز المكانة الاجتماعية المتميزة التي كانوا يتبوءونها،وهو الأمر الذي نهى عنه ابن تومرت إبان بداية دعوته.أما في العصر الموحدي فقد تطورت أزياء الأعيان فبالإضافة إلى الألبسة السابقة ،لم يتوانوا عن لبس ألبسة فاخرة حيت أن القاضي عياض كان "يلبس الألبسة الرفيعة المنبئة عن حال قضاة الوقت".كما لبسوا ثياب الحرير الموشاة بالخيوط الفضية والذهبية و أضحى الأعيان يتفننون في الألوان فلبسوا في الشتاء الفراء وثياب الملف والقباطي والبرانس.
كما يمكن إضافة نوع جديد وخاص من الألبسة التي انتشرت عهد الموحدين ،وهو الفراء:نوع من اللباس مصنوع من جلد بعض الحيوانات.أما في فصل الصيف،فقد نوع الأعيان من لباسهم ،فتارة يرتدون الملابس السفسارية،وتارة أخرى ملابس حريرية وما شاكل دلك من خفايا الثياب دو اللون الأبيض أو الجلابية
وقد كثر الإقبال على لبس الحرير أواخر الدولة المرابطية وبداية الموحدية،جعلت الفقهاء ينهون عنه ،بل إن الخليفة يعقوب المنصور منع من لباسه وقطع الغالي منه.وقد امتد المنع ليشمل الديباج المذهب.
كما استعان الأعيان بثياب الخز وهو نوع من الثياب على ما سداه حرير ولحمته من غيره.
صفوة القول أن العصرين المرابطي والموحدي يعتبران بداية حقيقية للتركيز على اللباس كوسيلة من أهم وسائل رسم معالم السلطة وشاراتها السياسية بعد أن أضحت الدولة تتدخل في أزياء المجتمع.ففي العصر لمرابطي أنعمت الدولة بالأزياء على كبار موظفيها وتزايد تدخل الدولة في العصر الموحدي الذي وصل إلى حد المنع في بعض الأحيان .



#منير_روكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخزن و-البرجوازية الحضرية -بمغرب ماقبل الإستعمار- تجار فاس ...


المزيد.....




- مصر: الداخلية تعلق على مزاعم باختطاف 25 سيدة بعد إعلان توظيف ...
- مقتل وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة من غ ...
- ترامب يختار لاعب قدم سابقا لمنصب رئيس مجلس إدارة الأصول الرق ...
- بعد اعتداء الدهس في ماغديبورغ.. اليمين الألماني يدعو لمظاهرا ...
- سيارتو: ترامب لا يحتاج لوسطاء لحل نزاع أوكرانيا
- البرازيل.. تسرب حمض الكبريتيك إثر انهيار جسر شهير على أحد ال ...
- دول -إيكواس- تتأهب عسكريا بعد تمديد مهلة انسحاب 3 دول منها
- ترامب يتعهد بوقف -جنون التحول الجنسي- وإصدار مراسيم بشأن اله ...
- عاجل | موقع واللا عن تقديرات أمنية إسرائيلية: إيران تجند جوا ...
- ترامب يجدد اهتمامه بشراء وسيطرة أمريكا على إقليم غرينلاند ال ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - منير روكي - لباس العلماء، الأعيان والمتصوفة بمغرب العصر الوسيط -1-