أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الغباء السياسى السلفى















المزيد.....


الغباء السياسى السلفى


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 03:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الغباء السياسي، مصطلح ابتكره وأطلقه الرئيس الراحل محمد أنور السادات على أعضاء حكومته، الذين تقدموا جميعا باستقالتهم مرة واحدة للضغط عليه سياسيا وإحراجه أمام الشعب، فما كان منه إلا أن قبل استقالتهم الجماعية، مطيحا بهم جميعا فى ضربة واحدة من صنع أيديهم ومطالبا بمحاكمتهم بتهمة الغباء السياسي.

ولو عاش السادات إلى يومنا هذا لطالب بمحاكمة السلفيين بتهمة الغباء السلفى السياسى، فالسلفيين بقيادة محمد حسين يعقوب احد أضلاع ثالوث الغباء السلفى الدينى السياسى بالتضامن مع محمد حسان وإسحاق الحوينى إضافة إلى رئاستهم لمجلس شورى العلماء ذلك المجلس الخرافى الذى لا يعرف احد ما هى وظيفته على وجه التحديد.

محمد حسين يعقوب، الشهير بغزوة الصناديق، التي كانت على استفتاء تعديل الدستور المصرى بنعم أو بلا، والتى ترأس هو بغبائه السلفى منقطع النظير الدعوة والدفع بالاستفتاء لقبول الدستور كما هو، حماية للمادة الثانية الموجودة به، والتى تعتبر الشريعة الإسلامية مصدر التشريع الرسمى لمصر، دون أن يكلف عقله السلفى المحدود بإلقاء ولو نظرة واحدة على بنود ذلك الدستور وأهليتها للاستفتاء أم للتعديل أو الصياغة من جديد.

كان كل همّ راعى غزوة الصناديق السلفية وراعى الغباء السلفى فى مصر والمتحدث باسمه، أن يعجل بالموافقة على الدستور الموجود، والموجودة به المادة الثانية الخاصة بالتشريع، حتى ينقذ الإسلام ببعد نظرة وغيرته السلفية على البلاد والشريعة، وحتى يمنع المسيحيين من الالتفاف حول الدستور وتحويل المادة إلى بند مدنى لا علاقة له بدين أو عرق أو لون.

فراح يهلل هو وجوقة العامة والدهماء ممن يحرصون على حضور دروسه، بأن الإسلام فاز فى غزوة الصناديق وأن على المسيحيين إن لم يعجبهم ذلك فعليهم بالهجرة أو الرحيل خارج وطنهم الأم، وكأنه فرعون يطرد اليهود من مصر، والذى لا يعرفه من ضمن ما لا يعرفه فى حيز ضيق افقه وانحطاط اطلاعه وغباءه السلفى الموروث، أن مصر كانت مسيحية حتى دخلها العاص، فاسلم أهلها بالتبعية كعادة الناس فى الرضوخ للأقوى أو هربا من الجزية أو ربما عن قناعة، المهم أن تلك البلد كانت ولا زالت بلدهم ووطنهم الأم ولا حق لاى جاهل بمطالبتهم بالرحيل.

الدستور الذى دفع ذلك الجاهل وأتباعه الجميع للاستفتاء عليه بنعم، بدلا من لا التى كانت ستكفل وتضمن كتابته من جديد فى ظل ثورة ترغب فى الجديد والتجديد، ذلك الاستفتاء والإصرار على نعم حفاظا على البند الثانى وهوية البلد الإسلامية رغم أنها بحكم تعداد سكانها المسلمون كانت ستصبح إسلامية التشريع والدستور، ذلك الاستفتاء الذى تم الموافقة عليه، أطاح بمرشحهم الوحيد الكذاب حازم صلاح أبو إسماعيل الذى أخفى هو الآخر حقيقة جنسية والدته عندما كتب بجوار سؤال جنسية الأم فى استمارة الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وما إذا كانت تحمل جنسية أخرى غير الجنسية المصرية – الله اعلم – وكأنه لا يعلم أن والدته حصلت على الجنسية وتعامل كمواطنة اميريكية لها حق الترشيح ولها رقم ضمان اجتماعي، اى انه وشيخه الدجال الأفاق محدود الاطلاع والأفق وعضو مجلس شورى الجهلاء، أطاحا بفرصة حصول التيار السلفى على رئيس للبلاد عن طريق الصناديق التي احتكموا إليها وفرحوا بها ولم يكلف مجلس شورى العلماء نفسه أو احد أعضاءه أو احد أعضاء حزبه الهش الجديد حزب النور ضرورة قراءة بنود الدستور القديم الذى رفضوا هم أنفسهم تغييره وتغيير مواده وبنوده القديمة لحرصهم المميت على كل قديم ومميت ووافقوا على قبوله كما هو فراحوا هم أنفسهم ضحيته لبنوده التي تمنع الطعن فى قراراته باستبعاد المرشحين دون مراجعة.

الأمر معقد ومليء بالبنود والتعقيدات والسياسة وأنا اكرهها واكره الخوض بها ولكنه ثانية وثالثة والى الأبد الغباء الدينى متمثلا فى حراس العقيدة وجنود الرب الأغبياء المتعصبون محدودى العقل والثقافة والاطلاع، وأخيرا وليس آخرا، الكاذبون بمرشحهم السلفى الوحيد الذى أنكر جنسية والدته الاميريكية أو أنكر معرفته بها والأمر سواء، والمصرون على حماية العقيدة بعقولهم الضحلة وتوريث تلك الضحالة لخلفهم ومريديهم، والأمر أصبح أيسر لهم بفضائياتهم وتمويلها المشبوه الذى قفز بهم من أجلاف وصعاليك إلى مليارديرات بالمعنى الحرف للكلمة.

محمد حسين يعقوب، يتفاوض على أسعار حلقاته كما يتفاوض مطرب أفراح رخيص، وهو المفروض انه داعية والأصل فى الدعوة الإيمان والمصداقية وابتغاء وجه الله وليس التربح والمفاوضة، بل وأيضا يصر ببلاهة الكهول المحدثين على أن تُظهر الكاميرا وتوضح جلال لحيته البيضاء المهيبة ونور الرضى والإيمان الذى يشع من وجه الوضاء خاصة عينية الخضراوين - والتفاصيل تلك على لسان المعتز بالله محمد وهو مدير إنتاج وصديق وشاب مسلم معتدل وملتزم - والذى لم يكن مصدقا فى بادئ الأمر حتى أصر الرجل على طلباته وفى جملة اعتراضية هى الأغرب من نوعها على لسان رجل دين قال له – عمر دياب ليس أفضل منى، فليكن اجرى مثل اجره وتصويرى أفضل من تصويره.

ذلك هو الغباء السلفى الذى يجر وراءه ويدفع أمامه ملايين المسلمين نحو هاوية مستمرة من الضحالة وضيق الأفق والتعصب والتشدد والغباء الازلى والجمود الابدى الذين يغسل أدمغتهم ويجعل من روحهم بدلا من أن تكون متوثبة لفعل الخير وتواقة للعيش بسلام، ضيقة وحرجة ومندفعة بعنف وضراوة نحو تدمير نفسها وتدمير الآخرين.

الغباء السياسى السلفى بكل تمويله الخارق المشبوه ماليا وبشريا، وبدعوته السلفية ومجلس شورى علمائه وحزب نوره وشاشاته التي تأخذك للجنة حدف وتهبك حسنات بلا حدود، لم يجهد عقله السلفى المتكلس الكسول البليد بالاطلاع على مواد الدستور حتى المادة 28 فقط، والتى تقضى برفض الطعن على قرارات اللجنة العليا للانتخابات ناهيك عن باقى بنوده ومواده التي تبلغ 211 مادة وبالتالى رفض الطعن أو الإعادة لمرشح سلفى تم استبعاده كحازم صلاح أبو إسماعيل.

العقل السلفى – إن كان هناك عقل للسلفى – متحجر ومتسرع ومتعصب ومحدود، ولا يرى ابعد من انفه الضخم، ولا يسمع سوى صوته الجهورى المتعصب الفج الفظ، ولو انه حاول التحلى ببعض صفات النشوء والارتقاء والتطور الإنسانى، لفكر قليلا، كما تفكر الكائنات الأولية وليس العليا، فحتى الكائنات الأولية لها خطط دفاعية بعيدة المدى للحفاظ على حياتها كالتعلم المستمر ونقل الخبرات والاستعداد للملمات.

ولو أن تلك الدعوة السلفية، بحزبها وشاشاتها وتجاوزا علمائها وجيوشها المجيشة من الجهلة والبسطاء فكرت قليلا - والعياذ بالله - وتريثت قليلا وقرأت قليلا، كما أخبرتهم أول كلمة لهم فى كتابهم السلفى المقدس وكما أمرهم الله نفسه فى أول كلمة ألقاها لهم " اقرأ " لأصروا على تغيير الدستور، حتى يمكن الطعن على قرارت اللجنة العليا للانتخابات، وحتى يمكن لرجل مسلم سنى سلفى منهم أن يتقلد منصب رئيس الجمهورية فى حال حصلت أمه أو حصل أبيه على جنسية اميريكية أو اى جنسية أخرى، فليس فى ذلك رجس ولا بدعة ولا مراء، وإنما تكتسب الجنسية بالعمل الشاق والجدية والايجابية والرغبة الشديدة الصادقة فى تحصيل العلم ونفع الناس، وليس فى الحصول عليها غبن أو انتقاص أو خيانة لشخص رئيس الجمهورية، بدلا من إن يراوغ مرشحهم ويكذب ويتمادى فى الكذب حتى يُكتب عند الناس كذابا، وحتى لا يتخلى عنه حزبه ذلك التخلى المخزى المخجل، ويتركه فى نهاية الأمر علماء مجلس الشورى الأجلاء فى معركته التي أيدوه وناصروه فى بدايتها عارى الصدر والظهر والأطراف، مكللا بالخزى والخيبة والفشل، موصوما بالكذب.

وان آخر كلامى اننى لا اكره أو أُشهّر بالدعوة السلفية، وإنما أحاول أن اركل مؤخرتها السمينة، وأن أدكّ عقلها المتجمد المتكلس المتعصب المتشدد، حتى تقرأ وتتريث وتتفهم وتتفادى، تحديات المستقبل الكثيرة القادمة.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاهوت الإسلامى
- الجهل فى اُمّتى إلى يوم الدين
- متلازمة مسلمهولم
- قصص الأغبياء
- عبقرية الدين
- المتنطعون
- وحى لم يوحى
- الصحابة ... مافيا الله عنهم
- اشعر أحيانا بالحزن
- الجحيم .. ينسف صفتى الرحمن و الرحيم
- الحضارة ... غير الإسلامية
- الدعاء غير المستجاب
- تُنكح المرأة لأربع
- الولاء ... و البراء
- بودا ... بالحق يقول
- ويفرق بين المرء وزوجه
- الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس
- الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الغباء السياسى السلفى