أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد منير - وقائع مسروق بن مسروق (ربيع غير شرعى)














المزيد.....

وقائع مسروق بن مسروق (ربيع غير شرعى)


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 23:19
المحور: كتابات ساخرة
    


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. أنتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتاً على الحال.. فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملا خبرة مئات السنين من صبر «مسروق» على ما يراه «مكتوب».


استيقظت صباح يوم شم النسيم وتفاؤل تاريخى يتراقص داخل رأسى الربيعى.. فهذا اليوم يشكل لى ولعائلتى على مر التاريخ أهمية خاصة.. فالطبيعة التى تتجلى فى هذا الفصل الجميل هى الشىء الوحيد التى لم يُسرق منا، واحتفظت به قبيلة مسروق رغما عن السارقين ودون أى جهاد من المسروقين، فكما تعلمون يا سادة الجهاد عند المسروقين فريضة خائبة.
ما علينا، وخزت أم العيال لتستيقظ وتعد العدة لنزهة عائلية، فتقلبت فى دلع غير معهود وقالت لى «ما تنام ياراجل هو أنت من امبارح مش على بعضك ليه؟»، رديت فى ابتسامة المؤثر نادر التأثير «هو ده الربيع يابنت المحظوظة مبروك عليكى»، سألتنى فى دلع ليس له أى سند من الشكل أو الفعل «والربيع ده يا سررق كام يوم»، انتبهت ورديت عليها محذرا «انسى هو يوم وده آخره وفكى إيدك م الحبال الدايبة واصحى»، وبعد إجراءات سريعة أعددنا العدة والزاد بغير زواد وخرجنا فى موكب عائلى إلى المنتزه اللى برة الحارة.
فرشنا الملاية القديمة وسط الحديقة المكتظة بالمساريق الغلابة والذين خرجوا للاحتفال بالطبيعة غير المسروقة، ووضعنا فوقها طبق الملوحة اللى اشتريناه من «الغول» الفسخانى المشهور، وبجانبه كام بيضة لوناهم بالكركديه والملوخية عشان العيال تفرح وراسين خس وعرق ملانة، وجلس الواد والبت بجانبنا يلعبون السيجة، وذكرنى منظر الخضرة والورود وصمت العيال بمشاهد أفلام عبد الحليم حافظ ونادية لطفى فوضعت رأسى على قدم المدام ومددت رجلى أمامى واستغرقت فى ذكريات حالمة لم أمر بها قط.
ودوام الحال من المحال.. فبينما أنا على هذا الحال فاجأتنى وخزة فى جنبى وصرخة مدوية فى أذنى فانتفضت لأجد الشيخ «الدوينى» مسؤول الزوايا فى منطقتنا وحوله عدة دقون يظهر من بينها وجوه وهم يحملون عصى والهرج والمرج يحيط بالمنتزه وسط أصوات الصريخ والعويل وأصحاب الجلاليب يزيلون ملاءات المسروقين المقطعة ويبعثرون المأكولات.. فصرخت «فيه إيه؟»، رد الدوينى «بتعمل إيه عندك يا مسروق»، رديت قاعد فى الجنينة أنا والجماعة والعيال، حصل إيه، سأل «اشمعنى النهاردة؟»، رديت «لأن النهاردة شم النسيم وعيد الربيع»، لطمنى على وجهى لطمة تحمل طعم لطمة الصول بلال وصرخ فى وجهى «وعيد الربيع ده سنة ولا فرض يا مسروق؟»، رديت فى تحد «لا سنة ولا فرض لكن طبيعة خلقها ربنا.. نكفر بيها يعنى؟»، انهال الدقون عليا بالضرب وسط العيال وبعثر رجال الدوينى الزاد فى الحديقة وهو يصرخ «مافيش عيد عند المؤمنين إلا عيدين، غير كده كفر وشرك يا كافر».
وبينما أنا ألـملم أشيائى وأحتضن أولادى لمحت الشيخ «هادى جلاب الخير» بتاع الجماعة وهو يقف مع أسرته أمام سيارة يرصون فيها أشياء فصرخت مستغيثاً به فالتفت واقترب منى ومن الشيخ الدوينى وسألنى «مالك يا مسروق؟» رويت له ما حدث، فنظر لى وقال بهدوء «شوف يا مسروق من غير قسم أنت عارف معزتك عندى، اسمع كلام الشيخ الدوينى ده عالم وهو أدرى، وبعدين يا أخى ربنا يهديك هو أنت متلقيش غير أعياد الكفار تحتفل بيها.. ربنا يهديك يا مسروق».
استمر رجالة الدوينى فى بعثرة الزاد ولطم الناس وطردهم بينما انشغل جلاب الخير فى حواره مع الدوينى الذى سأله «على فين العزم يا شيخ هادى أنت والجماعة» فرد الشيخ هادى «والله يا شيخ دوينى قلت أنتهز فرصة المناخ الجميل وآخد العيال ونطلع نشم حبة هوا فى مزرعة أخونا محمود ونفك شوية من مشاكل الدنيا»، رد الدوينى «واجب برضه يا شيخ هادى هو فيه أحسن من الخضرة والوجه الحسن.. متنساش توصى الشيخ محمود يستنانى بكره أنا رايح له أتفسح أنا والعيال»، ثم وجه كلامه لرجالته «لموا الكفار دول واللى عاوز يعيّد يستنى العيد الشرعى»، قلت كعادتى «قضا أحسن قضا».



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشتاقون للرئاسة شعارهم - دعوة الحاجة مستجابة -
- وقائع مسروق بن مسروق (المحتج)
- وقائع مسروق بن مسروق «دستور مسروق»
- وقائع مسروق بن مسروق ( ابن الرايجة)
- وقائع مسروق بن مسروق ( المرشح الرئاسى )
- وقائع مسروق بن مسروق ( مين اللى سارق ومين مسروق )
- وقائع مسروق بن مسروق ( التحالف)
- وقائع مسروق بن مسروق ( الثورة مستمرة )
- زواج بسمة وحمزاوى وملف الوطنية اليهودية فى مصر
- وقائع مسروق بن مسروق - سبحان مثبت الأحوال -
- انتخاب الصحفيين وحال الامة المصرية
- من لجنة السياسات لمكتب الارشاد .. يا صحفى لاتحزن
- الإخوان وأصول الحكم
- ثورة وخمسة مشاهد
- تطرف
- حأشرب الشاى مع البرادعى فى نقابة الصحفيين
- طلاق النظام
- برلمان منزوع الدسم
- اندهاشات مصرية حول فتنة العمرانية
- صحافة الشعب


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد منير - وقائع مسروق بن مسروق (ربيع غير شرعى)