مرعي ابازيد
الحوار المتمدن-العدد: 1088 - 2005 / 1 / 24 - 09:46
المحور:
الادب والفن
من عمق دخان الزمن ... تظهر وردة ! بقلب يحمل مرارة الزمن وبسمات الأمل بين كثبان التحدي ، تنظر للشمس ، تعانق المطر والربيع ، تمد جذورها إلى المدى ، وتربط حبالها في الريح ، تعيش الأمل ، تساهر النجوم ، تحلم ، تمسك قيثارتها ، تعزف لحنا يفهمه الجميع ، لحنا يقطر شوقا وحنينا ، يهمس للشجر نجوى الروح ولواعج الحرمان . تجدل معاناة النفس ، تحاول اغتراف حصة من الحياة ، تتفاعل مع البركان الداخلي لتحرق بذور الشيطان .
هي امرأة لها صوت رائع ، يوقظ عتمة الليل في جنون الانتظار ، لها راحتان تمتدان نهرا خالدا يسقي الشفاه العطشى للضوء ، تقطر زمنا عذبا ، يسطع منذ سنين ، يحمل للأشجار عرس المطر .
نعم ... هي يوم ساطع ، يداوي جرح الدرب ويحمل انتظار المواويل القديمة في شبق الاغتراب . أنهض بعيوني فأنحني في آخر الليل عند وجه المدينة ، أصلي ، وأتلاشى ، ترجع هي إلى قيثارتها ، تشق ألحانا في روحي ، وتغني شعرا " لبوشكين " على إيقاع قلبي وأمواج صبابتي . شاعرة هي ، تقرأ قصيدة في البحر الطويل داخل كياني المستفيض فوق القمر الأحمر .
لذكراها : هذا فؤادي يموت على شفتي ويسكنني ، ليؤكد رغبتي المشتهاة في المدى حيث الأغاني صدى السؤال ، تنزف شعرا ألما متوهجا واغترابا . نداء الهوى يكابد الشوق ، وفيه احتراق المساء . هي ثمالة في صدري ورجاء ، وحشية على شطآن البحر ، تضمني ، فأرتمي ، تلفني الرياح فوق الشوق ألف ليلة . أستفيق عند الفجر في صومعتي ، فألوذ في ناظريها ، تطبق جفنيها .... وأنا أتدفق من عينيها قسمات موسيقية ، همسا يسري في إيقاع شعاع مضفور بالنور . والطير يقص حكايتها ، تسري في صدري نفحة ، ودموعي تزحف في صمت جائر ، أغلق حقول رغبتي خوفا من نار .... !
سيدتي الوردة أنت : فلنحمل زنبقة في يد وفي الأخرى حمامة ، ونسكن في صمت الأحزان المندثرة في العينين ، كي يبقى الحب في القلبين .
#مرعي_ابازيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟