أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الشرقاوى - قصيدة المناضلون















المزيد.....


قصيدة المناضلون


جمال الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 07:31
المحور: الادب والفن
    


مصلوبونَ همُ الفقراءْ
مطعونونْ
لا يملكونَ غيرَ البكاءْ
فالظلمُ في هذا الزمانْ
حيث لا مكانْ
بعيدا عن أعيُن الرُقبَاءْ
مظلومونْ
مسجونونْ
لا همَّ لهم سوَىَ الخوفُ
من الضباطِ و الأمناءْ
أرأيتمْ بهذا الزمانْ
مصلوبونْ
مطعونونْ
مهزومونَ داخليَّا
أغنياء ؟؟؟!!!
أرأيتمْ بهذا الزمانْ
مظلومونْ
مسجونونْ
دموعهمْ دمٌ
و طعامُهمْ بكاءْ ؟!
فالظلمَ مسحوقا يُسقىَ
لإخافةِ كلِّ ما تبقىَ من شرفٍ
لزحزحةِ كلِّ ما تبقىَ من كرامةٍ
و كلِّ ما ظلَّ واقفٌ
من رجالٍ أبرياءْ
الظلمُ ضربٌ بشريٌّ
فوقَ أعناقَ الأرضَ
وليس قدرا واقعا
من مساماتِ السماءْ
لقد عرفتُ يا وطني
من أين تأتيني الوجيعة
من ( وكلاءِ مغفلينَ )
نائبُ صهيونُ الحكماءْ

من همُ المناضلونْ ؟
همُ الذين يواجهونَ أذنابَ الظالمينْ
الذين يعلمونَ أن الظلمَ
سيفُ قهرٌ علىَ رقابِ الخانعينْ
فالمناضلُ لا شيوعيِّ
لا رأسَمَاليِّ
لا اشتراكيِّ
لا ماسونيِّ
لا هتلرَ
لا بوشَ
لا شارونَ
لا ستالينْ
و لا من عُبَّادِ السلطةِ و البشر
كآلآفِ الملايين ( الضآلينْ )
المناضلُ
لا إحدَاثويِّ
لا عَدَميِّ
لا عبثيِّ
لا فوضويِّ
و لا كان تائهٌ فى التِيَهِ
( مغضوبِ عليهم ) مثل كلُّ التائهينْ
المناضلُ
لا كافرَ إرهابيِّ
لا مُهَرِّبَ
لا مُخرِّبَ
لا ضائعا كالضائعينْ
المناضلُ
لا سلفيِّ
لا إخوانيِّ
لا وهابيِّ
يكفرُّ الدنيا و الناسَ أجمعينْ
لا ينتمي لجماعةٍ تكتم الحديثَ
و تحتكرُ الفتاوىَ
و تحتكرُ النصَ و الدينْ
فالمناضلُ
لا سياسيُّ كالسياسيينْ
لا ينتمي للشعبِ و الشورىَ
لا يكذبُ من أجل الكرسيِّ
لا يبيعَ اللهَ و الرسولَ
لا يبني مجدهُ طمعا
فوقَ أجسادِ الميِّتينْ
فالمناضلُ
لا يناضلُ بالخطابةِ
لا يتاجرُ بالكلماتِ
لا يُبرمِجُ عقلهُ
بفسادِ كلِّ الفاشلينْ
فالمناضلُ
أسدٌ في صدر الطريقْ
صحابيٌّ
غيرُ عابيءُ بالحريقْ
لا يخافَ الموجُ
لا يفكرُ فى الموتِ الدفينْ
ثوريِّ
فكريِّ
إجتماعيِّ
إقتصاديِّ
سياسيٌ صَدُوقُ
يسابقُ بالنضال السنينْ
و ليس أحمقٌ
أو بخيلٌ أبلهٌ
أو ضنينْ
المناضلونْ
الذين يموتونَ من أجل الوطنْ
الذين يحيَونَ من أجل الوطنْ
الذين يعلمونَ شرعَ اللهَ
حدودَ اللهَ
حُرُمَاتَ اللهَ
و ليسوا مثل كلِّ الكافرينْ
المناضلونْ
لا يتاجرونَ بالوطنْ
لا يتاجرونَ بالشرع
و لا يزيِّفونَ القانونْ
لا يسرقونَ الشْعْرَ في دولةِ الشْعْر
لا يسرقونَ الشِعُورَ
و الصمتَ و الجمالَ و الكحلَ فى العيونْ
لا يَعْتدُونَ باسم التقدم باسم الدينْ
المناضونْ
لا يتاجرونَ بعرض النساءِ
لا يبيعونَ الإنسانَ بالدَرهَم و الدولار
ليسوا عملاءُ للغربِ
ليسوا عملاءُ للمافيا
و ليسوا نِعَامَا
يرفعونَ الأقدامَ فى الهواءِ
و يدفنونَ الرؤوسَ في الطينْ
فحينما يلتقونَ فوقَ أرض المعركةِ
تراهمُ شهداءُ
يحضنونَ الرصاصَ بالصدور لا يرجعونْ
المناضلونْ
الذين ينتفضونَ من أجل الوطنْ
الذين قالوا لا من أجل الوطنْ
الذين قالوا نعمْ من أجل الوطنْ
لا يهمَ ما يخسرونْ
الذين استبْعْدُوا إلىَ ما وراءِ الشمس
حيث إلىَ أهليهمْ
حيث إلىَ أوطانهمْ
أبدا لا يعودونْ
الذين استبْعدُوا فى المنفىَ من أجل الوطنْ
علىَ شواطىء المُحَال و السَحْل يُقتلونْ
يا وطني
المخنثونَ كثيرونْ
و الذكورُ كثيرونْ
فلا الذكورَ و لا المخنثونَ رجالٌ
إلا المناضلونْ
يتعذبونَ صامتونْ
صابرونَ صامدونْ
الحبُّ و الأملُ و الحريَّة في عيونِهمْ
راياتُ دمعٌ و ثائرونْ
اللهُ و الدينُ و الوطنُ
خط أخضرٌ و شاراتٌ حمراءُ
علاماتٌ يُتهَمُونَ بها
و لا يُنكرونْ
يُعْتقلونَ بها
يُقدَّمُونَ بها للسياطِ و العذابِ و المقصلةِ
و هم ثابتونْ
طووايسٌ تمشي بين الخنازير
و أيائلٌ
في غاباتِ الذئابِ الجائعينْ
يا وطني
كلُّ الناسُ فيكَ
في شُباكِ الموتِ نائمونْ
يُحْصَدُونْ
في شُباكِ المؤامراتِ يسكرونْ
في شُبَاكِ المهانةِ و الذل
و الدَين و الضعْفِ كالبهائم يرتعُونْ
إلا المناضلونْ
عُيُونهُمْ تضيءُ يا وطني من أجلكَ
يتحدُّون الموتَ و هم علىَ الثغور ساهرونْ
مُعَذبُونَ من أجلِكَ يا وطني
شاهرونَ فِكرَهُمْ
شاهرونَ إسلامَهُمْ
شاهرونَ سلامَهُمْ
من أجلِكَ يا وطني شاهرونْ
يا وطني
كلُّ العُمَلاءُ و المنافقونْ
و الوكلاءُ المغفلونَ يأخذهُمُ النعَاسُ
يأخذهمُ الجهلُ و الغباءُ
ينامونَ بأحلام جميلةٍ ملءِ الجفونْ
إلا المناضلونْ
مُطارَدونْ
منهم منْ قضىَ نحبهُ شهيدا
و الباقونَ مشروعَ شهادةٍ في طابور الموتِ
بإيدي الطابورَ الخامسَ و العاشرَ يُعْدَمُونْ
يا وطنىَ العربيِّ
انظرْ معي للداءِ يُثيرُ الشجونْ
لقد عرفتُ يا وطني
من أين تأتيني الوجيعة
من الحُكمَاءِ من صهيونْ
كيف المناضلونْ
علىَ بساطِ العالم كالرمَادْ
أشباحٌ مُمَزقة في كل البلادْ
كيف أضحَوا مجرمينْ
مطاردونَ في كلِّ الأحياءِ و الزوايا
يصطدمونَ بأيِّ شيءٍ لو جمادْ
يستخفونَ
حتىَ لو رأوا وجوهَهُمْ في المرايا
منفيُّونَ
يموتونَ راكضينَ كالجيادْ
تحْذرُهُمْ كلُّ المخلوقاتُ في كلِّ البَرَايَا
مُرَاقبُونَ من كلِّ الحكوماتِ
من كلِّ الخونةِ و الأحْلافِ
فهُمْ ذلكَ الصيدَ المُرادْ
فالناسُ في وطني
لا يعرفون شهودِ النضال إلا فى الأساطير و الحكايا
الإعلامُ الفاسدُ ضللهُمْ
هَمَّشهُمْ
حَوَّلَ حياتهُمْ جحيما و سُهَادْ
فبين نهارَ الشاشةِ و بين السوادْ
لا ترىَ الشعوبُ إلا المرتزقة
يُصفِقونَ لبْبْغاواتِ الحكم و القيل و المقالْ
الذين من أجل صفقةٍ خاسرةٍ يُقيمونَ الحِدَادْ
شعوبٌ لا يحزنونَ إذا ماتَ من أجلهمْ
مُناضل بعُمْرهِ جوَّادْ
يا وطني لِمَ المُناضلُ فيكَ
قاتلُ و غاصبٌ و غاضبٌ بلا سببِ ؟!
ألأنهُ داعِي للجهادْ ؟!
يا وطني لماذا المُناضلُ فيكَ مجرمٌ ؟!
ألأنهُ نبَذ الجُبْنَ و الرقادْ ؟!
إذنْ مُناضلٌ أنا
من أجل ألف مليون من الفقراءْ
أكتبُ لهمْ من دمِي
أفسرُ الأشياءْ
مُناضلٌ أنا من عهدِ عَادْ
أضعُ الحقيقة في مكانِها
و أنبذ الخونة و الجُبَناءْ
رُبَّمَا الحقَ يوما يُسْتعَادْ
فالشعوبُ العربيَّة
لا تفكرُ إلا في شكل الرَغِيفْ
و حجم الرَغِيفْ
و هلْ ولىَ الشبابُ ؟!
أو جاءَ الخريفُ مُهَاجمَا مثلَ الجرادْ ؟!
أمَّا المناضلونَ
مَهْمُومُونَ
مُهَمَّشونَ
مطعونونَ في كلِّ الثواني
مُحَاسبونَ من فراعِين البلادْ
محرومونَ من حق الحياةِ
يَعِشونَ في زنازين القتادْ
كيف يا وطني ؟!
تدينُ من يُدَافعُ عنكَ ؟!
من يُحبُّكَ منذ المِهَادْ
و سيُحبُّكَ إلىَ الآبادْ



#جمال_الشرقاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لصالح من تلك المهزلة السياسية فى مصر ؟!
- أغنيِّة ما برجعش فى كلامي
- أغنية قول أبقىَ لك إيه يعني
- أغنية فى اللحظة الأخيرة
- قصيدة الدنيا غابة
- قصيدة ليس لكى نهاية
- أغنية بحق الله
- قصيدة مصر نايمة فى جرحها
- قصيدة لم تعودى حبيبتى
- أغنية الشهدا
- قصيدة ( ثورة العبيد )
- قصيدة كم أخذتم
- أغنية إيَّاك تلعب بيَّه
- الوهابيين أهل اللحىَ و ليسوا أهل السنة ( 4 )
- قصيدة يوميات مراهقة
- خلفيات الصراع اليهودى الصليبى الإيرانى الشيعى فى العالم ا ...
- إلى فرس صغيرة
- أغنية إحتجت لوجودك
- حكم الإحتفال بعيد الأم فى ضوء الخطاب الدينى الجديد
- قصيدة إلى مناضلة فى الحزن


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الشرقاوى - قصيدة المناضلون