أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - قانون العشيرة














المزيد.....

قانون العشيرة


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 20:46
المحور: كتابات ساخرة
    


طرق مبعوث عشيرتي الباب مستأذناً الدخول ، ففتح ولدي الصغير له الباب ، فاستقبلته بحفاوة وترحاب . وحينما جلس اوضح لي سبب مجيئه قبل ان اساله . وملخص كلامه انه جاءني بمبلغ من المال هو نصيبي من فصل (دية) رجل مقتول من عشيرتي لا اعرف اسمه ولم اره قط في حياتي . وكان قتل هذا المسكين بسبب مشاجرة حدثت بينه وبين شخص من عشيرة اخرى ، كانت نتيجتها ان صوب ذلك الشخص بندقيته باتجاه قريبي فارداه قتيلا . فترملت زوجته وتيتمت اطالفه .
ولا زال قانون العشائر العراقية يجيز توزيع دية المقتول على افراد العشيرة ، والقانون هذا قد سنه اناس اميون نفعيون لا يخضعون الى معايير انسانية ولا قيم وجدانية .
اعتذرت الى المبعوث ( كوفي انان العشيرة ) بكل ادب ووقار ، ورفضت قبول المبلغ ، فرمقني الرجل بنظرة ازدراء وحنق ، واستأذنني بالرحيل ، على امل ان لا يزور بيتي ثانية ولا يرى طلعت محياي .
قوانين العشيرة عندنا في العراق مثل دساتير صدام ، فهي مؤقتة وغير مكتوبة ، ومعظم افراد العشيرة لا يعلمون بنودها ، وهل فيها بند سابع يقع تحت طائلته من يخالف القانون هذا ، كما فعل صاحب هذه السطور حينما رفض غنيمته من دية المقتول (الفصل) .
ان جميع قوانين العشيرة هي عبارة عن اعراف جاهلية لا ترتقى مستوى الانسانية ، فالعشيرة لا تعترف بالدولة ولا بقوانينها التي سنت وفق مقاييس دقيقة يحكم فيها القاضي او الحاكم بحسب متطلبات الواقع ، اخذاً بعين الاعتبار حجم الظلم الذي يقع على المقابل ، مراعياً حق المواطن وحق القانون نفسه . اما العشيرة فهذا لا يعنيها من قريب ولا من بعيد ، فعندما يقتل احد افرادها من عشيرة اخرى ، يجب ان تقتله ، وان لم تجده تقتل اي فرد من افراد عشيرته ، حتى لو كان بينه وبين المجني (سابع ظهر) اي يجمعهما الجد السابع . المهم يقال ان العشيرة قد اخذت بثأرها ، حتى لو كان على حساب برئ مسكين (ما يدري شنهي الطبخة ) .
قلت لمبعوث العشيرة لماذا هذا الاجراء التعسفي وغير المبرر ، لا منطقاً ولا فلسفاً ، وهو طبعاً لا يفقه مثل هذا الكلام ، لكنه اجابني بلغة ساذجة قائلاً : بان افراد العشيرة لا تقبل الا هذا الاجراء ، ولو خالفناهم ، لحدث الهرج والمرج . مشكلتنا اننا لا نستطيع ان نتلخص من تبعات العشيرة ، ولا نستطيع كذلك انقاذ سلوكياتها ، وان فعلنا ذلك فاننا حسب تفكيرها خارجين على قانونها . ومن تبعات العشيرة اننا معاشر المثقفين لا يمكننا الفكاك منها ، اذ حتى اسمائنا والقابنا قد اصبحت لصيقة بها ، فمتى ما حررنا انفسنا وابتعدنا عن دهاليزها المظلمة ، اعتقد انها سوف تضمحل ويتقلص دورها ، والامر ايضاً يقع على عاتق الدولة ، فهي بامكانها الحد من ظهور قوانينها الظالمة ، لكن للأسف ان الحكومة اليوم بات اهتمامها بالعشائر اكثر من اهتمامها بالمثقف .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأتم سياحي
- هل القضاء العراقي مستقل ؟
- حكومة الاسود والابيض بالعراق/الفصل الثاني/ التدخلات الخارجية
- العطل الاجبارية (الموظف يركص الها ابجفية)
- حكومة الأسود والأبيض بالعراق 2003_2011
- البند السابع والحبربشية
- السومرية ... مطلوب اخلاق
- بسبس ميو
- حاجة بربع
- ابو البلوك والايمو
- لطم شمهودة
- مخترع الفلافل
- مطلوب عشائرياً
- شوكت تهتز الشوارع
- قرصة لا تثلمين
- الزندقة/المقالة الثانية
- حلاقة الذقن بالفقه الامريكي
- تكريم حمار!
- القراءة الثانية
- أربعة ملايين يتيم لا للهول !


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - قانون العشيرة