أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد الحمّار - المطلوب تجفيف ينابيع الهيمنة الغربية على الوطن العربي














المزيد.....

المطلوب تجفيف ينابيع الهيمنة الغربية على الوطن العربي


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 04:10
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أنا متأكد أنّ كل تونسي وكل عربي آخر في قرارة نفسه يرغب في التفوق على الغرب علميا وحضاريا. كما أني متأكد أنه يرغب في الإفصاح عن ذلك. لكن العائق يتمثل في أنه غير قادر لا على الإفصاح و لا على الاضطلاع بالرغبة في التفوق. أمّا السبب فهو أنّ هذا المخلوق الذي في طريق المواطنة مازال يريد مَن يبيّن له أنه مسلم وأنّ المسلم مجبول على الاضطلاع وعلى التفوّق. مع هذا فإنه لا يفرق بين كونه ليس بحاجة لمن يُعلمه دينه وبين أنه بحاجة لمن يبيّن له أنه مسلم. وهنا يكمن الاحتقان. والحل أن يميّز بين هذا وذاك و يقبل بتلبية الحاجة الحقيقية. وإلا فسوف لن يقدر على درأ خطر السقوط في الإسلاموية ولا عى اجتناب خطر الانزلاق في ذرتها التطرف العلماني.

فمن الممكن أن نشرع في الوعي بأننا فعلا مسلمين ولسنا بحاجة لمن يعلمنا ديننا لمّا نواجه الواقع كما هو. لكن هذه المواجهة لا تكفي إن لم تكن مصحوبة بهدف يرمي إلى تغيير هذا الواقع نحو الأفضل. ومن جهة أخرى ليس من السهل أن نزعم أننا قادرون على مواجهة الواقع مع الحفاظ على حيوية لهدف. مع ذلك، لنحاول إنجاز التأليف المطلوب.

إنّ تونس اليوم، وكذلك مصر وليبيا وسوريا وأينما انتفض أو ثار الشعب العربي، تشهد منذ مدة صداما مكروها بين إسلاميين وعلمانيين. وهذا صنف من أصناف صراع الحضارات كما تنبّأ به صامويل هنتنجتون وكما طوره الألماني ستيفان فايدنر. وكنت منذ زمن أتوقع أن ينفجر الوضع في تونس ما بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011 ليفرز هذه الحالة الغريبة والهجينة التي تشهده الساحة السياسية والإيديولوجية الآن. على أية حال، هل صحيح أن مجتمعاتنا منقسمة؟ هذا هو السؤال. صراحة أعتقد أن الوقت قد حان للتصدي لشرٍّ مدسوس في نفوس الناس في داخل المجتمع الواحد، ما جعلنا نتناطح مع بعضنا البعض، بل ونقتل بعضنا البعض في بعض الأحيان، لكأننا أعداء بعضنا لبعض.

لستُ ممن يفكرون بآليات المؤامرة، إلا أنّ المؤامرة جزء من التاريخ ويخطئ من لا ينتبه إلى ملابساتها وإلى مخلفاتها الخطيرة. وللتوقي منها أعتقد أن الوقت قد حان لنتسلح بأكثر صبر وبإيمان في إمكانياتنا وفي مستقبل مُشرق. وهذا لن يتحقق إلا بالتوصل إلى التحلي بفكرة تلبي حاجتنا للتحرك الفعال على الصعيد العالمي. فتخلف مجتمعاتنا أمر واقع، وتفوّق الغرب وبلدان أخرى علينا أمر واقع. لكن رغبتنا في التفوق أمر واقع أيضا ومشروع. لكن هذه الرغبة مغشاة بعديد الطبقات الملوّثة لها، ما جعلنا في وضع مواجهة مستمرة في ما بيننا ونخشى أن نواجه الحقيقة. والحقيقة هي أنّ بؤرة الشرور كلها موجودة خارج بلداننا. هي في واشنطن وفي لندن وفي باريس وفي أي مكان آخر زاغت السياسة فيه عن المشاعر الإنسانية النبيلة مثل العطف ونكران الذات والغيرية. وإن لم نفعل شيئا في الإبان لمقاومة السلبية التي فينا والعنجهية التي فيهم فسوف تطل علينا قريبا موسكو و بكين ومثيلتهما وستتقلص حظوظنا في المقاومة بتوسّع دائرة الهيمنة . فالبطالة جاءت من المعسكر الغربي. والمديونية واحدة من أسلحتهم الفتاكة ضدنا بعنوان الشراكة والتعاون. ومناهج التعليم التي ننجزها في مدارسنا صادرة من عندهم، وإن لا تمس المضامين فهي ضالعة في تحديد أهداف تخدم الآخر المهيمن. والفساد المالي تلك هي منابعه. وصناعة أسلحة الدمار الشامل تأتي من هناك. وتقلبات المناخ متسبب فيها الإنسان الذي يعيش هناك. وصناعة الكثرة وعقيدة الوفرة ذاك هو مسقط رأسها.

نحن إذن أمام مجموعة متشابكة من الظروف. لكن ما من شك في أنّ نحن الشعوب العربية، ونخبنا وحكامنا، من يقع عليهم اللوم في المقام الأول. والظروف، كما يقول ألبار كامي، لا تبرأ الإنسان. ولسنا أبرياء ما لم نتوصل إلى مخرج من الأزمات المتعددة. أما الحل فيكمن في بديل التجاوز. ومن أسرار هذا البديل المنهجي أن التفكير في استحداث حلول للمشكلات و أدوية لمختلف الأدواء يستوجب وضع هدفٍ منتصب في مكانٍ ما خارج فضائنا الحياتي الداخلي. وأفضل مكان له هي تلك المجتمعات المتقدمة التي أنجزت الحضارة المعاصرة على حسابنا في عديد الأبعاد. والعمل المطلوب إنجازه بعد رسم الهدف واستبطانه هو تجفيف ينابيع الظلم والفساد والاستعمار والامبريالية. وهذا عمل من السهل جدا أن ينفذه المهاجرون العرب والمسلمين في الغرب وفي البلدان الآسيوية والأمريكية اللاتينية الصاعدة. لكن التخطيط له ينبغي أن يكون مندرجا ضمن السياسات والاستراتيجيات الداخلية لبلداننا.

تصوروا معي كيف يمكن أن تسير الأمور عندما يرسخ هذا الهدف الخارجي في أذهاننا. تنبئوا ببعض النتائج السلوكية المنجرّة عن الإيمان به. فلنعمل من أجل إزالة الضغط عن ذواتنا ومجتمعاتنا ثم لنحاول شيئا فشيئا ممارسة الضغط على زوايا وأجزاء البؤرة الفاسدة في عقائد الاقتصاد العالمي والسياسة الكونية. سنشعر حينئذ ربما باستهلال التحرر من السجن الذي حبسنا فيه أنفسنا ومن عقدة الدين.

محمد الحمّار



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالة المدنية: مواطن
- النخب خارجة عن موضوع الثورة، والتجديد الديني ضرورة تاريخية
- هل مثقفونا عربإسلاميون أم مستقطَبون؟
- شباب تونس نحو البديل السياسي للعالم الجديد
- نحن و اللامقول عن ثقافة الإسلام المحمول
- هل نسي الإسلاميون العرب أنهم عرب؟
- تونس بين آحادية الإسلام السياسي وثنائية الوحي والوعي
- حتى يكون الإعلام في خدمة الأقلام
- أية سياسة لمشروع الرقي العربي الإسلامي؟
- هل العرب قادرون على الفوز بمعركة البقاء دون إيديولوجيا؟
- تونس: كي يكون أداء حكومة -البارسا- عالميا
- العرب بين ديمقراطية الاستجداء وواجب الاعتلاء
- من لغة التشرذم إلى لغة التعميم بفضل إصلاح التعليم
- الإصلاح اللغوي مُضاد حيوي لفيروس التطرف
- هل تنفع أنصاف الأفكار في مجابهة الرجعية الدينية؟
- عقيدة الكلام للتحرر من الرجعية باسم الإسلام
- تصحيح المسار في باب اليمين واليسار
- تونس اليسار المؤمن: دعم ثورة الشعب بثورة الفكر
- العلمانية خادمٌ مُطيعٌ للإسلام، تُخصِب التربة لتأصيل الحداثة ...
- نحن نعيش خارج التاريخ بسبب الاحتباس التواصلي، والحلّ هو الاج ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد الحمّار - المطلوب تجفيف ينابيع الهيمنة الغربية على الوطن العربي