أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عديد نصار - في العنف والعنف الثوري – حسان خالد شاتيلا- مجموعة يساري: اللقاء الحواري الأسبوعي:















المزيد.....



في العنف والعنف الثوري – حسان خالد شاتيلا- مجموعة يساري: اللقاء الحواري الأسبوعي:


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 00:09
المحور: مقابلات و حوارات
    


عنوان الحوار: في العنف والعنف الثوري
ضيف الحوار: حسان شاتيلا
تاريخ الحوار: 15-4-2012
خاص مجموعة يساري
مقدمة لا بد منها: العنف واللاعنف، غاندي، لينين والعولمة
العنف واللاعنف، العنف الثوري والثورة السلمية، الديمقراطية البورجوازية وديكتاتورية البروليتاريا. إن القاسم المشترك بين “هذين النمطين” النقيضين، أن كل منهما يدعو الجماهير إلى انتهاك الشرعية السياسية المجسَّدة بالدولة، لينين عن طريق “ديكتاتورية البروليتاريا”، وغاندي عبر “العصيان المدني”، وذلك في سياقين تاريخيين غير متشابهين إلى حد بعيد. فالغاية التي تبرِّر الواسطة تُقْحم لينين طالما يعجز عن الالتفاف على العنف أو الحؤول دونه. هذه المعادلة المستحيلة ما بين الغاية والواسطة تَفشَل أيضا لدى غاندي في احتواء العنف. ففي الحالتين، يبقى العنف واللاعنف، شبه مُعدَمين من الأجوبة أمام الحركات الجماهيرية، وما تتضمنه الثورات، الناجح منها والفاشل، من “مسالة سياسية معقَّدة”. فالأول كالثاني يعجز عن العثور على المعادلة، المعضلة المستعصية، بين الغاية والواسطة. الأول كالثاني يعجز عن احتواء العنف. إن من أوجه التبسيط المفرط أن نَرجع بمشكلة العنف واللاعنف إلى لينين وغاندي من حيث أن كل منهما يُمثِّل نمطاً أو نموذجاً لهذا المذهب وذاك، وأن نُقْصٍر المسألة على هذين الزوجين. لاهوت التحرر يؤرِّق اللاعنف لدى غاندي، والثورة الشعبية التي ترفض السيطرة على سلطة الدولة تُلغي الغاية من وراء كل ثورة، طالما هي تستغني عن ديكتاتورية البروليتاريا والإرث البلشفي، وتُرجِّح عليها الثورة الدائمة.

إن إشكالية العنف/اللاعنف هي الشغل الشاغل لعصرنا الراهن. ومن الأمثلة على ذلك أن أمين عام حزب “إعادة البناء الشيوعي فاوستو بيرتينوتي يُدين كل لجوء إلى العنف. “إن أعداءنا – يَكتب هذا الأخير– هما الحرب والإرهاب كونهما نِتاج العولمة”. ويضيف في المنحى نفسه: “إن الجواب، إذا ما اقتصر على الرد الانتقامي الذي يأخذ بمقولة العنف مقابل العنف، ليس برأينا جوابا فعالا (…) يجب قطع العنف من جذوره بفضل ممارسة أنشطة تنشر اللاعنف”. وغير خاف أن الغاندية ماثلة على أرضيةٍ من هذه الأفكار.

إن أنصار نظرية اللاعنف ، من اليسار واليمين على حد سواء، يُقرُّون أن نظريتهم هي نتيجة للَّوحة السوداء للعولمة وما يرافقها من عنف وخراب، آخذين بعين الاعتبار الطبيعة الطبقية للعولمة، وانعدام التعايش بين الرأسمالية والديمقراطية أو التعايش غير الممكن بينهما، والاشتراكية كبديل عن البربرية، ودور الولايات المتحدة في حالة الحرب والسيطرة الإمبريالية، وضرورة فتح آفاق ثورية. وكان الشيوعيون في إيطاليا ألحوا على العلاقة ما بين العولمة والحرب، منددين ب/”أُصولية السوق والأصولية الدينية” على حد سواء. إن النفور من العنف ليس سوى الدرس المُستقى من تراكم الحروب والاستبداد في القرن الماضي تحت شتى أنواع العقائد، من “الغد الأفضل” إلى العقوبات والحرب الاحترازية، إلخ.

السبب الأول وراء رفض العنف أن أنصار نظرية اللاعنف ، من اليسار واليمين على حد سواء، يُقرُّون أن نظريتهم هي نتيجة للَّوحة السوداء للعولمة وما يرافقها من عنف وخراب، آخذين بعين الاعتبار الطبيعة الطبقية للعولمة، وانعدام التعايش بين الرأسمالية والديمقراطية أو التعايش غير الممكن بينهما، والاشتراكية كبديل عن البربرية، ودور الولايات المتحدة في حالة الحرب والسيطرة الإمبريالية، وضرورة فتح آفاق ثورية. وكان الشيوعيون في إيطاليا ألحوا على العلاقة ما بين العولمة والحرب، منددين ب/”أُصولية السوق والأصولية الدينية” على حد سواء. إن النفور من العنف ليس سوى الدرس المُستقى من تراكم الحروب والاستبداد في القرن الماضي تحت شتى أنواع العقائد، من “الغد الأفضل” إلى العقوبات والحرب الاحترازية، إلخ.

السبب الثاني وراء رفض كل نظرية للعنف هي: إن العنف ليس مفهوما واضح التعريف. فالعنف، من حيث هو اصطلاح أو حد، يحيلنا إلى كثرة من الأشكال، من أكثرها دموية، إلى أكثرها وداعة، من القنبلة إلى نظام الانضباط في المصنع، من جريمة قاتل مجنون إلى النظام والعلاقات الرأسمالية للإنتاج. الواقع أن العنف لا وجود له إلا عبر وضع معيَّن. سياق تاريخي مُحدَّد، تحليل ملموس لواقع ملموس، وما يتمخَّض عن ذلك بالنتيجة من مقاربات متنوعة ومتباينة للعنف بجميع أنماطه، وما أكثرها.

المقاربة الأولى تذهب إلى القول إن معارضة العنف باللاعنف يقود إما إلى السباحة في عالم الميتافيزيقا، أو إلى إثبات الطهارة. وما تعريف العنف بأنه “القوة” سوى إزاحة للمشكلة من مكان إلى آخر مع الإبقاء عليها بعيدا عن التعريف. وإن القواميس التي تُعَرِّف العنف تكتفي بتعداد حالاته، كلً منها حسب مجالها الخاص بها، وتَسْتَبْعد منه بنيته ونظامه وذلك عملا بالقول المأثور: إن الروح الجميلة معدومة اليدين.

والمقاربة الثانية تقول إن العنف ليس خياراً. فالدعاوى الكريمة والفاضلة التي تَنهى عن العنف حسب الموروث عن غاندي، عاجزة عن تجاوز عتبة النوايا الحميدة. إذ إن المغلوبين والمُتَسَلّط عليهم ليسوا أبدا أمام خيار العنف أم اللاعنف. فالعنف المُنَظَم والبنيوي سواء أكان عسكريا أم سلميا يحكمهم ويسيطر عليهم، شاءوا ذلك أم أبوا. “إن الفقر هو أقصى حالات العنف”. وكان أبونا سقراط يقول قبل ما يزيد عن عشرين قرن :”إننا لسنا شريرون طواعيةً”. ولا يشكوا معذبو الأرض،على حد قول فرانس فانون، من أي مرض نفساني، فمرضهم سلاسلهم وسيتخلَّصون منها، ومعها عبوديتهم. وفيما كان لينين يكتشف في العام 1917 الثورة عن طريق العنف، كان غاندي يكتشف الثورة بدون عنف. لكن الهندي العاص الذي كان يخاطب الجنتلمان البريطاني، فرَّغ اللاعنف من أي معنى طالما هو لم يأت على ذكر للثورة بكلمة واحدة. والمصيب، في نهاية الأمر، هو جون لوكاريه عندما يقول : “إن العنف الممارس عن سابق إصرار بحق مدنيين عزَّل من السلاح ليس مقبولا مهما كان السبب. وإذا كنتم أنتم يا جنود الاحتلال الإسرائيلي وأسيادكم الأمريكيين تمطرون القنابل المفخَّخة المحظورة دوليا وغيرها من الأسلحة النجسة على سكان عراقيين 60 بالمائة منهم أطفال وهم بدون دفاع، فإن هذه الأعمال تخبرني بأن الحق يقف إلى جانبي، (صداقة مطلقة Une amitié absolue, Paris,Seui.2003,p 329 ).

إن هذه المقاربة تعقد صلة وثيقة ما بين العنف وسياقه التاريخي وترفض بالتالي المساواة ما بين العنف الإمبريالي وعنف المضطّهَدين. فما هو سياق الإرهاب؟ لقد لحق بمصطلح الإرهاب شبهات تشبه تلك التي تزن بثقلها على العنف. ولا مفر هنا من التسجيل لحالة الكسر التي تفصل العنف عن الإرهاب. إن الأمين العام بيرتونوتي قد لا يخالف الحقيقة عندما يقول إن الموالي لبوش والإسلامي وجهان لعملة واحدة، إلا أن هذه الملاحظة لا تبرِّر ما لحق بكلمة الإرهاب من عار. إذ كما أن التمييز بين العنف المُتَسَلِّط والعنف المتسَلَّط عليه يفرض نفسه، فإن إرهاب الدولة ليس هو نفسه الإرهاب المقاتِل والذي يُطلَق عليه تسمية إرهاب. إن الانتفاضة الفلسطينية بجميع أشكالها هي، من حيث الجوهر، رد انتقامي ضد الاحتلال، وهي التي تسمح للشعب الفلسطيني أن يبقى واقفا على قدميه. وإن المقاومة العراقية تضع الإمبريالية في موقع الفشل. هذه هي المراكز المتقدِّمة للعنف الوحيد المشروع. ولتقل الأخلاق ما بعد ذلك ما يحلو لها. أي إن علاقات القوى هي التي تقرِّر طبيعة حالات الصراع، سياسية أحيانا، اقتصادية أو اجتماعية ، إن لم تكن عسكرية. وعينا الاستراتجي موجَّهة دوما صوب الظروف، أو كما يقول لينين: “التحليل الملموس للحالة الملموسة”. وليس له أي خيار بين العنف، “قانون البهيمة”، واللاعنف “قانون الإنسان” حسب مفاهيم غاندي.

الإرهاب، الرعب، الألم، العذاب والاستغلال، المقاومة، العنف والعنف الثوري

العنف الثوري: إن نزع الأقنعة التي تغطي العنف وتفكيكها يُشكِّل خطوة ضرورية للكشف عن العنف الثوري الذي يُدفَن كل يوم، وهو حي، ما تحت الإيديولوجيات التي تَرفع الدولة والقانون وما تسميه الأخلاق إلى مرتبة عليا من القمع والظلم لا تطالها ثورة.

1-) فرفض العنف يرجع إلى حالات الإكراه المفروضة من النظام الحالي. إنها هي التي تُفَسِّر ما يرافق العنف من خلط بغيره من الموضوعات بصورة مقصودة. هذا الخلط الذي يتجدَّد عن سابق تصميم كل يوم. إن رد الفعل الهجومي المعادي للعنف، أو ضد العنف، بليدٌ إلى حدٍّ عظيم. إنه يُترجِم عن عدد من الظواهر. فالإجماع على إدانة اللجوء إلى العنف لا يقتصر على الديمقراطيين “المتطورين”، ويتمخض عنه ليس فقط الدفاع عن الإجماع الذي يرُجِّح الحوار والنقاش والوفاق، وإنما هو مُوَجَّه ومسيَّر من قِبَل شكل حديث من العبودية الطوعية. وإن هذا الانقياد الطوعي، إذ هو يَقَبل بكل ما ترمي به السلطات من تشنيع بحق أي خيار ثوري، من اتهامات تزعم بأن الثورة مفهوم قديم، متخلِّف، وانتهي زمانه، يَنتهي به الأمر، في نهاية المطاف، إلى امتناع هذا الانقياد الطوعي عن المساس بالنظام. وإن الرقابة والحظر يمسَّان في عالمنا الراهن كل الظواهر بما في ذلك الكلمة: إن الإمبريالية كلمة صائغة أما الاستغلال فلا. والعولمة تخفي الرأسمالية وقد حلَّت محلها، والظلم حل محل الاستلاب، والمواطنون محل الشعب، والجماعات محل الطبقات…

2)- لقد أصبحت النزعة السلمية وحسن الجوار معياراً للاحتجاج والرفض، وهما يسهران على تجزئة كل ما يمت إلى الاحتجاج والرفض من تعبيرات بصلة، من الإضرابات إلى الاعتصام إلى مظاهرات الشوارع. لقد حلَّ تعبير الجمعيات محل لجان التعاضد والتعاون والنقابة والمجالس. وإن اللازمة التي تردِّد كالمزمار إن الطبقة العاملة انتهت، وفَقدت كل مركزية، إنما هي تريد أن تمحو في الوقت نفسه مصطلح الإضراب العام. نحن اليوم أمام تعبيرات من أمثال المنظمات غير الحكومية، والتدخل الإنساني، والمساعدة، والتصدُّق، في ما غاب مصطلح السلطات المضادة ليفسح المجال أمام الأدوات المساعدة للدولة البورجوازية. ذلك أن العولمة تَمنَح لأول مرة للمُسَيطِرين القدرة على التمكن من آلة كلية ، كونية، وفي نظام شمولي واحد يمتد ويتَّسع ليطال السيطرة الاقتصادية والأيديولوجية والمالية و العسكرية والدبلوماسية والمعلوماتية فضلا عن ثقافة القمع، في ما المُسَيطَر عليهم يُخْتَصَرون إلى اختصاص جزئي في القطاع الضيق لحدوهم. والأدوار هنا موزَّعة بعناية. فهاهنا كل ما هو نظيف أو بالأحرى طاهر، و هناك كل ما هو قذر ومثير للاشمئزاز. وفي جميع الأحوال، فإن للسيطرة قاعدتين اثنتين. أولاهما تقول بتحطيم كل ما هو جماعي، أيا كانت طبيعته، عاما أم خاصا، لصالح ما هو فردي. وثانيهما قوامها إلحاق ما هو سياسي بما هو اقتصادي، وبالأحرى ما هو مالي، علما أن ما هو اقتصادي، من وجهة نظر المادية التاريخية، هو نفسه السياسي بالمعنى العام للتكوين الاقتصادي الاجتماعي، وما هو اقتصادي هو نفسه الاستراتيجية السياسية، من وجهة نظر استراتيجية الثورة ضد نمط الإنتاج الرأسمالي.

3)- ليست الأرضية المأساوية لثالوث العبودية/ الانقياد/التبعية، أمرا آخر سوى العنف “الأخرس” الذي يَبقى غير مرئي رغم أنه ذو حضور فوري. وإنهم بعد ذلك يزعمون أن هذا النوع من العنف نسبي طالما أن الرأي العام يَعْرِف بصورة مستمرة كل ما يجري في المؤسسات الاقتصادية. وعليه، فإن الفقراء، حسب أيديولوجيتهم – ليسوا البضاعة الكاسدة لعالم التطور، وإنما هم النتاج الضروري لرقيِّه، وليسوا ضحايا للظلم الاجتماعي، والصحي، والبيئي، والجوي. إلا أن أولئك الذين يبيعون أعضائهم، هم أنفسهم الذين يصابون بوباء فقدان المناعة المكتسبة، على حد قول مانديلا في دحضه للأيديولوجية السائدة، أو هم أنفسهم – يا للهول – المتضررون من إعصار، زوبعة وعاصفة.

4)- إن العنف الحقيقي، بهذا المعنى الأيديولوجي، ليس بصورة حصرية رديفاً للأفريقي الذي يرى العالم بصورة مغايرة لغيره، أو المُشَوّه في حادث عمل وراء آلة المصنع، أو المرأة المغتصبة، أو الفلسطيني الذي يعاني من كل أشكال الإهانات، أو العراقي المعذَّب بأيدي جلاديه. كلا، إن العنف، كل العنف، وكل عنف، هو، من وجهة نظر السياق السياسي الاستراتيجي للسياق التاريخي، ليس رديفا فقط للائحة كاملة بأنواع الآلام الإنسانية، إنما العنف، بما يَستمده من معنى من السياق التاريخي، من سياقه التاريخي، يمتد ويتِّسع ليدخل إلى المعمل المتقدِّم تكنولوجيا، أو إلى ما سجلَّته الحداثة في عهدنا من آلاف التعبيرات عن الانتصارات التي كانت اكتُسِبَت عبر زماننا. إن العنف يسود في الحكومة العالمية، في قيادة الحلف الأطلسي، في قيادات الأركان، في الشركات متعددة الجنسيات الغذائية، في طعامنا، في الأدوية وعالم الأزياء الفاخرة. إنه أرض يمشي عليها انتقام الدولة التي تحتفظ للسجناء السياسيين بمصير أشد قسوة مما يناله سجين الحق العام، وفي القرارات المتعلقة بخصم الراتب. العنف صورةٌ حية مرسومة فوق وجوه نجوم الشاشة التلفزيونية ومخرجي الاستعراضات الذين يبيعون ويروِّجون لثقافة ديزني لاند وكأن العالم حلم، فوق وجه مذيع نشرات الأخبار الذي يشوِّه الحقائق ويُفسِد العقول. ولا ننسى أيضا ما يسمُّونه بحالات العنف العفوي التي لا دافع لها سوى الغضب. وإن ردود الفعل العنيفة العفوية ، ومنها ما يشابهها أيضا، ألا وهو حالات كثر من تمرد الفلاحين عبر القرون الوسطى، يجب إدراجها في أنماط وأشكال العنف. إن تمردهم يجعل من الضرورة بمكان التخلُّص بسرعة فائقة من الخضوع الأعمى والاستسلام، سواء كان عن تواطىء أم عن يأس، أو بتعبير آخر: إن من الضرورة بمكان أن نعي الأضرار المعولَمة، وأن نعيد لمفهوم الثورة مصداقيتها. فهل هذا يعني أن الدعوة إلى العنف هي ترياق التحرُّر؟

5)- كي نفهم ما هو المقصود بالعنف الثوري لا بد من أن نعرِّي إدانة العنف. إن رفض العنف، كل عنف أيا كان وبدون أية صفة توَصِّفه، إن هذا العنف غير الموصوف يحتل حيِّزا مركزيا في الأيديولوجية السائدة. وكان هذا الحيِّز محتلا ما قبل العنف من قِبَل الخطاب الحقوقي، حقوق الإنسان، والحقوق الدولية، ودولة القانون. ثم جاء العنف ليحتل المركز الأول محمولا من الخطاب الأمني الذي يقوم على مرتكزين اثنين: مكافحة الإرهاب، والدفاع عن الديمقراطية إن لم يكن تمجيدها. فالأيديولوجية السائدة تُلزم الحكومات والهيئات الدولية بأن تضع نهاية للعنف، علما أنه منتشر اليوم في كل مكان، وأن هذه الأيديولوجيات هي نفسها التي تروِّج للعنف، وأن هذا الموقف الأيديولوجي هو من خواص الإمبريالية في مرحلتها الراهنة، والتي تُسَمِّى عولمة، ومعناها عولمة العنف. إن أول خواص العولمة يظهر عبر أسبقية الحرب على السياسة بعدما كانت الحرب امتدادا مسلّحا للسياسة. ونحن نشاهد اليوم كيف أن الولايات المتحدة التي تقود الإمبرياليات قد أَعلَنَت “الحرب إلى ما لا نهاية”. وإن هذا العنف، وهذه الحرب، وهي ذات مستوى تكنولوجي بلغ أعلى مراحله، يكشف عن نفسه عبر التشريع للتعذيب والقتل والسجن والقمع والظلم، وعبر مراكز الاعتقال الخارجة عن القانون. لكنه ينفي عن نفسه حقيقته من حيث هو عنف إمبريالي بحجة مؤداها أن الهدف من التعذيب والاعتقالات “احترازي”، “وقائي”، ويَستَمد شرعيته من محاربته ل/”محور الشر” (كذا وكذا). إن أيديولوجية العولمة تَعْتَبر هذا العنف إحسانا أو عملا باراً، ويقتصر عل ردود انتقامية، أما العنف الحقيقي فإن أيديولوجية العولمة تصفه بأنه “مجرم” و”أعمى”، وهو من عمل “الآخر” الذي كان يُسَمِّى في الماضي ب/الشيوعي الأحمر” والذي يُسَمَّى اليوم ب/”المسلم الأخضر”.

6)- إذا كانت العولمة تسمية أُطلقت كقناع أيديولوجي لإخفاء الرأسمالية وخاصياتها الراهنة، من سيطرة المؤسَّسات المالية الدولية التي فَرضت نفسها كحاكم للاقتصاد العالمي، إلى تمركُّز الاقتصاد، واتساع مستمر للعدالة المفقودة بجميع أشكالها وأنماطها، ووزن الديون، إلخ..إلخ، فإن هذه الخاصِّيات للعولمة قد اشتدت خطورة تحت تأثير نظام من الإجراءات الأمنية كانت أُقِرَّت في كل البلدان “الغنية”، على غرار وعلى نمط مثيلاتها في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا النمط الأمني الأمريكي الذي فَتح الباب واسعا أمام التجسُّس على المواطنين، والتراجع عن المكتسبات الاجتماعية وقانون العمل، حسب ما يحدث في فرنسا حاليا، والضغط على الأجور، والانقياد للمؤسَّسات ما فوق الوطنية، كالحلف الأطلسي، والاتحاد الأوروبي، ومنطقة التجارة الحرة في القارة الأمريكية ALCA. وبتعبير آخر، فإن التدابير الأمنية التي ترافق خاصيات الرأسمالية أو العولمة قد فَرَضَت في نهاية المطاف انتصار الليبرالية. حتى أن كل ما يخالف هذا النظام الرأسمالي الأمني المعولم، ويأتي من “الآخر” الذي يرفض الانسياق أو الاندماج فيه، يُعْتَبَر إرهابا صريحا أو من حيث الممكن، من ابن لادن، إلى حزب الله، إلى حماس، حتى “ابن الزقاق” في ضواحي المدن الصناعية الكبرى، والطالب المحتج أصبح اليوم إرهابيا بأعين الدولة، الدول.

7)- إلى ذلك، فإن العنف التحرري والثوري مبرَّرٌ. على الصعيد النظري، فإن نظرية العنف عند إنجلز تصطدم بحدودها الضيقة طالما تحظى الظاهرة الاقتصادية بأولوية ذات طبيعة ميكانيكية من جهة، وتنفي غيرها من الأولويات من جهة ثانية. وعلى الصعيد النظري، فإن موضوعات الماركسية ما تزال هي البوصلة التي ترسم الطريق إلى مناهضة كل أشكال الاستغلال، وتكشف عن شروط الثورة وانهيار الأنظمة المنحرفة، وامتداد حالات من صراع العمال واتساعها باتجاه يشمل كل المسيطَر عليهم، وتبيِّن أيضا حيوية علاقات الإنتاج الرأسمالية التي تنجح في تخطِّي الأزمات، وتَحكُم على مناهضيها بالعجز أو بالاستسلام لها. إن موضوعات الماركسية ترشدنا إلى وعي ظاهرة التبعية الطوعية التي تسود في عالمنا:

آ)- على صعيد الممارسة السياسية، فإن من الضروري تفكيك الخطاب الأمني، ومعه خطاب الإرهاب الذي يمد الخطاب الأمني بالمبرِّرات كي ما تتكشف بالتالي معاني العنف الثوري. فلنتذكر أن منظمة الأمم المتحدة على غرار الولايات المتحدة الأمريكية لا تُعرِّفان ،عن قصد وتصميم، ما يسمونه الإرهاب. وهو الأمر الذي ينطوي على معانٍ ومدلولات.

ب)- إن رفض”اليسار” للعنف يعني أنه يوافق على إسدال قناع على عنف الدول والقوى الاقتصادية. وهو إذ يمحوه، فإنه يتجاهل، على هذا النحو وفي الوقت نفسه، أشد أنواع العنف قسوة، ألا وهو علاقات الإنتاج الرأسمالية التي تُحرِّض على أنماط من العنف الثائر وتنتجه. وهذه العلاقات الإنتاجية العنيفة للرأسمالية هي التي تبرِّر العنف الثائر، أيا كان ومن أي مصدر أتى. والحال، أن خواص الحرب في عهد العولمة، عسكرية، واقتصادية (الليبرالية)، وسياسية (تصدير الديمقراطية). وإن العنف الأخرس كما كان يقول ماركس للعلاقات المجتمعية الرأسمالية أشد قسوة من العنف المرئي الدامي. فصندوق النقد الدولي، بين غيره من مؤسَّسات “الحكومة العالمية” أو مجموعات متعددة الجنسيات، كموسانتو، وإيلف، ونستلة، هي جمعيات للصوص، ومسؤولة عن ملايين الضحايا. وما الفقر في أمريكا اللاتينية سوى أشد أشكال العنف الأخرس.

ج)- إن الكبت أو السكوت المفروض على حظر كل عنف باستثناء عنف السلطة، والذي يزيد من وطأته أن “أحزاب اليسار” لا تعتزم أية ثورة، يَفرض بدوره على مجتمعاتنا حالة من الانصياع الطوعي. وإن التدابير الأمريكية التي أَعقبت عمليات 11 سبتمبر 2001 وَجَدت أنصارا لها في جميع تشريعات العالم، بما في ذلك أقلَّها ديمقراطية، وذلك باسم “مكافحة الإرهاب” التي نُصِّبَت بوصفها الإيديولوجية السائدة. واستنادا إلى ذلك تُعطي الحكومات لنفسها الحق بقمع أقل أشكال التظاهر الاحتجاجي وسلب الحقوق المجتمعية المُكتَسَبة.

إن التضامن مع حالات من النضال المناهض للأنظمة، ومنها في المقام الأول نضال الشعوب في المواقع المتقدِّمة من المعركة، الفلسطينيون والعراقيون، والتضامن مع أولئك الذين يريدون بقوة التحرًّر من النفوذ الأمريكي، والحركات الاجتماعية المعبأة في كل البلدان لمناهضة الاستغلال، إن هذا التضامن شرط ضروري للعثور مجدَّدا على طريق الأمل بتشييد عالم من نمط آخر مختلف عن عالمنا بصورة جذرية. وهو الأمر الذي يَفترض ليس اللجوء إلى الدفاع عن النفس، وإنما الاعتماد على العنف التحرُّري. وإننا نَعرِف ما الذي يُلْزِم باللجوء إلى العنف، وإن كنا نجهل دوما ما إذا كنا نختار العنف حقا. فأمام العنف في حالة العولمة يجد المُسَيطَر عليهم أنفسهم مُلْزَمين بأن يردُّوا بالعنف الذي يحمل إليهم الحرية.

وإذا كان الشعور السائد يترجِم عن شعور عام بأن العنف مرفوض بأي ثمن، فإن تعريف العنف يَفتَقِد، مع ذلك، إلى معنى. ذلك لأن للعنف أنماط لا حد لها. وكل عنف يندرج في سياقه، أو إن لكل عنف وضعه، وهو يقاس بمقياس هذا الوضع. والعنف المرفوض في عالمنا اليوم لأسباب إيديولوجية هو بوجه التحديد العنف الثوري. هذا النمط من العنف يشكِّل جواب المُسيطَر عليهم والمَسُوْدِين على ما يمارَس عليهم من عنف. لقد أشبعونا خطابات عن الإرهاب، والأمن، حتى بات فعل التدخين جريمة. والإجراءات التي تُعتَمَد لقمع العنف لا نهاية لها. والحال أن هذه وتلك من أنماط العنف هي نتاج لعلاقات الإنتاج الرأسمالية، كلها على اختلافها وبدون استثناء. والطبقة السائدة لا توفِّر جهدا في ممارستها للعنف من أجل إخفاء العنف غير المرئي، العنف بدون لكمات، العنف غير الدامي، هذا العنف المسجَّل في علاقات الإنتاج الرأسمالية. إن متوسط عمر المواطن في اليابان يصل إلى سبعين سنة، وفي أوروبا ثمانين سنة، ويتقلص في أفريقيا وأمريكا اللاتينية ليهبط إلى ما بين 35 إلى 45 سنة. هذا هو العنف على حقيقته. إن الأهالي في أفريقيا مضطرون إلى بيع أعضاء حية من أجسامها إلى مخابر أمريكية من أجل إطعام عائلاتهم. هذا هو العنف كما يتجلَّى على حقيقته. وعندما ترفض منظمة الأمم المتحدة أن تَنقُلَ إلى حيز التنفيذ العقوبات التي كانت أقرَّتها ضد إسرائيل التي تُعْتَبَر دولة ما فوق القانون، وهي تبيد الفلسطينيين تحت أنظار العالم أجمع، والذي يقف متفرجا، هذا هو العنف. وتُرَوِّج الإيديولوجية السائدة أن العنف مكروه بالقوة، إلا ما كان منه مرتبطا بعلاقات الإنتاج الرأسمالية. لذا، فإن هذه الإيديولوجية تضع في مصاف واحد المُعْتَدي والمُعْتَدى عليه، وتراها تتحدَّث عن لولب العنف، والعنف الذي يَسْتَدرِج العنف. وما ذلك كله إلا من أجل إخفاء وتمويه العنف الثوري. هذا العنف هو الملاذ الوحيد الذي يتبقى في نهاية المطاف للمستَغَلِّين في العالم أجمع. وليس لهم من ملجأ غيره. والإيديولوجية السائدة لا توفِّر جهدا من أجل سحب هذه الأداة من أيدي المستَغَلِّين المَسُودِيْن.

د)- إن المقاومة الشعبية لا تنقلب إلى إرهاب إلا عبر الدعاية الإمبريالية، دعاية المغتَصِبين الذين يَصٍفون، بالضرورة، المقاومة الشعبية بالإرهاب كي ما يقمعونها. وما يَحْدُثُ أن بعض أعمال المقاومة تبدو وكأنها كما يقولون “إرهابا”، من جراء ما يرافقها من شعور ب”الرعب”الذي يُسْنَد إلى روبسبيير ورفاقه الذين أَعدموا خصومهم وحَملوا القنابل. إلا أن هذه الأفعال إذا كانت “إرهابية”، عنيفة، إلا أنها تنتمي للمقاومة، وهي تعبيرات سليمة. إذ ها هنا، كما في غيرها من الحالات، فإن الذين يُسْدُون النصائح ليس هم أنفسهم الذين يسدِّدون الثمن. يقول جورج لابيكا:”إن الإمبريالية تتفاهم مع الدين، لكنها تعجز عن هزم المقاومة”. وإن الوصية التي يسديها “البيان الشيوعي” ما تزال سارية المفعول: “إن الشيوعيين يَدعمون في كل البلدان الحركات الثورية ضد النظام المجتمعي والسياسي القائم”.

إن كل مَخرَج من حالة أو وضع معاش من حيث هو حالة عنف لا تطاق ولا تُحتَمَل وتبحث لنفسها عن مخرج، هو المعادل الموضوعي لعلاقات قوى ماثلة في الحاضر، أو للصراع الطبقي. فإذا كان التمرد لا يأخذ طريقه إلى الثورة، فإنه لن يلبث أن يُتلف ويتحوَّل إلى حالات من الشغب التي تشتعل هناك وهناك مبعثرة وعفوية وجزئية، ولن تلبث حالات الشغب هذه أن تٌقمع، فتفقد الحركة مصداقيتها. هذا يُبيِّن مدى الصلة الوثيقة ما بين العنف الثوري والاستراتيجية السياسية الثورية التي تَحُول دون وقوع الفوضى والشغب، وتُحَوِّل العنف الأخرس إلى عنف ثوري. وإن المسيطَر عليهم ليس بوسعهم أبدا أن يعوِّلوا الآمال على اللجوء إلى العنف طالما هم لو خُيِّروا لما اختاروا إلا العمل السلمي. لكن عولمة العنف المفروضة من الطبقات السائدة فَرَضَت بدورها، كردٍ هجومي مفروض وبالمقابل، عنفَ الطبقات المسحوقة. إذ إن ما تعاني منه الطبقات المُسَيطَر عليها من عنف الاستغلال، وما يرافق هذا العنف من عذاب، يُوَلِّد لدى الطبقات المُسْتَغَلَّة، الثورة والعنف الثوري. هذا العنف الثوري من حيث هو انتقال من العنف الأخرس إلى العنف المُنَظَّم الواعي الذي يَستحق اسمه طالما يندرج في سياقه التاريخي، وما دام يستجيب لاستراتيجية ثورية، ولأنه يَستمد مبرِّراته من التكوين الاقتصادي الاجتماعي. هذا العنف الثوري لا يَستحوِذ على مصداقيته ما لم يأت في سياقٍ من ثورة سياسية شاملة، مجتمع واقتصاد وأيديولوجية، لتغيير العالم.

نعم. إن الموقف السلمي واللاعنف، ليس فقط موقفا غريبا عن واقع عالمنا الراهن، طالما أن العدوان الإمبريالي هو هذا الواقع الراهن، وهو عدوان عسكري واقتصادي ومجتمعي وسياسي وثقافي، وإنما هو أيضا عين البلادة التي كانت فُقِعَت بأيدي لاهوتية التحرِّر في أمريكا اللاتينية. فإذا كان الموقف السلمي هو المطلوب أخلاقيا بدون أية مساومات، إلا أن الوقائع والأحداث تبيِّن أن لا مناص من رد الاعتبار للعنف في مواجهة المِحدلة (المدحلة) الإمبريالية. يقول جورج لابيكا: “إني، بخلاف اليسار الذي يدين، حتى من حيث المبدأ، الانتحاريين الفلسطينيين، أعتقد من جهتي أن الانتحار هو الإمكانية الوحيدة للاحتجاج على الاحتلال الإسرائيلي. ففي مواجهة تقنيات سلطات الاحتلال، من سيارات مصفَّحة ومدرَّعات، وطائرات هجومية، وحصار، وجدار العار، ومصادرة الأراضي، وحظر التجول والتنقل، وبناء المستعمرات، وتهجير السكان، والاغتيالات المُختارة، والاعتقالات التعسفية بما في ذلك اعتقال الأطفال، ناهيكم والتقنيات المتطورة للحرب الإلكترونية، فضلا عن التواطؤ النشط للأسرة الدولية كلها تقريبا.. في مواجهة ذلك كله، فإن الفلسطينيين لا يَملكون تقنية أخرى غير أجسادهم”.

ح)- وعلى هذا الصعيد، فإنه لا بد من تشييد أممية جديدة هي الآن في حال من الكمون تحت حالات من المقاومة المبعثرة، لتكون أداة في خدمة المعالم الجديدة لصراع الطبقات المعولَم. وبتعبير آخر، فإنه لا بد من أن يُمنَحَ العنف وظيفته التحرُّرية، وأن يَستعيد مفهوم الثورة بصره النفاذ وبعيد المدى، ويُرَدُ، بالتالي، الاعتبار للعنف الثوري.

ط)- يكون العنف ثوريا عندما تتوفر الظروف الموضوعية لتغيير السلطة، وعندما يحين الوقت، من حيث الممكن، للاستيلاء على السلطة. ومع ذلك، وبالرغم من أن الإمبريالية وحشية وفظة في جميع أنحاء العالم، وهي تهدِّد كوكبنا بالدمار، وتَقمع كل حركة احتجاج، عمَّالية كانت أم شبابية، فإن مسألة العنف الثوري قد سَقَطَت من الاهتمامات وبرامج أحزاب اليسار، تحت تأثير شعور بالذنب نتيجةً لسقوط حائط برلين. إلا أن مسألة العنف تعود مجدَّدا لتحتل حيزا مركزيا في أحداث الساعة لأن الإمبريالية تَفرض علينا اللجوء إلى العنف للنضال ضد عدوانها وتهديدها. العنف الثوري سياقٌ تاريخي في المقام الأول، سياسيٌ وإن كان مسلحَّا، ومفروض موضوعيا على المعذّبين في الأرض. والأمر في غاية الخطورة، لأن الشعوب والمضطَهَدين، عندما يلجأ هؤلاء إلى العنف، فإنهم لا يفعلون ذلك عن خيار حر. فالمُضطَهَدون لا يختارون العنف أبدا. إنهم يَعرفون حق المعرفة، ومن التجربة عبر التاريخ، أنهم هم الذين يَدفعون الثمن غاليا في كل نزاع عنيف. وبالرغم من ذلك، فإن اللجوء إلى العنف حالة مفروضة مِن قِبَل الطبقة المُسَيطِرَة على المُسَيطَر عليهم من جراء عنفها هي، بما في ذلك ما كان يبدو من عنفها بأنه سلمي بدون دماء، كما هو الحال في المصانع حيث أشكال متنوعة من استغلال العمل. لذا، فإن التخلي، إذن، عن النضال المسلَّح سياسةٌ لا تَستجيب بصورة ملائمة للوضع الراهن. وثمة حالات في الواقع الراهن هي من الخطورة بمكان، حتى أن الرد الهجومي بدون عنف لا معنى له. إن العنف حالة مفروضة في العالم أجمع، لأن التهديد في الوقت الراهن مُوَجَّه للشعوب، وللمُضطَهَدين بصورة عامة، وللطبيعة. فإذا كنا لا نستطيع أن نتحرِّك في مواجهة هذا التهديد، فإن ذلك يكشف عن انقسام كامل بين القوى المُنتِجَة وقوى اليسار. وبدون استلام السلطة يمتنع التغيير المجتمعي والانتقال إلى البديل امتناعا تاما. وهذا التغيير لا خلط فيه مع المسارات الانتخابية. تلك المسارات التي تقع تحت تزييف البورجوازية ولصالحها. والسلطة لا تسقط أبدا كالأجاصة الناضجة. والوضع اليوم أكثر خطورة مما كان عليه بالأمس.

ك)- العنف الثوري استراتيجيةٌ سياسية لتغيير النظام السائد. يَصدُرُ عن آلام وظلم وعذاب المُسْتغلين، والمُضطَهَدين، ويندرج في سياق تاريخي للتكوين الاقتصادي الاجتماعي، وهو، بالتالي، مُنَظَمُ وواع، ويهدف إلى تغيير العالم . فإذا كان نمط الإنتاج الرأسمالي وأيديولوجيته هو مصدر العنف والعنف المضاد له، فإن العامل الاقتصادي هو نفسه مجبولٌ بالاستراتيجية السياسية الثورية التي تَجْمع، في حالة بعينها وذات خصوصية وطنية، ما بين أزمنة التاريخ، المجتمعية والسياسية والاقتصادية. لذا، فإن العنف الثوري نقيض للعنف الفردي، ومُقَيَّد بموازين القوى والزمان الاستراتيجي السياسي للثورة. أما العنف بصورة عامة، فإنه حالات لا تحصى، وما العنف الثوري إلا حالة منها. إن العنف، أي حالات لا تُحصى من العنف في عالم العولمة الراهن، ما انفك يتَّسع ويتنوع ويستمر ويشتد. ويَفتَقد إلى أي تعريف وحدٍّ شمولي ونظرية، طالما تحتاج كل حالة من حالات العنف إلى صفة أو مضاف إليه كي ما تظهر خاصيته النوعية أو النمطية في عالم يسوده العنف في كل مكان. وللعنف الثوري مرادف يلازمه ملازمة الظلم والقهر والألم والعذاب للاستغلال والاضطهاد والسيطرة، ألا وهو واجب الكراهية للعولمة والمُستَغِلِّين والدولة من حيث هي مصدر الإرهاب وراعيته، واجبُ وحقُ الكراهية حيال أعداء الحرية والعدالة ومصاصي دماء الشعوب. إنه واجبٌ، ليس بالمعنى الميتافيزيقي لدى الفيلسوف كانط، وإنما، من حيث هو نفسه هذا الألم والعذاب الذي يتحول من معاناةٍ للعنف الأخرس، إلى عنف ثوري يهدف، ليس إلى القضاء فقط على العنف الأخرس، وإنما إلى تغيِّير المجتمع والدولة.

باريس، الأحد 15 نيسان 2012

Aadeed Nassarr

نشكر الرفيق حسان خالد شاتيلا على هذه المداخلة القيمة. ففي زمن التحولات الكبرى التي تشهدها المجتمعات العربية لا بد من التطرق إلى مختلف التجارب الثورية التي أسهمت في نقل المجتمعات البشرية من واقع متخلف إلى أوضاع أكثر تقدما.

لقد اثبتت التجربة حتى الآن أن الانتفاضات السلمية التي نشهد تطوراتها حققت إنجازات ما كنا لنتوقعها، طالما استطاعت أن تجعل من الشعب كتلة صلبة ذات إرادة و تصميم على التغيير. صحيح أن العنف الدموي الذي يمارس من قبل النظام قد لا يكون مسبوقا، و لكن الاتجاه العام حتى الآن يركز على سلمية الانتفاضات. و يحد من استخدام العنف المضاد لعنف النظام.

ترى إلى أي مدى يمكن لعنف النظام أن يجر المجتمع المنتفض إلى استخدام العنف الثوري؟ أم أن عنف النظام و آلة القمع لديه قادرة على جر المجتمع إلى عنف من نوع آخر يفجر المجتمعات من الداخل على طريقة الحروب الأهلية و الطائفية العبثية المدمرة؟

دعونا نرحب بالرفيق حسان بيننا الليلة كي نتمكن من الاجباة عن هذه التساؤلات و سواها مما ترون.

أهلا و سهلا بكم . و لتكن الأسئلة و المداخلات موجزة وواضحة و لتكن جلسة حوارية مثمرة.

Hassan Khaled Chatila

تحياتي الثورية إليكم، وأرجو أن تجدوا في هذه الأسطر ما يقودنا إلى استراتيجية ثورية تشكِّل بمفهوم المادية التاريخية المصنع الذي يُننتج كل أزمنة التاريخ ومساراتها الاجتماعية والاقتصادية والأيديولوجية في تكوين واحد هو السياسة المادية، أو الاستراتيجية الثورية التي تشغل الحيز الأهم من الأسطر المسطرة أمامكم.
الاستراتيجية الثورية هي المرادف للماركسية أو الشيوعية. العنف، كغيره من مكوِّنات المجتمع يندرج في سياق عام من التاريخ الملموس، والعنف الثوري يستمد معناه من هذه المكونات بعدما يُعيد الاستراتيجية الثورية ترتيب العلاقات في ما بينها. العنف بصورة عامة مسألة لا تمت بصلة إلى الأخلاق، وهي سياسية من الألف إلى الياء.

Ali M Zein

كل التحية للرفيق حسان

رفيق حسان ، هل يمكننا في الوطن العربي ، حيث لا وجود للطليعة الثورية ، وحيث تغيب ثقافتها التقدمية، وحيث تسيطر الامبريالية على قطاع كبير من المعارضات مضافا اليها الفرق الرجعية المدعومة من الرجعيات العربية ، هل يمكننا الحديث عن عنف ثوري يخدم مصلحة المضطهدين و المفقرين ؟ و ما هي امكانية ابعاد ادوات العنف عن الوقوع بيد الامبريالية و الرجعية ؟ وما هي صوابية وجود العنف الثوري مع وجود مجالس عمالية فلاحية و ما شابه .؟

Hassan Khaled Chatila

رفيق علي، العنف الثوري في بلادنا ظهر منذ مدة بعيدة، وهو لا ينتظر الأوامر من الطليعة الثورية. المثال الأوضح يتراءى للعيان عبر الحركة الوطنية الفلسطينية. نعم، إن الشعب في سورية يحمل السلاح، وقد يصوب بندقيته نحو نفسه ، أو نحو الآخر البريء، أو التحالف بين السلطة والإمبريالية. وكي يكون ثوريا بعدما كان ومايزال ساذجا وبليدا ، فإن تحوله من الشغب إلى الثورة، ومن العفوية إلى العنف الثوري، إنما يحتاج إلى الاستراتيجية الثورية المفقودة. فإذا ما نجح اليسار والديمقراطيون الوطنيون في تشكيل جبهة سياسية، فإن رسم مثل هذه الاستراتيجية التي تعطي للعنف الثوري نظامه وترسم أهدافه وتوظفه لصد ىالأعداء والانتصار عليه، إذا ما تحقق ذلك، فإن العنف في سورية سيتحول إلى عنف ثوري من شأنه أن يقود الثورة إلى النجاح. ذلك أن الإمبريالية والعولمة والسلطة السورية والرجيعة العربية والسياسة الدولية لا تريد النيل من السلطة، وإنما سرقة الثورة، أو الانحراف بها عن جادتها الاجتماعية والوطنية والسياسية. إن مثل هذا التحالف المقدَّس هو الذي يملي علينا العنف، ما دامت موازين القوة الراجحة لصالحه لا يمكن الإخلال بمعادالاتها الجبارة إلى عن طريق العنف الثوري

Aadeed Nassarr

رفيق حسان، من المعروف أن العنف الطبقي تبدأه الطبقات المسيطرة في وجه الطبقات المُستغلة. و يكون باشكال مختلفة، القهر، الإذلال، الاعتقال، النفي … و القتل و الارهاب كعنف متقدم. و لا يكون العنف الثوري إلا ردا على عنف السلطة الطبقية.

ألا ترى معي أن هذا ما نعيشه اليوم في مجتمعاتنا العربية حيث انتفض الشعب في وجه عنف السلطة، فبادرت الأخيرة إلى الارتفاع بسقف العنف وصولا إلى حد المجازر؟ … و ما هي برأيك السلبيات و التداعيات على الرد على عنف السلطة بعنف شعبي خاصة في غياب القوى الثورية القادرة على تنظيم و توجيه هذا العنف الثوري كي يصب مباشرة في طاحونة التغيير؟؟؟

Hassan Khaled Chatila

الرفيق عديد، إن الشعب لا يختار العنف، الشغب المسحوق والمضطهد يلجأ إلى العنف الثحرري أو الثوري لأن عنف الدولة وما يرافق التكوين التاريخي من ظروف موضوعية لا سبيل للرد علييها بالطرق السلمية. إن السياسة الثورية لا تختار ما بين الثورة السلمية، والثورة المسلحة، إنا يُفرَض العنف الثوري عليها لغياب أي منفذ للإنقاذ آخر. المشكلة، هنا والآن، تكمن في افتقاد العنف الساذج والبليد للثورة إلى استراتيجية تعتمد على الجماهير الشعبية المُسْتَغلَّة ومالمضطَهدة، وتضع جيش سورية الحرة تحت أمرة القيادة السياسية، وتقاتل مهما بلغت التضحياب بالمال والأرواح إلى أن ينهار النظىام. نعم، إن الاستراتيجية الثورية التي تبرر العنف الثوري من حيث هو وليد السياق التاريخي مفقودة لأن القوة السياسية المؤهلة لقيادة الثورة شبه مفقود. غير أن تاريخ الثورة في سورية لم ينته بعد. بل وإنه يكاد أن يبدأ. والمعركة مرشحة للاستمرار مدة طويلة وعسيرة وشائكة. لكن الثورة انفجرت، وسينبق عنها يسار ثوري يعرف كيف ينتق بالعفوية الثورية إلى حالة من العمل الواعي المنظَّم. الثورة مستمرة ، وذات صيروة، والعنف الثوري كالقيادة الثورية حيَّان في تربة الثورة، وهما في حالة الصصيرورة. لذا، فإن السؤال هو التالي: لما كان العنف والعنف الثوري متعاركان في الراهن السوري، فإن مستقبل تطورهما هو الذي يحتل المركز الأمامي في كل استراتيجية ثورية. العنف في حالته الاستراتييجية الثورية يأخذ في حساباته لموازين القوى عامل الزمن وتطور الثورة عبره، ومتن تاريخها.

Amal Chann
اعتقد ان كلمة العنف .. بحد ذاتها تعريف غلط … لان شكل النضال الثوري يستمد شرعيته من خلال او لا قبولوه من الشارع ومن خلال انتصار ه ….
كما يقال التاريخ يكتبه المنتصرون …. تشي غيفارا لو ينعاد مرة اخرى في هذا الزمن ر ح يصوروا اكبر ارهابي …. ولكنه انتصر بعدة مواقع .. وكتب عنه الاساطير من البطولات …..

Hassan Khaled Chatila
الرفيقة أمل، نعم إن العنف كلمة غليظة، لكن العنف موجود ولا راد له إلا بتغيير العالم واتدمير نمط الانتاج الرأسمالي، وتشييد عالم من نمط آخر …

Ali M Zein
رفيق حسان أين تبرز أهمية العنف في الثورات ؟ و انطلاقا من الجواب ، هل يمكننا أن نسقط صفة الجزب الثوري عن كل جماعة تدعي الماركسية و لا تقبل بالعنف كأحد الوسائل لتغيير السلطة و انتزاعها من الطبقات المافيوية الحاكمة التي يبرز يوما بعد يوم عدم تخليها عن السلطة بأي شكل ويبرز ذلك من خلال استعدادها للتضحية برموز عريقة لها كما حدث في مصر ،

Hassan Khaled Chatila

الرفيق علي، العنف لا مبدأ له، ويفتقد إلى التعريف والحد القاطع المانع، ومعدوم النظرية، والماركسية التي تتبنى مبدأ اللاعنف والعنف بصورة مسبقة ومطلقة وشاملة تحكم على المضطَهَدين والمستَغَلَّين أن يبقوا على حالهمإلى ما لا نهاية. إن الظروف الموضوعيه هي وحدها التي تقرَّر ما إذا كان العنف الثوري قد حان وقته، أم أن الثورة السلمية كافية للانتصار على الطبقة المُستَغِّلَة ونظامها السياسي. الحالة المصرية كالحالة السورية والتونسية تشير إلى ان الثورة مستمرة، أحيانا بصورة واضحة ظاهرة،وأحيانا بصورة كامنة مخفية. إلا أن الوقت قد حان لظهور يسار ثوري مؤهل لقيادة الشعب وتكويناته المجتمعية التي تؤيد الثورة على النظام القائم. لكن الحالة السورية تتميز عن غيرها من حيث أن عنف السلطة والعنف المضاد لها مفروضان في الواقع بالقوة. والمخرج هو الاستفادة من الحاضر ما أمكن من حيث هو نقطة الالتحام الاستراتيجي ما بين الماضي والمستقبل.

Monadil Maghrebi

تحية الى كافة الرفاق و الرفيقات، تحية الرفيق حسان..، اعتقد ان

العنف من المنظور الماركسية أداة لتحرير و خلاص للعمال والكادحيين والفقراء , فهو يلعب دورآ ثوريآ فى القضاء على المجتمع الطبقى الذى يجسد الظلم والقهر و التفاوت ويتمترس خلف أدوات قمع مادى ومعنوى ( الشرطة – الجيش – الإعلام – الثقافة .. ) تستخدمها الدولة البرجوازية لإخضاع الجمهور و الحفاظ على مصالحها. فالدولة البرجوازية نوع من العنف وأداة لإستثمار الطبقة المستغلة “بفتح العين” , ولا يمكن للطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين أن تنال تحررها وأنسانيتها إلإ عبرعنف ثورى منظم و مضاد لهذه الدولة عن طريق الحزب التوري و الجبهة و الجيش . فما يقع الان بتونس ومصر لخير دليل على ماقول فواهم من يعتقد ان بدون اداة تورية يمكن ان نهلل بتورة ناجحة او شي من هددا القبيل

Hassan Khaled Chatila
إلى المناضل المناضل المغربي، إنك تساعدني على خير وجه، فلنبق معا على الطريق ……

Karl Conta

الشعب يريد إسقاط وال ستريت جملة رددها المتظاهرون في نيويورك .. نتيجة لسياسة السوق الليبيرالية و السلطة المالية و عولمة الإمبريالية من خلال حكم البنوك و الشركات الكبرى .. فبداية أي حراك يتم بالإحتجاج و الرفض.

اللجوء في هذه الحالة للعنف الثوري لم يحصل. بداية الإحتجاجات في عصر العولمة يأخذ طابع سلمي و يعتمد على الإعلام بشكل كبير. العنف الثوري يبدأ كرد فعل على العنف و الشروط متوفرة في أنظمة ديكتاتورية. هل برأيك وصلنا إلى عنف ثوري في سوريا؟ إنطلاقاً من اعتبار العنف الثوري كإستراتيجية و طريقة منظمة لإسقاط سلطة استبدادية فإنه لحد الأن لا نجد هذا التنظيم الكافي والكثيرين لا يعتبروها إستراتيجية في سوريا. من جهة اخرى يتم تحليل الثورة السورية كثورة شقين: السلمي و العسكري (مصدر العنف الثوري إذا صح التعبير). ومن هنا يمكن ان نكون عند حالة سورية خاصة و يجب التعامل معها.

Hassan Khaled Chatila

لكل حالة خصوصيتها، إلا أن الحالة السورية تحمل معها حالة جديدة. لنلاحظ أن زمن الثورة، وهو يحتوي على غيره من الأزمنة، السياسة، الجيش، الاقتصاد، إلخ، زمن الثورة هذا يتألف من حركتين اثنتين، إداهما صاعدة، وهي القوى الثورية المنبثقة عن الثورة والتي تريد المضي قدما والاستمرار بالثورة، وثانيهما هابط يتألفف من الطبقة السياسية، السورية (المعارضة والنظام)، السياسة ىالعربية والدولية، روسيا والصين. ما هو موضع العنف الثوري في هذه الثورة المجتمعية التي كسرت العلاقات الاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة، بخلاف ما يحدث في مصر وتونس، وهذا هو وجه الجدَّة. موضعها يتوقف على تفوق الحركة الثورية الصاعدة، على الطبقة السياسية الهابطة. فإذا ما سبقت الحركة الصاعدة خصمها، ورجَّحت موازين القوى لصالح الثورة الشعبية المسلحة ضد الطبقة إياها والسياستين العربية والدولية التي تتأمر على الثورة لحماية هذه السلطة أو ما يشبهها في المسقبل، فإن العنف الثوري سيجد طريقه إلى الانتصار إذا ما توفر شرط واحد، ألا وهو أن تتكون قيادة ثورية يسارية ديمقراطية من رحم الثورة. المهم، والأهم، وما أريد أن أشير إليه هنا واليوم بالتشديد وبقوة هو أن المادي يتحول إلى مثالي أو تجريبي إذا ما هو نظر إلى الثورة نظرة ما هو جامد. الثورة تصير وتتغير، وهي طويلة المد، وهذا هو وجه الجدة في الحالة السورية. وكل استراتييجة ثورية في سورية ملزمة إذا ما أرادت التمسك بالعنف الثوري أن تدرجه في هذا السياق المتطور للثورة. إن الثوريين يعرفون ما هي المهام النضالية المرسومة أمام الثورة، لكنهم يجهلون بصورة مسقبة نتائجها في المستقبل…
الكلام أعلاه موجَه إلى الرفيق كارل، المعذرة عن هذا السهو

عمار ديوب

أراد الرفيق العزيز حسان، التركيز على ان العنف هو فعل طبيعي في التاريخ، وبمحل ما هو قاطرة التاريخ، إلا أن للعنف أشكال متعددة، ولا يمكن لماركسي أن يحكم ويضع بضعة أسطر، يقول فيها هذا مسموح وهذا ممنوع، بل الأمر متعلق بطبيعة الصراع الطبقي. حينما يصل الشعب إلى لحظة استخدام العنف، علينا النظر بكامل الاستراتيجية الثورية، وبالعنف، هل هو ضروري، أية أشكال أفضل، هل هو بلحظة خاطىء، هذه مسائل، تقرأ في ضوء تطور الواقع. نفي العنف بالمطلق، يؤسس لرؤية مثالية عن واقع ما، استخدام كل أنواع العنف في كل لحظة إفشال لآية ثورة ممكنة. للك استخدم الثوار العنف في سورية، بعد أشهر من الثورة، وبسبب العنف المستوضع الجيش أمام خيارات، إما أن تقتل أو تقتل، وكلك بسبب قوة

عمار ديوب
هناك، نقص، اكمل بسبب قوة العنف المستخدمة من قبل االنظام، وبالتالي لم يكن خياراً إرادوياً بل خياراً إجبارياً للك شاء بعض العنف عنف منفلت. ولكن يبقى ما قلناه عن العنف في بداية تعليق الاول صحيحاً كما أرى انا. ليكن الحوار أكثر فائدة وحيوية ودقة. تحياتي للجميع.

Monadil Maghrebi
اشار الرفيق حسان الى العديد من النقاط و من تلك النقط “إن الظروف الموضوعيه هي وحدها التي تقرَّر ما إذا كان العنف الثوري قد حان وقته، أم أن الثورة السلمية كافية للانتصار على الطبقة المُستَغِّلَة ونظامها السياسي. الحالة المصرية كالحالة السورية والتونسية” فاتسأل مع الرفيق ما معنى التورة من المنضور الماركسي؟ و كيف تحسم السلطة السياسية؟

Hassan Khaled Chatila

إلى المناضل المغربي: الثورة في المقام الأول هي تغيير للعلاقات السياسية ضمن المجتمع وما بين قواه السياسية والمجتمعية . وفي هذا المنحى من التغيير الاجتماعي السياسي تختل موازين القوى ما بين الطبقات، وتظهر طبقات جديدة كانت مقهورة ومبعدة عن السياسة إلى مقدمة الساجة السياسية. لكن التكوين الاقتصادي الاجتماعي لسورية، وإن كان يعطي مع زمن الثورة دورا سياسيا أوسع لأصحاب الدخل المأجور والبروليتاريا الرثة وشرائح من الطبقة الوسطي فقدت ملكياتها، ما دامت هي التي تشارك بصورة أوسع في الثورة، فإن الوحدة الوطنية تحتل موقعا مركزيا في الثورة، ليس لأسبايب ذات صلة بالطائفية والقوميات، طالما يستعدي التكوين الاقتصادي المجتمعي الاستفادة ما أمكن في المستقبل من البورجوازية السورية في عملية التنمية. لكن الخلل حدث في الثورة ما دامت هذه الثورة هي في المقام الأول ثورة الجوع المرضى المفقرين والعاطلين عن العمل وأصحاب الدخول المتتدنية المحرومين من الحماية الاجىتماعية. الأمر الذي يملي على الثورة أن تعتمد ‘لى الطبقات المستغلة لبناء الوحدة الوطنية، وترجيح موازين القوى السياسية لصالح هذه الطبقة، وأإن كانت المرحلة الانتقالية ليبرالية. اليسار الثوري هو وحده المؤهل لإنجاز هذه المهام.

Ahmad Issawi
تحياتي للجميع و للكتور حسان..عندي سؤال:كيف ممكن يكون العنف الثوري موجّه دون ان يؤدي الى فوضى سياسية او اقتصادية او اجتماعية؟و شكرا سلف

Hassan Khaled Chatila

الرفيق أحمد، ما يميز العنف الثوري عن عيره من حالات العنف، وهي كثرة لا تحصى، هو أن هذا العنف هو أداة استراتيجية بهدف إلى تغيير النظام السائد. العنف الثوري لا يكون ثوريا ما لم يحز على خواص ذاتية، هي النظام والوعي والانضباط، وتوجيه السلاح نحو أهداف محدِّدة وثيقة الصلة باستقرار السلطة وذلك من أج التغلب علهيا. لكن هيهات لأي عنف ثوري أن يحول دون الفوضي التي ترافق الثورة. الثورة من حيث هي نهاية المؤسسات القانونية والأمنية وأجهزة السلطة ومؤسستها الأيديولوجية، لذا فإن الثورة بقدر ما هي تقترب من الانتصار النهائي على السلطة السائدة بقدر ما هي تقترب من “ليلة العيد” أو ما يسمى لدى الغربيين الليلة العظيمة، حيث ينتصر الفرح على كل القوانين بانتظار تشييد مؤسسات أيديولوجية جديدة لدولة جديدة.

Monadil Maghrebi
العنف التوري يا رفيقي احمد موجه بالاساس لدك بنية النظام السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي لقلب علاقات الانتاج الراسمالى

Hassan Khaled Chatila
الرفيق أ حمد، لا شك وأن الفوضي وليدة انهيار السلطة وليست نتيجة لظهور الثورة والعنف الثوري. مبدأ المسؤولية الأخلاقية والقانونية منعدم في زمن الثورة.

Guevara Syrian
بالوضع السوري اذا اردنا الدخول لحالة العنف الثوري يجب ان يتم خلق جو نظري ممهد كعدم تخوين الآخر وخلق وحدة معارضيتة تنعكس ع وحدة الشعب الذي اذا فكر بالعنف الثوري سيمارسه ضد النظام فقط وليس ضد بعضه اما بحال كما حال الشارع السوري الان العنف الثوري هو ذبح للشعب والارض…

Hassan Khaled Chatila

الرفيق غيفارا: كل ما تشير إليه صحيح لأنه واقعي. غير أن المجتمع السوري في زمان الثورة يعيش ما بين تكويناته الطبقية حالة صراع طبقي مطوٍ وغير واعٍ طالما بقيت الثورة عفوية على حالها حتى اليوم، وما لم تنتقل إلى العمل الواعي المنظَّم (النظرية والممارسة للتبسيط). لكن الاقتتال ما بين القوى السياسية للمجتمع ما هو سوى صورة متطورة للصراع الطبقي مأخوذا في الإطار العام للثورة في زمنها الحاضر. نعم، إن جيش سورية الحر، والمجلس الوطني، والهيئة إياها، تتآمر ضد الثورة، فلتتآمر ما بينها طالما يشير هذا الاقتتال الطفولي والطفيلي إلى نهايتها. والقوى الصاعدة من رحم الثورة تصطدم بدورها بالطبقة السياسية المتآمرة ما دامت تحمل معها استراتيجيية ثورية، مختلفة بمقدار 180 درجة عن أعداء الثورة. وما هذا الاقتتال ما بين المتآمرين سوى إشعار زماني موجَه إلى الثوار الأحرار يحثهم على نقل الصراع الطبقي من حالته غير الواعية إلى حالة من العمل السياسي المنظَّم. فإذا ما حدث مثل هذا الانتقال بفضل تشكُّل قيادة ثورية جبهوية ويسارية، فإن الاقتتال سيكون مسألة ثانوية أمام الصدام المباشر والمركزي ما بين الثورة والسلطة وحلفائها. الأمر الخطير في الحالة السورية مؤداه أن من سعى إلى ظهور الجيش الحر إياه كان يحاول طعن الثورة من الخلف في ما هو يزعم أنه على رأسها. إن تسبيق الثورة المسلحة على الثورة السلمية السياسية يدوس على الثورة، ويفتح أبواب التأمر عليها أمام البنوك في العالم وجيوشها المدججة بأحدث أنواع الأسلحة. السياسة الثورية تسبق الثورة المسحلة، غير أن الأمر الواقع يجعل من العمل العسكري والدولي أعلى من الثورة الاجتماعية والسياسية في سورية ويردم فوقها عشاوة غليظة من التعتيم.

Hassan Khaled Chatila

العنف كالثورة مسألة محض استراتجية، حتى الصراع الطبقي، فإنه من المكونات الاستراتيجية السياسية المتحركة، وليس مصنفا مكدسا في تصنيفات جامدة. والاستراتيجية الثورية، ومنها العنف الثوري، متحركة، متغيرة، مسىتمرة، ومتكوِّنة عبر الأزمنة. ما يملي على الاستراتيجية الثورية أن تدرج كل تشكيلات التكوين الاقتصادي الاجتماعي ضمن خططها، فتسبق زمان الصراع الطبقي، أو ترجح زمان التنمية الاقتصادية، تقدِّم الثورة السلمية، أو تؤخر الثورة المسلحة، ولك بموجب السياق التاريخي الموضوع للثورة، الثورة في سورية وفي العالم.

Hazim Os

تحياتي للرفيق حسان وباقي الرفاق المشاركين. صحيح ان العنف الثوري هو رد فعل طبيعي تفرضه الظروف، والعنف موجود في الثورة السورية من جانب الثورة انما يفتقد الى الاستراتيجية. هل ترى أن هذا العنف الذي يفتقد الى استراتيجية هو في صالح الثورة أم عكس ذلك؟ وبما أنه وجد نتيجة ظروف فرضته فكيف يمكن ان نحول دون انتشاره من منطلق رفض العسكرة في المرحلة الراهنة؟ بتعبير آخر، العنف الموجود والمولود كرد فعل طبيعي نتيجة عنف الانظمة، الذي لا زال يفتقد الى استراتيجية، هل نعتبر أن له مردود سلبي على الثورة أم أن لا بد منه ووجوده مقرونا بتطور تجربته وتطور الظروف يؤدوا الى تنظيم هذا العنف وبلورة الاستراتيجية؟

Hassan Khaled Chatila

الرفيق حازم، عسكرة الثورة تحت فيادة فلان وفلان خطرٌ محدق بها. فلان وما يحمله من سياسة، وليس من حيث هو شخص بعينه من العسكر. إنها خطر ماثل لأنها رجَّحَت خلال القترة الراهنة العمل العسكري على العمل السياسي، وفَتَحَت الأبواب أمام السياسة العربية والدولية، وهي تقود بالبلاد نحو مزيد من الصدام العسكري الكلاسيكي ما بين الجيش الحر (كذا) والجيش النظامي (كذا مربعة جبريا). الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من العنف والعنف المصاد له، في ما الثورة الشعبية لم تصل بعد إلى مرحلة الاستعداد للانتقال من العمل السياسي الثوري، إلى العمل المسلح الثوري. الثورة هي المستهدفه في نهاية الأمر من اليسار القديم الخائن للثورة، من المجلس الوطني إياه، فضلا عن السياسيتين العربية والدولية، وليس النظام بصرف النظر عن هذا وذاك من قادته السياسيين والعسكريين. إنهم في الداخل والخارج لا يثقون بالشعب في سورية، ولم يجدوا بعد جنرالا يحل محل السلطة الحالية. وبانتظار ما يأتي من خراب وتدمير لسورية، فإن خطوط التآمر على الثورة تتشابك. لكن القوى المنبثقة من الثورة مرشَّحة إذا ما نجحت في ترتيب أولوياتها الاستراتيجية بصورة تستحيب للطورف الموضوعية، التحليل الملموس للواقع الملموس، فإن استتراتيجيتها الثورية مؤهلة للدفاع عن ديمومة الثورة حتى لو خطفت البورجوازية الخاكمة وخلفاءها من الثورة المرحلة الانتقالية. أيا كانت الأحوال والظروف، فإن مستقبل العمل العسكري يتوقف على الزمان المتطور للثورة ومكوناته الاقتصادية الاجتماعية، وكلها سياسية، وتندرج في الاستراتجية الثورية ملتصقة بها، حتى يكاد التمييز بين الاستراتيجية ومكوناتها الموضوعية أن يكون مستخيلا. نعم، إذا ما تشكلت القوة الثورية اليسارية، فإن مستقبل العنف سيكون من مستقبل العمل السياسي الثوري، أي الانتقال من الحرب الكلاسيكيىة إلى حرب التحرير الشعبية، وإلغاء جيش سورية الحر الذ يرمز من أول يوم لوجوده إلى الاستغاثة بالرأسمالية العربية والعالمية.

عمار ديوب

ربما من الضرورة الاشارة إلى أن غياب برنامج ثوري واضح تخص المطالب الاقتصادية والسياسية، دفع المنتفضين إلى أقصى المواقف السياسية، وهو ما أدى لاحقاً إلى العسكرة، باعتبار السلاح له سحره. هنا يصير علينا تحديد دور السلاح كجزء من استراتيجية ثورية تخص مطالب واهداف الثورة ككل. للك لا تحدد الثورة بمظاهرات او بسلاح فقط، بل وكذلك وقبل وبعد باهداف عليها أن تكون بوصلة الثورة، وبوصلة الثائرين نحو هدفهم النهائي. ملاحظة هذه، لأنني ارى البعض يحدد الثورة بما ذكرت. واعتقد ان الرفيق حسان يقصد ما ذكرت بمفهومه للاستراتيجية الثورية.

Hassan Khaled Chatila

إلى الرفيق عمار ديوب: نعم، إن تغييب المكونات الاقتصادية الاجتماعية للثورة على يد المحلس والهيئة، حطَّ بالطبقة السياسية على المدرج الهابط. كما أن تأخر القوى اليسارية الثورية المننثقة عن الثورة في تكوين الجبهة الثورية المنشودة، وسَع قضاء الفراغ السياسي، وحرم الثورة، حسب ما هي عليه في سياقها التاريخي، أي ثورة الطبقات المُستغلة في الريف والمدينة، والذين جردوا من آحر لقمة طعام بين أيديهم تحت تأثير اندماج السلطة البورجوازية ىالعسكرية المتحالفة مع البورجوازية التقليدية والعالمية، جرَّد الثورة من قوتها الاجتماعية الأساس. لذا، فإن المسألة الاجتماعية تحتل المقام الأول في الاستراتجية الثورية، وتلحق بها مسألة الانتقال من العمل السياسي غلى الثورة المسلجة الشاملة تحت قيادة سياسية ثورية، وبرنامج يلبي المكونات الموضوعية للثورة.

Hassan Khaled Chatila
تابع .. تابع .. في سياق ما تفضل به الرفيق عمار: الثورة في سورية والوطن العربي لها تاريخ. تاريخها يمتد زمانه في العولمة النيوليبرالية التي تسود العالم منذ سقوط حائط برلين.

يسار الشامي
العنف الثوري هو مشروع قائم على استراتيجية محددة وغير ذلك يبقى العنف المتولد عن حالات لا ثورية كالحالات الجهادية التي تتبنا ها الاصوليات الدينية والفكرية هو عنف سادوي سلطوي … ولا يمثل العنف السلمي الا الشكل الارقى والاكثر عقلانية للعنف الثوري بحالته البدائية والذي يتخذ من التصادم بالعنف طريقة له.. ومثا ل على ذلك انتفاضة الحجر في فلسطين المحتلة والثورة السورية بشقها السلمي …

Hassan Khaled Chatila

الرفيق يساار الشامي: لا خلاف في ما تقوله. إلا أن “العنف المتولد عن حالات لا ثورية كالحالات الجهادية التي تتبناها الاصوليات الدينية والفكرية هو عنف سادوي سلطوي”، وإن كا بالفعل كذلك، فإنه بهذ المعني انتقال مُجهض من العنف الأخرس المخفي الذي نكتوي بعذابه وآلامه، وهو عنف الدولة والقانون ونمط الإنتاج الرأسمالي، ولحروب الإمبريالية، الخ .. إلى العنف الثوري. لذا، فإنه أقرب ما يكون إلى الشعب منه إلى الثورة، أقرب إلى المقاومة ىالعفوية منه إلى العنف الثوري. ابن لادن وحزب الله وحماس والمقاومة العراقية وطالبان وأنت وهو وأنا، كلنا إرهابيون. والإمبريالية وحلفاؤها المحليون لا يميَّزون بين مقاوم وثوري. لذا، فإن ابن لادن حل حسب الأيديولوجية السائدة مخل الشيوعيين والهنود الحمر، والاسلام الأحمر محل الإسلام الأخضر، وإن الإمبريالية تتعاطي مع الحركات الدينية لكنها عاجزة عن الانتصار على المقاومة. فلنلاحظ، أن مجتمعنا السياسي، بما في ذلك يساره التقليدي الموقَّر والسلطة البيروقراطية الكومبرادوية سد الطريق أمام السياسة الثورية. ما فتح الأبواب أمام الشغب، وحالات من العصيان المسلح الفردي أحيانا، والجماعي المنغلق على نفسه أحيانا أخرى. وما أكثرها, وما أقل العنف الثوري.

Sami Sultan

تحياتي للرفيق حسان على مداخلته الرائعة من خلال متابعتي للحراك الشعبي العربي أرى أن الإمبريالية تعلم علم اليقين بتزايد الفوارق الطبقية في المجتمعات العربية وبتراكم ظروف موضوعية ستقود حتما إلى ثورة منظمة بسبب إلتقاء مصالح المضطهدين وازدياد أعدادهم فما فعلته الإمبريالية هي تسريع ذلك الإنفجار لتجهض الثورات المستندة للإستراتيجية الثورية أما عن الحالة السورية نجد أن الرأسمالية تدعم الطرفين السلطة والمعارضة بشكل متساوي وتحاول إجهاض أي تيار يساري ثوري قادر على قيادة الشعب نحو ثورة حقيقية تستلم السلطة بعنف ثوري منظم وهي تريد حروب أهلية مستمرة بحيث لا يمكن لاي سلطة ترث النظام الحالي أن تفرض سلطة الدولة الواحدة .

Hassan Khaled Chatila
سامي سلطان، نعم، نعم، المستهدف من السياسات السائدة، سورية وعربية ودولية هو هذه الثورة الشعبية في سورية التي تؤرق جيوبهم المحشوة بالمال القذر، مال مستفاد من تجارة الأسلحة والمخدرات وجهد أصحاب الأحز المحدود، فلاحين فقراء وعمال ….

Aadeed Nassarr
نشكر الرفيق حسان و كل الرفاق الذين ساهموا في إغناء هذه الحلقة من اللقاء الحواري الأسبوعي وسوف نترك باب الأسئلة مفتوحا لمن يود أن يتابع الحوار على أن يجيب الرفيق حسان على الأسئلة فيما بعد.
على أمل اللقاء في حلقات أخرى.

إدارة المجموعة تحييكم



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : باسم شيت، الثورة المصرية و ...
- الحوار الاسبوعي الذي تجريه مجموعة يساري: قضية المرأة مسألة أ ...
- لماذا فشلنا في اسقاط النظام الطائفي في لبنان
- الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : سلامة كيلة - الارتباكات حو ...
- الحزب الذي يصنع المناضل المثال!
- مجموعة - يساري - ندوة حول تطورات الثورة المصرية
- المفتون
- ملاحظتان في حدث
- في الذكرى ال75 لانطلاقة الحزب الشيوعي العراقي، كيف نستعيد حز ...
- محاولة للرد على رد على تعقيب السيد علي الأسدي - ماذا تبقى من ...
- - الدولة الحديثة - في القراءة المادية
- البرجوازية الوضيعة ( الصغيرة )، القاعدة العريضة للنظام الطائ ...
- ظلّي اضحكي!
- بعض المصطلحات التي يروج لها النظام الرأسمالي المتهالك و ضرور ...
- من أجل برنامج سياسي ثوري للحزب الشيوعي اللبناني
- رايات جمول
- وحدة الشيوعيين لقيادة المرحلة مسؤولية تاريخية
- الحوار المتمدن واحة مفتوحة!
- الأخ عامر العبيدي .. دعني أجلد المصريين ايضا و ايضا و لكنْ ل ...
- الحذاء المدمى


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عديد نصار - في العنف والعنف الثوري – حسان خالد شاتيلا- مجموعة يساري: اللقاء الحواري الأسبوعي: