المرأة تجمع بين عدة وظائف

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 21:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

المرأة التي تعمل في البيت وفي وظيفة أخرى خارج البيت لماذا لا نلاحقها قانونيا بتهمة الجمع بين وظيفتين في آنٍ واحد؟

ولو توقفت المرأة العربية عند هذه التهمة لكان الأمر هين ولكنها تعود وتجمع بين الوظيفة الخارجية ووظيفة أخرى داخل البيت وهي وظيفة مدرس خصوصي للأولاد,وهي أيضاً لا تكتفي بهذه الوظيفة الثالثة بل تتعداها لتعمل في وظيفةٍ رابعة وهي وظيفة زيارة المرضى وزيارة الأهل والأقارب وتقديم التهاني وتقديم التعازي,ومن ثم تعمل في وظيفة رابعة وهي وظيفة مربية خاصة وحاضنة للأطفال ومن ثم تعملُ مُرضعة للأطفال وبعد أن يخلد زوجها للنوم تعمل في كل ليلة ولمدة ساعة كاملة زوجة مخلصة تقدم الحب والرومانسية للزوج الخامل في السرير,وبعد أن يقضي منها الزوج حاجته تعمل في المنزل بوظيفة حارس ليلي للمنزل وبواب للبيت تفتح الباب وتغلقه للأولاد وللزائرين,وهنالك عدة وظائف لا أستطيع حصرها جميعا ....زد على ذلك أنها تعمل بوظيفة مفتش عام على المنزل والأولاد وبعد أن يذهب كل واحدٍ للنوم تذهب إليه للتأكد بأن كل من نام قد نام وعليه غطاءه,والتي تحمل رخصة قيادة سيارة تفرح بها لأول وهلة ولكن بعد أيامٍ قليلة تعمل بوظيفة سائق خاص للأولاد حيث تذهب بهم إلى المدرسة وتأت بهم من المدرسة.

وفي الصباح الباكر تعمل بوظيفة إيقاظ الأولاد من النوم وكأنها مسحراتي في رمضان فتطرق الأبواب بيديها بضربات قوية لكي يستيقظ كل من بالفراش,وبعد أن تعد لهم طعام الإفطار تعمل للبنات وللأولاد بوظيفة أخرى وهي وظيفة(كوافيرة سيدات ورجال وأطفال) فتمشط لهذه شعرها ولتلك على آخر موضة من موضات العصر الحديث,وفوق كل هذا يصحو الزوج من نومه وهو غضبان عليها يريد منها القهوة الصباحية بسرعة وبهذا تحصل المرأة على وظيفة قهوجي أو صاحبة كوفي شوب, وحين تأت من العمل متعبة تعمل بوظيفة طاهي للزوج وللأولاد والزوج لا حمدا ولا شكورا يبقى طوال مدة مكوثه على مائدة الطعام ينتقد بالمخللات وبالأملاح وبالجبن ويطالبها بأنواع جدية من الأكل والشرب وينصحها بتثقيف نفسها وبأن تشتري آخر المراجع العلمية في فن الطبخ.

وبعد كل تلك الوظائف تعمل بوظيفة أخرى إضافية وهي وظيفة سكرتير عام للمنزل فترتب للزوج مواعيده وللأولاد مواعيدهم ومواعيد النوم وتناول الغداء والإفطار والعشاء,وبعد ذلك تجمع وظيفة أخرى وهي وظيفة مصمم أزياء حيث الكل من البنات والأولاد يطلبون منها أن ترشدهم على آخر التصاميم,وكذلك هنالك وظيفة أخرى أخطر من كل الوظائف وهي وظيفة المرشد النفسي التربوي فالكل يذهب بمشاكله إلى أمه والكل يطالبها بوضع حل وحد للمشاكل,ومن ثم تنتقل إلى وظيفة رجل شرطة تقبض على الأولاد المتخاصمين والمعتدين على بعضهم داخل البيت وبعد ذلك تعمل بوظيفة القاضي حيث تقضي لكل واحدٍ منهما حقه لتأخذه له من المعتدي.
وكل تلك الوظائف التي تعمل بها أنا شخصيا لا أتقن ولا أي واحدةٍ منها,ولو عملت بكل تلك الوظائف ليوم واحد فإنني سأصاب بانهيار عصبي على الفور,وخصوصا في آخر الوظائف شدة وإجراماً وهي وظيفة تحمل العنف من الرجل سواء أكان زوجها أم ابوها أم أخوها.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات