ليس كل مايقره الاسلام يفعله المسلم

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 21:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

السلام عليكم: هناك تصور نموذجي لدى الانسان وهو ان الانسان يمثل عائلته او وطنه او حزبه الذي ينتمي اليه او عقيدته التي يؤمن بها او دينه الذي يتعبد به هذه هي الحقيقة المطلقه المتعلقه بالاذهان ولكن هل هي هذه الحقيقه الواقعه على ارض الواقع فعندما نرى مثلا او نطلع على نظام داخلي لحزب ما ترنا نندهش من محتوياته حتى في بعض الاحيان يصيبا الاعجاب والذهول ونقول هذا جل مايتمناه المرء ولنأخذ مثلا حزب البعث العربي الاشتراكي ونطلع على تنظيراته وتصوراته لمستقبل المواطن العربي وما يسعى لتحقيقه للامة العربيه وللمواطن العربي واهم شعارات هذا الحزب الوحدة للامة والحرية لمواطنيها والاشتراكية بمعنى العيش الرغيد وتوزيع خيرات الوطن يالتساوي على كل مواطن عربي ومنحه العيش الرغيد والامن ولاننسى شعار (نفط العرب للعرب) وجل ما تسعى اليه الاحزاب وتناضل من اجله هو الوصول الى السلطة والغاية من وصولهم الى السلطه هو تطبيق اهداف وشعارات الحزب ونعلم كلنا جميعا ان الحزب تمكن من استلام السلطة تقريبا في اهم بلدين من بلداننا العربية وهي العراق وسوريا فما الذي حصل هل تحققت احلام المواطن العربي الذي آمن بافكار الحزب ودافع عنها وضحى من اجل الوصل بقادة الحزب الى سدة الحكم بحريته وحياته فماذا حصل حصل هدم لااول اهداف الحزب وهي الوحده ولم تتحقق الحرية للمواطن ولم يتحقق العيش الرغيد له ولم توزع الثروه على ابناء الوطن بل ساء حال المواطن في هاذين البلدين فهل مثل القادة في الحزبين وفي البلدين الحزب خير تمثيل وهل يمككنا ان نطعن بالحزب كنظريه ام نطن بمن كان ينفذهذه النظريه اكيد علينا ان نطعن بمن صور لمن مثل للناس انه المترجم لنظرية الحزب فما كان خير مترجم لنظرية الحزب وهذا ينطبق على كل النظريات الوضعيه وحتى على الاسلام فليس كل مسلم يمثل الاسلام وليس كل مسلم يعكس حقيقة الاسلام وتبقى شريعة الاسلام جامده مالم يطبقها المسلم وما لم يمثلها خير تمثيل ولا ننسى ان الانسان يحاول ان يظفي على اعماله وتصرفاته صفة الشرعيه حتى يريح ضميره كما يقال وحتى يرفع عن كاهله تأنيب الضمير ولكي يبرر افعاله وحتى استطيع ان اوصل الفكره اختار جزئية من ما يطلبه الاسلام من المسلم وهي الجزئبية المتعلقة بقضايا الظلاق بين الزوجين وهل ان الزوج المسلم التزم بها واعتمدها اسلوبا لحل النزاع بينه وبين زوجته ولنطالع الايات التي اختصت بهذه الجزئية وايضا بمافرضه الاسلام على الرجل في تعامله مع المرأه ولان بعض الرجال تغلب عليهم الصفة الذكوريه ويعتبرون ان تعاملهم مع المرأه يجب ان يتصف بالخشونه والتعالي والاستخفاف والهظم لحقوق المرأة متصورا ان الاسلام منحه هذه الاحقيه ومستندا الى الايه القرآنية(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى; بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) فنجد الفقهاء الذين تزداد عندهم نسبة الذكوره توقفوا عند النص( الرجال قوامون على النساء) وعلى هذا النص بداء الرجل او الازواج يسير ويترك زوجته خلفه ويركب البك اب ويركب زوجته في الخلف وعندما يتحدث عن المرأه يقول عبارة تكرم وعدما يتحدث عن ابنته يقول خادمتك ولايتكلم مع زوجته الا بخشونه وتعالي ولااقل امر يلطمها على وجهها مستندا الى الايه( وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) فلنتحدث عن قوامة الرجال على النساء وما هي شروط هذه القوامه:
الشرط الاول بما فضل الله بعضكم على بعض: بعض الفقهاء فسرها على اساس الفروق في الخلقه بمعنى بالقدرات الجسمانيه وايضا بالفروقات في الفكر ولناقش هذا الشرط مليا على افتراض ان الزوج ضرير فاين هي المفاضله ومن هو الافضل اكيد الافضل هي الزوجه ولابد ان تكون القوامة للمرأه وليس للرجل وعلى افتراض ان الزوج ابكم فلمن تكون الافضليه وعلى افتراض ان الرجل مشلول فمن تكون القوامه وعلى افتراض ان الزوج مختل عقليا او ابله فلم تكون القوامه.
الشرط الثاني وبما انفقوا وفسرها العلماء على انه المهر بمعنى بما يدفعه الرجل للزوجه من مهر والنفقات التاليه على الزوجه من ملبس ومشرب ومأكل وتطبيب وخلافه طيب في مصر تشترك الزوجه في المهر فعليه يجب ان تكون القوامة مشتركه وعلى فرص ان الزوج او الرجل عاطل عن العمل او مقعد والزوجه هي التي تتكفل بالانفاق فمن تكون القوامه واذا الزوج مدمن على الخمور او على المخدرات فاكيد هو فاقد للاهليه فلم تكون القوامه اكيد للزوجه اذا يجب ان يكون فهم وتصور اخر للقوامه وبخصوص الضرب فان الضرب ورد في الايه اخر العلاج لنشوز المرأه بمعنى اخر العلاج الكي وقبله محاولتان واولهما الوعظ والارشاد والتقويم والنصح بالمحاوره وثانيهما العقوبة الجنسية بمعن اعتزال الزوجه ثم اذا ما لم تنفع تلك الوسائل في تقويم المرأه يلجأ الى الضرب ولك الضرب الغير مبرح بمعنى الضرب الخفيف فلماذا تداوز الرجل او الزوج كل تلك السبل وسارع الى الضرب والضرب المبرح ماهو الا اضافة الرجل ذكوريته ونرجسيته على التشريع الرباني وفهم مايريد ان يفهمه من النص واضاف اهواءه ورغباته وتمنياته الى النص التشريعي ولنعود الان الى جزئية الطلاق والتعامل مع الزوجه او مع المرأه بشكل عام ونورد الايات التي خصت هذه الجزئيه وللناقش هل ان الرجل او الزوج المسلم التزم بها.
1-الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }البقرة229.
2- (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
3-{لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ
4- أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً
5- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً
6-فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ
تلاحظون ان جل الايات تتحدث بالتعامل مع التي ترغب الطلاق بالمعروف او من يرغب ان يطلق زوجته بعد ان رأت أو رأي ان استمرار حياتهما معا من ضروب المستحيل هل لاحضت اي توجيه من الله بالتعامل الخش واي تعامل يتضمن هظم حق المطلقه الا تطلب تلك الايات من المسلم التعامل بالمعروف والحسني بمطلقته وان لايهظم حقها من المال او ما تستحقه من مهرها المؤخر ومن نفقة المتعه وغيرها من النفقات هل تمت اغلب الطلاقات بالتفاهم والحسنى ودون اللجوء الى المحاكم وعندما يريد بعض المسلمين الطلاق من زوجتها يقول لها لن اطلقك قبل ان تتنازلي لي عن حقوقك واذا رفضت(يوريها النجوم بعز الظهر) ولا يدخر وسعا في معاملتها اسوء معامله هل هذا ما طلبه منه الاسلام هل يمكن لنا ان نعتبر ان هذا المسلم يمثل الاسلام وعلى ما تقدم ليس كل مايقوم به المسلم شرعه له الاسلام

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين