ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 19:14
المحور:
الادب والفن
خطوة
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة .. وأنا يفصلني عنك كم ألف ميل ؟
كم ألف خطوة أحتاج كي أقترب منك أكثر فأكثر .. كي أتوحد فيك .. كي أكون أنت وتكون أنا ؟
يا من خُلقتَ لي .. وخُلقتُ لك .. يا من خُلقتَ لأجلي وأنا ما خُلقتُ إلا لأجلك ..
كم تُهتُ من قبلك وكم تعثرت ..
وما ظننت في يوم أنك هنا تقف في باب القلب ؟
أمتطي رحلة التيه في شرق الأرض .. وأعتلي صهوة الغياب في غربها ..
أبحث عن طيفك المزهو في وجوه مصفرة .. أتأمل ابتسامتك الساحرة عبر وجوه كالحة ..
أعلمُ أنني على موعدٍ معك .. منذ ولدت .. منذ خُلقت .. منذ عانقت أنفاسي هذه الحياة ..
وأنا على موعدٍ معك .. وأنتظرك .
أبحث عنك تارة .. ويحتلني اليأس تارة أخرى ً .. أتعثر في خطواتي ..
أسترسل في حماقاتي ..
وأبرر لنفسي .. " كل شيء في سبيلك يهون " .
أبتعد وأقترب وألتف على هذا الكون بكل ما أمتلك من مهارات أنثى .. ولا أجني سوى خيبات الأمل .. وعندما يقتلني اليأس أمني نفسي بأنك كنت تستحق هذه المغامرة ..
وأن انكساراتي وانهزاماتي في البحث عنك هي انتصارات .. وأني سأتوجها بك .. بالعثورعليك .
وتمر أعوامٌ .. بأيامها .. بلياليها .. بفصولها .. بحزنها .. بفرحها ..
وأنا لا زلت أنتظرك ..
أبحث عنك ..
أغامر .. أتعثر .. ألوم نفسي .. أؤنبها ..
ثم أمنيها بك ..
وأنت هنا ببابي ..
ولكن يفصلني عنك ألف ألف خطوة ..
أنا خطوت أول خطوة في انتظارك ..
منذ ولدت في هذه الحياة وأنا أخطو الخطوة الأولى .. وهذه أثار أقدامي على رصيف الحياة تشهد بذلك .. وخيالات العمر الماضي تشهد بذلك .. واليوم أنا مصرة أنني سأخطو الخطوة الأولى نحو رصيف قلبك لو كلفني الأمر أن أستعير عمراً آخر أقضيه في البحث عنك .. فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة .
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟