أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - الوطن ........و اثر الفراشة














المزيد.....

الوطن ........و اثر الفراشة


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 01:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ردا على الروائي الليبي ابراهيم الكوني
تخيل.....فقط تخيل لو أن رسما بديعا لفان كوخ او لمونيه.....او حتى لبيكاسو.....اعطيته لجاهل متخلف. .و قلت له افعل ما شئت بها...احذف ما شئت ....اضف ما شئت.....و تركت تلك اللوحة معه لساعة واحدة......فكيف ستبدو تلك اللوحة بعد ساعة يا ترى
تخيل......لا بل تأمل .....تأمل وطنا بأكمله.....وطنا بتاريخه و مجتمعاته الاهلية و المدنية.....وطنا بأكمله تحت تصرف أبله معتوه و طوال اربعين عاما......كيف سيبدو هذا الوطن يا ترى
(الربيع العربي كان لعنة) هذا ما قاله روائي يعيش منذ عشرات السنين في قصور سويسرا...ينعم بعطاء أبله يسيطر على كل الوطن.......كل الوطن من بحره الى صحرائه.......ابله اصبح يعرف الوطن به.....و باسمه يختزل كل التاريخ....و حين ينتفض شعب هذا الوطن.....و يرمي بأبلهه هذا الى مزبلة التاريخ........حينها يصبح هذا الوطن لعنة
يذكرني هذا الروائي بقصة للكاتب الملاوي الشهير بول زيليزا.......تحكي هذه القصة عن شاب من ملاوي ولد لأبوين ملاويين منفيين في الجارة زيمبابوي و عاش القسط الاكبر من صباه في هذا المنفى ....وورث حلم الاب في العودة الى ملاوي, فرسم لوطنه في خياله صورة تجاوزت اليوتوبيا بأميال....رسم صورة وطن بشواطئ من ذهب, و انسان له روح ملاك ,و حين سقطت الدكتاتورية بعد أكثر من ثلاثين عاما من حكم الرئيس باندا الحديدي, عاد هذا الشاب الى موطنه الاصلي ملاوي ليكتشف وطنا اخر لا يمت للصورة التي أبدعها خياله بأي صلة
وطنا شوهته الانقسامات العرقية و القبلية, وطنا سجنه في دائرة القبيلة, فأصبحت مساحات تحركه تخنقه داخل سجن هذه القبيلة........فحمل حقيبته و رحل
لم يدرك هذا الشاب كما لم يدرك هذا الروائي السويسري أن الدكتاتورية تتغذى على الحقد, و لا سبيل لعيشها الا بإقامة مناسف من الحقد و الكره و الانقسام, فكيف سيصبح وطنا تكفل بالدكتاتورية اربعين عاما يقيم لها الولائم من حقده و من عجين تفتته و أرز انقساماته
انا لا اقول ابدا ان الحق على الدكتاتور......فهو كالطفيلي المجبر على التطفل.....و الا فان الهلاك هو مصيره المحتوم
مجبر على زرع الحقد و الكراهية.........كي يعيش
لكن الحق على شعب خانع أطعم هذا الدكتاتور اربعين عاما.....
اذ هو خطأ الجد و الاب يدفع ثمنه الحفيد الان
كان على الجد أن ينتفض و يصرخ في وجه هذا الدكتاتور منذ اليوم الاول,
فكل يوم يعبر التاريخ ,تدفع المجتمعات الخانعة ثمنه حقدا و تخلفا و جهلا و انقسامات لتقدمه على طبق من الالماس وجبة شهية و دسمة للدكتاتور
فعليك ان تخجل من نفسك ايها الاب, لان استشهاد ابنك او صراعك القبلي او الطائفي مع جارك ,هو ثمن سنوات خنوعك
لذلك, لا وقت محدد للثورات......لا أؤمن ب-اللحظة الثورية- كما عبر المفكر عبد الحسين شعبان, لأن اللحظة الثورية المناسبة دوما هي الان.....الان بمعنى الان, الان بمعنى أنه ليس بعد شهر او يوم او ساعة ,الان لان الثمن سيكون غدا اكثرا ايلاما.......و اكثر رعبا
الان.......لأنه للفراشة اثر......و لا يمكن لأثر الفراشة ان يمحى او يزول
بل ربما اثر الفراشة سيكون غدا جسدي....او جسد حبيبتي.....او ربما جسد الوطن بأكمله
الثورة زمنها المناسب هو الان.....و انا ادرك ان الدكتاتورية كالسرطان.......كنمو فوضوي شاذ في جسد الوطن........نمو خبيث سريع و مميت و اما ان تتحرك الكريات البيض-القوى الثورية فورا للقضاء على هذه الخلية الشاذة.....او ان هذه الخلية ستنقسم بشكل انفجاري....و تنتشر مسيطرة على كل انجاء الجسد-الوطن
و كلما تأخر عمل الكريات البيض-الحراك الثوري , كلما اصبح الشفاء اكثر صعوبة و اقرب للمحال
و أدرك ان اي عمل ستقوم به الكريات البيض-الحراك الثوري....لا بد ان يكون له أثر ضار على الجسد.......لا بد ان يسبب نوعا من الالتهابات او البقع الحمراء في الجسد –الوطن
و أدرك ان هذا الفعل سينهك قليلا هذا الجسد-الوطن.....و يسبب نوعا من الارباك له ,لكن يبقى للطبيعة نواميسها.....و للأشياء طبيعتها......و ليس على الجسد-الوطن الا تحمل فترة المرور بهذا الانهاك........و الا فالموت قادم
الموت قادم.......فهل نسير نحو الهاوية و بأرجلنا و بوعينا كي لا تظهر بعض تلك البقع الحمراء على الجسد-الوطن
ربما هذا ما يفضله ذاك الروائي.........و ما المشكلة في ذلك طالما ان الوطن لا يعنيه الا كحالة خيالية يستلهم منها جملا و عبارات سوريالية تصنع مجده و تهيئ له مكانا في سجل الخالدين
انتهى



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د.اياس حسن و يوتوبيا المثقفين في الساخل السوري.......دراسة م ...
- الدولة السورية و مجهر الثورة
- المجتمع السوري يعود الى حلبة الصراع


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - الوطن ........و اثر الفراشة