أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - أيّها الحارق غرقا ..














المزيد.....

أيّها الحارق غرقا ..


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 19:54
المحور: كتابات ساخرة
    


أيّها الحارق غرقا ..
تعطّلوا عن العمل و عن الحياة ..تهمّشوا عقدا من الزمن ..جاعوا طويلا و لم يعد بوسعهم أن يصبروا ..ثاروا و ماتوا ..تجاهلتهم الحكومات و الرئاسات ..تجاهلت موتهم و تجاهلت حبّهم للحياة ..يومئذ ذهلت أرواحهم عن أوطانهم ..تنكّر لهم الوطن فتنكّروا لأنفسهم ..قرّروا الرحيل خلسة و على عجل ..رحلوا حرقا عبر البحر و غرقا نحو روما ..لا الأعماق أرهبتهم و لا قوانين الدول ..ففي أعماقهم جروحا عميقة لا يقدر على احتضانها أيّ وطن ..
ثلاث مائة ممّ طفوا على سطح الزمن ..أرواح تاهت عن أجسامها ..و أجسام ملّت الاقامة في جوعها و يُتمها ..أدركوا بعد زمن طويل من العطالة أنّ حياتهم و موتهم تساوي تحديدا حرق حدود الوطن و التحرر غرقا من حماقة هذي الدول ..لا فرق حينها لدى الحارقين بين عهد بائد و عهد لاحق ..فكلاهما رسب في انصافهم من البؤس و التهميش ..رحلوا و لم يتركوا غير بصماتهم بين أيادي أهلهم ..لا شيء تبقى غير دموع الأمّ ..من يمسح هذي الدموع ؟ من يعطيها اجابة عن حالة ابنها الحارق ..هل هو في عداد المفقودين أم في عداد الأحياء أم في عداد الموتى ..الأمّ أضناها السؤال فحملته في جرحها و جاءت الى الحكومة تحضن صورة ولدها ..وجاءت كاميرات الوطن و جلس حكّام الزمن على الأريكة يبتسمون ..بماذا سيجيبون هذي الدموع ؟ أجهدوا أنفسهم و أكثروا من الدعوات و الكلام المجمّل بالفقه و المثقل بالصلوات و بالديون ..جاءتهم الأومر أن أرسلوا بصماتهم عبر الفضاء في لوح محفوظ ..و بوسع روما أن تحفظ اللوح و بوسعها أن تكلّف البحر بأموات البحر ..و ستحفظ القضية ككلّ قضية ..رسبوا في استرداد حقوق الأحياء من الأحياء ..و فشلوا في جلب الجلاّد الى مكان الجريمة ..فهل سينجحون يا تُرى في انصاف الموتى من الموتى ..و من يقدر على اطفاء حريق اندلع غرقا في أعماق البحر و من أعماق الجرح و الجوع و القهر و الظلم ؟ و ستكتفي الحكومات و الرئاسات و الديمقراطية المقوّاة بالحنظل الكاذب ، بأسئلة حمقاء الى هؤلاء الحارقين : أيّها الحارق غرقا لماذا رحلت قبل الانتخابات و بعد العدالة الانتقالية ؟ أيّها المحروق بحرا لماذا لم تقنع بقدرك بطّالا و جوعانا ..كذا قدّر الله لك و لا مردّ لحكم الله ؟ أيّها الحارق و المحروق لماذا اخترت بطون القروش على الوطن المثقل بالجراح القديمة ؟ أسئلة حمقاء لا أحد من الحارقين سيقرئها و لا أحد من الغارقين سيجيب عنها ..سيبصق عليها البحر ..و ستبددها الأمواج سخرية من حمق البشر ...أيّها الحارق غرقا ..ضاق بك الوطن فتراك اخترت الموت في البحر على الموت في سراديب المدن ..يا لعُري الوطن ..يا لخزي الزمن ..ما بلاد تضيق في وجه الزهور ..احترقوا بلهيب ثورتهم ..تُرى هل أصابهم الندم ؟ رحلوا و لم يتركوا أيّ أثر ..حتّى جثامينهم بخلوا بها عن قبور البشر ؟ لا هم من الشهداء و لا هم من الموتى العاديين و لا هم بالمجرمين في حقّ الوطن ..كيف ستصنّفونهم ..و في أيّة خانة ستضعون الحارقين غرقا بعيدا عن الربيع العربي ..أم تُراه صار خريفا كئيبا في لون الفتاوى و الأصنام الجديدة و في لون الوثن ؟ ..



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرحى السماء ..
- رفقا بالمفاهيم ..
- لا طعم للموت
- نحن لسنا رُعاعا لأحد
- كي أنسى أسئلتي
- جماليات التلقّي
- تجاعيد ...
- أنت الأبد الضاحك من الآيات...
- جرحى الثورة ...تُعنفهم وزارة حقوق الانسان ؟؟؟
- هل سيظلّ الماضي يُحاصرنا ؟؟..
- مدينة بلا أسئلة
- الصفر أشدّ بأسا من كلّ الأعداد الزوجية
- كي يقاوم ..
- دقيقة صوت ..ترحّما على الديمقراطية
- شهداء مزيّفون ..؟
- ناس الغيوان ..شطحات شيوعية في القبة
- سجينة سياسية سابقة تدخل في اضراب جوع
- هل يلتقيان ؟
- حمقاء هذي المدينة
- حديث الأمواج.


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - أيّها الحارق غرقا ..