منار مهدي
كاتب فلسطيني
(Manar Mahdy)
الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 09:26
المحور:
الادب والفن
كل يوم تحمل كيساً في داخله طعاماً وقهوة لأبي أحمد, هي فاطمة بنت المخيم، تبلغ من العمر واحدًا وخمسين عامًا, وتقوم على مساعدة زوجها أبي أحمد في كسب قوت يومهم اضافة لأعمال مضنية في البيت, ومن طبعها قبل مغادرة أبنائها إلى عملهم توصيهم وصاياها المعهودة قائلة: كونوا مع الله والخير في عباده, وابتعدوا عن الشر وعن ارتكاب الإساءة مع الناس، وخاصة أنت يا ثائر يا من تعمل في جهاز الشرطة, لا تنسى يا بني أنك فلسطيني من أبناء الشعب وتذكر أن السلطة فانية والبقاء لله وحده.
يرد ثائر مبتسماً لها قائلاً: لا تخافي ياما, فأنا لن أكون إلا في خدمة الوطن وحماية المواطن, ولن أكون اليد الأثيمة التي تحرق أبناء شعبها وتبطش بالمناضلين وأصحاب الرأي .. !!
تتنهد الأم خائفة وتقول .. الله يحميك ويبعد عنك كل شر .. !!
يعود ثائر مبتسماً تارة أخرى ويقول: أنا بعرف ياما إني السبب في تعب قلبك وخوفك بعد إستشهاد أخي عبد الله في عملية مسلحة ضد جنود الاحتلال, وصدقيني ياما إني ماراح أخلف عهدي إلك وماراح أخون دم أخوي الشهيد.
ولا تنسى ياما إني أبن فاطمة بنت المناضل والاسير والشهيد, بنت القيم والاخلاق والتربية الوطنية, فكيف لا يستريح قلبك ياما وأنا أبنك .. !!
يا عمري أنا بعرفك أنت وبس, وما بعرف غيرك ومن كثر ما بسمع من الناس عن عمل الشرطة في قمع واعتقال الناس خوفي بيزيد عليك يا ثائر, وهذا هو قلب الام, لكن كلامك بريحني يا أغلى من حياتي .. روح قلبي راضي عنك ..
#منار_مهدي (هاشتاغ)
Manar_Mahdy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟