أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - الشعائر والرموز من الارواحية الى الاسطورة














المزيد.....

الشعائر والرموز من الارواحية الى الاسطورة


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 22:39
المحور: الادب والفن
    



بالرغم من تراجع المعتقدات الاسطورية, تراجعا هائلا في المجتمعات الحديثة الا انها في الشرق لا تزال تهيكل المخيال الجمعي للانسان المعاصر,رغم ان علم الفلك والفيزياء قد كشف سر خلق الكون, وان علوم ماقبل التاريخ وعلم البيولوجيا قد اثبت ان الحياة قد تطورت في المحيط البدئي, منذ اكثر من اربعة بلايين من السنين, لكن حضور الراسب الاسطوري ,والذي يرمز الى زمن البدايات يشكل عبادة صوفية للماضي,عندما كان الانسان في بدايات تطور وعيه ومحاولات تجاوزه رتبة الانسجام مع محيطه المضطرب. ومحاولاته في البحث عن تفسير للظواهر الطبيعية,كعودة الفصول وتفاوتها ومواجهة الكوارث وتحدياتها, ظل يجتر نفسه, وتصور ان المحيط البيئي الذي يعيش فيه تلفه الارواح ,وارواح الالهة خصوصا ,من الحجر الى الشجر, ولما لم يقنعه ذلك, تحول الى الاحيائية, والتي يتوهم فيها انه على صلة بالاسلاف, على اعتبار ان الاسلاف عندما يموتون ينتقلون الى السماء وذلك بتحولهم الى ارواح صافية, وهم يمتلكون قوة هائلة ,وان كل نشاط انساني لا يباركه الاسلاف يفقد معناه, وهذا بحد ذاته رق نفسي ,بل ربما عصاب استحواذي, يدفع الضحية الى تحقيقه عبثيا او كارثيا في احيان كثيرة,وذلك بعدم استخدام الوعي وهوالمعطل اصلا بمفهوم ان السلف اعرف بمصالح الاحياء من الاحياء انفسهم, وقد يتخذ طقسا سورياليا او دعابة سوداء, وهذه الاكثر نجاحا في المجتمعات الشرقية ومعيار النجاح هو وضع محدد عندما يتكاثر عدد الحاملين لهذه السمات ويقل عدد من يمتلكون وعيا متقدما من وجهة نظر تفدمية, وهنا تكون كلمة الابداع رغم غناها المعنوي بلا معنى, و لايمكن ربطها بافعال الناس ولا بتجربتهم الانسانية, بل ولا تلقى اي قيمة من خلال الاستدلال ,لانها لا تشكل نسقا مع النموذج القديم والمتوارث ,وفي احالة للموضوع الى علم الانثربولوجيا الاجتماعية نجد ان النظرية تبدأ عند الانسان من البسيط الى المركب, وهنا يغدو التناقظ واضحا بين حالة المعرفة المتقدمة والسلوكيات الاجتماعية المتعارفة ,والتي تبدأمن صلة القرابة وعلى فترات محدودة الى الروابط البيئية والاقتصادية داخل مجتمع ما تسوده تقاليد ثقافية لها نفوذها الاجتماعي وهي المسماة بالعرف ,يعززه تراث تليد يؤمن لهم مستقبلا تاريخي غير مشكوك في ارجحيته ,رغم الاخفقات الكثيرة, وهذه الاخفاقات ترجع الى قوى عالمية وبيئية واجتماعية تتهم بمحاولة اعادة صياغة التراث وتحجيمه ,وهي تركز على حساباتها , وهذا يبدو نوع من الاعتراض الهوسي,اذ انه يجب ان يكون هناك فارق بين الوعي بموضوع والموضوع نفسه, وهذه هي مفارقة حلمية على مستوى الواقع و الحلم وموضوع الحلم,والانسان البدائي كان لا يفرق بين الحلم وموضوع الحلم من ناحية واقعية ويعتقد ان ما جرى في حلمه له ابعاد واقعية, وهذه هي حال الذين يعيشون خارج طبيعة العالم, رغم اننا لاننكر ان هناك ارتباط سببي واحيانا ان هناك مصادفة حسية قد تتجاوز الادراك المالوف.وهنا اود التنبيه الى ان الممارسات السحرية القديمة لم تعد ,كافية فالحياة الجديدة تستدعي ركائز جديدة وان المفاصل المهترئة عليها الانسحاب داخل قوقعة الاسطورة , وان الافكار الخاصة بحضارة ما ,من دمى الالهة الى جميع الفنون الرفيعة يمكن معرفتها في عصرنا الحاضر, كونها تمهيد طبيعي لنشوء حضارتنا المعاصرة, والتي يجب ان لا ينمو بداخلها الا ما هو طبيعي ومنسجم مع عصره, ومن حسن الحظ رغم وجود مصاعب الا ان معرفتنا بالمكان تمكننا من تتبع تطورات الطقوس في اطوارها المختلفة,اذ يستمر الموتى في حياتهم الارضية في مكان اخر وعلى الاحفاد خدمتهم, والسؤال كيف نضع في الميزان خمسمائة الف سنة من حياة شبه حيوانية ومن التجوال والاقامة في الكهوف, وعلينا الان ان نحملها على ظهر سقراط وافلاطون, ونحن نعرف ان المليون سنة التي مضت على وجود البشر كانت نوع من الضياع لانهاية له وكان تعبيرا عن عجزه عن مواجهة قوى الطبيعة, وحينما اكتشف الانسان بذكائه التنظيم الاجتماعي عندها بدأت المغامرة الكبرى وأجرى كشف حساب استثمر فيها الشعائر والطقوس البدائية قبل ان تضمحل, بارجاعها الى الماورائيات من اجل استثمارها اقتصاديا وتشكيل الثروة والسيطرة على مصادرها دون ان يضع الانسان في موقعه كونيا , بل في مواجهة مع الكون بموقف يجمع البشر ولا يساوي بينهم في ظل سلطة مطلقة ودون توضيح, واذا كان علينا ان نعرف مصيرنا, يجب ان نصون قناعتنا كافراد منفصلين عن تاريخ العالم ,وكل ماض هو دراما لاتعرف الاعادة, اذ لا يمكننا الحضور شخصيا ومشاهدة الممثلين وان حقيقة ما يترك هي مشاهد سريعة الزوال وما يبقيها متجانسة هو تكرار السرد لتجاوز اخفاقات المعنى, ويبعد الشكوك وان كانت بلا ترتيب وهكذا تشكل هدفا نفعيا دينيا وهو موضع الاهتمام الوحيد واقناع الاتباع بفكرة الواجب والحق.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النشيء كونيات وثقافة السلطة
- الى شالا
- كهرباء وموسيقى...... وفلم هندي
- لحظة حب
- قل ولا تقل الهمرجة والهمبلة
- التفتزاني ولغز الايمو
- فانتازيا النص وثقافة الجسد
- تاريخ الجنون وجنون التاريخ
- المرأة.......ودورها في الربيع العربي
- خارطة العالم والوعي المأزوم
- شالا وغليوني.......إشكالات الكتابة
- المحذوف والممنوع قراءة في سوسيولوجيا التاريخ
- لوزميات أبي العلاء وسيف المتنبي
- الكتابة.......عندما يكون الكون صامتا كالشاهين
- اللغة من الصمت إلى الموسيقى
- العبقرية وإبداعات الكتابة
- المثقفون وفلسفة الماء
- الخطاب الابداعي وثقافة التوجس
- القناع
- سلطة الثقافة وثقافة السلطة.....غياب الفهم يساوي غياب المعنى


المزيد.....




- رشاد أبو شاور.. رحيل رائد بارز في سرديات الالتزام وأدب المقا ...
- فيلم -وحشتيني-.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
- قهوة مجانية على رصيف الحمراء.. لبنانيون نازحون يجتمعون في بي ...
- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...
- قسم الإعلام التطبيقي بكليات التقنية العليا الإماراتية والمدر ...
- نص من ديوان (ياعادل) تحت الطبع للشاعر( عادل جلال) مصر.


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - الشعائر والرموز من الارواحية الى الاسطورة