أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم هاشم - العراق و العراقيين والاختراق الديمغرافى















المزيد.....

العراق و العراقيين والاختراق الديمغرافى


هيثم هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق و العراقيين والاختراق الديمغرافى

عندما تمت غزوة البلاشفة بالأرض الأرثوذكسية القيصرية اُسقطت الإمبراطورية القيصرية و عندما تمت غزوة بقايا السبى البابليون والعلقميون سقطت آخر قلاع العرب فى بغداد بلد المنصور و عندما غزى الأخوان جزيرة العرب, امسكت المصالح الأجنبية بأرض المقدسات و توابعها دول السبعينات المتصالحة و غزى مرة اخرى الأخوان مصر و السودان و خرج السيد المهذب الإنكليز و يحل محله رعاة البقر و هذا يشمل شمال افريقيا العربية.

منذ زمن الصفويون أُختُرِق المجتمع العراقى اربعة مرات متتالية من الشرق وتم هذا الاختراق بعمليات إحلال شعوب و هجرة مستترة:

الموجة الأولى منها بدأت فى القرن السابع عشر الميلادى بقدوم اقوام من الطرق البرية و البحرية للخليج العربى و عن طريق الكويت.

الموجة الثانية فى زمن المماليك.

الموجة الثالثة اتت مع الجيش البريطانى اثناء احتلاله و جاءوا من الباكستان حالياً (الهند سابقاً) قبل الانفصال و سكنوا العمارة و جنوب الكوت و شمال الناصرية و جنوب كربلاء وتمت عملية تهجينية و تطويق للعشائر العربية فى تلك المدن مثل الناصرية وكربلاء و الكوت.

الهجرة الرابعة كانت موجات متقطعة فى شكل عوائل اتت من بلوشستان و باكستان ولورستان بين الحرب العالمية الثانية و الستينات من القرن الماضى بعد ان ارسلت لهم الدعوات بالقدوم عندما حصلوا المهاجرين الأقدم الموطئ قدم واختلطوا بالعراقيين سكان الأرض الأصليين و كذلك كان نفس التواجد فى دول الخليج العربى (فكومار) حل ضيفاً و أصبح سيداً (كومار البطل الهندى المشهور فى الستينات و ما بعدها) و نقلوا معهم تقاليدهم و لباسهم الذى تغير مع مرور الأجيال و يستطيع المرء معرفتهم من بعضهم البعض, فهم قصار القامة و قريبين للملامح الهندية و هم طبقة فقيرة و قد تكون مضطهدة كذلك, وحتى اسماء ابنائهم لا تمت للأسماء العربية الواضحة, فهم يستخدمون اسماء مثل "مِطَشَر" و سلبوح" , كذلك هم بقايا القرامطة التى امتدت من الأحواز الى البحرين, فهم بقايا تلك الدولة المنهارة وهم ايرانيون و هندوس و آذريين و بنغال من وسط آسيا. وطبعاً هؤلاء لا يمتلكون مستندات رسمية تعريفية لانتمائهم, وفى ذلك الوقت ساعدهم رئيس الوزراء فى الحكم الملكى السيد صالح جبر فى عملية بقائهم فى العراق و تسهيل بقاؤهم ولقد منحهم رئيس الجمهورية عبد الكريم قاسم الجنسية العراقية و اسكنهم فى مجمعات سكنية و تمت عملية إحلال و تطويق بغداد بتلك المجاميع البشرية , و هنا دق طبول القتل و الثأر مما ادى هذا الصراع الداخلى بينهم لهروب البعض من مجتمعاتهم و التسلسل فى عمق المجتمع العراقى خصوصاً بعد اعلان الجمهورية و لقد اثر على بنية المجتمع العراقى فى تلك البقعة الجغرافية من العراق التى تسكنها خليط من العشائر العربية و الشيعية و السنيه المنحدرة من القبائل القحطانية و العدنانية و كانوا الطبقة الفلاحة العاملة لدى الشيوخ والعشائر و الإقطاع آنذاك. علماً بأن من الهجرات القديمة الشرقية عوائل ميسورة وفدت بأعداد محدودة لأسباب دينية و تجارية واستوطنت العراق و هنالك هجرات اخرى من لبنان, سورية, الإحساء و نَجد وهؤلاء كانوا عرب, اما المهاجرين الشرقيين الأوائل كان حضورهمً قوياً فى زمن عبد الكريم قاسم وكأنهم كانوا محميين من قِبَلُه, فلقد منحهم الجنسية العراقية بدون مستندات ثبوتية للمواطنة و اصدر قانون الإصلاح الزراعى صادر به اراضى المالكين و الشيوخ وقام بتوزيعها عليهم, ومنحهم الدور السكنية حول بغداد و باقى المدن العراقية و قام بتوظيفهم فى الوظائف الحكومية.

آثار قدوم واستيطان هذه الهجرات البشرية:

1. اتساع مساحات السرقة و ازديادها.

2. انتشار ظاهرة البغاء عن السابق.

3. ازدياد ظاهرة الثأر و القتل لأسباب تافهة, خلاف حول جاموسة مثلاً.

4. اصبحوا مسمار جحا الإيرانى لكونهم ولائهم خارج الحدود.

5. زيادة الفقر و معدلات الجهل والأمية كونهم من تلك الشريحة الإجتماعية.

6. تسلسلهم فى داخل المجتمع و مؤسساته الرسمية, حتى فى الجيش و الشرطة والأمن لكونهم حملة الجنسية العراقية و لكون خدمة العلم اجبارية فى العراق.

7. استخدام لهجتهم الهجينة و تذويب اللغة العربية.

8. كانت الشرارة الأولى للفتنة المذهبية و الطائفية و"ثقافة كره" مكونات المجتمع العراقى مثل العراقيين النصارى (المسيحيين) و الصابئة و اليزيدون و حتى الأكراد.

9. ثقافة سب المذاهب الأخرى و الاستهزاء بها.

10. ازدياد حجم التخلف فى المجتمع العراقى.

11. لقد كان نصب هدفهم كل ما هو قومى من الشخصيات الوحدوية مثل العَلَّامة ساطح الحصرى, الرئيس جمال عبد الناصر, السيد رشيد عالى الكيلانى, احمد البغدادى و سماحة جود الخالصى و غيرهم لكونهم أيدوا الوحدة و الانتماء العربى.

12. بعد الاحتلال انتموا للميليشيات الطائفية و تفننوا فى صنوف القتل و الخطط و الاغتصاب لبعدهم عن الانتماء و الأصالة لبلدهم المضيف.

إذن هو الانتماء .. لقد تم اختراق المجتمع العراقى فى صفحة مرسومة ومخطط لها مع سابق الإصرار و الترصد.

إن عملية الاختراق نتيجتها التأثير على الفكر السائد القومى و العراقى و الأخلاقى و الأنسانى و فى محصلة اختراق المجتمع و تشتيته بأفكار هدامة و متخلفة وخصوصاً إذا كانت الحكومات مقصرة فى ادائها أول لها ظروف صعبة مثل الحرب العراقية الإيرانية فهم معول هدم لنفسية و انتماء العراقى لبلده و خلق ثقافة التغريب و هذه الثقافة تؤدى لنقل ولاء العراقى تحت مظلة الأحزاب الخارجية و الفتن الطائفية و الهجرة الفعلية لشعور المواطن العراقى مثل النصارى بكونهم مواطنين درجة ثانية مع جذب خارجى تتم عملية الانفصال عن الأم و هجرة البلد و حتى لو بقى المواطن داخل البلد لشعوره بالاضطهاد و الغربة فى وطنه, وهذا يؤدى لانفصام فى الشخصية تستطيع به القوى الخارجية من تمرير الأفكار لتضعف المواطن وبالتالى يضعف الوطن و هذا هو الوتد الذى تم به احتلال العراق فى عام الذهول و الصدمة 2003 عندما سقط القمر من السماء, احتلال العراق غَيَّر مجرى الرياح فى العالم واتى (التُرنيدو) الأمريكى ليلف من حوله الوطن العربى و يرمى بالهواء آلاف السنين من حضارة العرب و المسلمين و الإنسانية فى لعبة تساقط قطع الدومينو و الى هذه اللحظة لم يكتمل سقوط بقية الدومينو و صوته الرهيب.

فمن سوف يوقفها؟ اطلب منكم الإجابة التى اعرفها ..

‏الأربعاء‏، 11‏ نيسان‏، 2012

هيثم هاشم



#هيثم_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنى احلم ( (I have a dream
- من الملهى الى الجامع
- الدنيا كلّها كلّاوات
- تفكير بلا حدود
- السر هو ذلك الشيء الذى لم يحدث بعد
- رأس المال و الرأسماليون
- ابليس بلا حدود
- لإعلام والإعلاميين العرب
- الدكتاتورية الديمقراطية
- ايران و الغرب و الضربة العسكرية ؟
- القومية و القوميون


المزيد.....




- -لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م ...
- نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس ...
- كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر ...
- من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه ...
- حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو ...
- ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
- مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا ...
- -حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
- -روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع ...
- علاج واعد يوقف الشخير نهائيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم هاشم - العراق و العراقيين والاختراق الديمغرافى