أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سوسن شاكر مجيد - ما الفرق بين سلوك التصلب والتطرف في الشخصية















المزيد.....

ما الفرق بين سلوك التصلب والتطرف في الشخصية


سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)


الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 14:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما الفرق بين سلوك التصلب والتطرف في الشخصية
تجد في الحياة هناك عددا من الأفراد يتسمون بالصلب والتطرف في سلوكهم ومعتقداتهم وآرائهم واتجاهاتهم ونزعاتهم ولابد من الخوض في معنى هذين المصطلحين وكما يلي:

عرف ليفين k .Lewin التصلب بأنه التشبث بنمط سلوكي واحد وبدوافع وحاجات وأهداف ثابتة لا تتغير" وأكد ورنر Warner بأنه العجز عن إصدار استجابات متنوعة ، بمعنى ان السلوك كلما كان اكثر تنوعا كلما انخفضت او قلت درجة تصلبه" ، وهو عجز الشخصية عن التشكيل والتكييف للمواقف الجديدة، أي العجز عن القيام بالسلوك الملائم. وهو كذلك ضيق وفقر الاستجابات العقلية التوافقية ، فيواجه الشخص المواقف المختلفة بأسلوب عقلي او سلوكي محدد.
ويعني أيضا مقاومة التغيير في المعتقدات او المواقف او العادات وهو من الناحية السلوكية يتمثل في الطريقة التي يواجه بها الشخص احدى المشكلات او يحلها او يتعلمها. ويرى البعض بأنه العجز النسبي عن تغيير الشخص لسلوكه او اتجاهاته. عندما تتطلب الظروف الموضوعية ذلك ، والتمسك بطرائق غير ملائمة للسلوك
اما التطرف فيعني هو الطرف الاقصى الابعد عن المركز ، وهو عدم الاعتدال، والمتطرف هو الشخص الذي يحمل او يعتنق اراء متطرفة او يدافع عن اجراءات متطرفة. والتطرف هو النقطة البعيدة المتطرقة. وكذلك عرف هو الوصول الى درجة عالية من شيء ما، مثلا امتلاك سمة معينة في اقل درجة ، كذلك تعني هذه الكلمة صارم او حاد او متشدد. وهي على العكس من كلمة معتدل، التطرف هو اقصى نقطة او اقصى طرف.

التصلب والتطرف وعلاقته بالشخصية
لقد مر مفهوم التصلب بعدة مراحل منذ ظهوره في تاريخ العلم لاول مرة ، وكان يعرف حينئذ بالقصور الذاتي واستخدمه الكثير من الفلاسفة في تفسير الظواهر الطبيعية ، ثم انتقل المفهوم الى مجال الظواهر السلوكية ويعتبر سبيرمان من ابرز من استخدم هذا المفهوم وظل هذا المفهوم سائدا الى ان بين كاتيل Cattle قصوره عن تفسير بعض جوانب الظاهرة التي وضع للدلالة عليها، ومن ذلك الحين قل استخدام مفهوم القصور الذاتي وحل محله مفهوم الجمود او التصلب .
يعد التصلب سمة من سمات الشخصية يتمثل في ميل الشخص الى التطرف في الاعتداد بالرأي، وعدم تحمل الغموض، والميل الى الحلول القاطعة التي تختار بين ابيض واسود، وتقسيم الامور الى طرفين متعارضين، والسعي اما الى القبول المطلق او الى الرفض المطلق
وان عدم قدرة الفرد على تغيير اتجاهاته وعدم قدرته على اعادة بناء مجال من مجالات شخصيته من اجل حل مشكلة معينة تتوفر لها عدة حلول ممكنة فأنه شخص يتسم بالتصلب
وتعتبر الاستجابات المتطرفة او التطرف في الاستجابة بعض اشكال الاستجابات المتصلبة وهي انعكاس لسمات الشخصية .
فالشخصية المتصلبة هي التي تعجز عن التوافق مع المواقف الجديدة ، أي انها تكون عاجزة عن القيام بالسلوك الملائم ازاء المواقف المختلفة والجديدة وتشير كذلك الى فقر الاستجابات التوافقية والعقلية فيواجه الشخص المتصلب المواقف باسلوب عقلي وسلوكي محدد .
ويعد التصلب وخاصة في السياق الاجتماعي سمة أساسية من سمات الشخصية تظهر في تصرفات وسلوك الأفراد في المواقف الاجتماعية، ويعد التطرف وعدم تحمل المسؤولية بعض مظاهره.
وان الميل الى الاستجابة المتطرفة تمثل إحدى السمات الأساسية للشخصية المتصلبة ، وان الشخصية المتصلبة تتميز بالاستجابات المتطرفة .
وهناك العديد من الدراسات التي تعطي الاستجابات المتطرفة دلالة التصلب بحيث انه كلما زادت درجة الشخص على الاستجابات المتطرفة الايجابية دل ذلك على تصلب الشخصية.
ويظهر التصلب بمظاهر متعددة منها الميل الى التطرف في الاستجابة .
وهناك عدة انواع للتصلب طبقا للمجالات السلوكية المختلفة وهي:
التصلب الحركي ، والحسي ، والانفعالي ، والتصلب الفكري ، وهذه الانواع مستقلة عن بعضها البعض .
وقد قسم كاتيل cattle التصلب الى ثلاثة عوامل وهي:
التصلب في الإحساسات ، والتصلب الحركي ، والتصلب في التفكير.
اما وليم جيمس فقد قسم الناس الى صنفين:
الاول:-يتسم بالعقلية الخشنة او المتصلبة
الثاني:- العقلية الطيعة او المرنة.
ويرى كون وتومسون ان التصلب ما هو الا صفة عامة للاستجابة تعم كل مظاهر سلوك الفرد الذي يتسم بقلة الكفاءة الانتاجية ، وضعف التخيل ، وقلة الحيلة والعجز عن فهم العلاقات المعقدة ، وتكاملها بطريقة بناءة ، والميل لترك الميدان عندما تتأزم الأمور ، والمدى المحدد من الاهتمامات ، والمجال الضيق في الاداء والتوافق مع المجتمع .
ويرتبط مفهومي التصلب والتطرف ببعض المفاهيم النفسية كمفهوم التعصب والذي هو عبارة عن اتجاه نفسي حاقد مشحون انفعاليا، او هو عقيدة او حكم مسبق مع او ضد جماعة او شيء او موضوع وهو لا يقوم على سند منطقي او معرفة كافية او حقيقة علمية وان كنا نحاول ان نبرره فمن الصعب تغييره او تعديله .
ولقد اهتم علماء النفس وخاصة علماء النفس الاجتماعي في بحوثهم على دراسة الاتجاهات النفسية والاجتماعية وعلاقتها بسمات الشخصية ، ومن سمات الشخصية التي حظيت باهتمام الباحثين لدراستها سمة ، التصلب ، والتطرف ، والنفور من الغموض، وقد توصل جولد شتاين Goldstein في دراسة له الى ان الاشخاص المتصلبين عقليا يتسمون بانهم ذوو اتجاهات اجتماعية اكثر تطرفا من الاشخاص غير المتصلبين . كما انهم يتسمون باتجاهات اكثر استقرارا عبر الزمن.
ويعد التطرف متغير من متغيرات الشخصية ويرتبط ببعض سماتها ومنها التعصب اذ ان المتطرف متعصب يظل عقله منغلقا على ما لديه من أفكار ، ولا يدرك الظروف والأحوال التي يمكن ان تعدل من تفكيره المتطرف.
وتتصف الشخصية المتعصبة ببعض الصفات السلبية او العيوب، ومنها انها شخصية غير متسامحة، تميل للمحافظة والتسلط والانضمام للاحزاب والحركات المتطرفة واستخدام العنف والعدوان ، والشخص المتصلب يتميز بصلابة الرأي والعناد ويكون فكره جامد ، وغير منفتح.
وفي ضوء الابعاد الذي استخلصها ايزنك Eysenk فالمتعصبون يعدون من ذوي الاتجاهات الصارمة والحازمة ويتبنون الاتجاهات التسلطية وتتميز الشخصية المتعصبة بالانغلاق الفكري والعقلي وعدم المرونة والتسلطية .
وقد توصلت الدراسات على الاتجاهات التعصبية بأن الشخصية التعصبية تتسم بمجموعة عريضة من السمات المزاجية اهمها ، (التطرف ، والتصلب ، والجمود ، والعداوة ، والمجاراة السلوكية ، والسيطرة).
ولقد حاولت الدراسات ان تبحث إمكانية ان يكون الميل لإعطاء استجابات متطرفة مرتبطا بسمات معينة للشخصية غير التعصب.
واظهرت ان هناك علاقة بين التطرف في الاستجابة ومستوى القلق ، فكلما زاد مستوى القلق كلما مال الفرد الى التطرف في الاستجابة .
كما ارتبطت الاستجابات المتطرفة بمستوى التوافق النفسي ، اذ يينت دراسة ارثر وفريما نتل Arthure & Freemantle ان اسلوب الاستجابة المتطرفة يزداد حينما يضعف التوافق النفسي .
ومما سبق نجد ان للاستجابات المتطرفة اهميتها في دراسة الشخصية فالتطرف يعد احد متغيرات الشخصية وله بعد إدراكي ووجداني وسلوكي.
وظاهرة التطرف والتصلب لا تأتي من فراغ ، ولكن هناك عدد من الأسباب والعوامل التي تؤدي بالشباب الى ان يكونوا متطرفين في استجاباتهم فيما يتعرض له الشباب من تيارات ثقافية متناقضة ، وقيم تربوية متغيرة ، ومعايير غير ثابتة على مستوى الفرد والاسرة والمجتمع والتي اثرت في البناء القيمي للفرد وما ينتج عنه من مشكلات سياسية واقتصادية ادت بالشباب الى الاستسلام والانسحاب والتطرف بسبب عدم تحملهم لهذه المواقف الغامضة .
ولقد عد المنظرون التطرف في الاستجابة بأنه سلوك مقبول اقل من غيره من السلوكيات الاخرى ، وبوجه خاص فانه اقل فاعلية من السلوك المعتدل .
فالسلوك البشري تحكمه مجموعة من اعتبارات منها ما هو على مستوى الفرد في مشاعره وأحاسيسه وأفكاره وميوله وحاجاته وطريقة إدراكه لما هو يحيط به. ومنها ما هو مرتبط بالمجتمع وما فيه من نظم ومبادئ وقيم تعمل عملها وتؤثر على الفرد بصورة او بأخرى مما يجعل استجابات الفرد او سلوكه الذي يقدم عليه محكوما او متأثرا بهذه الاعتبارات الفردية والاجتماعية .
ومن ذلك يتبين بان سمة التصلب والتطرف في الشخصية ترتبط ايضا بمجال التطور الحضاري السريع وما يتطلبه هذا التطور من الفرد من محاولة التوافق معه ، فاذا كان التصلب هو التمسك بانماط سلوكية محددة وصعوبة تغييرها والانتقال الى انماط سلوكية حديثة حسب ما تتطلبه التغيرات الحادثة في المواقف.
فان عدم القدرة على التنازل عن الانماط السلوكية القديمة سوف يؤدي بالفرد الى مواجهة العديد من الصعوبات والعوائق وبالتالي سيؤدي به الى سوء التوافق وسنحاول التوصل الى تفسير اعمق لمفهومي التصلب والتطرف من خلال عرض النظريات التي فسرتهما.



#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار لتطوير التعليم العالي في الوطن العربي
- دور المؤسسات التربوية والإعلامية في تنمية التربية البيئية
- الاضطرابات النفسية – الجسمية التي يعاني منها المسنون
- الضوضاء وتاثيرها على الحالة الفسيولوجية والنفسية والاداء للأ ...
- الشخصية النرجسية وابرز خصائصها
- الشخصية الانبساطية واهم خصائصها النفسية
- الشخصية الانطوائية وابرز انماطها وخصائصها
- الشخصية الكاريزمية وابرز خصائصها
- تعرف على ابرز صفات وخصائص أبنائنا الموهوبين والمتفوقين .
- كيف يمكن تقويم القدرات التعليمية للأطفال
- متلازمة داون والخلل الكروموسومي
- التفكير الابداعي واساليب تعلمه وتطويره
- التفكير الناقد واساليب تنميته
- هل ان أنماط التفكير تختلف من أنسان لأخر؟.
- هل ان النسيان نعمة ام نقمة؟
- الوثائق المطلوب توفيرها للحصول على شهادة الاعتماد الاكاديمي
- معايير تقويم الكتاب الجامعي
- التطور التاريخي لحركة معايير التعليم كأساس لأصلاح الانظمة ال ...
- الوسائل والادوات المستخدمة في تشخيص اطفال التوحد
- ابرز مفاهيم المعايير التربوية التي اسهمت في تطوير الانظمة ال ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سوسن شاكر مجيد - ما الفرق بين سلوك التصلب والتطرف في الشخصية