|
المرأة في سورية ضحية ؟؟أم أداة ؟؟
روبين قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 12:31
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
جسد يعاني ويتشرذم في فضاءات الانتهاك، فوضى أخلاقية، وكثير من الضجيج يمس الأنوثة التي تضج بالعطاء، ولا تتأخر عن أداء دورها التاريخي مهما حاول مصاصوا الدماء شفط مواقفها السباقة في الوقوف جنبا إلى جنب مع نصفها الآخر لنيل الكرامة، وذلك عن طريق انتهاك ذاك الجسد الذي يراه البعض نقطة ضعف تأسرها على مر التاريخ . إنها تتحدى، وتغير مفهوم الشرف إلى مفهوم الكرامة والحرية والعدالة الإنسانية، المرأة السورية التي أصبحت طرفا هاما في ثورة الكرامة، واستخدام النظام السوري لها كسلاح ضد الثورة من خلال شبيحته ورجال أمنه، حيث يتم و بأفظع الطرق استثمارها كورقة ضغط على أهلها وذويها باغتصابها، هذه الظاهرة التي بدأت تقض مضجع الإنسانية لتحول جسد المرأة إلى خطر يداهم عائلتها، لنرى أنسفنا أمام سيناريوهات تراجيدية مؤلمة لعمليات اغتصاب مورست بابشع الطرق ضد المرأة السورية، قصص رواها البعض من شهود العيان وقصص دُفنت في ذاك الجوف الأنثوي الذي يأبى أن يكون عبئ على المجتمع الشرقي وعلى معتقداته، مجتمع مشحون بأفكار تجعله في موقف ضعيف وخجول محترق في صومعة الشرف الذي يمكن أن يُسبى باغتصاب فتاة . فتُغتصب المرأة مرة ومرتين وثلاثة، كل مرة بطريقة وبأسلوب مرة من جلادها ومرة من نظرة من حولها لها بأنها أصبحت عارا على مجتمعها وعائلتها، ومرة أخرى في عودتها إلى ذاتها ونظرتها هي إلى نفسها بأنها انتُهكت . ففي سوريا و في خضم الثورة تتعرض المرأة إلى الخطف والاغتصاب المبرمج في حالة لم يسبق لها مثيل، لنجد الكتير من الحوادث التي تُخبئ في جعبتها قصص متنوعة الأساليب في وحشيتها لاغتصاب النساء، وخاصة في المناطق الساخنة مثل حمص وريفها وإدلب ودوما ودرعا، وجعل المجرم أو القائم بعملية الاغتصاب جسد الضحية عبرة لمن يثور، وذلك عن طريق تشويهه وتقطيع أوصاله وحرقه بابشع طريقة، لتقف الانسانية في موقف استحياء من نفسها أمام صمتها المزري قي تلك الحلات. حيث أن الناشط رضوان زيادة وعبر منظمات حقوقية دولية ومنظمة هيومن رايتس قام بتسجيل وتثبيت أكثر من 370 حالة اغتصاب علما بأن الحالات بالآلاف بين منتحرة ومختفية وبين من يفضل الصمت على حسب قول الناشطين . وقد قام بعض علماء الدين باطلاق فتوى تدعو الثوار إلى الزواج من الفتيات المُغتصبات لانقاذهن من القتل الذي يتربص بهن من قبل ذويهن لغسل العار والتخلص من إثم ابنتهم المغتصبة والتي تم استخدامها بصورة مقززة ضد الثورة . حيث قالت رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة منى غانم لـ«البيان»: «في النزاعات المسلحة، تكون المرأة هي الضحية الأولى لنتائج هذا الصراع، ويتم استخدام الاغتصاب كأداة للانتقام بين الأطراف المتنازعة»، مستطردة: «ندين هذه الانتهاكات بحق المرأة، ويجب على النظام الكف عن تلك الممارسات البشعة واستخدامهن كأداة في نزاع مسلح، وعليه أن يسمح للمنظمات الإنسانية الدخول إلى سوريا لحماية النساء من هذه الأساليب المشينة" دون أن نلمس أية مبادرات من حقوق الانسان اتجاه الانتهاكات التي تُمارس ضد المرأة ومحاولة استخدامها بطريقة رعناء في كبح جماح الثورة. وقامت مجلة التايمز الامريكية بالكشف عن تفاصيل للاغتصاب الجماعي الذي يقوم به الجنود والشبيحة والأمن في محاولة لقمع التظاهرات السلمية ولإخافة المتظاهرين وترهيبهم من خلال هتك العرض، مما أدى بالعديد من الأسر إلى النزوح في محاولة للهرب من ممارسات النظام، حيث كتبت المجلة ((هناك الكثير من القصص التي تحكي فظائع ماقام به هؤلاء الجنود بحق نساء مدينة جسر الشغور الحدودية التي فر الكثير من أهلهاونزحوا إلى الحدود التركية)). ونبقى في جسر الشغور لنسمع الحادثة الأفظع والتي تحدث عنها يونس اليوسف وهو مصور منشق عن قناة الدنيا الموالية للنظام السوري، حيث أنه أكد على عملية فظيعة من الوحشية في معمل السكرباغتصاب جماعي لفتيات حيث قال((عناصر من الأمن والشبيحة قاموا باقتياد النساء إلى معمل السكر ومن ثم مورس عليهن اعتداءات جنسية بشكل جماعي، والأنكى من ذلك ابقوا النساء عاريات بعد عملية الاغتصاب لإجبارهن على تقديم الشاي والقهوة لعناصر الشبيحة)).
هنا نجد التأكيد على الإهانة بعد الاغتصاب وكسر للنفسية وإذلال معنوي مسبوق بإذلال جسدي هذه الظاهرة جعلتنا أمام مواقف متباينة، فمنهم من ارتأى عدم خروج المرأة إلى التظاهرات لحمايتها من الإنتهاك ومنهم من رأى فيها نيشان ورمزا للحرية وأكد إلى أن الشباب الثائر تجاوز فكرة النظر إلى المرأة المغتصبة على أنها مسلوبة لأي شي يتعلق بكرامتها بل بالعكس هي مناضلة ولا يشوبها ما فعلت أيدي الاعتداء بها فهي ضحية ككل الضحايا السوريين . فنستطيع التنبؤ بتبعات مستقبلية أليمة تؤدي إلى الإكتئاب الإجتماعي جراء إهانة المرأة ووضعها في خانة الشرف المسلوب، فهي بمجرد اعتقالها توضع تلقائيا في صف الفتيات المُغتصبات وهذا ما يجعلها انطوائية فاقدة للثقة مراقبة لنظرات المجتمع لها لتتكهن بموقف كل فرد من افراد المجتمع اتجاهها، فسحابة العنف الجسدي لم تستثني الفتيات القاصرات دون الثامنة عشر إذا أن ناشطون قامو بتوثيق حالة اغتصاب لفتاة في الرابعة عشر من العمر اصيبت بحالة هيستيرية إثر الاعتداء عليها من قبل اثنين من جنود البعث . هنا وعلى نفس الأرض كانت المرأة تعيش حياتها الطبيعية، لحظة تفصلها عن ذاتها النظيفة الخالية من الشوائب، عن يومياتها الأسرية، هي لحظة فقط كفيلة لإهانتها وإذلالها مدى العمر وتعذيب أطفالها وزوجها واخيها بانوثتها وجسدها الذي يتحول في هذه الحالات إلى نقمة، لتوضع أمام مجتمع متألم حتى العظم وثَّق في وجدانه صورا لن تُنسى وصرخات قد تقود الكثير الى الجنون أو الفصام لتكون المرأة الضحية الأكثر بروزاً في الثورات، ولتحول الثورة من ثورة ضد الظلم إلى ثورة اجتماعية فتتحول فيه المفاهيم وتصبح أكثر نصاعة وأشد إنسانية، فتقول الضحية أنا دفعت الشرف الهلامي، تلك الهالة التي كانت تغطي افكارنا، هم سلبو مني ذاك الشرف وانتهكو حرمة جسدي، لأعود أقوى فأنا ايضا ضحيت من اجل معركة الكرامة لست إلا حالة من حالات القمع العام، فالكثير من النسوة حاولن تجاوز ما حدث ولكن كم قصة مؤلمة تدور خلف الابواب المغلقة؟؟ كم امرأة ينتهك جسدها عنوة وتتحول في الثورات والحروب الى اكثر المخلوقات استضعافا، كم نكرة يزرع في رحمها بذرة الحياة بافتراسه لها؟؟؟!!! ففي حمص مثلا المدينة الأشد تعرضا للمارسات العنيفة و الأكثر عرضة لقذائف الجيش، في بابا عمرو بالتحديد وبعد انتهاء القصف عدن فتيات لا يتجاوزن السابعة عشر والثامنة عشر من العمرإلى ذويهن بعد اختفائهن فترة عدن وهن حاملات !!!من الذي سيعوضهن؟؟ وما شعورهن وهن يحملهن في أحشائهن ثمرة اغتيال لإنسانيتهن ثمرة اجتياح واحتلال بزرع ألغام فتاكة في جسد اولئك النسوة، ليبقى السؤال إلى متى ستبقى الأنوثة أداة للفتك بالشعوب؟؟؟؟إلى متى ستكون هي الضحية المباحة في معامل الإجرام؟؟؟
#روبين_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مطر..قضبان..ووطن
-
لمسات
-
لذة ونشوة وذنوب
-
هندسة اللامكان وتعجرف الأزمنة
-
وهم الوطن
-
إلى امرأة
-
أنوثة مبعثرة
-
أنا شرقي آه يا نيالي
-
العالم كبير لكنه في داخلنا عميق كالبحر
-
ازمة حريات
-
تفاصيل
-
انتخابات خارج دائرة التصويت.....!
-
اجتماع تحضيري لحزب جديد
المزيد.....
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
المزيد.....
-
جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي
/ الصديق كبوري
-
إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل
/ إيمان كاسي موسى
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
الناجيات باجنحة منكسرة
/ خالد تعلو القائدي
-
بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê
/ ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي
/ محمد الحنفي
-
ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
/ فتحى سيد فرج
-
المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟
/ مريم نجمه
-
مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد
...
/ محمد الإحسايني
المزيد.....
|