أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - لايزال الريفُ واعداً














المزيد.....

لايزال الريفُ واعداً


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 08:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



خلال العقود الأخيرة كان الريفُ البحريني من أكثر المناطق في الإنتاج الثقافي الوطني، فيه السياسيون، والشعراء، والقصاصون، والمسرحيون، والتشكيليون يظهرون بغزارة.

رغم البساطة والشظف، ولكن المعاناة والحميمية وحب المعرفة كانت تظهر في العديد من الشباب وهم يتجهون للقراءة والاهتمام بالآداب والفنون.

وذلك ليس غريباً لأن البحرين في العصر الوسيط كانت ريفاً وكانت النتاجات التي يغلب عليها الطابع الديني تظهر فيه. ربما كان الطابع الديني التقليدي قد غلب، رغم بعض الومضات الشعرية المتألقة التي برزت بشكل غريب. وإذ نلاحظ التأثر بالحركات الاجتماعية على مدى قرون بين البحرين القديمة وأوال وبين جنوب العراق وإيران لكن لم نلحظ التأثر بالموجة الشعرية الصوفية الرائعة في إيران.

على مدى العقدين الأخيرين كنتُ ألاحظ هذه الغزارة في القصة القصيرة والمسرح والمقالة وجاء الشعر أقل بكثير، مما عبر عن تحول الريف إلى ما يشبه المدينة الكبيرة المتداخلة، وتوسع الوعي وتوجهه نحو قراءة الحياة، وتتشكل فيه عروض لحياة النماذج الشعبية المعبرة والمتمردة والمغيرة.

إن الحركةَ السياسية لم تتحول إلى دفعة جديدة للنشاط الثقافي المنتظر، على الرغم من ضخامة طموحاتها البرامجية لكنها لم تفعل تحولاً خصباً بل ربما نقلت الريف إلى أزمةٍ لا يعرفُ كيف يخرجُ منها.

ولعل الكثيرين فيه يشعرون بما أشعر به لكنهم لا يعبرون عن ذلك، ولا يجسدونه قولاً وكتابة وفناً.

الحياة في الريف لا تحتاج إلى الاحتجاج غير المفتوح على حل وتطور وبناء، وفيما الريفُ يتآكل وتتهدم أجزاء منه، وتُحاصر مناطق فيه يصعب عليها الانتاج والتطور بل العيش والتنفس هواءً صحياً!

الاحتجاج والبرامج السياسية شيء وعيش الناس ومصالحهم وتطور حياتهم الاقتصادية والاجتماعية شيءٌ آخر.

الريف هو وحده الذي يختنق والمحتجون لا يقدمون له تطوراً وحياة، والمناطق الأخرى في البلد تتاجر وتصنع وتعيش وتأتي إليها استثمارات وجوانب كان يمكن أن تتوجه للريف.

ما دخل الصراع السياسي بتوقف المعيشة وغياب المؤسسات الاقتصادية ومجيء الزبائن والمستهلكين والمنتجين؟

البلد بجناحين، مدني وريفي، وشعب من طبقات ومنتجين وتجار وعمال، ولا يستطيع أن يطير بجناح واحد، جناح يعلو في الهواء، والآخر على التراب وربما على الجمر!

الإسلام ليس مذهباً واحداً، ومن يرد توظيف الإسلام، وتطوير الاجتهادات والفقه والسياسة والحياة الاجتماعية فلا يستطيع من خلال مذهبية واحدة.

عليه أن يتحرك بمنظومة الإسلام، بنهضويةِ دينٍ واحد، وهذه النهضويةُ السلميةُ هي التي تجعل التجارَ يفتحون متاجَرهم ومطاعمهم ويأتي العمال للعمل، ويجيء المشترون لتحريك السوق!

نهضويةُ الإسلام هي التي تتيحُ للمدن أن تُعمرَ وللقرى أن تستثمر وتتطور، ولهذه الأمةِ أن توظفَ رساميلها في الإنتاج، وتخفف نفقات مشتريات الأسلحة، وتعمر الأرياف الفقيرة، ولتلك الأمة ألا تخشى من تسلحها وسياساتها وتتوجه لجعل شعبها متطوراً سعيداً.

تطور الإسلام والمسلمين يأتي من تعاون المذاهب والأمم والشعوب، على مستوى أي بلد، وعلى مستوى المنطقة.

وبدون نهضوية الطبقات الوسطى في هذه الشعوب والمناطق وتمكنها من فتح المتاجر والمصانع وتشغيل العمال ودعم الصحف والكتاب والمسارح والآداب، لا يمكن أن تتطور ديمقراطية ومطالب بتغيير الحياة المعيشية والاجتماعية والسياسية للناس.

ولهذا فإن توقف الأدب والفنون والثقافة والفكر عموماً عن التطور لانسدادِ هذه الآفاق، وتوجيه الشباب للمغالاة السياسية، وعدم توجههم للنضال من خلال الأشكال السلمية الحضارية.

يمكن للمسرحية والمقالة والقصة والرواية والدراسة أن تعبر أكثر بكثير مما يعبر إطار محروق يتفجر في وجه عائلة بسيارتها، ويمكن بقصيدة ولوحة ولافتة أن تبني وتعمر وتبقى خالدة أفضل من عمود كهربائي محروق يدفع بعد ذلك المواطنون ثمن زواله المعتم.

تضرر رأس المال الاقتصادي ورأس المال الثقافي معاً يؤدي إلى الانهاك الاجتماعي، ومن هنا نرى هذه الخسائر تنعكس على صعوبة الإنتاج في الجانبين، فالتاجر يريد أن يطور نشاطه، لكن بدلاً من ذلك يُفلس، والكاتب لا يجد من يدعمه أو يشتري نتاجه أو يسمع صوته فلماذا يكتب ويحرق دمه؟

والأخطر إن هؤلاء الشباب الذين يعيشون في عزلة أو خوف وشظف اجتماعي، لا ينزلون المدن ولا يشترون كتباً أو يتفرغون لصناعة، بل يُحبسون لأنهم حرقوا إطاراً تسبب في أضرار، بدلاً من أن يجسدوا قضيتهم في رواية أو مقالة يعبرون فيها عن أفكارههم وأهدافهم في التغيير.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملياتُ الديمقراطيةُ الصعبة
- تقييمٌ موضوعي للخصوم
- فصيلٌ جديدٌ لا يعترفُ بالحداثة وقوانينها
- العقلانية الدينية والديمقراطية
- وحدة المصلحين الغائبة
- القيادات التقليدية والمستقبل
- الثورةُ السوريةُ.. وتطورُ الأمةِ العربية
- المكوناتُ الديمقراطيةُ في التراث
- تحدياتُ الحداثة
- الربيعُ العربي والخريفُ الإيراني
- الخيارُ الثالثُ الصعب
- غموضُ خطابِ (الطبقةِ) الوسطى البحرينية (2-2)
- غموضُ خطابِ (الطبقة) الوسطى البحرينية (1-2)
- الليبراليون والطائفيون
- المعبرون عن الشعب
- الظهورُ التحديثي المتبادل
- مرجعيةُ الواقعِ لا مرجعية النصِ الأصفر
- خطأُ المركز
- الثورةُ السوريةُ وتباينُ مواقف الشيوعيين
- الثوراتُ والإتجاهات الدينية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - لايزال الريفُ واعداً