|
كَيْفَ تَحَولَ ألمَظْلومْ ألى ظالَمْ وألمُهَمْش ألى مُهَمْش بعد ثورات الربيع العربي
عبد الحكيم عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 23:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السلام عليكم: ماقامت الثورات الا للتخلص من الظالمين ومن المستَعْبِدين وما هدف هذه الثورات الا للقضاء على التسلط والاستعباد وعلى الفقر والتخلف وعلى المستأثرين بالسلطه والقضاء على ألمستحوذين على خيرات البلاد وعلى المنتفعين والمتلذذين بها بدون ألتفات لمصالح شعوبهم وعدم مراعاة لحقوق شعوبهم ومن قام بهذه الثورات وعلى مدى التاريخ هم المستعبدين والمظلومين والفقراء والصعاليك والمقهورين وما الرسالات السماوية الا ثورة على الواقع الفاسد والغرض منها عدا عن الدعوة الى عبادة الله الواحد الا لنشر الفضيله واشاعة العدل والمسواة بين الناس لذالك تظمنت تلك الرسالات مبداء المساواة بين العبيد والاحرار لذلك نجد الكثير من اتباعها هم من طبقة العبيد والمستضعفين والفقراء والمقهورين وكانت من شعارات تلك الثورات سواء كنت مغلفه بغلاف ديني او كانت ذات توجه وضعي كما في ثورة العبيد في روما والتي حدثت حوالي القرن(71) قبل الميلاد ومثلها الثورة التي حدثت في فرنسا وغيرها من الثورات في العالم والتي كانت ترفض الاستعباد وترفض كل مظاهر التفرد في السلطه ومنها اليوم الثورات التي تجتاح عالمنا العربي اليوم والتي اطلق عليها ثورات الربيع العربي والتي اعلن من قام بها انهم ماقاموا بها الا لتحرير الانسان العربي والقضاء على عهود الدكتاتوريه والتسلط والغاء الاخر وعلى التمسك بالسلطه وعلى اسلوب توريث السلطه وتسعى هذه الثورات او يسعى الذين قاموا بها الى اقرار مبدأ التعايش السلمي ومبدأ قبول الاخر ومبدأ التداول السلمي للسلطه واعتماد صناديق الاقتراع ونتائجها في تسنم السلطه ونظام مبدا الاغلبيه النيابيه واقرار دستور يضبط العملية السياسية المستقبليه واقرار مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث واستقلاليه كل سلطة عن الاخرى وعدم اللجوء الى القوة لحل النزاعات بين الكتل السياسيه داخل البلد الواحد وايضا على اعتماد مبدأ حل النزعات بين الدول باللجوء الى الوسائل والاساليب السلميه واقرار لائحة حقوق الانسان وتساوي افراد الشعب دون النظر الى جنسهم او أعراقهم او دياناتهم او مذاهبهم واعتماد مبدأ تكافئ الفرص وألغاء كل مظاهر المحسوبية والمنسوبية واعتماد اسلوب أمرهم شورى بينهم وكم فرحت الشعوب بهذه الثورات وكم دعمتها وكم ضحت وتحملت من اجل نجاحها وكم بنوا الاحلام للعيش في ظل نظام ديمقراطي تعددي مسالم تسوده المسواة بين شرائح واطياف الشعب الواحد واقامة العدل والانصاف والتخلص من ازمان القهر والتسلط والتطلع الى عيش آمن وهادئ يسوده جو من الوئام والسلام والرفاهيه وتشيع فيه الحريه وما ان نجحت تلك الثورات وهللت شعوبها واحتفلت بسقوط الطواغيت وبدأت تنشد الاناشيد وما ان اعتلى الثوار الجدد واستلموا مقاليد الحكم وبدل ان يبيضوا السجون هيئوها لكي تصبح منازل من يعترض سبيل سيطرتهم على الحكم وبدأوا يمارسون ذات الممارسات للطواغيت السابقين لاوبل اشد واعنف واقسى ونبذ ما نتج عن صناديق الاقتراع واخترعوا نظاما اخر اطلقوا عليه الشراكة بالحكم وما هو الا نوع من المحاصصه ونوع من اقتسام الغنائم وتحولت احزابهم الى ثكنات عسكريه ومأوى للمليشيات المسلحه ورفعوا شعار (العب لو اخربط الملعب) ودخلت اساليب التزوير والتحريف لنتائج صناديق الاقتراع واصبح مبدأ عدم قبول الاخر المبدأ المميز لهذه الثورات والمبررات جاهزه للاستخدام الارهاب, فلول النظام السابق, القوى الغاشمه, الاستعمار العالمي,دول الاستكبار العالمي التي تقف ياشعوبنا في طريق ارتقائنا الى الحرية والديمقراطيه وهي ذات الذراع التي كان تستعملها انظمة الطواغيت ولكن بصورة مستحدثه واساليب اكثر تطورا هل قفز المنتفعون وسرقوا الثورة كما يزعم البعض ام كانت تلك الشعرات التي رفعتها الثورة ما هيه الا وسيله وغايه للوصول الى سدة الحكم ليس الا وما هي الا تغير لصور ألفناه الى صور لم نألفها او وسيلة لااستبدال سراق جدد بسراق قدامى وطواغيت جدد لطواغيت قدامى ولكن اكثر حداثه ( أستايل جديد ومعاصر) وما هي الا استبدال دكتاتوريات جديده مغلفه بالديمقراطيه وانتخابات ما الذي حدى بالمظلومين لكي يتحولوا الى ظالمين وما الذي حدى بالمهمشين حتى يتحولوا الى مهمشين وما الذي حدى بالمقهورين حتى يتحولوا الى قاهرين وما الذي حدى بالفقراء كي يسعوا لان يصبحوا اثرياء وما الذي حدى بالمسجونين حتى يصبحوا سجانين وما الذي حدى بالمعذبين حتى يصبحوا معذبيين هل انقلبت الموازين هل تبخرت احلامنا وتحولت الى كوابيس ام ان هناك شيئا لانعلمه كان يجري في الكواليس ماحدى بقادة الثورة للتملص من وعودهم التي اقسموا على تنفيذها هل اغرتهم السلطه هل اصابتهم كراسيها باللعنه لعنة الكراسي على غرار لعنة الفراعه هل لهذه الكراسي السطوه لهذا الحد الذي يجعل ويحول المتمدن الى عسكرتاري والمتحضر الى متخلف والا أنساني الى اللا انساني والديموقراطي الى لاديمقراطي والقابل للاخر الى رافض رفض قاطع للا خر لماذا يعلن البعض اذا نجح المعارض في الانتخابات لن نقبل به لماذا تحولت الشراكه في الحكم الى محاصصه وتبادل منفعه لماذا عدم القبول بمبدأ التداول السلمي للسلطه لماذا لانكون مثل باقي خلق الله الذين يفوقوننا عددا وعده لماذا لانقوم باستنساخ تجارب الشعوب المتحضره ونعمل على تطبيقها في بلادنا لماذا لانهنئي من يختاره الشعب ونعاضده ونساعده كما تفعل دوال العالم الغربي اليس فيها الفسيفساء المذهبي والديني الذي لدينا اليس فيها الفسيفاء العرقي ذات الذي لدينا الا يعيش في بلدانهم الملحد والوثني جنبا مع جنب مع المؤمن المسلم او اليهودي او المسيحي بسلام ووئام هل نحن دونا عن البشر ام انهم على خطاء ونحن الاصوب هل ما امرهم الله برفض الاخر وقتل الاخر ونحن امرنا الله بذالك هل لهم الله غير الله الذي نعبده هل المسلم في بلادنا غير المسلم في بلادهم هل المسيحي الذي في بلادهم غير المسيحي الذي في بلادنا لماذا في بلادنا رغم قلة تعدادنا عشرات الاحزاب والحركات والكيانات وفي بلادهم التي تكثرنا باضعاف الاضعاف من السكان لايوجد الا حزبين ماهي المشكله يبدوا انهم بشر غير بشريتنا هل هذا معقول وهل هذا مقبول نعلم انكم يامن تتصارعون على كراسي القياده لن يستطيع احدكم ان يلغي الاخر او يفني الاخر وتقرون انه لو دامت لغيركم ماوصلت اليكم وتعلنون ذالك في خطاباتكم وتعلنون انه ليس بامكان احد ان يلغي الاخر فلماذا هذه المحاولات لالغاء وتهميش واقصاء الاخر الا تعلموا ان الشعب ماعاد قادر على التحمل الا تعلمون ان الشعوب التي قدمت التضحيات الجسام واطاحت بتلك الانظمة الطواغيت لازالت قادره على الاطاحة بكم الا تتعضون الا تعتبرون وكما يقال من لم يتعض بغيره فقد كفر وكما يقال المؤمن لايلدغ من جحر مرتين
#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاولة الايحاء بأ ن القرآن طلسم لايفهمه الا العارفين هو نوع
...
-
محاولة الايحاء بأ ن القرآن طلسم لايفهمه الا العارفين هو نوع
...
-
ايات الحكم بما انزل الله تخص القضاء وليس لها علاقة بالرؤساء
-
ماهو نمط وطباع وخلق انسان خلقته الطبيعه وتربى بين احضانها
-
البشرية بالعقل توصلت ان للكون خالق وبعضهم بالعقل ايضا انكر ذ
...
-
مالغرض من تغليظ العقوبة في القرآن الكريم
-
المصيبة أن الطفلة تصبح انثى كاملة الانوثه
-
دفع الجزيه يتعارض مع ايات القتال ام ان هناك فهم اخر لها
-
إِ سْلِمْ تَسْلَمْ, ولكنهُ أسْلَمَ ولمْ يَسْلَمْ- أينَ ألاشك
...
-
هكذا يتعامل الاسلام مع السارق
-
للحرب قوانينها
-
هل للقوة القدرة على ترسيخ العقيده في اذهان الناس او محوها
-
علينا الفصل بين حكومة الاسلام وبين الدعوه الى الاسلام
-
هل انتشر الاسلام بالسيف؟
-
هذا هو الاسلام الذي تعلمته والذي عرفتهُ ولا اقبل اسلام غيره
-
تحري الحق والحقيقه من ذوي الاختصاص طبيعه بشريه علاوة انها تو
...
-
اجابات على تساؤلات مشروعه/الجزء الثاني
-
اجابات على تساؤلات مشروعه/الجزء الاول
-
قيام الدوله الاسلاميه تحصيل حاصل لانتشار الاسلام ولم تكن من
...
-
ليس من اسباب تخلفنا رجال الدين فقط/سيدي القمني
المزيد.....
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|