لم تكن ثورة لتكتمل ...

رامى مختار

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 11:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

" ما الذى يريده الثوار ؟؟ "
ربما يكون اكثر سؤال لاكته الالسن خلال السنه الماضيه ..تلك لم تكن مصادفه ولا فقط تبرم من الاوضاع بالقاء اللائمه على من يتصدر المشهد تلك كانت معضلة اساسية واجهتها قيادات الثوار فى محاولة مستمره منهم فى ايجاد هدف وغاية لثورة وليده فماهى المشكله ؟؟؟

المشكلة الاساسيه فى رأيى ان تلك لم تكن ثورة نحن مغرمون بالتضخيم فكل حروبنا امهات للمعارك وكل خسائرنا العسكرية نكسات وكبوات وخيانه ولكى نكون على قدر من الانصاف امام اولادنا فى مستقبل قد لا نراه لابد ان نسمى الاشياء باسمائها لانه سيأتى وقت وسيسمونه كما كان فعلا .

لن ادخل انا فى فخ المعارك اللفظية التوصيفيه لماحدث فى مصر وقبلها تونس , ونستعين بالقاموس لكى نرى مدى مشابهة لفظ الثورة لما حدث لن افعل هذا .. سنأخذ ابسط الامور ونقول ان الثورات تقوم حول فكرة معينه تتمسك بها وتحاول تحقيقها " تلك لم تكن حاضرة فى المشهد الثورى العربى " فلا توجد فكرة اساسية واضحة اجتمعت عليها الشعوب العربية وخاصة المصرية لتطبيقها.

" عيش حرية عدالة اجتماعية " بلا معنى فالعيش او الخبز هو الشعار اليسارى الشهير للطليعة اليسارية والشيوعية تحديدا , والعدالة الاجتماعية احدى الشعارات الخاصة بهم ايضا وكلا الشعارين يلتحما فى نفس الفكرة وهى الفقر .. اما الحرية فهى كلمه مخنوقة بين الاثنين لانها ليس لها مردود فعلى وليست مطلب حقيقى لدى الشعب المصرى ولكن كاغلب الثورات لابد من حشرها فى المنتصف حتى يكون لها مظهر الثورة .

تلك الشعارات الجوفاء والبعيدة عن التطبيق العملى وعن ارض الواقع لم يستسغها الشارع وسرعان ماتلفظها بعيدا , وافتقدت الثورة المصرية لفكرة اساسية تتلقى منها زخمها فى الحشد , وتعود اليها حين الشعور بتشتت الرؤية وابتعادها عن المسار الثورى .. ربما كانت فكرة حقوق الشهداء هى الوحيدة التى استطاعت ان تجمع بعض الزخم والحميه بسبب انها فكرة متكرره بتكرر الشهداء انفسهم ثم يعود المشهد الى الأفول وتخمد وتيرته بعد هذا .

انتهز الاسلاميون الفرصة بفكرة جاهزة ليست فكرة الثورة نفسها ولكن بما انه صراع افكار فما المانع .. انتصرت فكرتهم البسيطة والبدائية لانها الاقرب توافقا مع المواطن البسيط وقامت التيارات الاسلامية بالاجهاز على البقية الباقية من الافكار الثورية بنقد فكرة حق الشهداء " الاساسية " فى مقتل حول مداعبات من قبيل هل هم شهداء حقا ؟؟؟ ان كانوا فليقبلوا الدية ؟؟؟

واصبحت ما تعرف بالثورة المصرية مجرد احتفالية وتاريخ سيتم الاحتفال به لسنوات قادمة كدليل واضح على بؤس الفكر العربى والمصرى تحديدا فى استلهام افكار حقيقة تنويرية علمية وعقلانية ...
والسبب ببساطة ان كل الثورات لها فلاسفتها وثورة بلا فيلسوف ليست ثورة .

#رامى_مختار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات