أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علاء دهلة قمر - ألنخيل في ألتراث ألعربي














المزيد.....

ألنخيل في ألتراث ألعربي


علاء دهلة قمر

الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 17:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


شَربنا ماء دجلة خيرَ ماء
وزِرنا أشرف ألشجر ألنخيلا
هكذا قال ألفيلسوف ألشاعر ألمعري وألذي سمى ألنخيل أشرف ألشجر .. والشعراء اعتيادياً يكونون مرآة تعكس ماتحس به مجموعة من ألبشر من قيم ومفاهيم .. وفي ألتراث ألعربي أُثير جدل حول صلة ألعربي بأداته أللسانية وقد كان ألوعاء أللغوي ومايزال ألملاذ ألأكثر فاعلية لتلمس ألفرائد وألمميزات ألحضرية عندها فاللغة العربية أعطت إسماً واحداً لأشجار ألرمان وثمرة ألرمان وشجرة ألزيتون وثمر ألزيتون ، وقد يكون العرب منذ بدايات تكوين اللغة قد اسموا ثمار واشجار النخيل بأسم واحدٍ مثل بقية ألأشجار .. إلا ان اهمية هذه الشجرة في حياة العرب فرضت اعطاء اسم للشجرة يختلف عن اسم ثمرها فاصبحت النخلة والتمرة هما تسميتان منفصلتان اختصت بهما النخلة وثمارها من دون بقية الاشجار وثمارها.
ولا يعرف بالضبط متى عرفت النخلة لأول مرة ، ولكن من المتفق عليه انها اقدم شجرة عرفتها ألأرض ويقول ألمؤرخون ان النخلة قديمة قدم الانسان وانها كانت موجودة منذ عصر ابينا آدم مبارك اسمه وهم يقولون انه عندما هبط الى ألأرض نزل الى اطراف دجلة والفرات .
ويكاد يجمع الباحثون النباتيون على ان النخل هو من صنع تربة العراق وحدها دون سواها وهو النبات العراقي القديم الذي تحدثت عنه ألأجيال وذكرتهُ التواريخ القديمة وسار مع الدهر جنبا الى جنب ...فهو يعتبر النبات الأزلي الذي نما وخاصة في المناطق الصحراوية نتيجة لنضال ألأنسان الصحراوي في سبيل البقاء ..ذلك الانسان الذي كان بحاجة لمادة غذائية وحيثما توفر الماء وهو العامل المحدد للنشاط الزراعي في الصحراء حاول الانسان جهده لأنشاء مزارع النخيل .
وان مايلاحظ حالياً في الصحراء من مزارع النخيل يمكن اعتبارها ميراث تلك الفترة من الزمان حيث اعتمد ألأنسان الصحراوي في تلك ألأزمنة غير البعيدة على النخلة التي جهزته بالغذاء (التمور) وبعلف لماشيته (نوى التمر والسعيفات) ومواد لبناء مأوى له ولعائلته ومواد لتدفئته (الجذوع والسعف) وكانت النخلة بالنسبة للانسان الصحراوي هي شجرة الحياة وبالمقابل فأن الانسان في الصحراء لم يأل جهداً للإهتمام بهذه الشجرة وذلك بغية استمرار حياته.
ولكون النخلة الشجرة المباركة دون سواها بين ألأشجار فقد فضلها الله تبارك وتعالى فقد جاء ذكرها في ألكُتب السماوية وفي ألأديان جميعاً .
ومن طريف مايروى عن اليهود ان لفظة (تامارا) العبرية تعني النخل والتمر معاً ، وانهم لاحظوا اعتدال جذع النخلة وقوامها المديد السامق وخيرها الكثير الوافر فاطلقوا اسمها (تامارا) على بناتهم رمزاً لجمالهن وتيمناً بخصوبتهن الاكيدة في (المال والبنين) . وقد خصصت شريعة حمورابي المادتين الرابعة والستين والخامسة والستين منها بتلقيح النخيل .. وقال الكاتب كمال الدين القاهري صاحب كتاب (حياة الانسان والحيوان) يصف النخلة (تشبه النخلة الانسان ..فالنخلة ذات جذع منتصب ومنها الذكر والانثى ، وانها لاتثمر إلأ إذا لقحت واذا قطع رأسها ماتت واذا تعرض قلبها لصدمة قوية هلكت واذا قطع سعفها لا تستطيع تعويضه من محله كما لا يستطيع ألأنسان تعويض مفاصله ، والنخلة مغشاة بالليف الشبيه بشعر جسم الانسان ،،،فهل لا تكون هذه الصفات شبيه بصفات البشر!!!!!).
ولم تكن كتب الادب والشعر بأقل تحدثاً أو تطرقاً للنخيل فقد تغنى بها الكثير من الشعراء فقد قال أحدهم ..
ألم ترَ ان الله قال لمريم
وهزي اليك الجذع يساقط الرطب
وقال أبو نؤاس الحسن بن هاني ..
لنا خمر وليس بخمر نخل
ولكن من نتاج الباسقات
كرائم في السماء زهين طولاً
ففات ثمارها ايدي الجناة
قلائص في الرؤوس لها فروع
تدر على اكف الحالبات
وجاء في (تاريخ العمراني) مانصهُ ... فلما صار الخليفة (هارون الرشيد) الى حلوان مرض ووصف له الطبيب (ألجمار) وكان على باب حلوان نخلتان متقاربتان فأمرَ بقطعهما واكل جمارها ، فدخلت اليه في ذلك اليوم جارية مغنية كان قد اصطحبها معه فأمرها بالغناء فغنت ..
اسعداني يانخلتي حلوان
وابكيا لي من صروف هذا الزمان
واعلما ما بقيتما ان نحساً
سوف يأتيكما فتفترقان
فقال الرشيد إنا لله وإنا إليه راجعون ..انا والله كنت النحس فتطير من ذلك وما زال يردد البيتين الى ان وصل الى خراسان فاشتدت علتهُ .
وذكرت السيدة ليدي دراور في كتابها (في بلاد الرافدين صور وخواطر)حكاية تعود روايتها الى ماقبل ميلاد السيد المسيح فقد سُئل احد العراقيين القدماء ماهي اثمار بلادكم ؟ أجاب التمر .. ثم ماذا ؟ فاجاب التمر ايضاً فلما استغرب السائل من هذا الجواب قال العراقي:
اننا نستفيد من النخل فوائد عديدة فنحن نستظلُ بهِ من وهج الشمس ونأكل ثمرته ونعلف ماشيتنا بنواته ونعلن عن افراحنا بسعفهِ ونتخذ من عصارته عسلاً وخمراً ونصنع من جريده وخوصه ألأواني والحصران وغيرها من ألآثاث ونصنع من جذعه خشبا لسقوفنا واعمدة لبيوتنا ووقوداً لطبخنا .
ترى بعد الذي ذكرناه هل يحق لنا ان نطرح سؤلاًعلى المسؤلين في عراق الديمقراطية الجديد وكل من يهمه امر هذة الشجرة العظيمة وهو (هل نسمح لمثل هذه ألشجرة بألأنقراض ؟).



#علاء_دهلة_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألسفر وثجاج ألمطر
- أنا وماريا وقمة ألعرب ..،،
- ذِكريات بلا إغتصاب
- الخطوبة والزواج في الاحكام الصابئية المندائية
- مشاهد حب
- لأنك تريدين ... سأمر
- ألليل وهواجس ألندم
- الثورة الليبية... الثوار الليبيون... الى اين !!!
- من كوستاف الى ألحبوبي .... ذاكرة تحتضر
- ألحب في زمن ألهجرة
- قصائد من أيام ألمحنة
- شهر رمضان ........... دعوة الى السلم والتسامح بين الاديان
- أمنيات في زمن ألتحرير
- ألحب في آذار
- ألبرونايا... مخافة ألخالق ومغفرة ألخطايا
- عام ميلادي جديد وحياة مطرزة بألآس والياسمين ...
- دهوا هنينا ... عيد ألأزدهار وألحنين لأول دار


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علاء دهلة قمر - ألنخيل في ألتراث ألعربي