أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - اخترْ ساعة مرضك!














المزيد.....

اخترْ ساعة مرضك!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 11:11
المحور: كتابات ساخرة
    


أجدني مضطراً إلى التسليم بوجود مؤامرة ما على المؤسسات الصحيّة الحكوميّة، من دونها لم يعد هناك سبب بمقدوره إقناعي، شأن كثيرين، بوجهة نظر مغايرة. علمك بوفرة الأموال المخصّصة وتنامي عديد الكوادر الطبيّة وكثرة المستشفيات والعيادات الشعبيّة وتتابع الأخبار التي تتحدّث عن وصول أجهزة طبية حديثة و"فتوحات" يحقّقها أطباؤنا وممرضونا، كلّ هذا وغيره يوحي، من دون لبس أو غموض، أن الواقع الصحي والطبي في البلاد بأفضل حالاته، وأنّ من يرى عكس ذلك فأنه ـ يقيناً ـ مصاب بجنون الارتياب!!
اعتدنا، منذ أمد بعيد، ألاّ نأخذ مرضانا المصابين بعلل تستلزم تشخيصاً دقيقاً وفحصاً يستدعي إجراء بعض التحاليل وعلاجاً متوافراً بتفاصيله كافة، إلى المستشفيات الحكومية أو العيادات الشعبية، لأنّ وقت المريض والجهد سيضيعان بلا طائل.. واعتدنا ـ بحكم التجارب ـ ألاّ وجهة لمريض كبير السن سوى العيادات والمستشفيات الخاصة إن كان ذووه قادرين على الإنفاق، وإلا فان إبقاءه في البيت ورؤية المرض ينهشه ويقربّه من الموت بلا رحمة، أهون الشرور، إذ لا جدوى من إمراره بسلسلة من المراجعات قد تستمرّ أياماً تكون نتيجتُها الوحيدة المؤكّدة نصيحةً ذهبيّةً يهمس بها طبيب يقرّر أنّ العلاج غير ممكن إلاّ في عيادته الخاصة!!
استسلمنا لفكرة أن المستشفيات والعيادات أنشئتا لعللٍ وأمراضٍ بسيطة هيّنة وليس لما كان خطيراً أو معقّداً منها.. غير أن ما يجري حالياً يدفع المريض إلى انتهاج سبل أخرى، فالمؤسسات الصحية الحكومية تدفعك إلى الإيمان، الذي لا يدحضه شكّ، أنك ترتكب جرماً وإثماً كبيرين بذهابك إلى مؤسسات تخصّصت ساعات عمل موظفيها بالثرثرة والتمطي تكاسلاً والتنعّم بدفء القاعات والغرف شتاءً ونسيمها العليل البارد صيفاً.
وجود أي مريض في هذه المؤسسات إزعاج وإقلاق وقلة أدب يثير غضب ونرفزة العاملين الذين يجدون أنفسهم مرغمين، منّة وتفضلاً وتكرماً، على قطع ساعة راحة أو حديث حميم لأنّ جنابه "المريض" يشكو صداعاً في الرأس أو أن ابنه يعاني ارتفاعاً في درجة حرارته.. المرضى ـ غالباً ـ لا يحلو لهم أن يمرضوا إلاّ في أوقات غير مناسبة إطلاقاً!!
جميع المرضى، مع الأسف، لا يتمتعون بوعي وبأغلبهم حاجة إلى ثقافة صحية. عليهم ألاّ يمرضوا إلا في أوقات معينة، فليست ساعات الدوام الرسمي بأكملها مخصّصة لهم.. ساعات الصباح وبدء الدوام مخصصة لعبارات التحية وتنمية العلاقات الاجتماعية بين العاملين وإعداد الفطور وشرب الشاي والقهوة.. ما يلي من الساعات تكون للسؤال من الإدارة عن الرواتب ومخصصاتها وعلاوتها وآخر أخبار سلفة المائة راتب.. أما ساعات الظهيرة فهي للصلاة والاستعداد للمغادرة ووصل ما قطع من حديث ورسم خطط واستراتيجيات فطور اليوم المقبل.. على أي إنسان في هذا البلد غير قادر على توقيت الساعة التي يباغته فيها المرض ألا يُقلق أحداً سوى أهله وأحبابه و(يطبه ألف طوب)!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة بامتياز!!
- تيه...
- حلم ساذج!!
- رصاص الربيع الطائش
- هيّا بنا نضحك!!
- بعض الأطباء قفّاصون!!
- يا ليتنا بلا حكومة!!
- بلي يا بلبول!!
- المحاصصة في قبضة العدالة!!
- بين مخفرين!!
- إنصافاً للمعلم!!
- من يقرأ .. لماذا نكتب؟
- وطن بين احتلالين!!
- ديك منتصف الليل!!
- لوبي كويتي!!
- الأوطان للنحل لا للأرانب!!
- السلام عليكم!!*
- صفقة خاسرة!!
- احترم تُحترم!!
- حذار من الخرنكعية!!


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - اخترْ ساعة مرضك!