أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طريف سردست - الاسماء القبيحة وعلاقتها بالدين















المزيد.....

الاسماء القبيحة وعلاقتها بالدين


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 21:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أَثْنِ عَلَى الْخَمْرِ بِآلائِها وَسَمِّها أَحْسَنَ أَسْمائِها

عند قراءة سجل الاحوال الشخصية في عدد من البلدان العربية نجد ورود اسماء تثير لدينا اليوم العجب لقباحتها وعدم عقلانيتها، ففي مصر نجد اسماء من نوع :سقف الحيط … صرصار … الفار … الفيل …الحيوان … ابو الخل … حمص …حبلص … تفاهه … قشطه
وفي العراق والكويت والسعودية نجد انهم الى فترة قريبة كانوا يسمون ابنائهم وبناتهم اسماء من نوع :-
مطشر - صعفق - ثجيل - بريسم - صلبوخ - نساف - حزام - شلاح - صخرور - قاطع زبون - لفته - تمساح - سهم - - ضرار - جحش - جحيش - الاعور - أعـور - حلوف - جعلوص - حنكوش - فلس - فقر الناشف - غراب - إلبو - أبوطبل - بلم - أبوعرعورة - أبوقرون - أبومنخار - لاظ - سخيف- نقدي - السفاح
في حين تسمى الاناث اسماء من نوع: وحنظلة مرة - اقعد - - جمرة جن - ديك - مكومة - جلعانة - حداية سحلية - العو - قطة - بسه - عنبة - نونو - مرزوزة - بربش - ضوعة - زنوبة سخيفة - خزنه - مزنه - عنود - شمخه - وحش - وضحه - تويسه

عادة التسمية بالاسماء الشنيعة تعود بتاريخها الى اقدم العصور، فنحن نعلم ان الاشوريين كانوا يسمون ابناءهم اسماء قبيحة لخداع الالهة وعدم طلبها لهم، في حين يسمون عبيدهم الاسماء الجميلة فتكون ضحية الارباب. وهذه العادة استمرت عند عرب ماقبل الاسلام إذ كانوا يسمون بالشنيع من الاسماء إذ تسمي أبناءها بحجر وكُليب ونَمِر وذئب وأسد وما شابهها وكان بعضهم إذا وُلد لأحدهم ولد سمّاه بما يراه أو يسمعه مما يتفاءل به ، فإن رأى حجراً أو سمعه تأوَّل فيه الشدة والصلابة والصبر والقوة .. وإن رأى كلباً تأول فيه الحراسة والأُلفة وبُعد الصوت ..

وفي الوقت الذي كانوا يختارون الاسماء القبيحة لابناءهم كانوا يختارون الاسماء الجميلة لعبيدهم واقيانهم. "قال بعضهم لابن الكلبي: لمَ سمت العرب أبناءها بكلب وأوس وأسد وما شاكلها .. وسمت عبيدها بيُسر وسعد ويُمن؟
فقال وأحسن: لأنها سمت أبناءها لأعدائها .. وسمت عبيدها لأنفسها "، يقصد أن العرب سموا أبناءهم بأسماء الحيوانات الكواسر لإلقاء الرعب في نفوس أعدائهم .. وسموا عبيدهم بأسماء رقيقة لطيفة تفاؤلاً وتيمناً لأنهم يرسلونهم لحاجاتهم .. فسموا بأسماء النبات والزهور ياسمينة وفُلّة .. وباسماء الطيور ( صقر .. عُقاب .. عكرمة " أنثى الحمام " .. عصفور )

تعدد الاسماء عند العرب
وعرب الجزيرة قبل الاسلام كانوا يتسمّون بأكثر من اسم، فمن أجداد النبيّ، حسب السيرة، مثلا: قصيّ واسمه زيد، ثمّ عبد مناف واسمه المغيرة، ثمّ هاشم واسمه عمرو ثمّ عبد المطّلب واسمه شيبة وحتى النبيّ يُذكر ان اسمه كان قثم قبل ان يصبح محمد،

قثم، الاسم الاول
يقول هشام جعيّط في صفحة (149) : (فالبلاذري في أنساب الأشراف يقول بخصوص عبد الله: "ويكنّى أبا قثم ويقال أبا محمّد" فهو يرجّح الكنية الأولى. ويذكر في مقام آخر أنّ من أبناء عبد المطّلب من اسمه قُثم توفّي في الصغر وأنّ أباه كان يحبّه كثيرا. فمن المعقول أن نستنتج أنّ النبيّ سمّي على اسم عمّه المفقود وهذا من عادات قريش. ولمّا تلقّب النبيّ بمحمّد أو بالأحرى لقّبه الوحي بذلك، سمّى العبّاس ابنا له بقثم لأنّ لقب محمّد نزع الاسم الأصلي عن الرسول. هذا أيضا استنتاج معقول، وعندما يترجم البلاذري لقثم بن العبّاس يصرّح بأنّه كان يشبّه برسول الله، وهذا خبر يرد في مصادر أخرى. وهكذا يكون اسم النبيّ أصلا هو قثم، وقد تصحّ الرواية أو لا تصحّ، وقد تكون ملفّقة تقرّبا من بني العبّاس وأوردت بخجل عن طريق كنية عبد الله، لكن هذا نصّ والمؤرّخ يتعامل مع النصوص. فلا يمكن له أن يتماشى مع ما قاله بلاشير من أنّ محمّد قد يكون اسمه الأصلي عبد العزّى أو شيئا من هذا القبيل، من دون أيّ سند وخلافا للأعراف القرشيّة، حيث إنّ عمّه أبا لهب اسمه عبد العزّى وكان حيّا يرزق) انتهى.

استمرار الاسماء القبيحة
ومن المفاهيم الشائعة لاطلاق الاسماء البشعة والقبيحة والمنفرة على الابناء الرغبة في تفادي الحسد او لخداع القدر، وهذه مفاهيم غاية في القدم اذا نجد مثيلا لها في ثقافة الاشوريين، حيث كانوا يطلقون الاسماء القبيحة على ابناءهم كمحاولة لخداع الالهة والشياطين والملائكة فيعتقدوا ان قبيح الاسم لايليق بإبتلاء الآلهة في حين ان جميل الاسم هو القيمة التي تليق بمقام الالهة، فتأخذ قوى السماء الاحسن اسما وتترك قبيحه، فينجى ابن السيد ويمرض العبد، بذلك يكون الاسم طريقة للاختفاء والتمويه.

احدى المجلات المصرية اوردت نماذج عن ذلك بقصص واقعية تقول:" تقول كوثر ( ربة منزل ) .. أنها كانت كلما تلد ابن لها يتوفى فنصحوها بعض أقاربها تسمية طفلها اسما بشعاً حتى يعيش لها فسمته حنكوش و استمر به هذا الاسم حتى الآن و هو الآن متزوج ولديه ابنة

وتؤكد سامية عباس ( طالبة ) أنها صادفت في حياتها الكثير من الأسماء الغريبة التي يجب ألا تطلق علي إنسان كي لا تسبب له إيذاء نفسيا ومن تلك الأسماء التي قابلتها طالب في نفس المرحلة الدراسية لي اسمه (فلس فقر الناشف)...!!تقول خديجة ( ربة منزل ) كثير من أهالي قريتنا كان يسمي ( السخلة و العنزة ) وذلك مقتبس من البيئة التي توجد بها و هناك أيضاً ما يسمي اسماء الفواكه ( تفاحة ـ رمانة ـ شمامة ) و منهم من يطمع ويسمي فواكه" . ( عن اخبار قنا)



أصول أسماء الناس الْمُسَمَّوْنَ بأسماء النبات


ثُمَامَةُ : واحدة الثُّمام وهي شجر ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص وربما حُشى به خَصَاصُ البيوت قال / عَبيد بن الأبرص :-

والحمامة : ههنا القُمْرية .

سَمُرَة : واحدة السَّمُر وهو شجر أمِّ غَيْلان واحدة الطَّلْح وهي شجرٌ عِظام من العِضاه .

سَيابة : واحدة السَّياب وهو البَلَح .

عَرَادة : واحدة العَراد وهي شجر .

مُرارة : واحدة المُرَار وهو نبت إذا أكلته الإبل قَلَصَتْ عنه مشافِرُها ومنه قيل ( بنو آكل المُرَار )

شَقِرَةُ : واحده الشَّقِرِ وهو شَقائق النُّعمان قال الشاعر وهو / طَرَفَةُ : ( وَعَلاَ الْخَيْلَ دِمَاءٌ كالشَّقِرْ )

قَتادة : واحدة القَتاد وهو شجر له شَوْك وَبها سمى الرجل .

واحدة السَّلَم وهي شجرة الأرْطَى وبها سمى الرجل والسَّلَم من العِضَاه وسَلِمة - إذا كسرتَ اللام - فهو حَجَر وَاحد السِّلاَم .

أرْطَاة : واحدة الأرْطَى وهي شجر .

أرَاكَةُ : واحدة الأَراك وبها سمى / أبو عمرو بن أراكة .

رِمْثة : واحدة الرِّمْث وبها سمى الرجل .

عَلْقَمة : واحدة العَلْقَم وهو الحنظل .

الاسماء القبيحة والاسلام
قال صلى الله عليه وسلم: " أحب الأسماء إلى الله عبد الله .. وعبد الرحمن .. وأصدقها حارث .. وهمّام .. وأقبحها حَرْبٌ .. ومُرَّة .. " ( رواه مسلم في الآداب) ..
روىمسلم عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم/ (لا تسمين غلامك يساراً ولا رباحاً ولا نجيحاً ولا أفلح، فإنك تقول: أثمة، فلا يكون، فيقول: لا)، قال سمرة : إنما هن أربع فلا تزيدن عليهن فلا تسمين غلامك يساراً، والغلام هو العبد، وكان بعض العرب في الجاهلية يسمي عبيده بالأسماء الجميلة الحسنة، وغالباً ما يسمون أبناءهم بالأسماء القبيحة، وكانوا يقولون: غلامي لي، وابني لعدوي، والمعنى: الغلام هذا ملكي يخدم عندي، فعندما أقول له: تعال يا فلان، اذهب يا فلان، سأستبشر باسمه، أما ابني فهو لعدوي، سيخرج ويقاتل ويجاهد ويحارب ويغير على القبائل الأخرى، وعندما يسألونه: ما اسمك؟ فيقول: اسمي فلان، فيفزعون من اسمه ويخافون، وكأن قصدهم من تسمية الابن بذلك الاسم أن يتشاءم الأعداء من اسمه، ويفزعون من اسمه، فكانوا يسمون أبناءهم الأسماء الغليظة، مثل العاصي، وسيأتي بعد قليل الحديث عن هذه الأسماء وما فيها، فكان أحدهم يسمي ابنه ليخيف أعداءه بهذه التسمية، ويسمي غلامه بالاسم الحسن لأنه له، فالحسن لي والقبيح لعدوي. وقوله: (لا تسمين غلامك يساراً ولا رباحاً ولا نجيحاً ولا أفلح)، لماذا هذه الأسماء خاصة؟ يسار من اليسر، ورباح من الربح، ونجيح من النجاح، وأفلح من الفلاح، فإنك حينما تقول: هل نجاح عندكم؟ فيقول: لا، ومثله يسار وأفلح، يتشاءم من هذا الشيءقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لئن عشت -إن شاء الله- لأنهين أن يسمى رباح ونجيح وأفلح ونافع) _من شرح كتاب الجامع لاحكام العمرة والحج والزيارة، العقيقة ومايتعلق بها للشيخ احمد حطيبة)

عَنْ / هَانِىءِ بْنِ هَانِىءٍ، عَنْ / عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ : أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قُلْتُ : سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، قَالَ : بَلْ هُوَ حَسَنٌ، فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ، قَالَ : أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قُلْتُ : سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، قَالَ : بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ، فَلَمَّا وَلَدْتُ الثَّالِثَ، جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ : أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ ؟ قُلْتُ : حَرْبًا، قَالَ : بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ، ثُمَّ قَالَ : سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ / هَارُونَ : شَبَّرُ، وَشَبِيرُ، وَمُشَبِّرُ . أخرجه / أحمد 1/98 (769) و " البُخَارِي" في "ا لأدب المفرد "823 .

عَنْ / أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّ / زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَقِيلَ : تُزَكِّي نَفْسَهَا، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم / زَيْنَبَ . أخرجه " أحمد " 2/430 و " الدارِمِي " 2698 و " البُخاري " 6192 و " مسلم " 5658 .

وعَنْ / نَافِعٍ عَنِ / ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيَّرَ اسْمَ / عَاصِيَةَ . وَقَالَ : أَنْتِ جَمِيلَةُ . أَخْرَجَهُ / أحمد 2/18(4682) و " البُخَاريّ " في ( الأدب المفرد ) 820 و " مسلم " 6/172(5655)

وهذه بعض الأسماء التي غيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الأحاديث الصحيحة برة . عاصية . حزن . شهاب . جثامة .

وكان هناك رجل يسمى " جُعيلاً " فسماه " عمراً " فارتجز بعضهم في ذلك :-

كما كان صلى الله عليه وسلم يكره الأمكِنةَ المنكرةَ الأسماء، ويكره العُبُورَ فيها، كمَا مَرَّ في بعضِ غزواته بين جبلين، فسأل عن اسميهما فقالوا : فاضِحٌ ومُخزٍ، فعدلَ عنهما، ولَم يَجُزْ بينهما .

ولما قَدِمَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم المدينة، واسمها يَثْرِبُ لا تُعرف بغير هذا الاسم، غيَّره بـ ( طيبة ) لمَّا زال عنها ما فى لفظ يثرِب من التثريب بما في معنى طَيبة من الطِّيب، استحقت هذا الاسم، وازدادت به طيباً آخر، فأثَّر طِيبُها في استحقاق الاسم، وزادها طِيباَ إلى طيبها .

عن / عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم، مر بأرض تسمى غدرة، فسماها خضرة . قال / الهيثمي في " المجمع " 8/51 : رواه / الطبراني في " الصغير " ورجاله رجال الصحيح .

عنْ / ذَيَّالِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي / حَنْظَلَةُ بْنُ حِذْيَمٍ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ أَنْ يُدْعَى الرَّجُلُ بِأَحَبِّ أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ، وَأَحَبِّ كُنَاهُ . أخرجه / البُخَارِي، في ( الأدب المفرد ) 819 .

مر بــ / الشعبي يوماً رجل يقود حماراً، فقال له : ما اسمك ؟ قال : وردان . قال : وما اسم حمارك ؟ قال : عمران . قال / الشعبي : وا خلافاه !!.

ومر رجل معه كلب بــ / ابن أبي عتيق، فقال له : ما اسمك ؟ قال : وثاّب . قال : وما اسم كلبك ؟ قال : عمرو فقال / ابن أبى عتيق : وا خلافاه، وأنشد :-

الراغب الأصفهاني : محاضرات الأدباء 1/471 . وكان / إياسُ بن معاوية وغيرُه يرى الشخصَ، فيقولُ : ينبغي أن يكونَ اسمُه كَيْتَ وكَيْتَ، فلا يكاد يخطئ، وضِدُّ هذا العبور من الاسم إلى مسماه، كما سأل / عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه رجلاً عن اسمه، فقال : جَمْرَةُ، فقال : واسمُ أبيك ؟ قال : شِهَابٌ، قال : مِمَّن ؟ قال : مِنَ الحُرَقَةِ، قال : فمنزلُك ؟ قال : بِحرَّة النَّار، قال : فأينَ مسكنُكَ ؟ قال : بِذَاتِ لَظَى . قال : اذهَبْ فقد احترق مسكنك، فذهب فوجد الأمرَ كذلك، فَعَبَرَ / عمر من الألفاظ إلى أرواحها ومعانيها . ابن القيم : زاد المعاد 2/307 .

الاسماء والاديان
على مدى تاريخ المنطقة برمتها كانت الشعوب تسمي ابناءها بأسماء الالهة كنوع من التقرب لها او التضحية، لاستغلال اسم الذات العليا كحجاب او مظلة وقاية من غضب القوى الغيبية. هذه الظاهرة يمكن رؤيتها كشكل من اشكال استخدام الاسماء للحماية، فعوضا عن استخدام الاسماء البشعة لذر الرماد في عيون الآلهة، تعطى اسماء تهب المرء للالهة كنوع من التضحية او عبودية لغوية للاله، فلايعود هناك حاجة له للحصول عليه فيزيائياً.
عند عرب الجزيرة كانوا يطلقون اسماء الالهة مثل عبد الله ، عبد شمس ، مناف ، زهرة ، بعل ، ود حرباً ، صخراً ، ، مرة علقمة ، ، وثاباً. وهي عادة امتدادا للعادات الوثنية القديمة ، فنجد اسماء الالهة الكنعانية والفينيقية والارامية مثل اسرائيل وجبرائيل وآشور بني بعل.
ولدى المصريين، نجد انه منذ الأسرة الرابعة هناك اقترانا لاسم الإله باسم الشخص كاسم الملك "خف –رع" والذي يعني اسمه "التجلي مثل رع" وهو ما تكرر مع ابنه "منكاورع" والذي يعني "طويل العمر بقوة رع" وهي الظاهرة التي استمرت في عصر الدولة الوسطي وإن كانت شاهدة علي ازدياد قوة الإله آمون الذي حل في الصدارة عند المصريين القدماء، فظهرت الأسماء مقرونة باسمه كأشهر اسم لمعظم ملوك تلك الدولة امنمحات والتي تعني "آمون في المقدمة".

امنوحتب وتعني مظهر عظمة آمون أو إرضاء آمون، ورع مسيس التي تعني "المختار من قبل رع" أو "وليد رع" وأشهر أسماء الأسرات 18 و19 و20.

وعندما قام الملك امنوحتب الرابع بثورته الدينية التوحيدية غير اسمه إلى اخناتون والذي يعني "لصالح آتون" أو "المفيد لآتون"، فلما توفي وجاء من بعده توت عنخ آتون والذي يعني اسمه "الصورة الحية لآتون" فشلت دعوة اخناتون الدينية وعاد كهنة آمون إلى سبق قوتهم وسلطتهم فتم تغيير اسم الملك إلى "توت عنخ أمون" والذي يعني الصورة الحية لآمون، لترتبط الأسماء لدي المصريين القدماء بمزاجهم الديني طوال العصر الفرعوني وماتبعه من عصور.

المصريون، مثلهم مثل بقية شعوب المنطقة، على اختلاف دياناتهم، حتي يومنا هذا يهبون ابناءهم للالهة من خلال التسميات، فالمسيحيون يسمون أبناءهم بأسماء عبد المسيح وعبد النبي، والمسلمون يسمون أبناءهم بعبد الله وعبد الرحمن ، ليؤكد أبناء اليوم صلتهم بأجدادهم القدماء وإن كانوا لا يشعرون.

هذه الأسماء امتزجت مع الأسماء الفرعونية واستمرت مستخدمة لدي المسيحيين حتى يومنا هذا علي الرغم من أن البعض لا يعرف معني تلك الأسماء كـ"أبانوب" التي تعني عبد الإله أنوبيس، من "با" بمعني عبد و"أنوب" أي الإله أنوبيس، و"باخوم" أي عبد تمثال الإله لأن خوم تعني في الهيروغليفية تمثال الإله، وشنودة الذي يعني عبد الإله لأن شي بمعني عبد ونوتي بمعني الإله، وبشاي أي عبد في الهيروغليفية، وبيشوي أي عالي أو سامي، وبيومي من الهيروغليفية (با) أي المنتسب إلي (يوم) أي البحر.

والمفارقة المدهشة أن الكثير من المصريين الذين توقفوا عن التسمي بأسماء فرعونية أصبحوا يتسمون بترجمة للاسم الفرعوني لأنهم تعودوا علي هذه الأسماء فيسمون عبد الله بدلا من شنودة، وعيد بدلا من بشاي، وسامي بدلا من بيشوي ووديع بدلا من واه هيب، وكان تمسك المصريين بأسماء العصر الفرعوني كرد فعل لمحاولات صبغ مصر بالصبغة اليونانية- الرومانية والتمسك بالجذور المصرية
بمعنى اخر، فإن دخول عمرو بن العاص مصر فاتحا غير لغة مصر وديانتها وجلب اسماء جديدة، ولكن بقيت التركيبة الفكرية ذاتها مع ترجمة الاسماء وحدها، ليصبح المصري عبد الله بعد ان كان عبد الرب او ابانوب .



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصل الله في الديانات الوثنية -3
- الله انحدر عن عبادة الكواكب -2
- معضلة الاصل الوثني لله -1
- الامراض والاضطرابات التي يسببها الدين-2
- الامراض التي يسببها الدين-1
- التمائم والتعاويذ في العصر الاسلامي
- التمائم والتعاويذ، من الوثنية الى الاسلام- 1
- الارضاع والاثارة الجنسية
- الشمس والصليب في المعتقدات القديمة
- البغاء المقدس : الرحمة، بقايا الاله الام 4/5-5
- دور الكاهن الخنثى في البغاء المقدس، 2-5/3
- البغاء المقدس في اليهودية، 1/5
- لماذا لاتنشأ انواع واجناس جديدة اليوم!
- البسيكوباتي والقيم الاخلاقية
- العلاقة بين الذكاء والمجتمعات المتخلفة
- الاصل التاريخي للختان ومبررات اليوم
- من الله الى الكمبيوتر
- الربات التي انتصر عليهن الله
- الموديل الهلوغرامي: التخاطر ومعرفة الماضي والمستقبل
- الموديل الهلوجرامي: الوعي وتزامن الاحداث


المزيد.....




- في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
- لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
- -بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- - ...
- قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة ...
- هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
- مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور + ...
- -حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
- مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف ...
- مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول ...
- لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طريف سردست - الاسماء القبيحة وعلاقتها بالدين