ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 01:15
المحور:
الادب والفن
العَصا والغراب
ثالث ُ غرابٍ يحطُّ هذه الصبيحة َ على شجرة ِ التين ِ
أَردتُ أن أملأَ لأَجلِ عَطشهِ آنية َ الفخارِ ماءا ً
تعثرت ُ بالعشبِ
اردتُ النهوضَ , اغوانيَ الندى بأغفاءةٍ ...
تتوالى الغربان ُ ظمآنة ً
ويهبطُ الجسدُ مثقلا ً بالشرابِ الزؤام
صرت َ مغرماً بايحاءات ِ الطيرِ , مُذْ ضيّقتْ السماواتُ زرقتها عليك َ ,
ساذجا ً كفلاح ٍ يكيلُ المواسمَ بالتعازيمِ ,
عَليلا ً برهطِ الطير ِ, كلُّ خفقةِ جَناحٍ حُمّى
كما كلّ زخة ِ مطرٍ مغْسلاً لجثمان ٍ رَجيم ...
الربيع ُ مضروبُ برأسهِ مثلي
نطحةً بنطحة ٍ..
احدُ ما ثمل ُ
أو أَنَّ الطريقَ الى الحقلِ مُفعم ٌ بالغبار
مفُعم ٌ بالغرابِ ايضا ً هذا الصباحُ
مفُعم ٌ بالجسدِ الذي يُجَرُّ الى الحديقة ِ المنزلية ِ..
هنالكَ اغنية ٌ اخرى يمكن ُ الاصغاءَ لها
هنالكَ على شجرة ِ التين ِغراب ٌ...
يُمكنه ُ انْ يقفَ لو ناديتِ عليهِ يا ابنةَ الناس
يا ابنةَ الناسِ المتورطينَ معه بالجلوسِ
يُمكنه ُ ان ْيقفَ , وان ْكانَ الغياب ُ مع الندى الى الابديةِ
مُغريا ً,
لو كانَ صوتك ِ القوي َّ العالي مُبللٌ بالبسيط ِ من الندى ...
كل ما بأمكانه ِ الآن َ ان يسقط َعلى العشب ِ أنْ حاولَ القيام
ومن أجلِ ذاك َ تتوالى الغربان ُ
أو البلابل ُ!
لافرق َ حينَ يعجز ُ عن أِداءِ التحيةِ بالقليلِ منَ الماء ..
التعب ُ , يا ابنة َالناسِ صارَ يجيءُ على صورة ِ الطير ِ
الناس ُ
ابناءاً لنا , وآباءا ً
تعَالوا عليه ِ وعَدّوه ُ بعضَ المعاصي
(أمنْ تعبٍ يصبحُ النثرُ شعرا ؟)
أقولُ لك ِ الآنَ
في الساعة ِ السابعة
من صبيحةِ هذا الغرابِ اللجوج :
تعبي ليس َ عاراً عليَّ ...
العَصا لمْ تُساعفني
كي أَهشَّ الغراب ...
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟