أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سوسن بشير - من وحي النكتة المصرية المحمولة في العيد














المزيد.....

من وحي النكتة المصرية المحمولة في العيد


سوسن بشير

الحوار المتمدن-العدد: 1085 - 2005 / 1 / 21 - 12:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قد يقتطع الموظف المصري الذي ينتمي لطبقة متوسطة شبه منقرضة، من قوته وقوت عياله ليشتري هاتفاً محمولاً، وربما منى الكثيرون أنفسهم به، بعد أن سمعوا عن إنشاء شركة ثالثة للخطوط المحمولة في مصر، مما سيدفع الشركتين اللتين تقتسمان الساحة المصرية إلى خفض رسوم المعاملات، لكن هذه الأماني ذهبت أدراج الرياح، بعد أن وافقت الحكومة المصرية على طلب الشركتين بوقف إجراءات إنشاء شركة ثالثة.
وللمحمول استخدامات كثيرة في بلادنا العربية، يكمن في الكشف عن بعضها وضوح سر انتشاره، خاصة في مصر المعروفة بخفة دم أهلها.
الرسائل لا المكالمات هي أفضل وسيلة للتواصل عبر المحمول للمصريين، خاصة في الأعياد، وكثيراً ما تجمع رسائل العيد المصرية المحمولة(نسبة إلى الهاتف المحمول) بين التهنئة والنكتة.وقد برع المصري على مر العصور في اختراع النكتة التي يواجه بها صعوبات الحياة، ولا يوجد محظور في النكتة المصرية، فالتنكيت يجوز فيه كل موضوع، حتى لو نكت المصري على نفسه.
وقد جاء هذا العيد بحدث ومتزامناً مع حدث آخر، والحدث المعروف الذي جاء به هذا العيد هو حلوله قبل موعده بيوم، وهذا ما أعلنته المملكة السعودية...
وجاءت أكثر النكات المصرية المحمولة انتشاراً التي تناولت هذا الموضوع تقول:
"في تحدي صريح للسعودية تعلن قطر أن غداً هو أول أيام شهر رمضان المبارك".
وبالنظر للمحتوى العبثي للنكتة، يتضح لنا الشعور لدى المصري بعبثية الفعل الأصلي الذي تم بناء النكتة على أساسه.
المواطن المصري البسيط يدرك بحصافته أن لا شأن له فيما يحدث حوله، سواء في الكليات أو الجزئيات، والكليات تبدأ من سيطرة قوة عالمية على مقدرات أمور الدول التي نعيش فيها، وبالتالي تشمل السياسة والاقتصاد...إلخ
أما الجزئيات فقد تطال ما هرع إليه المواطن المصري، حيث لا يوجد أمامه أيديولوجية أخرى بديلة، وهو الدين.
و عامة الشعب المصري مسالم يبغي الحياة في أمان، ولا تترك له مشاغل الدنيا، والمسعى وراء الرزق، وقتاً للتفكير في الكليات، ومن يسيطرون عليها عالمياً أو محلياً، ويرى أن هذه الأمور لا تعنيه، فقد تم تغييب دوره عنها منذ زمن.
وقد تظهر قضية قدوم العيد قبل أوانه كقضية جزئية أو مفتعلة، لكنها ليست كذلك للمواطن المصري الذي لم يبق له درعاً غير دينه، ولدينه عيدان في العام.ولقد أدرك المواطن المصري أن القضية خارجية، ومن ثم كان عليه أن يبحث عن نكتة مناسبة للموقف، تؤكد عبثيته وتطرحه على أرضية مناسبة، وخارجية أيضاً.
أما الحدث الذي يتزامن معه هذا العيد، فهو اقتراب التمديد لفترة رئاسية تالية، ولأن الحدث مصري صميم فكان يجب أن تتناسب النكتة معه، وكانت أكثر النكات انتشاراً في هذا المضمار:
"عيد (مبارك)علينا وعلى أحفادنا ليوم الدين".
وهذه النكتة-التهنئة، لا تعكس موقفاً محدداً بالسلب أو الإيجاب لتمديد الرئيس مبارك لفترة رئاسة تالية، وإنما تصف حالة عموم الشعب، الذي ربما يرى أن المسألة برمتها لا تخصه، لا عن جهل بمجرياتها، وإنما لأسباب تعبر عنها عبارات متداولة:"بلاش كلام في السياسة"و"السياسة لها ناسها"، فالفجوة ليست فقط بين السياسي والمواطن في مصر، بل بين المواطن وأسس المعرفة بمزاولة النشاط السياسي من الأساس.
كان هناك بالطبع العديد من النكات التي تخص الحدثين، وتخص أحداثاً أخرى حولنا، لكن لا تكتب في مقال.لكن من المؤكد أن رسائل المحمول أصبحت متنفساً حقيقياً للشعب المصري، والعربي كذلك، للتعبير عما لا يمكن التعبير عنه صراحة، كما تطرح بعداً مهماً يضاف إلى حرية التعبير، وهو التواصل مع الآخر المقموع.



#سوسن_بشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات البيت المسكون: شهادة دموية جريئة على الوضع الإنساني ف ...
- حريم في الرؤوس
- باشلار و سبعة وستون عاماً على ميلاد النار
- طريق الحوار المتمدن نحو التمدن
- فيلسوف المرآة
- يحدث في بلادنا : يوم عالمي للفلسفة بلا فلسفة
- ماريت تقول : مصر تقتل نفسها
- جيفارا ....مقهى ومطعم
- فرقت السلطات السعودية بين علي الدميني وأبيه....فهل لا تفرق ب ...
- بَدَد الشيوعية العربية بين أثر مفتوح و تأويل ُمفرط
- قدرألذوات العربية المتفردة وشعوبها بين التجميد و الإذابة:فرج ...


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سوسن بشير - من وحي النكتة المصرية المحمولة في العيد