أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - علي الوردي و ( لائاته )














المزيد.....


علي الوردي و ( لائاته )


سلمان مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 04:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان الدكتور علي الوردي غني عن التعريف لا فقط بالنسبة للعراقين بل بالنسبة للعرب ، لابل على النطاق الاكاديمي العالمي ، ليس كشخص بل كظاهرة علمية ـ عندما كان حيا ـ بل اصبح كظاهرة تراثية بعد رحيله ، و الملاحظ ان هذه المعرفة تتزايد مع الزمن ، وهذا ان دل على شي انما يدل على موضوعية منطلقاته العلمية التي بنى على اساسها نظريته الاجتماعية المتضمنة اركان متعددة منها ( البداوة ، التناشز الاجتماعي ، العصبية و التعصب ، ازدواج الشخصية . . . ) و ان هذه النظرية كانت و لا زالت محط اعتراض و تاييد من قبل افراد المجتمع العراقي من خاصة و عامة و هذا بحد ذاته يؤيد ما ذهب اليه في ان المجتمع العراقي يعيش حالة الازدواجية ، وتاكيدا لذلك كان يضرب لنا الامثال ـ حيث انا احد طلابه ـ عن هذه الحالة و منها و القول له اي الوردي بانه ( لو خمشت قلب كل عراقي لوجت بدويا قابعا فيه ) و هذا التوصيف ـ كما ذكره لنا في احدى محاضراته على غرار المثل الروسي الذي يقول ( لو خمشت قلب كل روسي لوجت قوقازيا قابعا فيه ) و اساس هذه الموالفة مستمدة من تشابه الظروف البيئية ( الطبيعية و الاجتماعية ) بين المجتمع العراقي و المجتمع الروسي فيما يتعلق ( بالبداوة ) رديفة الصحراء . خلاصة القول ما اود اشير اليه ان اراء الوردي كانت تمثل ( لائات ) كان يواجه بها افراد المجتمع العراقي ( من خاصة و عامة ) والذين كانوا يعارضونها و يؤيدونها في ان واحد ، ومن تلك ( اللائات ) التي كان يرددها علينا ـ نحن طلابه ـ : 1 ـ لا للطائفية في العراق . 2 ـ لا للمخدرات في العراق ، وان هذه ( اللائات ) بالنسبة له ليس كشعارات ولا وعظ كوعظ ( وعاظ السلاطين ) ،بل كانت دعواه منطلقة من مسلمات اجتماعية : اما بالنسبة للطائفية ، فانه : اولا ـ كان يفرق بين مفهوم الطائفية وبين المذهبية ( الدينية ) وكان يرى ان مفهوم الطائفية كمفهوم اجتماعي يتمثل في الطوائف في الهند ( كطائفة البراهما و طائفة السودرا ) والتي تعتبر كل منها كيانان منفصلان عن بعضهما دينيا واجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا ، وهذا النوع من الطوائف غير موجود في المجتمع العراقي لذلك ليس من الصحيح اطلاق تسمية الطائفية في العراق ، اذن لاتوجد طائفية في العراق بل هنالك مذهبية ( دينية ) وهذا موضوع اخر .
اماثانيا ـ فانه كان يرى ان اساس البنية الاجتماعية في العراق تتمثل بالعشيرة ، ونتيجة لتبعثر العشيرة الواحدة في مناطق متعددة لذلك نجدها اصبحت تنتمي لاكثر من مذهب واحد بسبب احتكاكها مع عشائر اخرى تنتمي الى مذهب اخر ، فاخذت احدى العشيرتين مذهب العشيرة الاخرى لاسباب لامجال الى ذكرها هنا ، و الدليل على ذلك نجد ان العشيرة الواحدة تنتمي الى اكثر من مذهب واحد ، خلاصة القول ـ وهذا ما كان يعتقده الوردي ، حسب فهمي له ـ ان الانتماء المذهبي بالنسبة للفرد العراقي هو انتماء ( مناطقي ) وليس عشائريا ـ طبعا هذا الامر لا نجده بهذا الشكل في كتبه ، بل انا انقل عن تاثري به كطالب عنده لمدة ثلاث سنوات في كلية الاداب ـ قسم الاجتماع ـ جامعة بغداد.
اما موضوع تعاطي المخدرات ، فان الوردي كان يرى ـ حسب فهمي له ـ ان العراقي غير ميال الى تعاطي المخدرات ( كالحشيش وما شابهه ) ليس لكون الفرد العراقي يجد هذه الامور من المحرمات الدينية او الاجتماعية ، بدليل ان قسم من العراقين يتعاطون ( المشروبا ت الروحية ) والسبب في ذلك يعود الى طبيعة العراقي الميالة الى الالفة والعمل الجماعي ، فان تعاطي المخدرات حالة يقوم بها الفرد لوحده من حيث توفيرها او تعاطيها ، لذلك اتجه من لايجد رادعا دينيا او اخلاقيا او اجتماعيا لتعاطي هذه المواد الى تعاطي ( المشروبات الروحية ) التي ـ من وجهة نظر المتعاطين لها ، طبعا ـ التجمع سوية وتوفير مستلزمات ومكملات تحقيق هذا الامر .
خلاصة القول الذي اريد ان اشير اليه بان منجزات مفكرينا وعلمائنا خاصة ( الراحلين منهم ) لازالت منارا يهتدى به لمعالجة مثل هذه المشكلات التي لازالت بعيدة عن الدراسة العلمية التي يحتاج اليها المجتمع العراقي في مرحلة التحولات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية التي يشهدها الان ، وذلك لتوفير البيئة الاجتماعية السليمة .



#سلمان_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم الاجتماع الدكتور عبد الجليل الطاهر
- الصدفة والواقع


المزيد.....




- إليك ما نعرفه عن اصطدام طائرة الركاب ومروحية بلاك هوك وسقوطه ...
- معلومات سريعة عن نهر بوتوماك لفهم مدى تعقيد البحث عن حطام ال ...
- أول تعليق من ترامب على حادثة اصطدام طائرة ركاب ومروحية عسكري ...
- حوافه حادة..مغامر إماراتي يوثق تجربة مساره بوادي خطير في قير ...
- كيف نجا قائد الطائرة إف-35 -الأكثر فتكا في العالم- بعد تحطمه ...
- إيطاليا تعيد كنوزا عراقية منهوبة.. قطع خلدت ذكرى من شيدوا ال ...
- FBI يستبعد العمل الإرهابي في حادث اصطدام طائرة الركاب بمروحي ...
- بعد كارثة مطار ريغان.. الإعلام الأمريكي يستحضر آخر حادث كبي ...
- جورجيا تنسحب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعد مطالباته ...
- الائتلاف الوطني السوري يهنئ الشرع بتنصيبه رئيسا للجمهورية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلمان مجيد - علي الوردي و ( لائاته )