|
كتاب اليسار الشيوعي المفترى عليه ولعبة خلط الأوراق
محمد يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1085 - 2005 / 1 / 21 - 12:23
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كتاب اليسار الشيوعي المفترى عليه ولعبة خلط الأوراق " نبيل الهلالي يمنح صك الغفران للشيوعيين ويطهرهم من خطاياهم مؤسس الحركة الصهيونية العالمية هرتزل الذي قال " لن نرضى أبدا بتوجيه اليهود نحو الاشتراكية " مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق "يجب إن نظهر للعالم كله إننا نمثل اشد الحركات عداءا للشيوعية نبيل الهلالي ينقي الفكر اليساري من الأجنبي ويبريء اليهود من جناية الصهيونية ويرفض تماس الشيوعية مع الصهيونية يقر بأن هنرى كورييل ليس خطيئة ويرفض وصم الشيوعيين بقبول التطبيع والتسوية مع العدو الصهيوني يتصدى الأستاذ احمد نبيل الهلالي لكافة المزاعم التي وصمت التيار الشيوعي على طول تاريخه الطويل في صياغة تاريخية ونظرية تتناول ما علق بالحركة الشيوعية منذ نشأتها بداية من مقولة الغرس الأجنبي لها والخلط بين الصهيونية والشيوعية لوجود وسيط اليهودية بينهما مرورا بما اسماه خرافة الانحراف الصهيوني في الحركة الشيوعية المصرية وعلاقة هنري كورييل بذلك وانتهاء برفض الحركة التسوية والتطبيع مع إسرائيل مبديا ملاحظة افتتاحية تعتبران الدكتور مصطفى خليل ود/ يوسف والي هما قطبا التطبيع الكبيرين بوصفهما فرزا للمرحلة الناصرية الشيوعية ليست غرسا أجنبيا : يبدأ الكاتب رحلته بتحجيم دور القيادات الأجنبية داخل الحزب الشيوعي المصري منذ نشأته في عام 1921 وحرص الكومنترن البالغ على أن تظل الحركة الشيوعية المصرية تحت قيادة مصرية رغم عدم إنكار المؤلف وللأمانة العلمية دور الكوادر المصرية الأساسية في تأسيس هذه التنظيمات مع الكوادر الأجنبية كما أن الحزب الشيوعي المصري الراية تأسس 1950 ولم يكن من بين قياداته أو قواعده كادر أجنبي أو يهودي واحد "حتى إذا ما شبت الحركة الشيوعية المصرية عن الطوق وما أن توفر لها كوادرها المصرية حتى طرحت هذه الكوادر على راس جدول أعمال تنظيماتها قضية تمصير القيادة وتم بالفعل إبعاد الشيوعيين الأجانب عن مواقع القيادة والجدير بالتسجيل أن بعض القيادات الأجنبية ذاتها لعبت دورا بارزا ومبادرا في معركة التمصير وقامت بتنحية نفسها باختيارها عن المواقع القيادية "وينقد الهلالي تقسيم محمد عباس سيد احمد أحدى قيادات الحركة الشيوعية الوسيطة تاريخ الحركة الشيوعية المصرية لمرحلتين أحداهما يهودية هيمنت على الحركة فيها قيادات يهودية وأخرى قومية هيمنت على الحركة فيها قيادات مصرية ذات توجهات قومية فوصف العناصر اليهودية بأنها لم تشكل يوما أغلبية على مستوى القاعدة أو القيادة باستثناء المنظمة الشيوعية المصرية التي كانت تحتكر فيها مقاليد القيادة( اودت حزان وسلامون سيدني ) الصهيونية واليهودية ليستا مترادفتين : ويستميت الهلالي أمام فكرة الخلط الشديد بين الصهيونية واليهودية محاولا الفصل بينهما بسيف التاريخ عن طريق الاستشهاد بنماذج يهودية وقفت ضد الحركة الصهيونية مثلما فعل الفيلسوف الماركسي اليهودي ماكسيم رودنسون المعروف بعدائه للصهيونية وصولاته وجولاته ضد إسرائيل وكذلك المحامية الإسرائيلية اليهودية فلسيا لانجر التي وهبت حياتها للتصدي لجرائم الصهيونية في عقر دارها ودافعت ببسالة عن المناضلين الفلسطينيين وكل المضطهدين في إسرائيل أمام محاكمها العسكرية حتى إذا ما انتقل الهلالي لساحة الوطن رصد نماذج يهودية تحملت عبء التصدي للصهيونية مثل يعقوب صنوع ويوسف درويش وشحاته هارون وريمون دويك وغيرهم ولا يقتصر الأمر بالهلالي إلى هذا الحد فيمتد للدفاع عن اليهود في الاتحاد السوفييتي وها هم اليهود في الاتحاد السوفييتي يستنكرون الصهيونية ويقطعون علاقتهم مع جمعية النصر التابعة لها فكان إعداد اليهود الذين توافدوا إلى إسرائيل ليسمن بينهم استنكر الصهيونية الصهيونية والشيوعية نقيضان بل متصارعان : يركز الهلالي على توضيح والتباين الشديد بين الصهيونية والشيوعية نافيا مزاعم البعض من أن الثورة الاشتراكية السوفيتية قامت بتدبير وتمويل من الحركة الصهيونية العالمية إذ كيف يستقيم ربط الشيوعية المعادية للرأسمالية والساعية لإلغاء الاستغلال الرأسمالي الصهيونية الممثلة لمصالح راس المال اليهودي ؟ فالحقيقة العلمية تقرر أن الشيوعية إيديولوجية مناهضة بالضرورة للصهيونية ووجود إحداها ينفي تماما وجود الآخري وقد قال ماركس في مقاله عن المسالة اليهودية بان التحرر الاجتماعي اليهودي يكمن في تحرير المجتمع من اليهودية فيحين يعتقد لينين انه "أن كانت فكرة إن اليهود امة منفصلة لا تقوم على أساس علمي فهي أيضا رجعية سياسيا والأدلة العلمية على ذلك يقدمها التاريخ القريب والحقائق السياسية الراهنة ولسنا في حاجة إلى تأكيد بان القوى الرجعية في أوروبا كلها خاصة فروسيا هي التي تعارض ذوبان اليهود وتحاول أن تبقي على عزلتهم" كما عبر ترو تسكي عن موقفه المناويء للصهيونية وأكد أن حل المشكلة اليهودية "ليس في إعادة تركيب المجتمع تركيبا أمميا متماسكا"ولعل ما يؤكد التناقض رصد الهلالي لموقف الصهيونية من الشيوعية بادئا بمؤسس الحركة الصهيونية العالمية هرتزل الذي قال " لن نرضى أبدا بتوجيه اليهود نحو الاشتراكية "0في حين يقول " مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق "يجب إن نظهر للعالم كله إننا نمثل اشد الحركات عداءا للشيوعية "وبع تأكيد الهلالي لفكرة التناقض بين الصهيونية والشيوعية يسحبهما إلى حيز الصراع في المنطقة العربية عامة والمصرية خاصة 0 إذ أصدر الاجتماع المشترك بين الحزب الشيوعي السوري والحزب الشيوعي الفلسطيني بيانا أدانا فيه "الاستعمار البريطاني الذي استخدم الصهيونية المضادة للثورة للاستيلاء على الأراضي وسرقتها في حين يطرد الفلاحون العرب ويحرمون من الأراضي " كما حدد يوسف سلمان مؤسس الحزب الشيوعي العراقي الجوهر الحقيقي للصهيونية " باعتبارها التعبير الصادق للرغبات والمصالح الطبقية للرأسمالي اليهودي في انجلترا وأمريكا والاحتكارات الاستعمارية لهما " صراع الشيوعية المصرية مع الصهيونية : لعل الهم الأكبر للكاتب هو الرصد والتعليق على مناوئة الحركة الشيوعية المصرية –بتنظيماتها المختلفة – للصهيونية العالمية 0فها هو الحزب الشيوعي المصري الأول يحذر- منذ مطلع العشرينات – من خطر الصهيونية المحدق في الوقت الذي كانت الرأسمالية المصرية غارقة حتى أذنيها في علاقات حميمة مع كبار الرأسماليين اليهود وارتبطت معهم بروابط اقتصادية متشابكة ونشرت مجلة الضمير الشيوعية التي كانت تصدرها منظمة الفجر الجديد مقالا في1945 للنقابي البارز محمود العسكري قال "أن الصهيونية الرأسمالية اليهودية الاستعمارية المتعفنة التي تضل الشعب الإسرائيلي الكادح لمصلحة حفنة من الرأسماليين الصهيونيين المستبدين 000 أنها الخطر المباشر الذي يهدد الشعب الكادح في شقيقتنا فلسطين الحرة 000بل تهدد حياة الشعوب الكادحة في الشرق الأوسط بصفة خاصة وشعوب العالم بصفة عامة "ويمر الهلالي مرورا مفصلا على البيانات والكتابات التي أوضحت مقدار العداء والصراع بين الحركة الشيوعية المصرية والصهيونية العالمية0 ويتوقف عند تفنيد أديب ديمتري لشرعية الوجود الصهيوني في كتابة "الماركسية والدولة الصهيونية 00 الوجود والكيان "فيقول ديمتري" الوجود الإسرائيلي على ارض فلسطين منذ أن وجد جزء لا يتجزاء من حركة الاستعمار الاستيطاني الأوروبي ومن ثم جزء من حركة الطبقات الرجعية في أوروبا الإمبريالية القاهرة للشعوب 0000وهووجود مستعمرين نازحين استولوا على ارض غير أرضهم ودخلوا في صراع لا ينتهي ولا يمكن أن ينتهي مع القوميات المدحورة حولهما 000وهذا الصراع 000يترسم خطى التكوين القومي في أمريكا الذي قام على ابادة الشعوب الأصلية ابادة تامة " موقف شيوعيي السبعينات : وتبعا لمنهج الرصد التاريخي الذي انتهجه المؤلف لمسح الفترات الزمنية المتعاقبة للحركة الشيوعية تتواصل علاقات المناؤة للحركة الصهيونية بداية من تأسيس منظمة الطليعة الثورية للشيوعيين 0فعبرت عن خطها السياسي في كتاب"في قضايا التحرر الوطني والثورة الاشتراكية في مصر"0 وأوضحت أن لينين قد كشف عن طبيعة الصهيونية وأدانها منذ البداية كحركة رجعية ومنظمة شوفينية للبرجوازية اليهودية وأداة للإمبريالية ارتبطت وواكبت حركة الاستعمار الكولينيالي( العسكرى ) منذ أواخر القرن الماضي"كما أصدر الشيوعيون المصريون في باريس مجلة اليسار العربي تولى رئاسة تحريره ميشيل كامل ميكائيل كرست صفحاتها للدفاع عن القضية ومجابهة الإمبريالية والصهيونية العالمية ومعارضة كافة الثقافات الاستسلامية مع العدو الصهيوني 0 وحذر ميشيل كمل من أن الحلقة الخبيثة لمسلسل التنازلات بمثابة بئر بلا قرار خرافة الانحراف الصهيوني : يعترف نبيل الهلالي بما اسماه " خرافة " الانحراف الصهيوني في الحركة الشيوعية المصرية ذلك أن الاتهام المزري- فيما يري- فيشرف اليسار المصري بوقوع انحراف صهيوني في الحركة الشيوعية مردود عليه 0اذ لم يتبن أي تنظيم شيوعي واحد أفكار ومقولات الحركة الصهيونية العالمية ولم يقربحق يهود العالم في الهجرة إلى فلسطين إلا انه يعترف بقبول اغلب التنظيمات الشيوعية لقرار التقسيم مع وجود كوادر كثيرة رفضت هذا القرار0 ويعدد الهلالي شواهدها التي جاءت على صورة مقالات أو كتابات 0 مستخلطا فكرة أن "الأمر الذي يقطع بان الربط بين موافقة على تقسيم فلسطين وبين العمالة الصهيونية هو من قبيل خلط الأوراق 0 أن التاريخ يشهد أن قوميين كبارا لا يمكن التشكيك في عدائهم للصهيونية قد أعلنوا يوما مواقفهم الصريحة أو الضمنية على قرار التقسيم " ويتناول الهلالي كتابات احمد بهاء الدين كنموذج إذ طرح – في أعقاب نكسة 67 – اقتراحا يتضمن قبولا ضمنيا لقرار التقسيم ويقضي الاقتراح "بإقامة دولة فلسطينية على ارض الأردن وغزة 0000 إلى جوار دولة إسرائيل وقد أثار اقتراح بهاء الدين - فيما يقول الهلالي – جدلا عنيفا 0 ورغم الانتقادات الشديدة التي قوبل بها اقتراح إقامة الدولة الفلسطينية فان أحدا لم يتهم بهاء الدين بالعمالة للصهيونية أو بالوقوع في انحراف صهيوني بل كتب الصحفي شفيق الحوت يقول "أن نوايا وطنية صادقة قد حدت ببهاء لتقديم هذا الاقتراح " كورييل ليس خطيئة ولم نقبل التسوية أو التطبيع: يدافع الهلالي عن ( وصمة ) علاقة الشيوعيين المصريين بهنري كورييل – الذي ارتبط به الانحراف الشيوعي وعلاقته بالصهيونية انطلاقا من كونه لم يطرح أفكارا صهيونية صريحة طوال فترة ارتباطه بالحركة الشيوعية 0 فذلك ما حدث من قطيعة معه بعد رحيله عن مصر0 وعلى مسار علاقة الشيوعيين المصريين ب ( التسويات الاستسلامية ) يهاجم الهلالي الدكتور علي مجاهد الذي اتهم الشيوعيين بأنهم "امنوا بسراب التسوية السلمية ويتساءل الهلالي من أين استقى هذه المعلومات المغلوطة 00 ومن هم الشيوعيون الذين يقصدهم بكلامه 0 ذلك أن الشيوعيين المصريين التزموا موقفا ثابتا يرفض ويدين كل مسلسل التسويات الاستسلامية من كامب ديفيد ومبادرة الملك فهد في عام 1981ومعاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية واتفاق ( غزة –أريحا) الذي علق عليه الهلالي نفسه قائلا "أن الاتفاق يمهد الطريق لتحقيق حلم هرتزل القديم بإنشاء كومنولث شرق أوسطي تلعب فيه إسرائيل دورا قياديا وتكنولوجي كما انه لا يغرس في التربة الفلسطينية بذرة الدولة الفلسطينية وإنما يرسي عليها حجر الأساس لدولة إسرائيل الكبرى مما يتيح للعدو الصهيوني تحقيق حلمه القديم 00 في ثوب جديد 000بالاعتماد على الهيمنة الاقتصادية بديلا عن الاحتلال والإلحاق والضم 0 ويتصدى الكتاب أخيرا للدفاع –وان نفى الهلالي نفسه فكرة الدفاع – عن ما وصم الشيوعيين المصريين من ارتباطهم بفكرة التطبيع لا سيما فيما ذهب إليه د0 على مجاهد من أنهم " اجتمعوا سرا مع الصهاينة خارج البلاد "وبأنهم "أعلنوا عن اجتماعات مع الصهاينة في خجل في البداية ثم فيما بعد في بجاحة وسفور "0 ويعلق الهلالي على ذلك بيانه خلط للأوراق بالتعامي عن الدور المبادر والفعال لجمهرة الشيوعيين المصريين في قيادة الحركة المناهضة للتطبيع منذ مشاركة إسرائيل الأولى في معرض الكتاب1981 إذ أصدر المثقفون بيانا بعنوان " لا للكتاب الإسرائيلي الصهيوني أسفر عن القبض على حلمي شعراوي وصلاح عيسى وغيرهم من المواطنين 0 وتكرر الموقف ذاته في معرض الكتاب عام 1985 0 كما تأسست عام 1979 لجنة الدفاع عن الثقافة الوطنية لمناهضة التطبيع 0اطلقت رئيستها لطيفة الزيات في عام 85 صيحة تحذير من محاولات توغل بعض المثقفين العرب للمنظمات الشعبية والاتحادات والتجمعات المهنية العربية لنشر فكرة التطبيع "سنفيق يوما لنجد التطبيع ولقد نزل من الدائرة الثقافية إلى الدائرة الشعبية 0 وأصبح بدوره حقيقة واقعة لا نملك لها تغييرا ولا تبديلا "وقد كانت الحملة – فيما يرى الهلالي – شديدة على التحالف المشبوه المسمى تحالف كوبنهاجن تصدى له رموز الفكر اليساري والماركسي والشيوعي 0 من كتاب نبيل الهلالي "اليسار الشيوعي المفترى عليه ولعبة خلط الأوراق " يفسر لنا دور هنرى كورييل في مسألة التطبيع مع الدولة الصهيونية في ص35 ورصدت وثائق المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية الكومنترن معلومات عن النشاط الصهيوني المريب في صفوف الحركتين الشيوعية والعمالية مما سبق يتضح لنا أن الصهيونية إذ تستشعر خطر الشيوعية يجعلهم يخترقون تلك المنظمات 0ما حدث في مصر للموجة الثانية للتنظيمات الشيوعية في الأربعينيات ما يجعلنا نجيب على التساؤل لماذا تواجد اليهود بكثرة في المنظمات كالحركة المصرية التحرر الوطنى وكان سكرتيرها هنري كورييل ومنظمة اسكرا سكرتيرها هليل شوارتز ومنظمة تحرير الشعب يقودها مارسيل إسرائيل ففي ظل وجود دعوات القومية العربية التي ظهرت في أدبيات الحزب الشيوعي المصري الأول سنة 1921 ومحاولة تهيئة المناخ لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ودعوة الشيوعية إلى رفض إنشاء دولة على أساس عنصري كان من الضروري على الصهيونية أن تعمل على تقويض تلك المنظمات الشيوعية خاصة وان الانقسامية كانت هي السمة الغالبة عليها يقول الكاتب ويقول هنري كورييل أن ما ساعدنا على اتخاذ ذلك الموقف هو أن الاتحاد السوفييتي والبلاد الديمقراطية ساندت قرار التقسيم وان الاعتراف بالدور القيادي للاتحاد السوفييتي يعني فهم أن مواقف الاتحاد السوفييتي تتفق تماما مع مصالح الشعوب بعد طرد هنري كورييل من مصر 1950 وسافر إلى فرنسا وكون جماعة روما وهي جزء من الحزب الشيوعي المصري تبنى فكرة السلام وهي وان كانت قيمة تقبلها كل الشعوب إلا أن الغرض من تبنيها كان عكس ذلك فقد اخذ يدعو إلى التعايش السلمي بيين العرب واليهود في صراع الأيديولوجيات تتضح حقائق كانت خافية وقد ظل الصراع بين الماركسية والرأسمالية على مدار التاريخ الحديث والمعاصر معلما واضحا لكل مجالات الفكر الإنساني وبين مد وجذر هاتين النظريتين جذبت كل منهما أتباع ومناصرين وخلقت أعداء ورافضين لكن ذلك لا يمنعنا من محاولة نقد هذه الإيديولوجية أو تلك لنكشف عطاءاتها السياسية والوطنية في مسيرة التاريخ المصري ويظهر اليسار المصري كقوة مؤثرة وفاعلة على الساحة السياسية لما له من تاريخ عريق ممتد يبدأ من أوائل القرن العشرين ويستمر حتى اللحظة الراهنة وفي تلك الأحوال لابد أن تظهر كتابات تؤيد ذلك الاتجاه وتعتبره وطنيا خالصا وكتابات أخرى تعارض مواقفه وسياساته وبين هذه وتلك آراء تحاول أن تضع التجربة في ضوء السياسة الدولية لتبرز إلى أي مدى كان ذلك التيار وطنيا مخلصا أو كانت تشوبه بعض السوءات وقد أصدر الأستاذ احمد نبيل الهلالي كتابا بعنوان "اليسار الشيوعي المفترى عليه ولعبة خلط الأوراق " في بداية الكتاب يؤكد أن الحركة الشيوعية المصرية ليست من غرس الأجانب وهذا يبعد تماما عن وقائع التاريخ فالمعروف أن الأجانب كانوا متواجدين بكثرة في مصر في ظل الاحتلال الإنجليزي مستفيدين من الامتيازات الأجنبية التي كانت توفر لهم قدر من الحماية لم تتح لأبناء الشعب المصري وطبيعي والأمر كذلك أن يتوغلوا في مؤسسات ذلك المجتمع فقد كانت المصانع يعمل بها عمال أجانب من جنسيات مختلفة يونانيون وإيطاليون وأرمن بجانب العمال المصريون وقد حدث نوع من التفاعل بينهم خاصة وان العمال الأجانب كانوا محملين بالفكر الاشتراكي الذي استقوه من بلادهم التي كان بها أحزاب اشتراكية آنذاك في تلك الفترة كان العمال المصريون يعملون في ظل ظروف مادية ومعنوية صعبة ولكنهم كانوا يفتقرون إلى الوعي الطبقي وكيفية تنظيم صفوفهم للمطالبة بحقوقهم وكان من الطبيعي أن يتعلم العمال المصريين من زملائهم الأجانب ويتعرفوا على وجودهم الطبقي ساعدهم ذلك على تكوين نقابات عمالهم ويقول دكتور رفعت السعيد فالعمال الذين لم يمض على تعاملهم مع الآلة إلا وقت قصير جدا يختلطون أمام الآلات مع عمال إيطاليين ويونانيين وأرمن وينقلون عنهم وبشكل مباشر تجاربهم النضالية ونقابات عمال وحتى روابط سرية ومما ساعد أيضا على نشر الفكر الإشتراكى في مصر وجود طبقة من المثقفين المصريين تثقفوا بثقافة أوربية وتأثروا هناك بالفكر الإشتراكى فقد أصدر سلامة موسى كتابا بعنوان الاشتراكية سنة 1913 وأصدر مصطفى حسنين المنصوري كتاب تاريخ المذاهب الاشتراكية سنة 1915 بالإضافة إلى صحف ذلك الزمان التي كانت تعرض الفكر الإشتراكى كوافد جديد فكان الغرس اجنبى والنبتة مصرية فالواقع المصري البناء التحتى كان في حاجة إلى وعى البناء الفوقى الذي وجد مع الأجانب وبعد ذلك يوضح لنا الكاتب التناقض بين الصهيونية والشيوعية وهذا صحيح من الناحية النظرية فالصهيونية عنصرية تهدف إلى إقامة وطن قومي لليهود وتجعل من اليهود المقيمين في كل دول العالم الحق في تكوين القومية اليهودية والشيوعية دعوة إنسانية عالمية تدعو إلى الأممية وترفض إقامة وطن على أساس عنصري ولكن في متن الكتاب ما يجعل ذلك التناقض ذاته هو السبب في جعل اليهود يدخلون في منظمات شيوعية بهدف تفتيت الفكر الثوري للشيوعيين ففي الكتاب ص 34 يذكر الكاتب من خلال المؤتمر الذي عقد في برلين لتجمع اليهود المنحدرين من اصل روسي جاء فيه أن تجمع اليهود من الأصل الروسي ينطلق من القناعة التامة بان البلاشفة يشكلون الخطر الأعظم على اليهود وان النضال بكل القوى والإمكانيات ضد سيطرة الغوغاء على روسيا هو واجبنا أمام ا لإنسانية والحضارة والوطن إننا مقتنعون بان بانتصارنا على هذا الشر العظيم سنجد بعد ذلك في أنفسنا القوة والعزم على النضال ضد المصاعب المستجدة وجاء أيضا في ص35 ورصدت وثائق المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية الكومنترن معلومات عن النشاط الصهيوني المريب في صفوف الحركتين الشيوعية والعمالية مما سبق يتضح لنا أن الصهيونية إذ تستشعر خطر الشيوعية يجعلهم يخترقون تلك المنظمات 0وما حدث في مصر للموجة الثانية للتنظيمات الشيوعية في الأربعينيات ما يجعلنا نجيب على التساؤل لماذا تواجد اليهود بكثرة في المنظمات كالحركة المصرية التحرر الوطنى وكان سكرتيرها هنري كورييل ومنظمة اسكرا سكرتيرها هليل شوارتز ومنظمة تحرير الشعب يقودها مارسيل إسرائيل ففي ظل وجود دعوات القومية العربية التي ظهرت في أدبيات الحزب الشيوعي المصري الأول سنة 1921 ومحاولة تهيئة المناخ لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ودعوة الشيوعية إلى رفض إنشاء دولة على أساس عنصري كان من الضروري على الصهيونية أن تعمل على تقويض تلك المنظمات الشيوعية خاصة وان الانقسامية كانت هي السمة الغالبة عليها 0ويعترف الكاتب في ص35 ويقول "وبالفعل لم تكن أصابع الحركة الصهيونية بعيدة عن الانهيار الكبير للاتحاد السوفيتي وأنظمة الحكم في أوربا الشرقية وما حدث في قرار تقسيم فلسطين سنة 1947 من اعتراف المنظمات الشيوعية المصرية به لدليل واضح على ذلك فرغم أن التنظيمات الشيوعية العربية والأجنبية قد أدانت ذلك القرار إلا أن التنظيم الشيوعي المصري (حدتو)قد وافق على قرار التقسيم رغم انه معارض للفكر الماركسي اللينيني الذي يرفض الرؤية العتصرية وكانت حجته في ذلك أن الاتحاد السوفييتي قد وافق على قرار التقسيم دون أن يتبنوا الفكر القومي الذي نادى به الحزب الشيوعي الأول وقد ظهر بعد ذلك خطورة وسوء ذلك التقدير لان قرار التقسيم ذلك سلم فلسطين لقمة سائغة للصهيونية العالمية و أتاح للإمبريالية العالمية إقامة قاعدة أمامية لها وبؤرة للعدوان على شعوب المنطقة كما يقول الكاتب ويقول هنري كورييل أن ما ساعدنا على اتخاذ ذلك الموقف هو أن الاتحاد السوفييتي والبلاد الديمقراطية ساندت قرار التقسيم وان الاعتراف بالدور القيادي للاتحاد السوفييتي يعني فهم أن مواقف الاتحاد السوفييتي تتفق تماما مع مصالح الشعوب وبهذا ساندنا قرار التقسيم واضح أن التبعية للاتحاد السوفييتي هي الحجة التي ارتكن عليها كورييل لتبرير الموافقة على قرار التقسيم وإقامة دولة يهودية على ارض عربية وكان عليه بوصفه شيوعيا أن يسترشد بالأفكار الماركسية اللينينية لا بالاتحاد السوفييتي الذي تدفعه المصالح العملية لكن هنرى كورييل لا يقف عند هذا الحد بل انه رفض الحرب ضد إسرائيل 1948 بدعوى أنها حرب تصب في صالح الرجعية العربية رغم أن الاتحاد السوفييتي قد واقف على قرار التقسيم وإنشاء الدولة اليهودية وهي ضد المبادىء الشيوعية فإذا اتفقت الرجعية العربية مع المنظمات الشيوعية على الحرب فليس هذا معناه أنهم أصبحوا في خندق واحد بقدر ما هو توحد في الأهداف العامة وبعد طرد هنري كورييل من مصر 1950 وسافر إلى فرنسا وكون جماعة روما وهي جزء من الحزب الشيوعي المصري تبنى فكرة السلام وهي وان كانت قيمة تقبلها كل الشعوب إلا أن الغرض من تبنيها كان عكس ذلك فقد اخذ يدعو إلى التعايش السلمي بيين العرب واليهود دون أن يقر أن السلام يجب أولا أن يبنى على أسس العدالة والحق أما أن يتم سلام دون ذلك فهو تكريس للأمر الواقع وتصبح دعوة السلام ظلما للطرف المغتصبة حقوقه ومكافأة للطرف الغاصب ورغم دعوات السلام التي كان يرسلها كورييل إلى أصدقائه في مصر إلا أن عدوان 56 يحدث و تشارك فيه إسرائيل ترى لماذا كانت تلك الدعوات وفي صالح من كانت تصب 0 وبعد عدوان 56 يكتب كورييل النداء العالمي للسلام بين إسرائيل والبلدان العربية فهو يؤكد انه يجب فك الحصار الاقتصادي عن إسرائيل لان الجامعة العربية تقاطع الشركات التي تتعامل مع إسرائيل فهذا يعرقل التبادل بين إسرائيل والبلدان الأخرى فهو يرفض الحصار الاقتصادي على إسرائيل ويتهم الجماعة العربية بعرقلة تعامل إسرائيل مع البلدان الأخرى غير العربية ويقول أيضا أن السلام يقدم للبلاد العربية وباعتباره تكريس للهزيمة ويقدم كنوع من الخيانة تجاه فلسطين المعتبرة كبلد عربي لفهم وجهة النظر هذه يجب أن نعرف مثلا أن الكثيرين يعتبرون الجزائر فرنسية رغم انه لا يوجد عربي واحد لم يعتبر هذه البلاد بلدا عربية فكان الأمر هنا متعلق بالاعتبار وان فلسطين عربية بالاعتبار وليس على سبيل الحقيقية التاريخية وذلك واضح من التشبيه بين فلسطين والجزائر ثم يغمض عينيه عن ذلك بعد اشتراكه في تلك الاعتبارات لأنه باعتباره مصريا فهو يخدم مثلا أعلى فحسبوه و السلام فهو يغفل عن كل الحقائق التاريخية ويتبنى فكرة السلام ربما لأنه كان متأكدا من أن مسار الأحداث في صالح إسرائيل وفي متن ذاك النداء يقدم تصوره عن السلام على أساس أن التنازلات حتمية من جانب البلاد العربية وحتى تكون تلك التنازلات مقبولة ويمكن أن تتبناها الدول الصديقة حتى لا تتهم الحكومات العربية بالخيانة فهو لا يتكلم عن أي تنازل من جانب إسرائيل الذي هو في الأصل حق عربي ويتحدث كثيرا عن الشوفينية العربية ورفضهم إقامة أي حوار مع الاسرائيلين ويضرب مثلا بالمفاوضات التي كانت تتم بين الفيتناميين والفرنسيين رغم استمرار المقاومة ضد فرنسا وهذا خلط واضح لان فرنسا كانت تحتل فيتنام كدولة قائمة ذاتها أما في الوضع العربي الإسرائيلي فلأمر مختلف لان إسرائيل دولة أقيمت على ارض عربية وبالتالي فالتفاوض معها هو اعتراف بها فلعبة خلط الأوراق هذه كان يمارسها كورييل ببراعة شديدة محاولا أن يوهم الآخرين بأنه صاحب دعوة سلام وانه يعمل على نصرة اللاجئين الفلسطينيين 0 ومن المفارقات العجيبة أن هنري كورييل كان بعد حرب 1967 يؤكد أن تيار السلام يشتد في إسرائيل وإنها تشكل بذرة لتغيير إسرائيل إلى دولة مسالمة ولكن سير الأحداث يوضح لنا أن ذلك التيار يقف عند حدود معينة لا يتخطاها لأنه في النهاية يصب في تدعيم دولته بالطرق التي يراها مناسبة وملائمة لسياساته وجاء اجتياح لينان 82 ومذابح صبرا وشاتيلا إلا دليلا على أن تيار السلام في إسرائيل المسمون بالحمائم يعمل مع الصقور على طريقة تبادل الأدوار 0 وهناك تساؤل يطرح نفسه فقد كان هنري كورييل يبعث برسائله إلى أصدقائه في مصر التي يسميها الهلالي حلقته الضيقة فما هي طبيعة موقفهم من تلك الرسائل وما هي توجهاتهم التي كانت تسمح لهم باستمرار العلاقة بينهم رغم ما تحمله تلك الرسائل من توجه صهيوني واضح حتى قبل أن تحل جماعة روما في باريس 1957 فنحن نعلم أن هناك طائفة من الشيوعيين المصريين انضموا إلى المجلس المصري للسلام وهي منظمة غير حكومية تتبنى فكرة السلام بين الشعوب وانضموا أيضا إلى مجلس السلام العالمي وهنري كورييل كان يتعامل مع منظمات السلام في العالم ووفق ما سبق في الموجة الثانية من التيار الشيوعي المصري ورغم أن جسد ذلك التيار كان وطنيا و مخلصا لمباديء الشيوعية إلا أن قياداته كانت تشوبها شوائب كثيرة وما هنري كورييل إلا مثل على ذلك أما التيار الشيوعي في الموجة الثالثة والذي تكون بعد حرب 68 واستمر في السبعينات كان مصريا صميما فقد كان يضع الأهداف القومية من ضمن أولوياته مدفوعا بجرح الهزيمة الغائر واشتد تفاعلا اثر تأجيل قرار الحرب في أول السبعينيات وسياسة الانفتاح التي اتبعها السادات والتي كانت تعمل على تقويض كل المكاسب الوطنية والقومية التي حققتها الثورة بعد تبنيها للأفكار الاشتراكية في الخمسينيات والستينيات لكن الأمر اختلف بعد ذلك فبعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979 على صوت التطبيع مع العدو الصهيوني وفي ظل مسلسل إرضاء السلطة تحول عدد مهم ومؤثر من الشيوعيين إلى خندق التطبيع مما أدى إلى حدوث هزة وأزمة ثقة داخل صفوف الشيوعيين واشتغلت الدولة ذلك وعملت على استقطاب عناصر مهمة في أجهزتها المختلفة ليصبحوا بعد ذلك أبواق للحكومة ومبررين لتوجهاتها متخلين عن سبب وجودها في الدفاع عن الحريات ومحاربة الفساد والاستغلال 000 من اوراق جريدة الانباء الثقافية العالمية ـ محمد يوسف صحفى ـ شاعر ـ فنان تشكيلى ـ رئيس تحرير جريدة الانباء الثقافية العالمية ـ رئيس تحرير جريدة الانباء العالمية الالكترونية ـ رئيس مجلس ادارة جمعية راية التنوير للاعلام وتنمية الثقافة والحوار
#محمد_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محمد يوسف فى حوار مع عضو التيار الثورى الماركسى الدكتور عبد
...
-
من اجل عيون الكويزكلنا في الهوا طراطير
-
الرهان
-
لماذا نحن هكذا
-
يابتوع نضال اخر زمن في العوامات
-
مقالتين عن اليسار الشيوعي
-
المحاكمة ( في اطار نقد الحركة اليسارية في الوطن العربي )
-
المثقف سلاح الثورة والتغيير وألد أعدائهما
-
دعوة للأخر
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|