|
دولة القبائل الإسلامية
طاهر مرزوق
الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 22:13
المحور:
كتابات ساخرة
مشكلة كل مصرى بعد أنتهاء عام على الثورة وجارى التحضير لتلفيق الأنتخابات الرئاسية، أنه لا يعلم هل سينتخب رئيس مصرى لدولة مصر أو أنه سينسى وطنه لصالح مشاعره الدينية لينتخب رئيس دينى إسلامى؟ كثيرة هى الخواطر التى تجول بعقل كل مواطن فى تلك اللحظات التاريخية التى ينتظر نتائجها العالم وستؤثر سلباً أو إيجاباً على بقية المنطقة العربية، وهل شعب مصر اليوم بما هو مقدم عليه من تغييرات، هل سيمحو حضارة سبعة آلاف سنة ليحل محلها ألف وأربعمائة سنة من التخلف والجهل مازالت مصر تعيشه؟ الشعب المصرى والعالم أجمع يعرف جيداً حضارة المصريين الفراعنة، لكن منذ غزو قبائل العرب الإسلامية لمصر والمجتمع المصرى لم يتقدم خطوة إلى الأمام بل أستبداد وتخلف وترغيب رجال الدين فى ثقافة الظلام حتى يظل المصريين يعيشون منذ غزوهم وحتى الآن فى ظلام مستمر خيم عليها من تلك التعاليم البدوية التى جلبها معه غزاة مصر العظيمة.
ليس سهلاً أن يصحو المواطن المصرى من نومه الذى بدأ بالأنتخابات البرلمانية عندما قامت الشعارات الدينية بتخدير عقله لتلتهب مشاعره الدينية لينتصر للجماعات الإسلامية السياسية التى تقول عن نفسها أنها تتكلم بلسان الإسلام وبلسان الله، وأعوذ بالله من شياطين الدين الذين جاءوا ليدمروا مصر ويستولوا على شعبها ليخربوا عقولهم ويضعونهم فى سجن الله أى يفعلون بالمواطنين كل شئ ضد المنطق والعقل ثم يقولون لهم أن الله يريد ذلك وهذا شرع الله، ولن يكتفوا بذلك بل سيكونون حراس الله على أرض المحروسة مصر ومن يعلو صوت على صوتهم أقصد صوت شرع الله سيكون السيف أو السجن هو مصيره وبئس المصير. كل جماعة أو تنظيم إسلامى يقول أنه يمثل الإسلام وبالتالى يمثل الله على الأرض، القاعدة وأنصار السنة وأنصار الإسلام والجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد وجماعة التوحيد والجهاد والتكفير والهجرة والشوقيون والإخوان المسلمين والسلفيين.. كل هذه الجماعات والتنظيمات تدعو فى دستورها التنظيمى إلى أنها دعوية تدعو إلى الله والجهاد فى سبيل الله لإقامة الدولة الإسلامية، والبعض منهم حاول الجهاد والقتال فى أماكن كثيرو من مصر وقتلوا مصريين وسياح أجانب، لكنهم تحت ضغط الحرب على الإرهاب لجأوا إلى قول الإسلام بتطبيق شريعة التقية ومهادنة الحاكم وإخفاء أهدافهم، وأصبح المواطنين مجرد خدام أوفياء لأهداف تلك التنظيمات السلطوية.
يصادرون حريته ويقولون هذا شرع الله، يجبرون المواطن على السكوت ووضع لسان فى فمه لأن الله لا يحب المعترضين على الحكام الدكتاتوريين، يخدعون المواطن بأن الله الذى لا نعلم ولا هم يعلمون أين هو يفرض عليهم تنفيذ أوامر أسياد قريش الإسلامية، أوامر الجاهلية والتخلف والظلام والصراع بين قبائل الأخوان المسلمين وقبائل السلفيين وقبائل الجماعات الإسلامية وقبائل الكفار وقبائل المجلس العسكرى وبقية القبائل التى دخلت حلبة السباق فى الأستيلاء على حكم مصر وأستعمارها أستعمار جديد، يختلف أختلافاً بيناً عن أستعمار عمرو بن العاص، لأن هجوم القبائل الجديدة سيهدف حسب الخطط الموضوعة لها إلى إستحمار شعب مصر ليتركوا المدنية والحداثة والعلمانية والليبرالية والحضارة والتقدم والكفار والمصريين والفراعنة وغيرها من الأشياء التى أضلته عن الطريق المستقيم، ليتم فى نهاية التغييرات تحويل شعب مصر وهدايته ليصبح بقدرة القادر الجبار من الشعب المصرى إلى الشعب الإسلامى، لأن المصرى هى هوية الكفار الفراعنة !!!
عاصمة الدولة الإسلامية الجديدة لن تكون قاهرة المعز، بل ستكون الرياض هى العاصمة العالمية، وستحول العلم المصرى إلى العلم الإخوانى أو الوهابى والمهم أن يكون مرسوم عليه السيفين المتقاطعين، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه أن يعترض على الولاة الإسلاميون الجدد، وكما يحدث الآن بتحويل الأقتصاد والبنوك لتكون إسلامية لتناسب المجتمع الإسلامى الجديد، ويتم تحويل العملة الرسمية من الجنيه المصرى إلى الدينار الإسلامى، فالصراع القبائلى لن ينتهى بذلك بل سيشتعل بالغزوة الأخيرة ألا وهى غزوة الأنتخابات الرئاسية.
الخلاص الخلاص من أهل العلم والإختصاص، سيكون شعار الهجمة الوهابية لتحرير الشعب المصرى من مصائبه ورغبته فى المدنية والحضارة وهى رغبات كفرية ضالة، وسيتم أنتخاب رئيس إسلامى ومش مشكلة إذا كان من مصر أو ماليزيا أو أفغانيستيا، المهم ظز فى مصر وشعب مصر لأن التحول العجيب فى المستقبل القريب سيكون: الدولة الإسلامية والشعب الإسلامى وطز فى الفراعنة يا كفار!!
#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السرقة حلال فى الإسلام ( 2 )
-
السرقة حلال فى الإسلام
-
وما أرسلناك إلا رحمةً للمصلين فى سيدة النجاة
-
القبض على الله أخيراً
-
أدبيات الإسلام وتحقير الآخر
-
عادل إمام المسلم المثالى
-
مكتبة التمدن وقعت فى هاوية التأسلم
-
عيد الحب يا أهل الحب الأسود
-
العنصرية المصرية بين نجع حمادى وإيطاليا
-
جرائم المسلمين ضد المسيحيين
-
المذابح الإسلامية أمام ضحية الحجاب
-
عالم مايكل جاكسون وعالم المسلمين
-
دولة الإسلام ترشو سيد القمنى
-
أوباما بين أيمن الظواهرى وبن لادن
-
الثورة الإعجازية والبلاغة الكتابية
-
نصير الشيطان فى بلاد العرب
-
أنصار الله فى بلاد العرب
-
متى يصبح الإسلام خالياً من الإرهاب ؟
-
حزب الله المصرى الأيرانى
-
أين علماء المسلمين من إمام المسلمين
المزيد.....
-
قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل
...
-
ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية
...
-
حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
-
عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار
...
-
قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح
...
-
الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه
...
-
تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
-
مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة
...
-
دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
-
وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|