أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جواد كاظم الدايني - ربيع آخر














المزيد.....

ربيع آخر


جواد كاظم الدايني

الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 17:25
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


سيبقى شعور الدهشة والاعجاب يلازم مخيل الحاضر والمستقبل على السواء بعد مرور اكثر من عام على تفجر ثورات الربيع العربي التي اطاحت بدكتاتوريات الحقبة القومية التي ولدت على انقاض فترة ما بعد الاستعمار الكلاسيكي منتصف القرن التاسع عشر, وهو ربيع سيطول مكثه حتى تستكمل هذه الثورات عملها وتأتي أكلها . لان ما نشهده من نتائج لهذه الثورات والمتمثلة بصعود سياسي لتيارات دينية متزمتة والاسلامية اصولية يمثل بأعتقادي ممانعة للتغيير لا استجابة له ولدوافعه حتى وان جاءت عن طريق الالية الديمقراطية المتمثلة بصناديق الاقتراع , لان الديمقراطية هي مبادئ تضمن المساواة والحرية والعدل للجميع وهي تمثل ابعاد صناديق الاقتراع الشرعية لا اعداد ما تحويه من اوراق الاقتراع .قد تكون النتائج طبيعية لانه ليس من السهل ان نجتاز قرونا من تاريخ شيع عقله الى مقابر الزمن لصالح مقدساته ومعتقداته .
ربما هذه طبيعة الثورات سواء كانت طبيعية ام بشرية , فكما تثور البراكين كاشفة غضبها وشاكية صمتها تكون غير ابهة بالنتائج , ومثلها فعلت ثورات الربيع العربي فهي لم تفكر بالنتائج لان الثورات كانت مفاجئة حتى لنفسها في كل ما ارادته صرخة ضد الظلم والقهر الطويل كانت كفيلة بأسقاط اعتى دكتاتوريات العروبة , وسيكتشف الناس البسطاء اصحاب الثورة الحقيقية ان ما قامو به هو " تجربة " ثورة مع خبرة جيدة لحتراف فكرة وذهنية التغيير .
ان من النادر ان تصل بتجربة واحدة الى نتائج منطقية وحقيقية بعينها بل من الطبيعي ان تكون هناك عدة تجارب يتم تجاوز اخطاء التجربة سابقتها , لذا لم يكن من الغريب ان تحتاج الثورة الفرنسية الكبرى الى قرنين من الزمن حتى يستقر شكل الدولة الفرنسية الحديثة التي اصبحت مضربا لامثال الدول المتحضرة القائمة على الحرية والعل والمساواة , شهدت فرنسا خلالها محاولات نجحت بعضها في ارجاعها الى عصور الاستبداد والدكتاتورية . لذا ليس من المستبعد ان نمر بنفس مراحل الثورة الفرنسية مع الاحتفاظ بالخصوصية .
ليس امرا يسيرا التأسيس لعقد اجنماعي قائم على اساس احترام الاخر والاقرار بحقوقه الانسانية خاصة داخل مجتمعات تمتلك تنوعا غنيا للاديان والثقافات والاعراق انتحتها فترات تاريخية زاخرة بتجارب النبوات التي اسست لنشوء الاديان والخلاف السياسي الذي اسس بعد ذلك لظهور المذاهب والطوائف . ومن الواضح ان رؤيتها للعالم وللاخر ظلت اسيرة لذلك التاريخ مع تفاوتها بشدة تمسكها بتلك الرؤية تبعا للمناخات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت تحيط بها . وفي ذروة الصراعات العالمية التي انتجت ورعت الانظمة الدكتاتورية تتعرض المجتمعات لعنف ممنهج للحيلولة دون الاهتراض عبى وضع سياسي ما يخدم صراعا عالميا على منابع الطاقة او توجها ايدولوجيا او مذهبيا يغذي صراعا دمويا على السلطة لحركات تفتقر لابسط مقومات العمل السياسي المتحظر , حتى وان كان ذلك على حساب حقوق وحريات تلك المجتمعات . وفي ظل المناخات التي تحدثنا عنها تكسب الاحزاب الدينية والحركات الاسلامية الجولة وتفوز بتعاطف المجتمعات , مستغلة ذهنية المجتمعات المتدينة والمؤمنة بنظرية المؤامرة على الاسلام الذي قدم لها مدعوما بتفسير سياسي سطحي على انه حلاً وهويةً وملاذاً لها .
روعة صور تلك الثورات كان بأستعدادها للذهاب بعيدا الى اقصى حدود الالم والموت والحياة لنيل الحرية " تنتزعها اروع من ان تقدم لك هدية " عندها تمنيت لو ان التغيير الذي حصل في العراق جاء بهذه الطريقة , والاضاحي البشرية التي قدمت قربانا للطائفية قدمت للتخلص من نظام البعث الذي لم يكن ليبخل علينا بوحشيته . وكنا سنكسب احتراما اكبر لانفسنا بدلا من ان يلفنا العجز للاستعانة بالاخرين وعدا ذلك فأننا فوتنا فرصة ذهبية كي يسجل لنا التاريخ امراً تعتز به اجيالنا القادمة . لكن الامر لا يبدوا بهذه الاهمية لسببين , الاول كما يقال اننا تجمعات بشرية لا نملك صفة امة ولا نملك هوية حقيقية او مسمى نتعايش معه بأمان , كما اننا في حقيقة الامر مجتمعات تكتنز مقومات التشضي وبذلك فأن فكرة قيام ثورة شعبية شاملة موحدة ستكون بعيدة حتى عن دائرة الامكان للاسباب عينها التي تمانع التغيير الذي حدث في العراق منذ العام 2003 والمتمثلة بالسلوك السياسي الذي مارسته الحركات والتيارات والاحزاب التي تستند الى اصول دينية او من تحاول التأسيس مجددا لسلطة الفرد الواحد تحت عباءة الدين بديلا لعباءة العروبة وحركاتها القومية . ان تلك الحركات والاحزاب التي جاء بها تغيير نظام الحكم في العراق تتجاهل المبدأ الذي شرع اسقاط ذلك النظام وقدمت كبديل مغاير له تماما . اما السبب الثاني فهو يتعلق بنتائج التغيير التي اذا تشابهت لم يك لالية التغيير من اهمية بل بالعكس لتجربتنا نحن في العراق فقد كان هناك كسبا للوقت تم استغلاله للكشف المبكر عن شر مضمر يتمثل بحقيقة المشكلة القومية وما يعنيه لنا الخلاف والاختلاف الطائفي والعقائدي وكيف انه عبر عن نفسه صادقا ونازعا عن وجه قناعا مزيفا اسمه التسامح الديني , بدليل ان الامر ظهر كما ظهر لنا , وبعد الا يحق لنا ان ننظرونتساءلا مجددا عن ربيع اخر ...... نعم اننا بحاجة الى ربيع اخر ...





#جواد_كاظم_الدايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أهالي بلدات وقرى جنوب لبنان يسارعون للعودة إلى مساكنهم رغم ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ...دفاعا عن الجدل (الجزء الث ...
- صفارات الانذار تدوي في شمال فلسطين المحتلة وشمال تل أبيب وفي ...
- م.م.ن.ص // تأييد الحكم الابتدائي في حق المعتقلة السياسية سم ...
- تصاعد المواجهات بين الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان، ومق ...
- أكبر جامع في ألبانيا والبلقان.. شاهد: -نمازجاه- في تيرانا ما ...
- باكستان: مقتل أربعة من قوات الأمن بصدامات مع متظاهرين مؤيدين ...
- المستشار الألماني شولتز يقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جواد كاظم الدايني - ربيع آخر