أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الثانية















المزيد.....

قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الثانية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 00:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هناك فرق كبير بين وصف الحقيقة كما هي, ومسألة الإيمان بها كما هي, و أن ما من فكرة تنشأ أو حل يقوم لغرض تغيير الحقيقة كما هي ( الواقع ) إلى الحقيقة كما يجب أن تكون ( الحق ) ما لم يجري توصيف الحالة المراد تغييرها بدقة واكتشاف مواقع القوة فيها أو الضعف, فإن عجز العقل عن هذا التوصيف أو ارتبك أو رفض الاقتراب من الحقيقة كما هي على الأرض وظل أسيرا للحقيقة كما يتمناها في عقله, لا كما يراها في بصره وبصيرته, فهو سيعجز بالتالي عن الوصول إلى الحلول المطلوبة, فالإصرار على وجود الخطأ شيء والقدرة على توصيف هذا الخطأ شيء آخر, وغرض التوصيف الدقيق هو واضح هنا: أن يصار إلى وضع خطط التغيير الصحيحة, ومن هنا يولد المصلح أو الثوري, سواء في علم الاجتماع أو في علم السياسة والتي نقصد بها هنا فن وعلم بناء الدولة وليس فن المناورات والمداورة وصولا إلى الهدف وكما هو شائع بالتعريف العام.
فإن قلت: أن المالكي هو قوي الآن بفعل المعادلات السياسية الطائفية القائمة على الأرض فهو قوي ضمن هذه المعادلة القوية لا خارجها, وهو قوي الآن وليس في أي وقت آخر. فإن استمرت قوة هذه المعادلة ولم يفلح المشروع الوطني بتغييرها, وكذلك عجزت المتغيرات التي تعج وتضج بها المنطقة من المساهمة في هذا التغيير فسوف تستمر قوته تلك أو حتى أنها مرشحة للتصاعد. لذا فإن من التجني تشطير هذه الجمل إلى أنصاف منعزلة عن بعضها البعض ثم التركيز على النصف الذي يؤكد على أن المالكي قوي وتصوير ذلك وكـأنه دعوة إيحائية بإتجاه تأسيس مفهوم يدعو للاعتراف بسلطته نهائيا والتخلي عن كل إمكانية لتحجيمه أو تبديله.

من الخطأ, إن لم يكن من العيب, أن نقوم بوضع كلمات على فم مَن لم يقلها ونشتق تصورات قد يكون لها ما يبررها في عقل الذي اشتقها من خلال إقتراباته وقراءاته الخاطئة. لقد أعطتني بعض الردود والانفعالات فرصة مضافة للتعرف على حجم الارتباك الحقيقي في ساحة المعارف السياسية العراقية, ويمكن لنا أن نتصور حجم الضرر الذي يحدثه ذلك الارتباك فيما لو تبين لنا أن من يمارسه يحتل مقاما هاما في ميدان صنع القرار لمجموعته السياسية.
أول ما يدعو إلى ذلك هو الإصرار على أن المالكي ليس قويا, وأنا يا سادة لم أقل قويا, هكذا حاف, وإنما قلت - قويا ضمن معادلات النظام الطاقومي القائم - .. أي إنني لم أتخطى حدود النظام ذاته لأقول أن المالكي صار قويا في ساحة العمل الوطني العراقي على سعته ووفق أهدافه وجماهيره واستحقاقاته, بل قلت أن قوته هي من قوة النظام الطاقومي مع دعوة مرافقة لرؤية كم صارت ساحة العمل الوطني الحقيقية متراجعة وكم أن قواها صارت ضعيفة ومتفرقة. ولهذا وبدلا من أن أعترف بتلك القوة المتصاعدة بما يستدعي الإيمان بها دعوت إلى قراءة الواقع كما هو لغرض وضع اليد على المعادلات الحقيقية التي من شأنها أن تتعامل مع تلك القوة بقوة, مؤمنا أن لكل مرحلة سياسية خصوصياتها وأهدافها وآلياتها وبالتالي تحالفاتها وقياديها, فإن عجز البعض عن تصور ذلك ومالوا إلى إسقاط أساليب سابقة على مرحلة جديدة مختلفة بمعطياتها وهمومها المركزية فإنهم سيساهمون حقا بتقوية خصومهم وتضيع فرص الرؤيا الواضحة وسط غبار العصف السياسي المحتدم.

, ومما تبين لي على هذا الطريق أن دخول البارزاني على خط الصراع مع المالكي من خلال قيم النظام الحالي لكن بتكتيكات مختلفة أعلنت عن نفسها بالميل للتحالف مع الصدريين أو الحكيميين سوف لن تضعف المالكي ضمن منظومة النظام الحالي بل أنها ربما ستضع بيديه أوراقا للقوة سوف لن تقف إمداداتها على الوسط (الشيعي) لوحده وإنما ستمتد لكي تشمل أيضا الوسط (السني) الذي سيبايع بعضه المالكي بعد أن يظهر هذا الأخير بمظهر ( العروبي الرافض لأحلام الكورد وما يسمى بمخططاتهم التوسعية ).
إن البارزاني أخطأ حينما تصور أن هناك فرصة حقيقية قائمة أمام نجاح ما هدد به, لماذا.. لأنني أعتقد أن الصدريين والحكيمين أو غيرهم ضمن المنظومة السياسية الشيعية الحالية, وإن هم أحبوا أن يضعف المالكي, لكنهم يفعلون ذلك حينما لا يأتي على حساب مبدأ توزيع السلطة, وهو مبدأ اعترف من خلال لغة الأرقام الانتخابية على استحقاقات (سياسيوالشيعة) لقيادة النظام, وإنهم بالتالي ميالون إلى أن يزيحوا المالكي ويجلسوا محله لكن بقوة المعادلات السياسية الحالية لا من خلال الانقلاب عليها الذي سيؤدي بالضرورة إلى أفول نجمهم وليس نجم المالكي لوحده, وهذا أيضا ينطبق على سنة النظام أيضا الذين يرون أن مصالحهم قد ترتبت بما يتناغم مع بقاء النظام فاعلا بقوة معادلاته الطائفية التي تعيد حكايتنا إلى بدايتها لتضعنا مرة أخرى أمام حقائق تركيب معادلات القوة داخل النظام الحالي.

وإن لم ندخل إيران في الصورة سوف تبقى الصورة ناقصة, فالنفوذ الإيراني واضح ولا يحتاج إلى أدلة عينية, وهي حقيقة تدعمها النظريات الفقهية في الدماغ قبل أن تدعمها الحقائق السياسية على الأرض, لذا لا يجوز أن ننسى قيمة هذا العامل الأساسي في إعادة أي ابن ضال إلى أحضان أمه وأبيه, والمقصود بها هنا أحضان التحالف الوطني. فالمناورة والصراع وحتى الصدام مسموح به داخل ميدان التحالف نفسه, لا خارجه.
غير أن هناك من يرى أن الموضوع سيتغير حال تراجع النفوذ الإيراني, وهو أمر سيحدث دون شك حينما تتغير المعادلة الإقليمية بما يحقق هذا الهدف المحلي من ضمن المتغير الإقليمي ( سقوط النظام السوري وتراجع النفوذ الإيراني ). وليست هذه الصورة غائبة عن المالكي الذي نراه بتأثير منها يهرع إلى مزيد من الهيمنة على الساحة العراقية لضمان إستمرار قوة النظام ومنعته حال حصول المتغيرات, ولقد رأينا ذلك يتحرك من خلال إقصاء الخصوم وإضعاف الباقين والسيطرة كاملا على مؤسسات القوة وإستخدام ورقة المال أيضا لتحقيق ذلك, إضافة إلى محاولة دؤوبة للعودة إلى الحضن العربي وكسب الصديق الأمريكي.

لقد أردت من مقالتي السابقة أن يكون هناك دخول إلى الحل بعد توصيف الحالة على الأرض حيث قلت بصعوبة الحل من خلال معادلات النظام نفسه. ولن أخطأ إذا ما قلت أن الحل يستوجب تبديل الحالة الطائفية كلها وليس شخص فيها, ولست أتوقع أن تنتج هذه الحالة البائسة شخصا أفضل من المالكي, فإن هي فعلت فلسوف يأتي ذلك لصالح أركان النظام ذاته وليس لصالح الوطن والشعب العراقي الذي لا يمكن أن تخدمه المعادلات الطائفية ولا يخدمه أيضا ذلك الذي يراهن على إمكانية التغيير الحقيقي من داخلها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الأولى
- التحالفات السياسية وخطاب البارزاني الأخير
- في المسألة المشعانية* والقضاء العراقي الممشعن
- العملية السياسية وخطاب البارزاني الأخير... 1
- الإيمو... المجتمع حينما يقتل نفسه
- الطائفية.. حينما ينفصل السياسي عن الأخلاقي وحينما يتناقضان
- الشعب العاري وحكاية نوابه المصفحين
- الطريق إلى قاعة الخلد والتجديد المفتوح لرئيس الوزراء
- العراق بين حروب القرار وحروب الاستجابة
- الهاشمي.. قضيته وقضيتنا .. القسم الثاني
- الهاشمي .. قضيته وقضيتنا
- الجمهورية العراقية القضائية العظمى.. مقالة ليست ساخرة
- العدالة الانتقالية
- يوم اختلف الأسمران.. أوباما وخلفان
- رئاسة الوزراء.. دورتان تكفي
- سليماني.. قصة تصريح
- العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي
- قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي
- المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد
- إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى


المزيد.....




- -نمر بأوقات خطيرة-.. مبعوث بايدن يحذر من التوترات الحدودية ب ...
- عميل للخدمة السرية يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح خلال زيارة ...
- أكثر من 20 عضوا في حلف الناتو تحقق هدف الإنفاق الدفاعي
- منتدى DW: الإعلام يكافح من أجل المصداقية في أوقات عصيبة
- حدث فلكي يقع مرة واحدة في العمر.. كيف تشاهد ”انفجار نوفا-؟
- نظرة من الغرب إلى زيارة بوتين المرتقبة لكوريا الشمالية
- وزارة الدفاع البولندية تؤكد إجراء تحقيق في انتهاكات عمل لجنة ...
- صحيفة: الشرطة الفرنسية تستعد لاضطرابات بسبب الانتخابات البرل ...
- مسؤول عسكري إسرائيلي: نجحنا في إبعاد خطر اجتياح -حزب الله- ل ...
- نائب رئيس بلدية القدس يدعو للتوقف عن جمع نفايات قنصلية فرنسا ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - قراءات خاطئة جدا جدا لمواضيع صحيحة جدا جدا.. القراءة الثانية