تسلييف الدولة؟ كيف؟

غادة عبد المنعم
مفكرة

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ثارت الكثير من الاعتراضات مؤخرا حول مبادرات الجيش لتسليف الدولة ومثلى مثل الجميع شعرت بالدهشة والغرابة ان يكون لدى جيش دولة كمصر ما يفيض عن احتياجاته حتى يمكنه تسليف دولته التى تعانى من حاجة اقتصادية شديدة؟
فالقاعدة ان الجيش جزء من هيئات الدولة وانه لا يمكن ابدا فى دولة تعانى اقتصاديا ان يكون فيها جيش لديه ما يفيض عن حاجته لان معنى ذلك ان ما يخصص من ميزانية للجيش يزيد جدا عن حاجته ويضغط على ميزانية الدولة فيستنفذها وهنا ليس من المعقول ان يقوم الجيش بتسليف الدولة ولكن المعقول ان يتم تعديل ميزانية الدولة فى الحال لنقل الزائد عند الجيش كله من البند المخصص كميزانية له لبنود اخرى ضمن ميزانيتها فيها نقص وعدم كفاية فهذا هو الاجراء الوحيد المعقول طالما كلا من الجيش والدولة يضمهما كيان واحد من حيث الانتماء والميزانية.
ما أريد التنويه عنه أيضا هو ما يتميز به الجيش من انه يضم عمالة مؤقته يمثل عطائها عطاء للدولة وليس لهيئة الجيش فكل العمالة التى يضمها الجيش تقريبا هى عمالة مدنية (جنود) ملتحقين مؤقتا بالجيش وحتى نهاية خدمتهم للدولة ومن المعروف ان الخدمة العسكرية هى خدمة بهدف اعلاء الوطن والدولة وليست مخصصة لاعلاء مؤسسة الجيش فى حد ذاتها، لذا فمن الطبيعى ان اى عمل يقوم به المجندون اما ان يرصد ناتجه كله لخدمة هؤلاء المجندين واسرهم من المدنيين او ان يحول فى معظمه لميزانية الدولة التى يقوم المجندون باداء خدمتهم العسكرية خدمة لها. لذا فان تصريح بعض اعضاء المجلس العسكرى قائلين إن ناتج المشاريع الانتاجية للجيش مال يأتى من عرق الجيش ولن يتم ضمه للميزانية المصرية يبدو مدهشا جدا؟ ذلك ان الجيش وهو هيئة مصرية يتم الانفاق عليها من مال الدولة ويفترض فيها الانتماء ولابد له عند امتلاكه لأموال تزيد عن حاجته ان يسعى فى الحال لرفع اقتصاد مصر فى وقت أصبحت مصر فيه على وشك انهيار اقتصادي - وذلك باقرار قادة الجيش انفسهم - وخاصة وان قواده هم حكام البلاد فى الوقت الحالى اى ان لديهم التزام أخلاقى ووطنى بحل مشكلات بلادهم ؟؟؟؟!!!!!!!!
أو عليهم استخدام هذه الميزانية لتحسين مكافئات المجندين اى الايدى العاملة بالجيش وزيادة الخدمات المقدمة لهم ولاسرهم فهذا سيساعد فى رفع مستوى الخدمات المقدمة لعدد ربع مليون مجند والذين يصل تعدادهم مع اسرهم لحوالى مليون ونصف مواطن مصرى اى حوالى 3 او 4% من تعداد المواطنين المصريين.

#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات