أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - ماذا نريد من الفن ؟














المزيد.....

ماذا نريد من الفن ؟


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 18:32
المحور: الادب والفن
    


لو قلنا أن الهدف من الفن هو الترفيه ومتعة المشاهدة والترويح عن النفس , فهذا معناه أننا نلغى الهدف الآسمى للفن , حيث أن الفن يقدم معايير إنسانية وقيمية صرفة لآنه يتعامل مع الروح البشرية بشكل مباشر , إن الفن يترجم المشاعر والآحاسيس الى لغة متعارف عليها من قبل المتلقى , لآن الفن ليس له وطن , وهو سريع الآنتشار إذا كان فنا راقيا فيبقى فى الوجدان , ويعبر الحدود والآمنكة والآزمنة, وهوعابر القارات ولذا هو مؤثر فى وجدان الناس بأسرع ما يمكن , لما يحمل من رسالة عميقة ومسؤولية تجاه البشر ,فنحن حين نرى عملا راقيا يحمل فى طياته أهداف وقيم إنسانية , ننحنى له إجلالا لآننا تأثرنا به تأثرا مباشرا .

إن الفن يرتقى دائما بوجداننا , لآنه يتناول قضايا ومشكلات المجتمع الذى يعايشه , والفن الراقى دائما يحوز على أعجاب الناس لآنه أثر فى وجدانهم بالأيجاب , لآنه بعيد كل البعد عن الآبتذال والآسفاف .
ودائما الفن لا يكون مصدرا لتدمير قيم المجتمع وأخلاقياته ولكنه يكون مصدرا لتوعية العقول , فهو يوقظ العقول الغافلة عن قضايا الآمة , ويحارب الآنحلالات والآنحرافات , إن الفن الآن أخذ فى الآنحراف والآنجراف عن المسار الذى نريده منه, نحن نريد فنا يرقى بالأمة , ويرقى بأذواقنا ويسمو بأرواحنا , لآن هناك أعمالا لا ترقى الى المستوى المطلوب والمبتغى منه . إن ما يعرض علينا هو تدمير للخلق والخلق .

نحن نريد فنا بعيد كل البعد عن المرابحة والتجارة الرخيصة , لآن هناك إناس يدخلون عالم البيزنس عن طريق الفن وهو طريق سهل من منظور تجارى بحت وليس لديهم أى رسالة موجهة الى المجتمع , فكل رسالتهم هو أن يربحون , فيوظفون أموالهم لآنتاج أعمالا فنية مهينة ورخيصة وهابطة ومسفة , يفسدون بها أذواقنا , ولا تنتمى هذه الآعمال الى الفن بصلة , فنشعر أننا نشاهد أسفافا تجاريا وليس عملا فنيا وما أكثر هذه الآعمال .

وأنا أتخيل وهذا فرض من الفرضيات , أننا أستغنينا نهائيا عن جميع الفنون بحجة أن الفن حرام كما يدعى بعض الجماعات الأصولية المتشددة , فماذا سيكون حالنا ؟ ! إنهم يقولون أن الفن حرام وكرة القدم حرام والديمقراطية حرام وسماع الآغانى حرام ودراسة الفنون فى المدارس كالرسم والموسيقى حرام وحصص التربية الرياضية حرام وعمل المرأة حرام , فماذا بقى لنا من الحياة كى نستمتع به ؟ !
هم لا يدرون أن الطفل عندما نعطيه حصصا فنية , فنحن نريد له فى المرتبة الآولى أن نرفه عنه ونغير من نفسيته بشئ يدخل عليه البهجة والسرور حتى نخرجه من حالة الركود طوال النهار فى الصف , لآن الطالب لا يستطيع أن يجلس طوال النهار فى مكانه منتبها , فهو يشعر بالضيق والملل , ثانيا لزاما علينا أن نرتقى بالطالب بمواد فنية تزيده قدرة على الآحساس والتجديد حتى لا يكون نمطيا فى حياته .

الفن رسالة سامية دائما ما ترتقى بالمجتمع وتنهض به وترقى بأخلاقياته وسلوكياته من خلال ما يقدم للمجتمع من أعمال ملتزمة تعالج قضايانا الملحة مثل قضايا البطالة والمخدرات وهجرة الشباب خارج الوطن . والفن لا يقتصر على الآفلام إنما هناك الاغانى الهابطة التى أخذت مأخذا غير سويا , حيث بدأ الدخلاء على الآغنية بكتابة الكلمات الهابطة التى لا ترقى لمستوى المستمع , وأصبحنا نسمع أغانى تغنى للحشيش والبانجو , وهذا يتعارض مع قيم وأخلاق المجتمعات الراقية , حيث سمحوا للسفهاء أن يقتحموا علينا بيوتنا بأغانى مسفة وهابطة , ولزاما علينا أن نسمعها غصب عنا وبدون أى مراعاة لشعورنا .



#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا زهرتى لاتلوميننى فأنا إنسان
- قضايا شائكة ( الخلافات الزوجية )
- التعليم فى البحرين بتقبيل قدم المعلمة
- تضحيات أم
- ست الحبايب
- صناع الخوف
- إنى أعذرك يا إمرأة
- الكذب خيبة
- رسالة الى شهيد غزة
- فى غزة مات شهيدا فرع الصبار
- قضايا شائكة ( الخيانة الزوجية )
- الحب وعلاقته بالغضب
- كلمات من ذاكرة النسيان
- مصر غنية بثرواتها
- قضايا شائكة ( المحلل )
- الغزو البشارى للشعب السورى
- بشار يغتال براءة الآطفال
- قلوبنا مع المناضلة هناء شلبى
- غدر ما كنت أعهده
- حكاوى الليل


المزيد.....




- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
- وفاة صاحبة إحدى أشهر الصور في تاريخ الحرب العالمية الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - ماذا نريد من الفن ؟