أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - عمل المرأة ليس ترفًا














المزيد.....

عمل المرأة ليس ترفًا


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3686 - 2012 / 4 / 2 - 14:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يدعي بعض الرجال في بلادنا أن عمل المرأة ترفًا، وأن المرأة تعمل لتشتري بعض الأشياء غير الضرورية، مثل الملابس، والمكياج وغيرها من الأشياء التي لن تحتاج إليها في المقام الأول إن لم تكن تعمل خارج المنزل. وأرى في ذلك مغالطة كبيرة تحاول أن تغطي على الادعاء الذكوري بأن الرجل لا يحتاج إلى ما تجلبه المرأة من مرتب في نهاية الشهر. (انظر على سبيل المثال مقالة مروة شرف الدين ”حريم الدستور المصري” 15/3/2012 في المصري اليوم - باللغة الإنجليزية) وأن ما تتقاضاه إنما تنفقه في الواقع بين المواصلات، وحضانة الأطفال، وملابسها وهندامها، أي أنها تصرف ما تتقاضاه ولا يتبقى من دخلها شيء للعائلة.

ويتعارض هذا الإدعاء مع ما نراه من سعى رجال هذا الجيل إلى الاقتران بالموظفة ذات الدخل الشهري الثابت، وعد ذلك من مميزات العروس المأمولة. كما يتنافى مع واقع أن كثيرًا من البيوت المصرية اليوم لن تستطيع استكمال المصاريف الشهرية ما لم تكن ذات دخل مزدوج (الزوجة والزوج معًا). والأهم من ذلك أنه يتنافى مع معدل ما تصرفه المرأة من دخل على ما قد يطلق عليه ”بالكماليات”. فنحن لن نحتاج إلى دراسات لتثبت أن المرأة لا تصرف على نفسها إلا جزءا يسيرا من دخلها، فيكفينا لإثبات ذلك نظرة عامة على المرأة العاملة في مصر لنعرف البؤس الذي تعانيه، وتضحياتها برفاهتها في سبيل عائلتها. وعلى أي الأحوال أثبتت الدراسات الحديثة أن أطفال المرأة العاملة يتمتعون بتغذية أفضل، ومستوى تعليمي وصحي أفضل من أطفال المرأة غير العاملة. مما يعني أن دخل المرأة العاملة يذهب باتجاه أساسيات الحياة بالنسبة لعائلتها. وفي الواقع ينفق الرجال على عائلاتهم جزءا يسيرًا مما يكسبون، وهو المعنى الضمني للدراسة آنفة الذكر. كما أن دراسة أجريت على عمال مصنع كبير بالإسكندرية أفادت بأن العمال يتجهون إلى الزواج بأخرى عندما تتيسر حالاتهم المادية. أي أن الرجال هم من ينفقون على الرفاهيات مع زيادة دخلهم. وقد أثار هذا الأمر ضجة في أندونيسيا، حيث قضت إدارة إحدى المقاطعات بتحويل رواتب العمال إلى زوجاتهم. وذلك لأن العمال يصرفون رواتبهم علي خليلاتهم (أو يتزوجون بهن) ويتركون عائلاتهم ونساءهم وأطفالهم بدون ما يسد رمقهم. وبما أن الدولة الرشيدة تعمل على تنشئة جيل صالح، ولا يتحقق ذلك بدون تغذية وصحة وتعليم جيدين، فقد قررت المقاطعة تحويل رواتب العمال إلى زوجاتهم.

وبالإضافة إلى السيدات العاملات والمتزوجات، هناك أيضًا السيدات غير المتزوجات. فقد جاء في تقرير المركز المصري لحقوق المرأة لعام 2008 أن نسبة الطلاق في مصر قد بلغت الأربعين بالمائة، مما يعني بالضرورة أن عدد الأسر التي تعولها سيدة في ازدياد مستمر. ومع أن عددًا من تلك المطلقات قد يكن بلا أطفال، أو قد تعود إلى بيت أسرتها ليكفلها هي وأولادها أبوها أو إخوتها، فإن عددًا منهن بالضرورة سوف يتجه إلى سوق العمل إذا لم يجد من يعيله، أو إذا تغيرت الظروف (مثلا بوفاة الأب، أو زواج الأخ العائل) أو قد ترفض العائلة احتضانها هي وأبناءها ما لم يكن لديها دخل ثابت (كما روت منال عمر عن إحدى مشاهداتها في بغداد إبان الغزو الأمريكي للعراق - انظر بشأن ذلك مذكراتها). وتنطبق مثل تلك السيناريوهات على النساء اللواتي لم يسبق لهن الزواج، والذي بلغ تعدادهن في مصر خمس عشرة مليون بحسب د. غادة عبد العال.

وليست الحاجة المادية أو الاقتصادية هي كل ما يدفع المرأة للعمل، فقد تعمل المرأة لرغبتها في إظهار مواهبها وتنميتها، أو لرغبتها في تطبيق ما تعلمته بعد أن كرست الوقت والجهد في التعليم، أو لمجرد رغبتها عن الانعزال داخل جدران المنزل، أو لأنها ببساطة ترغب في العمل … وعلى أي الأحوال فعمل المرأة ليس ترفًا.




#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج -دائرة الستة أشخاص-: للحد من العنف المجتمعي
- عفت عبدالكريم والرسائل الملتبسة في مسرحية مدرسة المشاعبين
- الإعلان وتكريس المفاهيم التقليدية
- النظام الأبوي والدولة الجديدة


المزيد.....




- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - عمل المرأة ليس ترفًا