أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ليث حميد كامل - الايمو العراقي من أين ؟ و الى أين ؟.















المزيد.....


الايمو العراقي من أين ؟ و الى أين ؟.


ليث حميد كامل

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 21:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تناقلت وسائل الاعلام عمليات استهداف الشباب المنتمين الى ثقافة الايمو من قبل مجاميع ذات طابع ديني في مطلع شهر آذار 2012 ، وان التباين والاختلاف حول عدد ضحايا شباب الايمو وعدم التمكن من التأكد من ان المستهدفين هم من الايمو فقط تشير الى ان هذه الظاهرة اخذت طابع دعائي،ان من اهم اسباب انتشارها هي تعرض البلاد لغرس ثقافي من قبل الماسونية ، مستغلة وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعية ، وقد اثار استهداف شباب الايمو قلقاً واسعاً في المجتمع العراقي ، وإدانة من قبل منظمات عالمية ومرجعيات دينية وشخصيات سياسية ، ومن المتوقع ان هذه الظاهرة سوف تمر خلال الفترة القادمة في حالة سبات وسيقتصر تواجدها على بعض المناطق ومواقع الانترنت ،وتكمن خطورة ثقافة الايمو اذ ان نواياها السيئة غير واضحة للعيان دون تفحص في حيثياتها التي تؤدي الى ضياع مستقبل البلد كون الشباب يشكلون الطاقة البشرية للمجتمع فضلاً عن التمهيد لنشر عبادة الشيطان ، ولمعالجتها لابد من ان تتكاثف الجهود وبشكل سلمي دون استخدام العنف لمواجهتها ابتداء من المؤسسات التعليمية الى الدينية والرقابية.

استهداف شباب الايمو
تناقلت وسائل الاعلام العراقية وبعض القنوات العربية مواد اخبارية مفادها قيام مجاميع ذات طابع ديني ، بعمليات قتل للشباب المنتمين إلى ثقافة الإيمو في مطلع شهر اذار 2012 ، ويتم ذلك بعد خطف الشباب من الشوارع وتنفيذ الحكم فيهم باستخدام قطعة بناء مكونة من الأسمنت لسحق رؤوسهم ، ثم قامت بعد ذلك بإصدار قوائم بأسماء الشباب الذين ينتظرهم القصاص في حال تمسكهم بثقافة الإيمو ، وكان وسط وجنوب العراق مسرح لهذه العمليات ، وبالتحديد في محافظة بغداد في منطقة مدينة الصدر وجسر ديالى ، ومحافظة بابل والديوانية وذي قار والبصرة و واسط والمثنى وفي قضاء بلد بصلاح الدين وفي مدينة العمارة ، وقد استثنت بعض مناطق وسط وشمال العراق من هذه العمليات بسبب ضعف نفوذ المجاميع التي تبنت استهداف شباب الايمو في هذه المناطق ، حيث ان الايمو اصبح ظاهرة تغطي تقريباً اغلب محافظات العراق ، ويبدو ان هذه ظاهرة بدأت بالانتشار في العراق بين الشباب منذ منتصف 2010 ، حيث وفرت الاسواق العراقية الملابس والإكسسوارات وكل الاحتياجات الاخرى التي ساعدت في نشر هذه الظاهرة منذ تلك الفترة.
ان التباين والاختلاف حول عدد ضحايا شباب الايمو وعدم التمكن من التأكد من ان المستهدفين هم من الايمو فقط إلا لحالة واحدة تشير الى ان هذه الظاهرة اخذت طابع دعائي ، وأضافت اليها كل عمليات استهداف للشباب الاخرين الذين قتلوا لأسباب اخرى ثأرية واجتماعية وإجرامية تحدث دائماً.

عوامل انتشار ثقافة الايمو
صاحب تغير النظام في العراق بعد عام 2003 وغزوه من قبل الولايات المتحدة تعرض البلاد لغرس ثقافي احدهم استهدف النسيج الاجتماعي للعراق ، حيث تمثل بتصدير ثقافات غريبة موجه لشريحة الشباب ، مستغلة وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعية كالفيسبوك وغيرها من مواقع التواصل الذي يوفرها الإنترنت بغزارة في ظل غياب الرقابة الحكومية لهذه الوسائل وانشغالها بالخلافات السياسية الداخلية حيث تأثر الكثير من الشباب بهذه الثقافات الذي وجد فيها ملاذه الآمن بعيداً عن العنف الطائفي والخوف من التمسك بالمبادئ الاسلامية خشية الاستهداف من قبل المذاهب الاخرى ، كذلك ضعف دور الاسرة في توجيه وتربية الابناء وغياب الموجّه التربوي في المدرسة والجامعة ، وتأزم الوضع العام , وزيادة نسبة البطالة ، والفراغ الاجتماعي والثقافي الذي يعيشونه واليأس من الحاضر والمستقبل ، و الإحباطات المتراكمة بسبب الحروب وما نجم عنها من تفكك في مختلف المؤسسات المجتمعية ، مما جعلها عاجزة عن تلبي الاحتياجات النفسية والمادية للشباب و دفع بهم إلى التعبير عن ذاتهم بطرق مختلفة في محاولة منهم لجذب الانتباه والحصول على نوع من الاهتمام.


غياب نجم الايمو
اثار استهداف الشباب المنتمون إلى ثقافة الإيمو قلقاً واسعاً في المجتمع العراقي بين الاسر عامة وشريحة الشباب خاصة ،حيث ادى الى لجوء اغلب الشباب الى حلق رؤوسهم والاعتدال في اللباس خوفاً من استهدافهم ، كما دفعت ببعض شباب الإيمو إلى الابتعاد عن التجمعات التي كانوا يقومون بها في بعض المقاهي العامة ، وهروب اعداد اخرى الى محافظات ومدن ثانية تخفياً من تهديدات القتل، حيث سجلت بغداد أكثر نسبة تهجير لشباب الايمو ، وكان رد فعل الشارع العراقي حول استهداف هؤلاء الشباب ساخطاً حيث رفضوا اللجوء الى استخدام العنف في تقويم هؤلاء الشباب ، كما أثار رد فعل كبيراً بين المنظمات حقوق الإنسان ، وأجمعت منظمات عالمية ومرجعيات دينية وشخصيات سياسية في العراق على إدانة موجة العنف الموجهة ضد الشباب المنتمون إلى ثقافة الإيمو ، ودعت إلى التحقيق وتطبيق العدالة ، بحق المسؤولين عن حملة استهداف وترهيب واستخدام العنف ضد هؤلاء الشباب.

الى اين تتجه ثقافة الايمو في العراق
من المتوقع ان ظاهرة الايمو في العراق خلال الفترة القادمة سوف تمر في حالة سبات وستغيب عن الشارع العراقي بعد ان نجحت دعائياً في التعريف بها وسيقتصر تواجدها على بعض المناطق التي لم تشهد استهداف لهم ولكن بشكل غير ملحوظ ، وسيعمل شباب الايمو الى اللجوء الى مواقع الانترنت وخاصة الفيسبوك في نشر ثقافتهم والدفاع عنها ، وستكون المحطة القادمة للايمو في اقليم كردستان واضحة بشكل كبير حيث يتمتع هذا الاقليم بالوضع الامني الجيد وغياب المجاميع التي تصدت لثقافة الايمو ، فضلاً عن اجواء الحرية النسبية التي تشجع على ايجاد الارضية المناسبة لاستمرارهم ، كما ستعمل الماسونية العالمية على توفير الدعم الاعلامي والقانوني لحماية هذه الظاهرة .

خطورة الايمو
تكمن خطورة ثقافة الايمو كونها ظاهرة سلمية لا تميل الى العنف مما يكسبها نظرة ايجابية لدى الشباب او المجتمع بشكل عام ويشيع بأنها تعتبر مرحلة مؤقتة في حياة الشباب ووسيلة للتعبير عن مشاعرهم ، وهي ليست عادة أو ظاهرة خطيرة ، والحقيقة ان هذه الرؤية لهذه الثقافة هي ما يروج له الاعلام الغربي الذي يعمل على تفتيت النسيج الاجتماعي للبلدان الاسلامية ، حيث يتلقى الشباب العربي والمسلم هذه الثقافة بهذه الرؤية ويبدأ بالانجراف نحوها ، اولا يعجب بأزيائها و ثم يقلدها في الملبس وقصات الشعر ثم يتعاطف مع هذه الثقافة ومن ثم يبدأ بنشر هذه الثقافة .
ان الخطر الذي تشكله ثقافة الايمو تبدأ بتهميش المبادئ الداعمة للقيم والأخلاق الحميدة ، وممارسة تعاطي المخدرات ، وإقامة الحفلات والتجمعات المشبوهه ، والدعوى المبطنة الى المثيلية ، وتدهور المستوى التعليمي والاجتماعي للشباب المنتمون لها ، والاضطرابات الشخصية المختلفة التي تؤدى إلى خلل كبير في بناء الشخصية ، وقد ينتج ذلك إعاقات نفسية ، واجتماعية دائمة في جميع مراحل العمر ، وظهور جيل غير سوي من الشباب المضطرب ، من أهم سماته العزلة وضعف الإنتاجية ، والنظر إلى الحياة والمستقبل بتشاؤم كبير، وتفكك البناء الأسري ، واكتشاف نوع جديد من المشكلات يصعب التعامل معها ، مما يعني ضياع مستقبل الامة كون الشباب يشكلون الطاقة البشرية للمجتمع ، والأخطر من ذلك هو احتقارها للأديان جميعها حيث يشير عدد من العلماء إلى أن هذه الظاهرة ما هي إلا تمهيداً ومقدمة للدخول في جماعة عبدة الشيطان الكفرية والتي تمثل أخطر الانحرافات العقائدية والفكرية في الواقع المعاصر ،اذ ان الماسونية خططت لنشر عبادة الشيطان بين الشباب عبر ثلاث مراحل تبدأ بمرحلة الايمو وبعد ان ينتقل المراهق الى مرحلة الشباب يدخل الى المرحلة الثانية والتي تعرف بالميتال والتي يؤدي التطور الطبيعي لهذه المرحلة في الدخول الى المرحلة النهائية والتي تعني عبادة الشيطان ، والذي يتابع الترابط بين الايمو والميتال يصل الى هذه النتيجة التي يغفل عنها الشباب وأسرهم.
هذا وهو الوجه الاخر لثقافة الايمو التي تبدأ باللباس وتنتهي بالانحلال وعبادة الشيطان والذي تعمل الماسونية الى اخفائه عبر منظومتهم الاعلامية الضخمة.



المعالجات
1. تثقيف الشباب بأمور دينهم والعمل على اقامة جيل قائم على التوحيد الالهي ليكون محصناً ضد الافكار والانحرافات العقائدية التي تبثها الماسونية انطلاقاً من مبدأ الوقاية خيرا من العلاج.
2. حث وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي على فرض الزي الموحد ودعمه لكل المراحل الدراسية بدون استثناء كون ان الطلبة هم الشريحة المستهدفة لثقافة الايمو.
3. فرض الرقابة على وسائل الاعلام ومواقع الانترنيت والقيام بعمليات حجب للمواقع التي تغذى عقول الشباب بالأفكار المنحرفة التي تدعوا الى هذه الظاهرة او الى غيرها كالمثيلية و المواقع الاباحية .
4. منع التجار من استيراد الملابس والإكسسوارات والصور والأمور الاخرى التي تعتمد عليها ثقافة الايمو وحظر بيعها في الاسواق العراقية.
5. توعية الشباب لخطورة هذه الثقافات المستوردة البعيدة عن القيم والمبادئ الاسلامية والعربية وفضح اهدافها عبر المؤسسات الاعلامية والتعليمية والدينية .
6. تثقيف الاباء للاهتمام بحاجات الأبناء وتفهم خصائص المرحلة العمرية التي يمر بها هؤلاء الأبناء والتعامل معها بحذر وجدية .
7. تفعيل الحوار التربوي الناجح وبين الهيئة التعليمية والطلاب وإرشادهم بعبارات موجزة ودقيقة.
8. الابتعاد عن استخدام العنف لمعالجة هذه الظاهرة واستخدام الوسائل السلمية المشروعة لردع الشباب من الانجراف ورائها .



#ليث_حميد_كامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -معاد للإسلام-.. هكذا وصفت وزيرة داخلية ألمانيا المشتبه به ا ...
- -القسام-: مقاتلونا أجهزوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاك ...
- من -هيئة تحرير الشام- إلى وزارة الخارجية السورية.. ماذا تعرف ...
- جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا ...
- فوائد صحية كبيرة للمشمش المجفف
- براتيسلافا تعزز إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في ماغ ...
- تغريدة إعلامية خليجية شهيرة عن -أفضل عمل قام به بشار الأسد ...
- إعلام غربي: أوروبا فقدت تحمسها لدعم أوكرانيا
- زعيم حزب هولندي متطرف يدعو لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة بعد ...
- أسعد الشيباني.. المكلف بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السو ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ليث حميد كامل - الايمو العراقي من أين ؟ و الى أين ؟.