آمنه سعدون البيرماني
الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 21:22
المحور:
الادب والفن
( قصة وطن )
يحكى اِن هناك وطن
عاش بعيدا ... عن الزمن
طواه النسيان
في وادي الحرمان
غرق عميقا ... في بحر المحن
و يحكى ان هذا الوطن
عاش وحيداً ... بين الاوطان
كسفينة بلا ربان
جدرانه ... بنيت بالهم
اسواره اليأس و العدم
سكانه ... عاشوا كالأموات
ضاعت فيه الارواح
ماتت فيه الصلوات
و يحكى انه في كل صباح
تشرق شمسه
مطفأه بدم
و قمره الباكي ... يبحث عن انسان
لم يطحنه الخوف
لم تأكله الاحزان
يبحث عن الأمل
في قلبه ... سكن
يحكى ان هذا الوطن
في يوم ... نفض تراب الزمن
تمطى بعد طول رقاد
اهتز كبركان ... تحت الرماد
كسر كل الجدران
سجن الحزن و الخوف و الحرمان
مشى نحو بحار النور
ركض ليلحق ... بركب العصور
قيل ... انه ضاع
و قيل انه سقط شهيدا
في دنيا الاطماع
و قيل ... و قيل
انه في المزاد ... كل يوم
يشترى ... و يباع
في سوق ... ارخص ما فيها الانسان
سمعت انه ... كأسد جريح
بين السباع
فقد انيابه
ذهبت مع الريح ... آماله
مات احبابه
سمعت انه ... اعتراه الكبر
و اضناه الوهن
قيل انه مات
ترى ... هل مات
ام تراه بعث من بين الاموات
... وطن يغرق في بحر الثروات
و رغم ذلك
فهو وطن المقهورين و المسحوقين
و الجياع
يحكى ان هناك وطن
يجاهد وحيدا
لدفع المحن
وطن ... ارضه اللؤلؤ و النضار
اهله ... عاشو الدهر بالانتظار
افنوا العمر بحثا عن نور
و شاب الرأس ... و ضاقت الصدور
و سؤال يتيم ... على كل الشفاه
هل نعرف يوما ... معنى الرفاه
هل من يعمر ... هذا الخراب
هل من يسقي ... هذا اليباب
هل من يرحم ... هذا الوطن !
ِِ
#آمنه_سعدون_البيرماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟